هيثم السحماوي (زمان التركية)- يعيش العالم منذ عدة سنوات في تطور غير مسبوق في التكنولوجيا، ويزداد هذه التطور يومًا بعد يوم بشكل يمكن أن نصفه بالمُعجز، ومن بين التقنيات التي شهدت تطورًا سريعًا في عالم التكنولوجيا تقنية الذكاء الاصطناعي، والتطور الذي لحق بهذه التقنية أستخدمه الإنسان الصالح فيما يخدم حياة الإنسان ويجعلها أفضل وأيسر، ولكن لم يقف أثر هذه التقنية عند هذا الحد الذي يحمل الخير للبشرية، ولكن أراد أن يستفيد المجرمون بهذا التطور في تحقيق أهدافهم ومآربهم الإجرامية، فازداد معدل الجرائم وازدادت تعقيداتها وحل شفرتها للوصول إلى الجاني.

ففيما يتعلق بتأثير تقنية الذكاء الاصطناعي بزيادة معدل الجرائم، فيمكن إيضاحه من خلال النقاط التالية:

انتشار التكنولوجيا: حيث نجد أن هناك علاقة طردية بين انتشار التكنولوجيا وزيادة معدل الجرائم التقنية، حيث يستخدم المجرمون الذكاء الاصطناعي لتنفيذ جرائم من نوع خاص مثل: القيام بهجمات إلكترونية واختراق أنظمة الأمان وسرقة المعلومات.

عملية تسجيل البيانات: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لجمع وتحليل البيانات الشخصية والمعلومات الحساسة لأغراض احتيالية واستهداف الأفراد.

الذكاء الاصطناعي في الجرائم العنيفة والدولية :حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تنفيذ جرائم عنيفة ودولية مثل القتل و استخدام الطائرات بدون طيار مسلحة أو تطوير أسلحة ذكية.

فيما يتعلق بتأثير خاصية الذكاء الإصطناعي على تعقيد الجرائم،فيمكن الإشارة اليه من خلال توضيح هذه النقاط :

صعوبة التحقيق: يصعب تتبع وكشف الجرائم التي تستخدم فيها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مما يزيد من تعقيد عمليات التحقيق ويتطلب مهارات تحقيق متخصصة.

الاحتيال الإلكتروني: تصاعدت حالات الاحتيال الإلكتروني باستخدام التكنولوجيا الحديثة، مما يجعلها صعبة التعقب والكشف عنها.

تزييف الهوية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتزوير الهويات والوثائق، مما يصعب على الجهات المختصة التحقق من الهويات الحقيقية.

هذه وغيرها من أمور ذات خطورة بالغة على حياتنا أحدثها أو تسببت فيها خاصية الذكاء الاصطناعي، سواء فيما يتعلق بزيادة معدل الجرائم أو إضفاء طابع التعقيد والغموض على أحداثها ومرتكبيها، وبالطبع جاء موازيا لهذا التطور في الأفعال الإجرامية بإستخدام هذه التقنية تطورا من قبل سلطات الدول المختصة بمواجهة هذه الجرائم والتصدي لها علي كافة الأصعدة، أو بمعني أدق ما يجب أن يكون، والسؤال هنا كيف تكون مواكبة هذا التطور واستحداث استراتيجيات أكثر فاعلية وحداثة لحماية أمن الأفراد والمجتمع من الأفعال الإجرامية، هذا ما أوضحه في المقال القادم إن شاء الله بعد إذن القارئ الفاضل.

يسعدني التواصل وإبداء الرأي [email protected]

مراجع للمقال :

Newman, G., & Clarke, R. (2019). Criminology and the Surveillance of Artificial Intelligence. Surveillance & Society, 17(1/2), 132-139.

Goodall, N. J., & Mirza, O. (2019). Artificial intelligence, social media, and crime: Opportunities and challenges for the policing of tomorrow. Policing: A Journal of Policy and Practice, 13(3), 305-317.

Gavrilis, D., & Gavrilis, M. (2018). AI and cybersecurity: A double-edged sword. Computer Fraud & Security, 2018(8), 11-14.

Holt, T. J., & Bossler, A. M. (2018). Examining the Role of Technology in the Commission of Cybercrime. In Crime and the Internet (pp. 1-17). Routledge.

Tags: الذكاء الاصطناعيجرائم إلكترونية

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي جرائم إلكترونية الذکاء الاصطناعی معدل الجرائم

إقرأ أيضاً:

أكاديمية لمعلمين تعقد ورشة عمل حول “استكشاف آفاق المستقبل والذكاء الاصطناعي”

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقدت الأكاديمية المهنية للمعلمين، عبر تطبيق "zoom” ، ورشة عمل بعنوان "استكشاف آفاق المستقبل: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تمكين المعلمين من صنع جيل جديد من المفكرين"، تحت رعاية الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني.

وأوضحت الدكتورة زينب خليفة مدير الأكاديمية المهنية للمعلمين أن الورشة تأتى في إطار سعي الأكاديمية المهنية للمعلمين لاستيفاء متطلبات ملف التقدم لتكون مركزاً معتمداً من الفئة الثانية لمنظمة اليونسكو في مجال التنمية المهنية للمعلمين، ومن متطلبات التقدم ضرورة عقد مجموعة من ورش العمل الإقليمية عن بعد (Online) والتي تتم من خلال جلسات حوارية مع ممثلي الجامعات والمراكز البحثية والهيئات الدولية المتعاونة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مثل مراكز اليونسكو المعتمدة بالدول العربية، واليونيسيف، حيث تناول الحوار موضوعات تخص مناقشة قضايا التعليم وآليات تطويره، والأدوار المستقبلية للمعلم ومتطلبات تنميته مهنيا، وسبل توظيف التكنولوجيا في التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي وغيرها.

تناولت الورشة محاور الذكاء الاصطناعي في التعليم أثناء حالات الطوارئ و الأزمات، وتكييف طرق التدريس باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطوير المنهج، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التعليم، وخارطة طريق تطبيقية للذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية.

شارك في حضور الورشة ما يقرب من 300 مشارك من أعضاء هيئة التعليم بالتربية والتعليم والتعليم الفني، وعدد من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية والعربية والمراكز البحثية والمهتمين بالعملية التعليمية من مختلف الدول العربية، ومنها: (مصر، الكويت، ليبيا ، عمان ، السعودية، السودان ، الأردن، العراق، سوريا ، لبنان).

وجاءت توصيات الورشة انطلاقا من جهود وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لتحسين العملية التعليمية بجميع عناصرها باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لاستكشاف آفاق المستقبل وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي تمكين المعلمين من صنع جيل جديد من المفكرين، والتى انتهت إلى التالى: 
ـ توفير التدريب الشامل للمعلمين: يجب تنظيم ورش تدريبية مكثفة للمعلمين حول استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم، مع التركيز على كيفية دمجها في المناهج الدراسية وتوظيفها لتعزيز تجربة التعلم.
ـ تطوير بنية تحتية تقنية متقدمة: يتعين على المؤسسات التعليمية تحسين شبكات الاتصال بالإنترنت وتأمين الأجهزة اللازمة مثل الحواسيب والأجهزة اللوحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لضمان تشغيل سلس وفعّال للتطبيقات الذكية.
ـ تحليل البيانات التعليمية: استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات التعليمية الكبيرة لتحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلاب، مما يساعد المعلمين على تخصيص المناهج وتقديم دعم فردي يلبي احتياجات كل طالب.
ـ تبني أنظمة التعلم التكيفية: اعتماد منصات التعلم التكيفية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتقديم تجارب تعليمية مخصصة استنادًا إلى احتياجات الطلاب الفردية، مما يعزز الفعالية والكفاءة في تحقيق أهداف التعلم.
ـ تحسين محتوى التعليم التفاعلي: تشجيع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير محتوى تعليمي تفاعلي مثل الفيديوهات التعليمية والمحاكاة والألعاب التعليمية لجعل عملية التعلم أكثر متعة وجاذبية.
ـ دعم التعلم المخصص والشخصي: توظيف خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات مخصصة لنشاطات التعلم والموارد والتقييمات استنادًا إلى نقاط القوة والضعف لدى الطلاب، مما يحسن من نتائج التعلم.
ـ تعزيز الوصول الشامل إلى التعليم: تطوير أدوات وتطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوفير فرص تعلم شاملة ومتاحة للجميع في أي وقت ومكان، مما يدعم الاستدامة والتعلم المستمر.
ـ تحسين الإدارة والإشراف التربوي: استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات التخطيط والتنظيم التربوي، ودعم المعلمين بالإشراف والتوجيه، وتطوير برامج التدريب المهني المستمر.
ـ تحفيز الابتكار في طرق التدريس: تشجيع المعلمين على تنويع طرق التدريس باستخدام الذكاء الاصطناعي لتطبيق التعلم المتمحور حول المتعلم بشكل أكثر فعالية.
ـ مراقبة وتقييم الأداء باستمرار: اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي لجمع وتحليل بيانات الأداء التعليمي بانتظام، واستخدام النتائج لتحسين الاستراتيجيات والخطط التعليمية بشكل مستمر.
ـ تعزيز أخلاقيات الذكاء الاصطناعي: الالتزام بمبادئ وضوابط أخلاقية عند استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، مع التركيز على النزاهة والشفافية والمسؤولية الاجتماعية.
ـ الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في حالات الطوارئ: تطوير خطط وإجراءات تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لضمان استمرارية التعليم خلال حالات الطوارئ والأزمات، مع التركيز على توفير الدعم النفسي والتعليمي للمتعلمين المتأثرين.

شارك فى محاضرة الورشة الدكتور محمد شلتوت أستاذ تكنولوجيا التعليم وخبير دمج الذكاء الاصطناعى فى التعليم.

مقالات مشابهة

  • «بحوث الفلزات» يبحث استخدام الذكاء الاصطناعي فى صناعة الصلب
  • بعد مايكروسوفت وأمازون غوغل تخصص ملياري دولار للاستثمار في ماليزيا
  • غوغل تعتزم استثمار ملياري دولار في ماليزيا
  • هل يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين حياة الأسرة؟
  • الاتصالات: العراق حصد مواقف دولية داعمة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي
  • الأكاديمية المهنية للمعلمين تعقد ورشة عمل عن دور الذكاء الاصطناعي في التعليم
  • أكاديمية لمعلمين تعقد ورشة عمل حول “استكشاف آفاق المستقبل والذكاء الاصطناعي”
  • خبير سوداني يحاضر في وكالة الأنباء الليبية عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام
  • طحنون بن زايد يترأس الاجتماع الأول لمجلس إدارة شركة “إم جي إكس”
  • للحد من الممارسات غير الأخلاقية للتكنولوجيا.. أوروبا تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي