تهاوي دفاعات إيران أمام هجوم إسرائيل يفضح أكاذيب الحوثي
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
على هامش التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة ، كشف الهجوم الاسرائيل الواسع على إيران حجم الضعف العسكري لدى الأخيرة وكشف معه المزاعم العسكرية التي روجها مؤخراً ذراع طهران في اليمن المتمثل بمليشيا الحوثي.
Read also :فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيينفخلال الأشهر الماضية ، كانت المليشيا الحوثية هدفاً لحملة جوية أمريكية عنيفة استمرت لأكثر من 50 يوماً شنت فيها المقاتلات الأمريكية اكثر من 1200غارة جوية على مواقع المليشيا في مناطق سيطرتها في اليمن ، بحسب إحصائية قدمها زعيم المليشيا عقب توقف الحملة مطلع مايو الماضي.
توقف الحملة الأمريكية لم يوقف الغارات الإسرائيلية التي شنها تل أبيب على منشآت حيوية في مناطق سيطرة المليشيا الحوثي منذ نحو عام، رداً على اطلاق المليشيا لصواريخ ومُسيرات نحو إسرائيل.
هذه الغارات الإسرائيلية التي جاء اعنفها منتصف واواخر الشهر الماضي، تسببت بإغلاق المنفذ الجوي الوحيد في مناطق سيطرة المليشيا وهو مطار صنعاء، وكذا وقف نشاط مينائي الحديدة والصليف وهما المنفذان الوحيدان لإدخال البضائع الى مناطق سيطرة المليشيا.
نجاح إسرائيل في فرض حصار بحري وجوي على مناطق سيطرة المليشيا الحوثي ، مثل إهانة قاسية وسخرية بالغة بالتهديدات التي اطلقتها المليشيا بفرض حصار بحري وجوي على إسرائيل.
ورغم العجز العسكري الواضح الذي أكدته الغارات الامريكية والإسرائيلية المستمرة على المليشيا الحوثية منذ أكثر من عام ، الا أن المليشيا قابلت ذلك بإطلاق تهديدات ومزاعم ، بامتلاكها القدرة على التصدي للمقاتلات الامريكية والإسرائيلية التي تعد الأحدث في العالم.
ففي ذروة الحملة الجوية الامريكية اطلق رئيس المجلس السياسي للمليشيا الحوثية مهدي المشاط تصريحات زعم فيها امتلاك المليشيا لمنظومات دفاع جوي "قادرة على تحييد الطيران الحربي الأمريكي وخاصة القاذفات الاستراتيجية من نوع (B2)".
وكرر المشاط اطلاق هذه المزاعم ، مع تدمير المقاتلات الإسرائيلية أواخر مايو الماضي لأخر طائرة مدنية تملكها المليشيا ما تسبب في إغلاق مطار صنعاء، ليطلق تصريحات جديدة زعم فيها بان الدفاعات الجوية التابعة للمليشيا قادرة على التعامل مع طائرات الـ(F35) الأمريكية التي تُعتبر احدث مقاتلة في العالم من الجيل الخامس، وتملكها إسرائيل.
هذه المزاعم التي ظلت تروج لها المليشيا الحوثية طلية الأسابيع الماضية ، سرعان ما تكشفت حقيقتها مع الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ فجر الجمعة على النظام الإيراني الممول والداعم للمليشيا الحوثي.
الهجوم الاسرائيلي الذي أطاح برأس القوات العسكرية التابعة للنظام الإيراني ، استهدف عشرات المواقع العسكرية والنووية في الداخل الإيراني ، ووصل مساء السبت الى استهداف منشآت الطاقة الحيوية لإيران ، في ظل عجز دفاع واضح من قبل نظام طهران.
عجزٌ أكده إعلان ناطق الجيش الإسرائيلي بعد أقل من 24 ساعة على بدء الهجوم فجر الجمعة ، بأن الهجوم الجوي المتواصل سمح لمقاتلاته "بتحقيق حرية الحركة في الأجواء" من غرب إيران، وصولا إلى طهران" مشيراً إلى أنّ هذه المرة الأولى التي تعمل فيها طائرات إسرائيلية في "هذا المجال الجوي بالتحديد"، موضحا أنّها تتحرّك "بحرية فوق طهران".
تهاوي الدفاعات الجوية الإيرانية بهذه السرعة امام الهجمات الإسرائيلية دفع بناشطين يمنيين الى اطلاق موجة واسعة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي تتساءل عن سر عدم استعانة طهران بالمنظومات الدفاعية التي أعلن المشاط امتلاك مليشيا الحوثي لها.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: مناطق سیطرة الملیشیا الملیشیا الحوثی
إقرأ أيضاً:
صواريخ طهران ومسيرات صنعاء.. إسرائيل تحت صدمة أكبر هجوم في تاريخها الحديث.. وتحذيرات من انفجار إقليمي
في فجر يوم الأحد، دخلت المواجهة بين إيران وإسرائيل مرحلة جديدة من التصعيد، مع تنفيذ طهران لأعنف هجوم صاروخي منذ بدء الصراع المكشوف بين الطرفين، الأمر الذي دفع الشرق الأوسط مجددًا نحو حافة الاشتعال الشامل.
ولم يكن هذا مجرد تصعيدٍ تقليدي، بل بدا وكأنه استعراض لقوة نارية غير مسبوقة من جانب إيران، وسط عجز نسبي وواضح في التصدي الكامل للهجوم من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
أسفر الهجوم الصاروخي الإيراني المباغت عن سقوط ما لا يقل عن 4 قتلى إسرائيليين، بينهم امرأة، إلى جانب أكثر من 200 مصاب، بعضهم بحالة خطرة، وفقًا لما أوردته وسائل الإعلام العبرية ومصادر طبية إسرائيلية.
وتركز القصف في منطقة تل أبيب الكبرى، وخاصة في مدينتي بات يام وروحوفوت، حيث سقطت صواريخ مباشرة على مبانٍ سكنية وسيارات وأهداف مدنية، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق. واهتزت الأرض تحت أقدام سكان الوسط الإسرائيلي لأكثر من ثلاث دقائق متواصلة، وسط دوي صافرات الإنذار المتواصل وأصوات الانفجارات العنيفة.
مبانٍ مدمرة ومحاصرون تحت الأنقاضأفادت صحيفة "إسرائيل هيوم" بأن مبنى من عشرة طوابق في بات يام تضرر بالكامل جراء سقوط صاروخ مباشر، فيما لا يزال عدد من السكان محاصرين تحت الركام، ويقومون بالتواصل مع فرق الإنقاذ للإبلاغ عن أماكن وجودهم. وفي مدينة روحوفوت، وقع دمار جزئي في أحد البيوت، إلى جانب تحطم عشرات السيارات في مختلف أنحاء المنطقة.
كما تعرض معهد وايزمان للعلوم الشهير في المنطقة الوسطى لأضرار نتيجة الهجوم، وأظهرت صور نشرتها "نيويورك تايمز" اشتعال حريق في أحد مباني المختبرات. وأفادت تقارير عبرية بوجود عالقين داخل مباني المعهد حتى ساعات ما بعد الهجوم.
أكثر من 50 صاروخًا في موجة واحدةقدّرت السلطات الإسرائيلية أن إيران أطلقت أكثر من 50 صاروخًا باليستيًا في موجة واحدة من الهجوم خلال ساعات الصباح الأولى. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوّت في كافة أنحاء البلاد، مما دفع الملايين من الإسرائيليين إلى الفرار نحو الملاجئ وسط حالة من الهلع.
وصرّح الجيش الإسرائيلي بأن "ملايين المواطنين يركضون الآن نحو الملاجئ"، مؤكدًا أن الهجوم استهدف عشرات المدن والبلدات. وأضاف أن قوات الدفاع الجوي تعمل على "اعتراض وشن هجمات عند الضرورة للقضاء على التهديد"، لكنه أقر بأن "الدفاع ليس محكمًا بالكامل".
صواريخ من اليمن وطائرات مسيّرةلم يكن مصدر الهجوم مقتصرًا على إيران فقط، بل أكد الجيش الإسرائيلي رصد إطلاقات متزامنة من اليمن، بالتزامن مع وصول عشرات المسيّرات إلى الأجواء الإسرائيلية.
وفي الجنوب، أعلنت إسرائيل اعتراض مسيّرتين في إيلات، وأخرى في وادي عربة عند البحر الميت، ومسيّرة رابعة في منطقة بيسان شرق البلاد، ومحاولات اعتراض إضافية في جنوب طبريا. وقال الجيش في بيان رسمي: "سلاح الجو اعترض مسيّرات أُطلقت نحو أراضي الدولة، ويُرجح أن تكون من إيران".
كما أوردت وسائل إعلام عبرية أن إطلاق الصواريخ من إيران واليمن تم بالتنسيق مع هجوم الطائرات المسيّرة، ما يشير إلى عملية هجومية معقدة ومتكاملة خططت لها طهران بدقة.
توصيات طارئة من الجبهة الداخليةبالتزامن مع القصف، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية تعليمات صارمة للسكان في شمال ووسط البلاد، طالبتهم فيها بالبقاء في أماكن محمية وتقليل الحركة وتجنب التجمعات الكبيرة، في ظل استمرار التهديدات الجوية.
ورغم تأكيدات إسرائيلية على أن "الجيش يعمل على التصدي للتهديدات"، إلا أن حجم الأضرار والخسائر البشرية وضع الدفاعات الإسرائيلية أمام تساؤلات جوهرية بشأن فاعليتها وجاهزيتها أمام هذا النوع من الهجمات المعقدة.
تصعيد غير مسبوق وتحول في قواعد الاشتباكيُعد هذا الهجوم تحوّلًا كبيرًا في طبيعة المواجهة بين إيران وإسرائيل. ففي حين كانت الضربات المتبادلة تتم سابقًا عبر وكلاء أو في ساحات غير مباشرة، فإن ضرب العمق الإسرائيلي من الأراضي الإيرانية وبالتنسيق مع الحوثيين في اليمن والمليشيات في المنطقة، يؤشر إلى مرحلة جديدة من التصعيد المفتوح.
ويعزز هذا الهجوم الاعتقاد بأن قواعد الاشتباك القديمة قد سقطت، وأن المواجهة قد تتجه إلى مزيد من التصعيد، سواء من خلال رد إسرائيلي مباشر على إيران أو عبر سلسلة من الضربات المتبادلة في مختلف الجبهات الإقليمية.
لا تزال إسرائيل تحت وقع الصدمة، وتحاول لملمة خسائرها البشرية والمادية، بينما تبقي يدها على الزناد في حالة تأهب قصوى. أما إيران، فقد وجّهت رسالة نارية مفادها أن الرد المباشر بات خيارًا حقيقيًا، وأن المعركة لم تعد على الأطراف فقط، بل قد تنتقل في أي لحظة إلى قلب العواصم. وما جرى فجر الأحد ليس سوى فصل من فصول المواجهة القادمة.