جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-16@11:27:17 GMT

شاشات "أثر"

تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT

شاشات 'أثر'

 

 

هلال بن عبدالله العبري

 

في مبادرة تجسد أسمى معاني العطاء والتكافل الاجتماعي، أطلقت وزارة الصحة بسلطنة عُمان مشروعًا مبتكرًا يحمل اسم "أثر"، يهدف إلى تعزيز مساهمة المجتمع في دعم الرعاية الصحية.

تعتمد المبادرة على نشر شاشات إلكترونية كبيرة في المستشفيات والمجمعات التجارية، تتيح للجميع التبرع بسهولة عبر بطاقات الخصم المباشر أو تطبيقات الهواتف الذكية.

وتخصص هذه التبرعات لشراء المعدات الطبية الأساسية والمتوسطة، مثل أجهزة التنفس، وأجهزة مراقبة المرضى، وأجهزة التشخيص، وحتى المعدات الطبية البسيطة التي تُحدث فرقًا كبيرًا في حياة المرضى.

بعيدًا عن الأساليب التقليدية للتبرع التي غالبًا ما تركز على الغذاء والملابس والمستلزمات اليومية، تقدم مبادرة "أثر" نموذجًا مختلفًا، حيث تُستخدم التبرعات بشكل مباشر في توفير أجهزة طبية حيوية تسهم في إنقاذ الأرواح وتحسين جودة حياة المرضى. هذه الأجهزة تُعتبر شريانًا أساسيًا لعمل المستشفيات والمراكز الصحية في مختلف أنحاء السلطنة.

ورغم أنَّ هذه الأجهزة بلا شك مدرجة ضمن خطط الشراء لدى الجهات المعنية في وزارة الصحة، إلا أن عملية توفيرها تعتمد على توفر الموارد المالية وفق الموازنات السنوية. هنا يظهر دور "أثر" في تسريع عملية الشراء، لتلبية احتياجات المرضى بشكل أسرع، فكل ريال يُتبرع به قد يُترجم إلى جهاز طبي ينقذ حياة إنسان، أو يخفف الألم عن أسرة بأكملها.

من وجهة نظري، فإن "أثر" ليست مجرد مبادرة لجمع التبرعات، بل هي مشروع وطني يرسخ مفهوم المسؤولية المجتمعية، ويحفز أفراد المجتمع على المساهمة في دعم الخدمات الصحية. ليبقى الأمل حيًا في قلوب المرضى، وتكون الرعاية الصحية مسؤولية مشتركة بين الجميع.

غير أن نجاح مثل هذه المبادرة يتطلب الشفافية الكاملة، من خلال إعلان أوجه صرف التبرعات، والأجهزة التي تم شراؤها، والمشاريع التي تم تنفيذها بفضلها. فالشفافية هي حجر الأساس لاستمرار الثقة، وضمان استدامتها.

ختامًا.. إن "أثر" تجسد المعنى الحقيقي لقوله تعالى: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا"؛ فكل تبرع عبر هذه الشاشات الإلكترونية يحمل أثرًا عظيمًا، قد يكون سببًا في إنقاذ حياة مريض، أو تحسين حياته، أو رسم ابتسامة على وجهه ووجه أسرته.

ويبقى الأثر الجميل لكل تبرُّع، هو الأمل الذي يتجدد في قلوب المرضى وذويهم، وهو العطاء الذي يظل محفورًا في ذاكرة المجتمع، ويبقى أثراً تتعلم منه الأجيال حب المساهمة في بناء الوطن.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

انتشار وتفشي لمرض الكوليرا بمحافظة ذمار

تفشى وباء الكوليرا، بمختلف مديريات محافظة ذمار جنوب العاصمة صنعاء، وسط تردي الأوضاع الصحية والخدمية في البلاد الغارقة بالحرب منذ أكثر من عشر سنوات.

 

وقالت مصادر طبية لـ "الموقع بوست"، إن مركز الإسهالات المائية بمستشفى ذمار العام يستقبل العشرات من المرضى جزء كبير منهم أطفال، بشكل يومي.

 

ووفقا للمصادر فقد استقبل المركز خلال الثلاثة الايام الماضية أكثر من 113 حالة إصابة بإسهالات مائية حادة يشخصها الأطباء بـ " كوليرا".

 

وكانت السلطات الطبية بمحافظة ذمار، جهزت أربعة مراكز، ثلاث منها بمدينة ذمار "مستشفى ذمار العام، مستشفى الحميات، ومركز الجدد" ومركز في مستشفى الوحدة التعليمي بمدينة معتبر – مركز مديرية جهران- لاستقبال الحالات بعد تفشي الكوليرا بشكل مخيف.

 

وبحسب المصادر الطبية فقد تتضاعف أعداد المرضى بالشكل الذي تعجز تلك المراكز عن استقبال الحالات وسط نقص كبير في التجهيزات والمحاليل الطبية الخاصة بالمرض.


مقالات مشابهة

  • "سوني" توسع مجموعتها من "شاشات LED" بإطلاق سلسلة "Crystal LED CAPRI"
  • هيئة تنظيم الاتصالات تطلق مبادرة مشتركة لبناء القدرات وتعزيز الوعي الرقمي
  • قطاع الأعمال تشارك في مبادرة حياة كريمة وتحقق أرباحًا قياسية بنسبة نمو 89%
  • قرية الواصل الصحية ببدية .. جهود تطوعية وشراكات فاعلة
  • في ذكرى رحيلها.. إلهام حسين الجميلة التي انسحبت في صمت من أضواء السينما إلى حياة الظل
  • تعطل الأجهزة الطبية بمستشفى الغيضة المركزي في المهرة يعرض حياة مئات المرضى للخطر
  • "صحية القطيف": التبرع بالدم ينقذ المرضى ويفيد المتبرعين
  • أسر لأطفال النخاع ببنغازي يشتكون تردي حالاتهم وغياب العلاج
  • انتشار وتفشي لمرض الكوليرا بمحافظة ذمار