قد تغير مسار الكون.. إشارة راديو عمرها 8 مليارات سنة تصل إلى الأرض
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
اكتشف علماء الفلك انفجارًا غامضًا لموجات الراديو استغرقت 8 مليارات سنة للوصول إلى الأرض، ليصبح بذلك واحدا من أكثر الانفجارات البعيدة والحيوية التي تم رصدها على الإطلاق.
هذه الإشارة عبارة عن رشقات نارية مكثفة مدتها ميلي ثانية واحدة من موجات الراديو، لكنها ذات أصول غير معروفة، وتم اكتشاف أول تدفق FRB في عام 2007، ومنذ ذلك الحين، تم اكتشاف المئات من هذه الومضات الكونية السريعة قادمة من نقاط بعيدة عبر الكون.
ووفقا لموقع “سكاي نيوز”، استمر الانفجار، المسمى FRB 20220610A، أقل من مللي ثانية، ولكن في هذا الجزء من اللحظة، أطلق ما يعادل انبعاثات طاقة شمسنا على مدار 30 عامًا، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Science .
تطلق العديد من الدفقات الراديوية السريعة موجات راديو فائقة السطوع تدوم لبضعة ميلي ثانية فقط على الأكثر قبل أن تختفي، مما يجعل من الصعب ملاحظة إشارات الراديو السريعة.
وساعدت تلسكوبات الراديو علماء الفلك على تتبع هذه الومضات الكونية السريعة، بما في ذلك مجموعة التلسكوبات الراديوية ASKAP، الموجودة في مقاطعة واجاري ياماجي في غرب أستراليا.
إشارة راديو عمرها 8 مليار سنة تصل إلى الأرضواستخدم علماء الفلك ASKAP للكشف عن التدفقات الراديوية السريعة في يونيو 2022 وتحديد مكان نشأتها.
ومن جانبه، قال الدكتور ستيوارت رايدر، المؤلف المشارك في الدراسة، وعالم الفلك في جامعة ماكواري في أستراليا، في بيان: "باستخدام مجموعة أطباق الراديو الخاصة بـ ASKAP، تمكنا من تحديد مصدر الانفجار بدقة".
وأضاف: “ثم استخدمنا التلسكوب الكبير جدًا التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي للبحث عن المجرة المصدر، ووجدنا أنها أقدم وأبعد من أي مصدر FRB آخر تم العثور عليه حتى الآن ومن المحتمل ضمن مجموعة صغيرة من المجرات المندمجة”.
وتتبع فريق البحث الانفجار إلى ما يبدو أنه مجموعة من مجرتين أو ثلاث مجرات هي في طور الاندماج والتفاعل وتشكيل نجوم جديدة.
تتوافق هذه النتيجة مع النظريات الحالية التي تشير إلى أن الانفجارات الراديوية السريعة قد تأتي من النجوم المغناطيسية ، أو الأجسام عالية الطاقة التي تنتج عن انفجارات النجوم.
ويعتقد العلماء أن الانفجارات الراديوية السريعة قد تكون طريقة فريدة يمكن استخدامها لوزن الكون عن طريق قياس المادة بين المجرات التي لا يزال مصيرها مجهولا .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التلسكوب الراديو الفلك انفجارات
إقرأ أيضاً:
الكافرون بالقدس وغزة: بأي وجه سيلقون الله؟
طالما كانت قضية فلسطين، الهاجس الجمعي الأكبر، الذي التقت عنده مواقف الأنظمة والنخب والشعوب، واتفقت عليها الرؤى والتصورات والأفكار بالإجماع، وحملت مشروع تحريرها، مختلف الأحزاب والمذاهب والتيارات، الدينية والقومية وحتى الليبرالية والعلمانية، كونها قضية إنسانية محقة، تنتصر لحرية الإنسان، وقيم ومبادئ الأخلاق والحق والفضيلة، وهو ما جعلها فضاء مفتوحا، تعايشت في ظلاله جميع الطوائف والأحزاب والتيارات – رغم اختلافاتها الفكرية والعقائدية والعرقية – كما لم تتعايش أو تأتلف من قبل، حيث أصبحت الحرية، هي القيمة الجامعة لشتات المختلفين، من معظم أنحاء العالم، على قاعدة الإيمان بعدالة القضية وموثوقية الحق، ولم يكفر بذلك الحق علنا، سوى الحركة الصهيونية، وكيانها الاستيطاني المسمى “إسرائيل”، وراعيها وشريكها “النظام البريطاني”، الذي تحول إلى تمثيل دور “الوسيط المحايد”، تفاديا لغضب الجماهير الشعبية، وانتقادات النخب الثقافية، وعلى ذلك النحو من التحول الشكلي، سارت معظم أنظمة الحكم في أوروبا وأمريكا، متظاهرة بإيمانها بقيم الحرية والعدالة والمساواة والتعايش السلمي، وحرصها على حماية حقوق الإنسان وإحلال السلام العالمي، وبذلك الإيمان الشكلي الزائف، استطاعت اغتيال القضية في ذاتها، من خلال فرض مسار المفاوضات برعايتها، واغتيال الوعي الجمعي العربي والإسلامي، من خلال تكريس صورتها (الزائفة) كصديق حضاري، يحمل مشروع الخلاص والسلام للشعوب، وينتصر لها ضد قمع الأنظمة الحاكمة.
لم يجرؤ حلفاء الكيان الإسرائيلي، في أمريكا وأوروبا، على المجاهرة بعدائهم المطلق لفلسطين القضية والإنسان، خوفا من تداعيات شذوذ الموقف، وعواقب مخالفة إجماع الرأي العام، وهو ما أفقد تلك القوى الاستعمارية، متعة الشعور بلذة الهيمنة الكاملة، رغم ما تحقق لها من المكاسب، سواء على المستوى السياسي، بهندسة اتفاقيات السلام، بين الكيان وبعض أنظمة المحيط العربي، أو على المستوى الثقافي، بالترويج لصورته المثالية المزعومة، بواسطة أقلام وأراء معظم رواد الفكر والثقافة، أو على المستوى الشعبي، حيث نال ثقة – أو على الأقل إعجاب – معظم الجماهير العربية والإسلامية، بوصفه النموذج الأرقى للحاكم، الذي منح شعبه كل الحقوق والحريات، وزاد على ذلك، متعة الرفاه الاقتصادي والتكنولوجي والحضاري، بخلاف الحاكم العربي، الذي جسد أسوأ نموذج للنظام القمعي البوليسي، وأول عدو لرفاهية وتطور الشعب، الذي لا يقف به شعور مرارة المقارنة، عند سلبيات نموذج الملك العضوض، كإرث سائد في حياة المجتمع العربي والإسلامي، بل يتجاوز ذلك، إلى التشكيك في صلاحية نظرية الحكم في الدين الإسلامي، والميل إلى الاقتناع بعدم جدواها، وأن العلمانية هي الحل.
رغم حالة التصدع والتشظي، الذي أصاب وحدة وبنية المجتمع العربي والإسلامي، إلا أن قضية فلسطين – كما أسلفنا – كانت محل توافق واتفاق، بين جميع فئات وتيارات الشعوب، ومن أجلها اتحد العلماني مع المتدين، والقومي الاشتراكي مع الليبرالي الرأسمالي، والتقى تيار الحداثة المنفتح، مع التيار السلفي الأصولي المتطرف، على قاعدة تحرير فلسطين، كما أن إعلان أي حزب سياسي أو أي تيار فكري، عن تبنيه دعم مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية، كان كفيلا بمنحه شعبية وقبولا، يتجاوز كل الحدود المذهبية أو الطائفية أو الفكرية، ويجعله الأوسع انتشارا وتأييدا، وهو ما تجسد في الساحة العربية والإسلامية، حين تبنت جماعة الإخوان المسلمين، حملات جمع تبرعات مالية لدعم مجاهدي غزة، كخطوة جريئة وقوية – لم تجرؤ على فعلها الأنظمة – في سياق الانتصار الفعلي للقضية وتحرير القدس والمقدسات، وهذا الدور منح جماعة “الإخوان المسلمين”، حضورا قويا في الساحة السياسية والاجتماعية، وحصانة شعبية مطلقة، ضد ملاحقات وقمع النظام الحاكم، الذي تراجع في موقفه منها تدريجيا، تحت ضغط التعاطف الجماهيري الواسع معها، حيث بادرت إلى استغلاله أكبر استغلال، في تسريع تحولها الوظيفي، من مسار البناء الديني الاجتماعي، إلى مسار صناعة المشهد السياسي، في دور المعارضة أولا، ثم التفرد بالحكم ثانيا، كل ذلك تحت عنوان نصرة غزة وتحرير القدس، لكنهم اليوم وبينما غزة أحوج ما تكون إلى النصير والمعين والمساند، قد انقلبوا على أعقابهم، ونكثوا عهدهم مع الله، ووقفوا في الطرف المعادي لغزة، أو الصامت “المحايد” حسب تعبيرهم، انطلاقا من مبررات نعرات طائفية، ونزعات تكفيرية، منبعها الفكر اليهودي المتطرف، لا تمت إلى الإسلام بصلة، وهي ذات العبارات التي رددها المدعو “افيخاي ادرعي”، الناطق باسم عصابات الكيان الإسرائيلي الإجرامية، وهنا نتوقف لنسأل “إخوان” غزة، الذين طالما صموا آذاننا بشعارات نصرتها، لنقول لهم؛ أين أنتم مما يجري في غزة، من حرب إبادة جماعية بكل وحشية وإجرام، حيث جمع العدو الصهيوني والأمريكي على إخوانكم، القتل قصفا والموت جوعا، ما موقفكم من أعداء غزة؟ ما موقفكم من قتلة أطفال ونساء غزة، بأي وجه ستلقون الله؟