السعودية.. محمد العيسى يُشخّص القضية الفلسطينية وأبعادها الغائبة
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—عقب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، محمد العيسى، على الأحداث الجارية بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" واستمرار سقوط الضحايا في غزة.
جاء ذلك في مقابلة مطولة أجراها العيسى على قناة MBC، وأعاد نشرها على صفحته الرسمية بمنثة أكس (تويتر سابقا)، السبت، حيث قال: "الوضع هناك وفي هذه الأيام تحديدا مؤلم للغاية، من المؤسف أنه سالت على إثر هذه التداعيات دماء بريئة حصلت تجاوزات طالبت المدنيين بشكل كاريثي وهذا ترفضه الأديان كافة والقانون الدولي والإنساني والعرفي بل وكل ضمير حي.
وتابع العيسى في جزء من مقابلته: "لا يمكن أن يكون هناك أي ذريعة مقبولة لقتل الأبرياء أو تهجيرهم بالتهديد والقوة مطلقا، نحن نريد الخير والسلام العادل والشامل للجميع وهذا قلناه مرارا ويجب أيضا ألا يتجاهل أي من الأطراف حق الآخر وإن لم يكن حقا يعتقده في داخله إلا أنه حق يتطلبه المنطق والحكمة من أجل الحل العادل والشامل ولنا في هذا وغيره أسوة حسنة في سيدنا ونبينا محمد صلى الله علية وسلم في صلح الحديبية في ذلك الصلح حضر التشريع الحكيم نعم الحكمة سيطرت وقت إذن على المشهد، الحكمة الإسلامية، كان الوضع مدهشا لكثير من المسلمين نعم كان لافتا لهم لكن لم يسعهم إلا الإيمان والتسليم وبعد حين استوعبوا الحكمة الربانية، أما ما سوى هذه الحكمة فهو سعي وراء سراب ثم معاناة ثم معاناة ثم معاناة.."
وأضاف: "تاريخ القضية الفلسطينية شاهد على ذلك منذ عدة عقود، الأوهام لا تصنع حلا، والركض خالي الوفاض اللهم إلا من التصفيق والحماسة المجردة هذا أيضا لا يصنع حلا بل يزيد الأمور تعقيدا بل ودماء وأشلاء، ومع هذا فإن الحق لا يترك أبدا ولكن له سياقه المنطقي.."
واستطرد العيسى قائلا: "يجب أن يعلم الجميع أن السنن الكونية والواقع الماثل لا يعانده ويكابره إلا جاهل أو صاحب هوى له أجندة أخرى وهذا الأخير لا يهمه سوى مصالحه الخاصة أيا كانت العواقب ولا سيما إذا رأى نفسه في مأمن من تلك العواقب وبشكل عامك القضية الفلسطينية هي قضية مصيرية للعرب والمسلمين وكل ضمير حي حول العالم ويفترض أن يكون كذلك للمجتمع الدولي أو بمعنى أدق للمنظومة الدولية ككل.."
وأضاف: "خل الحل هو في التقابل الهمجي؟ وأيضا هو تقابل في سياق غير متكافئ وهذا معلوم ومن ثم إزهاق الأرواح وإراقة الدماء.. وهناك أمر مهم، القرار الفلسطيني يمثله الشعب الفلسطيني وفق أدواته القانونية ولا يمثله فصيل أو حزب لوحده ربما ارتجل تصرفا يسلب الشعب الفلسطيني قراره وحقه وإرادته، التصفيق المنفرد لا يكفي ولا يعكس إلا نفسه.."
وتأتي تصريحات العيسى مع دخول الاشتباكات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" يومها الـ16، الأحد، مع ارتفاع مستمر بعدد القتلى والجرحى بقطاع غزة الذي يشهد ضربات إسرائيلية تستهدف معاقل الحركة ردا على العملية التي نفذها مسلحو حماس داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإسلام الحكومة الإسرائيلية القضية الفلسطينية غزة
إقرأ أيضاً:
المؤتمر: قرار إسرائيل باحتلال غزة انتهاك للقانون الدولي.. ومصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية
أكد المهندس هيثم أمان، الأمين المساعد لحزب المؤتمر بالقاهرة لشؤون التنظيم، أن الموقف الرسمي الذي عبرت عنه وزارة الخارجية المصرية بشأن قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي بوضع خطة لاحتلال قطاع غزة بالكامل، يمثل نموذجًا للمسؤولية الوطنية والإنسانية التي تتبناها الدولة المصرية في دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة البطش الإسرائيلية.
مشيرًا إلى أن البيان المصري لم يكتفِ بمجرد الإدانة، بل حمل رسائل واضحة وصريحة تعكس خطورة هذا التصعيد الإسرائيلي، سواء من حيث تداعياته الأمنية والإنسانية أو من حيث خطورته السياسية، باعتباره خطوة مدروسة ضمن مخطط أوسع لتصفية القضية الفلسطينية وفرض الأمر الواقع بالقوة.
وأوضح هيثم أمان، أن قرار احتلال غزة بالكامل هو انتهاك فج وصريح للقانون الدولي، ولقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن ما تقوم به إسرائيل الآن ليس سوى امتداد لنهجها الاستيطاني والعدواني الذي لا يعترف بالمواثيق ولا بالحدود ولا يقيم وزنًا لأي ردع قانوني أو إنساني.
وأكد "أمان"، أن مصر تحملت عبر العقود مسؤوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية دون مزايدة، ودون أن تحيد يومًا عن مواقفها كالثابتة والداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد على أن مصر تتحرك حاليًا على كافة المستويات – السياسية والدبلوماسية والإنسانية – من أجل وقف نزيف الدم في قطاع غزة، ورفع المعاناة عن سكانه المحاصرين.
وأشار إلى أن قرار الاحتلال الإسرائيلي يمثل تصعيدًا خطيرًا يأتي في توقيت بالغ الحساسية، حيث يواجه الشعب الفلسطيني واحدة من أشرس الهجمات في تاريخه الحديث، وسط دمار شامل للبنية التحتية في القطاع، وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، ونزوح مئات الآلاف من المدنيين، ما يُنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة ملايين البشر، منتقدًا استمرار عجز المجتمع الدولي عن التحرك الجاد والفاعل لوقف هذه الانتهاكات، مؤكدا أن الصمت أصبح بمثابة تواطؤ غير مباشر مع جرائم الاحتلال.
داعيًا إلى تحرك عاجل في مجلس الأمن، وتفعيل الآليات القانونية لمحاسبة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية على ما ترتكبه من مجازر بحق المدنيين.