ديفيد زيني لواء في الجيش الإسرائيلي، وُلد عام 1974 في مدينة القدس، وبدأ مسيرته العسكرية عام 1992 ضمن وحدة "سييرت متكال". في يوليو/تموز 2015 كُلّف بتأسيس لواء "عوز" للكوماندوز وأصبح أول قائد له حتى 2017، وفي يونيو/حزيران 2023 ترقى لرتبة لواء.

وفي مايو/أيار 2025 أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تعيين ديفيد زيني رئيسا لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، خلفا لرونين بار، لكن القرار قوبل بانتقادات من المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، ومن قيادات في الجيش الإسرائيلي.

المولد والنشأة

وُلد ديفيد يوسف زيني في أوائل عام 1974 بمدينة القدس المحتلة، وترعرع في مدينة أسدود لأسرة يهودية متدينة ذات أصول فرنسية. تعود جذور العائلة إلى الجالية اليهودية في الجزائر، فقد كان جده أحد أبرز حاخاماتها، في حين شغل والده منصب حاخام حي في مدينة أسدود.

ينتمي زيني إلى عائلة ذات حضور في الساحتين الدينية والعسكرية، فعمه الحاخام إلياهو رحميم زيني، من الشخصيات الدينية البارزة في مدينة حيفا. أما شقيقه بتسلئيل فهو ناشط معروف في قضايا الهوية اليهودية، في حين يحمل شقيقه الآخر إسحاق زيني رتبة عقيد احتياط في الجيش الإسرائيلي، وقد حاز على وسام شرف تقديرا لمشاركته في عملية "السور الواقي" في الضفة الغربية عام 2002.

وزيني متزوج وأب لـ11 طفلا، ويقيم مع أسرته في مستوطنة "كيشت" في الجولان السوري المحتل.

الدراسة والتكوين العلمي

تلقى زيني تعليمه في مؤسسات دينية يهودية، إذ بدأ الدراسة في مدرسة "تلمود توراة مواشا" بالقدس المحتلة، ثم انتقل إلى المدرسة الدينية الثانوية في الجولان المحتل، ثم المعهد التحضيري "كشت يهودا"، فمدرسة "شافي" الدينية في الخليل.

إعلان

حصل على البكالوريوس في التربية، ثم نال الماجستير في الأمن القومي والإدارة العامة من كلية الأمن القومي التابعة للجيش الإسرائيلي. كما تخرج من برنامج "تشرشل" للأمن القومي في معهد أرغمان بالقدس المحتلة.

التجربة العسكرية

بدأ زيني مسيرته العسكرية عام 1992 في وحدة "سييرت متكال"، إحدى أبرز وحدات النخبة الإسرائيلية، والمعروفة بعملياتها الاستخباراتية والخاصة، ومنها انتقل إلى الكتيبة 12 ضمن لواء غولاني وتولى منصب قائد فصيل في الفترة بين 2006 و2008.

تدرج في المناصب العسكرية وقاد الكتيبة 51، ثم ترأس وحدة "إيغوز" المتخصصة، والتابعة للواء الكوماندوز، في الفترة ما بين 2008 و2010.

وأثناء سنوات خدمته، تنقل زيني بين عدد من المواقع الحساسة، أبرزها قيادة لواء "ألكسندروني" التابع لفرقة الجليل بين عامي 2011 و2014، وتولى بالتوازي قيادة مركز التدريب على إطلاق النار في قاعدة تساليم، إضافة إلى توليه منصب ضابط العمليات في قيادة المنطقة الوسطى. كما شغل لاحقا منصب قائد فرقة "عيدان".

برز اسمه في يوليو/تموز 2014 أثناء عملية "الجرف الصامد" في قطاع غزة، حين استُدعي لقيادة لواء غولاني ميدانيا بعد إصابة قائده آنذاك، رسان عليان، في معارك الشجاعية شرقي مدينة غزة.

في يوليو/تموز 2015، تولى مهمة تأسيس لواء "عوز" للكوماندوز، وأصبح أول قائد له في ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته، حتى أغسطس/آب 2017، وهو لواء جمع تحت مظلته وحدات النخبة مثل "إيغوز" و"مغلان" و"دوفدفان" و"ريمون"، وكان هدفه تعزيز القدرة الهجومية للجيش في عمليات خاصة ومعقدة.

قاد مجددا لواء عيدان في الفترة بين 2018 و2020، ثم شغل منصب قائد مركز التدريب العام في الجيش بين عامي 2020 و2022.

في مايو/أيار 2023، أعد زيني تقييما شاملا للجهوزية على حدود غزة، حذر فيه من سيناريو معقد يتضمن تسللا منسقا من محاور عدة، في ظل مفاجأة استخباراتية محتملة. وبعد شهور فقط، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، تحققت مخاوفه.

إعلان

أثار ديفيد زيني موجة من الجدل والاحتجاجات في صفوف الأوساط الأرثوذكسية المتشددة، بسبب قيادته مشروع تأسيس كتيبة "الحشمونائيم" الهادفة إلى تجنيد الحريديم في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وفي يوليو/تموز 2024، تعرّض زيني، رفقة رئيس قسم التخطيط ومدير شؤون الأفراد في الجيش، العميد شاي طيب، لهجوم حشد من اليهود الحريديم في مدينة بني براك قرب تل أبيب، وحينها حاصر المتظاهرون سيارتهما ورشقوها بأغراض وزجاجات ماء، مرددين هتافات غاضبة، إلى أن تدخلت الشرطة لاحتواء الموقف.

رئيسا للشاباك

في 22 مايو/أيار 2025، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تعيين ديفيد زيني رئيسا لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، خلفا لرونين بار، الذي كان نتنياهو قد أقاله في مارس/آذار 2025 إثر خلافات بينهما بشأن نتائج تحقيقات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قبل أن يتراجع لاحقا في قرار الإقالة.

وقوبل إعلان تعيينه بانتقادات من المستشارة القضائية الإسرائيلية غالي بهاراف ميارا، التي أوصت بعدم المضي في أي خطوة تتعلق بتعيين رئيس جديد للجهاز الأمني، إلى حين صدور حكم من المحكمة العليا بشأن شرعية إقالة بار.

وقالت ميارا إن نتنياهو خالف التعليمات القانونية بتعيينه رئيسا جديدا للشاباك، مشيرة إلى أن هناك خشية من وجود تضارب مصالح في هذا التعيين، وفق تعبيرها.

بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن قيادة الجيش تفاجأت بقرار نتنياهو تعيين رئيس جديد للشاباك، واستقبلت الإعلان باستهجان، مشيرة إلى أن رئيس الأركان إيال زامير أُبلغ قبل 3 دقائق فقط من إعلان مكتب نتنياهو تعيين زيني رئيسا للشاباك، ولم يكن مطلعا على القرار ولم يشارك فيه، ولم يتشاور معه نتنياهو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی فی یولیو تموز فی الجیش فی مدینة

إقرأ أيضاً:

خلافات واحتجاجات في إسرائيل بعد تعيين زيني رئيسا للشاباك

أجج قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعين اللواء ديفيد زيني رئيسا لجهاز الأمن الداخلي (شاباك) خلفا لرونين بار خلافات حادة وقوبل بانتقادات واسعة، كما خرجت مظاهرات احتجاجا على القرار.

ووُصف قرار نتنياهو في إسرائيل بأنه تحدٍ للقضاء، إذ جاء بعد يوم من إصدار المحكمة العليا قرارا اعتبرت فيه أن قرار إقالة رونين بار "غير ملائم ومخالف للقانون".

وقالت المستشارة القضائية الإسرائيلية غالي بهاراف ميارا إن نتنياهو خالف التعليمات القانونية بتعيينه رئيسا جديدا للشاباك، وتحدثت عن شبهة وجود تضارب مصالح، وقالت إن آلية التعيين معيبة.

وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن قيادة الجيش تفاجأت بقرار نتنياهو واستقبلت الإعلان باستهجان، وأوضحت أنه تم إبلاغ رئيس أركان الجيش إيال زامير قبل 3 دقائق فقط من إعلان مكتب رئيس الوزراء قرار تعيين زيني.

وقالت هيئة البث إن زامير لم يكن مطلعا على الأمر ولم يشارك في القرار ولم يتشاور معه نتنياهو بشأنه.

من جانبه، وجه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد دعوة إلى ديفيد زيني ليعلن أنه لا يستطيع قبول التعيين حتى تصدر المحكمة العليا حكمها في هذا الأمر.

وكتب لبيد عبر  منصة إكس "نتنياهو في وضع من تضارب خطير للمصالح. أدعو الجنرال زيني إلى الأعلان أنه لا يستطيع القبول بهذا التعيين ما دامت المحكمة العليا لم تعلن موقفها من هذه القضية".

إعلان

واعتبر زعيم حزب الوحدة الوطنية الإسرائيلي بيني غانتس أن نتنياهو "تجاوز خطا أحمر" آخر بتجاهله توجيهات المستشارة القضائية وتعيين رئيس الشاباك.

وأضاف غانتس أن "نتنياهو يقوض مجددا سيادة القانون ويقود إسرائيل إلى صراع دستوري على حساب أمنها". وقال إن تعيين زيني إذا تم دون تعاون مع رئيس الأركان، فإنه يعني إلحاق ضرر كبير بالأجهزة الأمنية.

في المقابل، اعتبر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن زيني "الشخص المناسب لإعادة تأهيل الشاباك ودفعه إلى الأمام في فترة صعبة ومهمة لأمن إسرائيل".

وأضاف سموتريتش أن نتنياهو "اتخذ قرارا قياديا من الدرجة الأولى بالحكم وفقا للقانون، والتصرف بمسؤولية ودون خوف لصالح أمن إسرائيل".

مواجهات والتماس

من جانب آخر، اندلعت مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب عقب قرار نتنياهو.

وبدأت الصدامات في ميدان المسارح خلال مسيرة احتجاجية غاضبة مساء أمس الخميس، وأضرم المحتجون النار وسط الطريق في وقت اعتقلت فيه الشرطة 4 متظاهرين على الأقل بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وأعلنت الحركة من أجل جودة الحكم في إسرائيل -غير الحكومية- أنها ستقدّم التماسا إلى المحكمة العليا ضد تعيين زيني والذي وصفته بأنه غير قانوني، وأكدت أنها "ستواصل الوقوف بحزم ضد محاولات ضرب النظام القانوني وسيادة القانون في إسرائيل".

وزيني مولود لعائلة مهاجرة من فرنسا وحفيد ناجية من معسكر الاعتقال النازي أوشفيتز، وهو يرأس حاليا قيادة التدريب في الجيش الإسرائيلي.

ووفق مكتب نتنياهو "شغل الجنرال زيني العديد من المناصب العملياتية والقيادية" في الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى تاريخه مقاتلا في وحدة النخبة سايريت ماتكال، وكذلك مؤسسًا للواء الكوماندوز، وهي وحدة مستقلة.

وأثنت الحكومة على تقرير أعده في مارس/آذار 2023 يكشف عن عيوب الجيش الإسرائيلي في حالة "اقتحام مباغت" من غزة إلى إسرائيل.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت إقالة رونين بار بناء على اقتراح من نتنياهو برره "بانعدام الثقة الشخصية والمهنية" بينهما، مما يمنع "الحكومة ورئيس الوزراء من ممارسة مهامهما بصورة فعالة".

وتوترت علاقة بار بحكومة نتنياهو بعدما حمّلها المسؤولية في الفشل في مواجهة عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إعلان

مقالات مشابهة

  • تحذير من حرب أهلية بعد تعيين زيني رئيسا للشاباك والجيش الإسرائيلي يعلق
  • نتنياهو يتخطّى إدارة الجيش ويعيّن زيني رئيسًا للشاباك رغم التشكيك في مؤهلاته
  • بعد تعينه رئيسا للشاباك.. رئيس أركان جيش الاحتلال يقيل دافيد زيني من منصبه
  • خلافات واحتجاجات في إسرائيل بعد تعيين زيني رئيسا للشاباك
  • نتنياهو يعين اللواء دافيد زيني رئيسا للشاباك خلفا لرونين بار
  • نتنياهو يعين زيني رئيسا لجهاز الشاباك.. ويتجاهل قرار المدعية العامة
  • نتنياهو يتجه لتعيين ديفيد زيني رئيسا جديدا للشاباك
  • عاجل | ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي: نتنياهو يعين اللواء دافيد زيني رئيسا للشاباك خلفا لرونين بار
  • عاجل|| نتنياهو يعين اللواء دافيد زيني رئيسا للشاباك خلفا لرونين بار