5 وكالات أممية: الوضع الإنساني في غزة أصبح اليوم كارثيا
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
حذرت 5 وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة أصبح كارثيا، وأكدت أن المستشفيات لم تعد تتسع للجرحى، في حين أعلنت تركيا أنها تدرس إقامة مستشفيات ميدانية في العريش ورفح في مصر لمعالجة المصابين والمرضى من أهل القطاع.
وقالت الوكالات الخمس، وهي منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، في بيان مشترك إن الوضع الإنساني في غزة كان بائسا قبل الحرب الحالية، وقد أصبح اليوم كارثيا.
وأكدت أن "الأطفال يموتون بوتيرة مقلقة، (وهم) محرومون من حقهم في الحماية والغذاء والمياه والعناية الطبية". وقالت إن مستشفيات غزة تضيق بالجرحى، وإن المدنيين يواجهون مشقة كبيرة في الوصول إلى المواد الغذائية الأساسية.
ودعت الوكالات الأممية الخمس في بيانها المجتمع الدولي إلى بذل مزيد من الجهود لمساعدة سكان قطاع غزة.
وأمس السبت، دخلت أول قافلة مساعدات إنسانية إلى القطاع الذي يحاصره الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2007، تضم 20 شاحنة آتية عبر معبر رفح. لكن هذا الرقم قليل للغاية ويعد نقطة في بحر الاحتياجات الإنسانية في غزة وفق الأمم المتحدة، التي تريد دخول 100 شاحنة يوميا لإغاثة سكان القطاع (2.2 مليون نسمة)، الذين يتعرضون للقصف الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من أسبوعين.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد قال أمس السبت خلال "قمة السلام" في القاهرة إن "سكان غزة يحتاجون إلى أكثر بكثير. من الضروري إيصال المساعدة بكميات كبيرة".
مساعدات وفريق طبي تركي
وفي سياق متصل، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة أن بلاده سترسل طائرة تابعة للرئاسة التركية صباح اليوم الأحد إلى مصر محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية ضمن مساعدات بلاده لسكان غزة.
وأوضح قوجة في منشور عبر منصة "أكس" (تويتر سابقا) أن الطائرة محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية لمساعدة سكان غزة، وعلى متنها فريق طبي مكون من 20 طبيبا مختصا.
وأشار الوزير التركي إلى أنه أجرى المباحثات اللازمة مع نظيره المصري خالد عبد الغفار لنقل المساعدات الموجهة لسكان غزة عبر الأراضي المصرية.
وبيّن أن الفريق الطبي التركي سيعمل مع المسؤولين المصريين على حصر الأدوية والمستلزمات الطبية الملحة لسكان غزة.
وأفاد قوجة بأن الفريق الطبي التركي سيدرس مع الجانب المصري إمكانية إنشاء مستشفيات ميدانية في مطار العريش وفي معبر رفح الحدودي لعلاج المصابين الفلسطينيين الذين يعبرون رفح إلى مصر.
وقال إن تركيا تنوي إرسال المعدات اللازمة من أجل إنشاء المستشفيات الميدانية وسيارات الإسعاف عبر سفينة خاصة إلى مصر، بعد انتهاء التحضيرات اللازمة.
كما يخطط الفريق الطبي التركي لاستكمال التحضيرات الخاصة بتسليم الأدوية والمعدات الطبية إلى الجهات المعنية بغية إيصالها إلى المتضررين في قطاع غزة.
مساعدات هندية
وفي سياق المساعدات الدولية لقطاع غزة المحاصر أيضا، أعلنت الهند اليوم الأحد أنها أرسلت نحو 38 طنا من المساعدات الإنسانية إلى سيناء في مصر مخصصة للمدنيين الفلسطينيين في القطاع المحاصر، وفق وزارة الخارجية الهندية.
وأوضح مصدر في الخارجية الهندية أن المساعدات الإنسانية تشمل أدوية ولوازم للجراحة وخيما ومستلزمات للنظافة وأقراصا لتنقية المياه، ضمن مواد أخرى.
ويفرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا خانقا على غزة منذ أكثر من أسبوعين، ويمنع عنها الماء والكهرباء والطعام والدواء، كما يكثف غاراته على القطاع حيث استشهد 4651 من سكانه، بينهم أكثر من 1800 طفل و976 امرأة، بالإضافة إصابة أكثر من 13 ألف.
ودخلت أمس السبت أول قافلة مساعدات إنسانية إلى غزة منذ بداية الحرب، وذلك بعد اتفاق مصري أميركي إسرائيلي، وتضمنت القافلة 20 شاحنة محملة بأدوية ومستلزمات طبية وكمية محدودة من المواد الغذائية، على أن تتولى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) توزيعها.
بيد أن جهات أممية وفلسطينية صرحت بأن المساعدات التي سمح لها بالدخول لا تلبي سوى جزء بسيط من احتياجات قطاع غزة، وطالبت بالسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية.
وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن القطاع بحاجة إلى 7 آلاف شاحنة، وأضاف "ما الذي ستفعله 20 شاحنة لقطاع غزة الذي يحتاج 500 شاحنة يوميا؟ والعجز الحالي في الغذاء والدواء والكهرباء منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري لا يمكن تغطيته إلا بما لا يقل عن 7 آلاف شاحنة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأمم المتحدة قطاع غزة سکان غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: نقص التمويل يعرّض ملايين اللاجئين السودانيين إلى مزيد من الجوع
الخرطوم- حذرت الأمم المتحدة الاثنين 30 يونيو 2025، من أن نقص التمويل يعرض ملايين السودانيين النازحين في دول الجوار إلى مزيد من الجوع وسوء التغذية، مع توقف المساعدات الحيوية.
وتسببت الحرب التي تعصف بالسودان منذ نيسان/أبريل 2023 في نزوح أكثر من 13 مليون شخص هربوا من العنف والجوع، منهم أربعة ملايين في دول الجوار.
وحذّر منسق الطوارئ لأزمة السودان في برنامج الأغذية العالمي شون هيوز من أن "ملايين الأشخاص الذين فروا من السودان يعتمدون بالكامل على دعم برنامج الأغذية العالمي، لكن من دون تمويل إضافي، فسنضطر لخفض المساعدات الغذائية أكثر".
وأضاف "سيترك ذلك العائلات الأكثر عرضة للخطر، وخصوصا الأطفال، أمام خطر الجوع وسوء التغذية المتزايدة".
ووصف الوضع بأنه "أزمة إقليمية شاملة تمتد لدول تعاني بالفعل من انعدام حاد في الأمن الغذائي والنزاع"، مشيرا إلى أن الكثير من اللاجئين السودانيين يعتمدون بشكل أساسي على مساعدات الأمم المتحدة.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي في نيسان/أبريل انخفاض تمويل المانحين لعام 2025 بنسبة 40 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، بينما حصل مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية حتى الآن على 14.4 بالمئة فقط من التمويل المطلوب لبرنامج المساعدات في السودان.
وتعقد الأمم المتحدة الاثنين مؤتمرا في إسبانيا يهدف لمناقشة أزمة التمويل في ظل الأزمات العالمية والخفض الكبير في الميزانية من قبل الولايات المتحدة المتغيّبة عن الاجتماع.
ونوه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان الاثنين إلى أن المساعدات المخصصة للنازحين السودانيين في إثيوبيا ومصر وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى "قد تتوقف تماما خلال الأشهر المقبلة مع نفاد الموارد".
وتستضيف مصر نحو 1.5 مليون لاجئ سوداني، يتلقون المساعدات من جهات أممية بينها برنامج الأغذية العالمي والمفوضية العليا للاجئين.
وبحسب بيانات برنامج الأغذية العالمي، انقطعت المساعدات عن 85 ألفا من مستحقيها بين اللاجئين في مصر، بانخفاض بنسبة 36 بالمئة مقارنة بما قبل نيسان/أبريل.
وما لم يتم ضخ المزيد من الموارد، فسيضطر البرنامج لقطع المساعدات عن معظم من هم أكثر احتياجا مع حلول آب/أغسطس، بحسب البيان.
وفي تشاد التي فرّ إليها أكثر من 850 ألف شخص يقيمون في مراكز إيواء مكتظة بالكاد يتوفر فيها ما يكفي من الاحتياجات الأساسية، قد تتوقف المساعدات في الشهور المقبلة في حال استمر نقص التمويل.
وتستقبل تشاد، بحسب برنامج الأغذية العالمي، نحو ألف لاجئ يوميا، هربوا من المجاعة والهجمات العنيفة في إقليم دارفور غرب السودان.
وقال هيوز "اللاجئون السودانيون يفرون للنجاة بحياتهم، إلا أنهم يواجهون مزيدا من الجوع واليأس والموارد المحدودة على الجانب الآخر من الحدود".
وأضاف "المساعدات الغذائية هي شريان الحياة للعائلات اللاجئة المعرضة للخطر والتي باتت بلا مأوى".
وفي السودان، يعيش أكثر من ثمانية ملايين شخص على شفا المجاعة، بحسب التقديرات، بينما يعاني 25 مليونا من انعدام حاد للأمن الغذائي.