ما علاقة الشركات الوكيلة بالعلامات التجارية الداعمة للاحتلال؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
أثير – ريما الشيخ
انتشرت مؤخرًا حملات في شبكات التواصل الاجتماعي تدعو إلى مقاطعة عددٍ من الشركات العالمية والعلامات التجارية العاملة في مجال المأكولات والمشروبات والملابس والتكنولوجيا الداعمة لدولة الاحتلال اعتراضا مِنهم على الانتهاكات غير الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بصورة مستمرة وممنهجة.
وتساءل البعض عن مدى علاقة فروع العلامات التجارية العالمية في الدول العربية بدعم دولة الاحتلال.
حول هذا الجانب، حاورت ”أثير“ الدكتور يوسف بن خميس المبسلي، متخصص في العلوم المالية والاقتصاد، الذي أكد في بداية حديثه بأن سوق العلامات التجارية العالمية أو ما يسمى بـ “الفرنشايز” أصبحَ سوقا رائجا في العقود الأخيرة بما في ذلك أسواق الدول العربية، وتعد الولايات المتحدة الأمريكية أكبر الدول التي تشهد نموا في مجال منح الامتياز التجاري لتلك العلامات التجارية العالمية.
وقال بأن حق الامتياز التجاري هو اتفاق تَمنح فيه علامة تجارية قائمة ترخيصًا لطرفٍ ثانٍ للعمل وممارسة النشاط التجاري باستخدام اسم العلامة التجارية الأصلية مقابل حصول العلامة التجارية الأساسية على نسبة من الأرباح والعائدات، أو قيمة معينة مقدمة لقاء منح حق الامتياز، ومن فوائد شراء حق الامتياز التجاري هو الحصول على حق استخدام علامة تجارية معينة لاستهداف أكبر شريحة من المستهلكين للسمعة الرائدة لتلك العلامة في السوق العالمي.
وأضاف: سببت مقاطعة عددٍ من الشركات خسائر مالية كبيرة لها، بل انخفضت أسهم هذه الشركات في البورصات العالمية، في حين سارعت الفروع العربية بالرد على ذلك بأنها تتبنى مواقف حيادية حفاظا على مصالحها التجارية في الدول العربية، وسارع وكلاؤها التأكيد على عدم علاقتهم بالشركة الأم التي تقوم بتخصيص دعم مالي كبير للكيان المُحتل، وبادروا بالتبرع بمبالغ كبيرة لضحايا غزة محاولة منهم لامتصاص الغضب العربي وتفادي مزيد من حملات المقاطعة.
وأكد الدكتور بأن معَ كُلِّ تلك المبررات فإن الحقيقة تظل أن تلك العلامات التجارية ملتزمة بدفع عقود الامتياز التجاري للشركة الأم، وأنها على الأغلب تدفع نسبةً من أرباحها للشركة الأم؛ نظيرَ حق الامتياز، وربما نشير هنا إلى أن الفروع في الدول العربية ليس لديها سلطة لمنع الشركات الأم من دفع مساهمات مالية لمساندة ودعم كيان معين كدعمِ دولة الاحتلال الصهيوني مثلا، ولكن من جانب آخر نود الذكر بأن تلك المقاطعات هي في الواقع حالة غضب مؤقتة، تزداد حدتها في حالة تمادي القوى العظمي في توفير الدعم غير محدود لكيانات عنصرية مُعينة ثُم ما تلبث أن تتفكك وتعود إلى ما كانت عليه، وهذا يؤثر سلبًا على فاعليَّة المُقاطعة.
وذكر: من منظور أوسع يمكن القول بأن تكاتف الدول الإسلامية جميعِها في مواجهة الانحياز الغربي لدولةٍ معينة –كما هو مُشاهَد واقعا ملموسًا في واقِعنا الحالي- قد يكون ورقة ضغطٍ فَعَّالةٍ على الشركات المتورطة في مساندة الكيان المُحتل والتي بدورِها لا تستطيع تجاهل قوة الضغط الشعبية في العالم الإسلامي تلافيا لمزيد من الخسائر المالية الكبيرة.
وطرح الدكتور يوسف المبسلي في ختام حديثه مع “أثير“ مثالًا، حيث قال: بحسبِ الإحصاءات، فإن حجم صادرات الولايات المتحدة الأمريكية للدول العربية والإسلامية بلغت بنحو 150 مليار دولار، خلال عام 2022م. كما أن الصادرات الأوروبية إلى الدول العربية تعادل 3.7% من الصادرات الأوروبية الكلية، وإن المقاطعة الاقتصادية من الشعوب الإسلامية لما يقارب من ملياري إنسان مسلم، قد يكون سلاحًا فعَّالًا لكبح جماح الدول الكبرى، ويجعلها تخضع للقانون الدولي ومراجعة مواقفها المتحيزة لطرف واحد والكيل بمكيالين.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: العلامات التجاریة الامتیاز التجاری الدول العربیة حق الامتیاز
إقرأ أيضاً:
برعاية ولي العهد.. المنظمة العالمية للمياه توقع ميثاقها من الرياض
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء- حفظه الله-، وبحضور صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ومشاركة محلية ودولية واسعة، أقيم اليوم، الحفل الدولي لتوقيع ميثاق انضمام الدول للمنظمة العالمية للمياه، وتدشين أعمال المنظمة من مقرها في الرياض.
وفي بداية الحفل، نقل سمو وزير الخارجية ترحيب وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- بضيوف المملكة من الدول والمنظمات المشاركة في حفل التوقيع.قضايا المياهونوه بأهمية المنظمة العالمية للمياه في حل قضايا المياه على مستوى العالم بشكلٍ شمولي، وضرورة العمل بشكل جماعي لدعم وتحقيق الأهداف المشتركة.
أخبار متعلقة تصل إلى 47 مئوية.. حرارة شديدة على المشاعر المقدسة خلال الحجقوات الدفاع المدني بالحج تنفّذ فرضيات في المشاعر والعاصمة المقدسةوأكد أن المملكة العربية السعودية ستعمل باستمرار مع الشركاء من أجل تحقيق المستهدفات التي وضعتها المنظمة من خلال دعم المؤسسة ماليًا ولوجستيًا لمدة خمس سنوات مقبلة.المنظمة العالمية للمياهوقال سموه في كلمته خلال الحفل، "إن إطلاق المنظمة العالمية للمياه يأتي تأكيدًا على التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز المبادرات الدولية، ومواجهة التحديات العالمية بشراكـات قائمة على التعاون المتبادل بين الدول والحكومات".
وبين أن المملكة تتطلع لأن تكون المنظمة منصة دولية جامعة تدفع بالحلول المستدامة، وتدعم الدول النامية في تطوير قدراتها المائية. وأضاف "أن المملكة وانطلاقًا من التزامها بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 جعلت من إدارة الموارد المائية أولوية وطنية تتبنى نهجًا متكاملًا في تعزيز الشراكات العالمية، والمساهمة الفعالة في القضايا الدولية للمساهمة في استقرار وتنمية المجتمعات".
ودعا جميع دول الأمم المتحدة ومؤسسات القطاع الخاص، للانضمام للمنظمة لتكون منصة عملية وشاملة لمعالجة تحديات المياه وإيجاد الحلول المبتكرة والمستدامة لقطاع المياه حول العالم.المسؤولية الدوليةوأكد وزير البيئة والمياه والزراعة عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، أن توقيع ميثاق المنظمة العالمية للمياه، وتدشين أعمالها من الرياض، يعزز المسؤولية الدولية المشتركة للحفاظ على الموارد المائية، مضيفًا أن أهمية المنظمة تأتي كون المياه ليست فقط موردًا، بل مصدر للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستقرار على مستوى العالم.
وأوضح أن المنظمة ليست فقط منصة تجمع الدول، بل عقل عالمي مشترك يعمل على تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكل شمولي، ودعم الحلول التقنية والبحث العلمي وتيسير التمويل لتعزيز الشفافية في إدارة المياه.المبادرات العالمية الطموحةوأكد الدور القيادي الرائد الذي تؤديه المملكة في إطلاق المبادرات العالمية الطموحة. وبين الفضلي أن المنظمة العالمية للمياه تعدّ أداة لقيادة العمل الدولي لمواجهة تحديات المياه وتغيير الفكر التقليدي في إدارتها.
وأشار إلى أن التحديات لا تقتصر على ندرة المياه بل تشمل توفيرها في الوقت والمكان المناسب، وتأثيرها على الاقتصاد العالمي وصحة الإنسان والأمن الغذائي وسلاسل الإمداد، في ظل التغيرات المناخية والكوارث المرتبطة بها.اقتصاديات مبتكرةونوه بأهمية وجود خدمات متكاملة تشمل الإنتاج والنقل والتخزين والتوزيع والمعالجة وإعادة الاستخدام، وضرورة تبنّي اقتصاديات مبتكرة ترتكز على تحليل الكلفة والعائد، ونماذج تمويل جديدة، وتقليل الاعتماد على الدعم الحكومي، مع إشراك فاعل للقطاع الخاص.
وأشار إلى أهمية إيجاد بيئة استثمارية جاذبة عبر تقليل المخاطر، واعتماد نماذج خصخصة مضمونة، ودعم الأبحاث الهندسية والتقنيات الصديقة للبيئة من الصناديق الخضراء، وتكييف النماذج التمويلية والهندسية مع خصوصية كل دولة، لجعل المياه محرّكًا للنمو وتسريع وتيرة الحلول العالمية ضمن مفهوم الاقتصاد الدائري والاستفادة من الموارد غير التقليدية.ميثاق المنظمة العالمية للمياهوشهد الحفل التوقيع على ميثاق المنظمة العالمية للمياه من قبل ممثلي الدول المؤسِّسة (المملكة العربية السعودية، الكويت، قطر، إسبانيا، الجمهورية الهيلينية "اليونان"، السنغال، باكستان، وموريتانيا)، إضافة إلى عرض مرئي تعريفي عن أهداف المنظمة وأولوياتها.
يذكر أن المنظمة العالمية للمياه، تعد نقطة تحول في مسار التعاون الدولي في قضايا المياه من خلال برامج بحثية وتنموية، وتعزيز تبادل الخبرات، وابتكار حلول نوعية تعزز استدامة الموارد المائية حول العالم، وتهدف إلى تعزيز جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكل شمولي، من خلال تبادل وتعزيز التجارب التقنية والابتكار والبحث والتطوير، وتمكين إنشاء المشاريع النوعية ذات الأولوية وتيسير تمويلها سعيًا لضمان استدامة موارد المياه وتعزيزًا لفرص وصول الجميع إليها.