تقرير دولي: قادة الغرب يتوددون للسيسي.. وحرب غزة ذكرت العالم بمكانة مصر
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
سلطت الحرب الدائرة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، الضوء، على دور مصر كوسيط إقليمي قوي وبارز؛ ما يجعل دول الغرب تتودد لها، وفقا لتقرير نشرته وكالة “بلومبرج” الأمريكية.
وأكد التقرير، أن حدود مصر مع غزة، تشكل موقف مصر كمفتاح لمصير أي لاجئ، وتدفق مستمر للمساعدات لسكان المنطقة المحاصرة البالغ عددهم 2 مليون نسمة؛ بعد أن قطع الاحتلال الإسرائيلي الإمدادات الحيوية، ردا على عملية طوفان الأقصى.
وأوضح تقرير “بلومبرج” الأمريكية، أن الأحداث المتصاعدة في المنطقة، تفتح الفرص أمام أكبر دولة عربية، لكن يظل الرفض المصري يستبعد أي اتفاق للاجئين.
وتحدث العديد من الاقتصاديين والمصرفيين والمستثمرين، لصحيفة “بلومبرج”، هذا الشهر، في المغرب، خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وأكدوا أن مصر قد تتلقى بعض الدعم الاقتصادي، بغض النظر عن موقفها من اللاجئين.
ووفقا للخبراء الذين تحدثت معهم “بلومبرج”، أنعشت الأزمة الجارية، ذاكرة اللاعبين العالميين بمكانة مصر كمحور إقليمي؛ مما رسخ فكرة أنها أكبر من أن تفشل.
مصر، التي توصلت إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي في ديسمبر؛ تجري محادثات حول تعزيز برنامج الإنقاذ هذا، إلى أكثر من 5 مليارات دولار، من 3 مليارات دولار، حسبما قال أشخاص مطلعون على المناقشات لـ"بلومبرج" هذا الشهر.
ومن المحتمل أن يضغط المساهمون الرئيسيون لصندوق النقد الدولي في الولايات المتحدة وأوروبا، على البنك- الذي يتخذ من واشنطن مقرا له-؛ لتخفيف متطلباته، والمضي قدما في البرنامج للقاهرة، وفقا لـ ريكاردو فابياني، مدير مشروع شمال إفريقيا في مجموعة الأزمات.
ويعمل الصراع الحالي، على تسليط الضوء على عدم الاستقرار المتزايد في المنطقة، وهو ما يفرض علي الولايات المتحدة وأوروبا، ضرورة ضمان بقاء القاهرة شريكا مستقرا في المنطقة، يستحق الدعم الخارجي.
وميزت موجة الدبلوماسية الأخيرة التي تركزت على القاهرة، شيئا من العودة إلى الدور التقليدي لمصر، التي احتلت مكانة بارزة في كل نقاش حول سياسة القوة في جميع أنحاء المنطقة خلال النصف الأخير من القرن الـ 20.
وفي الأيام التي تلت بدء عمليات طوفان الأقصى، كان الرئيس السيسي يتودد إليه سلسلة من قادة العالم، وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن مجددا، الشراكة الاستراتيجية الدائمة بين البلدين، في مكالمة هاتفية.
كما أشاد المستشار الألماني أولاف شولتز، بالوحدة الألمانية المصرية في العمل على منع اندلاع حريق في الشرق الأوسط.
والتقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، في بكين.
وقال روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن الحرب تؤكد الدور المهم الذي لعبته مصر دائما تجاه الأمن في غزة وحولها.
وأضاف أن الحكومات الأوروبية تغازل الرئيس السيسي؛ للمساعدة في تخفيف الضغط على غزة، لكنه رفض أي اقتراح باستضافة مصر للاجئين من غزة.
ووفقا لـ ريكاردو فابياني، مدير مشروع شمال إفريقيا في مجموعة الأزمات، فإن الوضع الآن قد يوفر لمصر فرصا أخرى للقيام بدور الوساطة الذي يمكن مكافأتها بسببه.
وقال إن مصر ستلعب دورا بناء؛ لإبراز مساهمتها، أمام شركائها الدوليين والإقليميين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاحتلال الاسرائيلي الاجتماعات السنوية لصندوق النقد المقاومة الفلسطينية الرئيس عبدالفتاح السيسي
إقرأ أيضاً:
وصمة عار في جبين الحضارة.. أستاذ قانون دولي يطالب بمقاطعة شاملة لإسرائيل فورًا
وصف الدكتور محمد محمود مهران، المتخصص في القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، البيان المصري الذي أدان قرار الاحتلال الإسرائيلي الموافقة على إنشاء 22 مستوطنة جديدة بأنه صفعة قانونية قوية للكيان الصهيوني، مطالبًا المجتمع الدولي بـالتحرك الفوري لوقف هذه الجرائم المتواصلة.
وقال الدكتور مهران، إن ما نشهده اليوم ليس مجرد انتهاك للقانون الدولي، بل استهانة سافرة بالمجتمع الدولي بأكمله، مضيفا بلهجة حادة: إسرائيل تبصق في وجه العدالة الدولية وتتحدى قرارات مجلس الأمن وأحكام محكمة العدل الدولية بوقاحة لا مثيل لها.
وانتقد أستاذ القانون الدولي بشدة صمت القوى الغربية والدول العربية، قائلًا: أين العقوبات التي تتشدق بها الدول الغربية؟ أين الدول العربية مما يحدث؟ أين الضغوط الاقتصادية؟ العالم يشهد جريمة حرب مستمرة ويكتفي بالبيانات الإنشائية، متابعا: هذا التواطؤ الدولي مع الجرائم الإسرائيلية وصمة عار في جبين الحضارة الإنسانية.
وأكد الدكتور مهران أن كل مستوطنة جديدة هي جريمة حرب موثقة وفقًا لاتفاقية جنيف الرابعة، موضحا أن نقل السكان المدنيين للأراضي المحتلة جريمة صريحة، وإسرائيل ترتكبها أمام أعين العالم دون خجل أو حياء.
وحذر من أن استمرار الصمت الدولي سيؤدي لانهيار كامل لمنظومة القانون الدولي، محذرا إذا لم يتحرك العالم اليوم لوقف هذا الجنون، فسيجد نفسه غدًا أمام وحش لا يمكن السيطرة عليه.
ودعا الدكتور مهران الدول العربية والغربية لـ تجاوز البيانات إلى الأفعال، مؤكدا أن الوقت حان لمقاطعة شاملة اقتصاديًا ودبلوماسيًا، ولقطع كل أشكال التطبيع مع هذا الكيان الإجرامي، مطالبا بتفعيل فوري للعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية على إسرائيل، قائلا: الذي فرض عقوبات مدمرة على دول لأسباب أقل بكثير، يقف مكتوف الأيدي أمام دولة ترتكب جرائم الحرب يوميًا.
وحذر الدكتور مهران مجددا، مؤكدا أن التاريخ لن يرحم من يقف صامتًا أمام هذه الجرائم، ومضيفاة أن كل يوم تأخير في وقف العدوان الإسرائيلي هو شراكة في الجريمة، ومشددا علي أن القضية الفلسطينية اليوم هي محك الضمير الإنساني، ولا مجال للحياد أمام الظلم الصارخ.