القضية الفلسطينية في المسرح العربي.. مسرحية النار والزيتون نموذجا
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
بادئ ذي بدء، علينا أن نقر بأن المسرح السياسي لدى الغرب، نوع مسرحي له أصوله وقواعده وشكله، وذلك عندما قدم في إنجلترا، المخرج الكبير بيتربروك بين عامي 1968و1969، مسرحيته الشهيرة "يو إس" والتي كانت عن الحرب الفيتنامية.
ولقد تردد صدى هذا الشكل المسرحي في موسكو، حتى أن المخرج الروسي لوبيموف قد أعد مسرحيا كتابا شهيرا عن الثورة الروسية اسمه (عشرة أيام هزت العالم)، وأخرجه في عرض مسرحي مدهش.
وبالطبع مسرحنا العربي كان في طليعة ذلك الشكل المسرحي الوليد، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومأساة شعبها.
مسرحية النار والزيتون قد عُرضت على مسرح برلين في نفس عام كتابتها (1970)، وهي من أشعار محمود درويش وألحان على إسماعيل وبطولة محمود ياسين ومحمود الحديني ورجاء حسين وغيرهم، وإخراج سعد أردش
ويأتي المؤلف المسرحي المصري ألفريد فرج، في العام 1970 بمسرحيته النار والزيتون، ليكون مواكبا لبدايات هذا الشكل المسرحي في العالم، وذلك بعد أن عاش ألفريد نفسه مع الفدائيين الفلسطينيين في غور الأردن، وفيها عرض لأفكاره عن الصراع العربي الإسرائيلي.
ومن الطريف أن مسرحية النار والزيتون قد عُرضت على مسرح برلين في نفس عام كتابتها (1970)، وهي من أشعار محمود درويش وألحان على إسماعيل وبطولة محمود ياسين ومحمود الحديني ورجاء حسين وغيرهم، وإخراج سعد أردش.
وقال عنها المستشار النمساوي وقتها بريت باور: شاهدت مسرحية النار والزيتون وعرفت قضية فلسطين من خلال مسرح ألفريد فرج، أما الناقد فرانس أيدولف فقال: النار والزيتون مسرحية ملهمة، عبرت عن عمق الجرح الذي أحدثته إسرائيل في أراضي فلسطين، عمق مادي ونفسي وحضاري.
ومسرحية النار والزيتون، مسرحية سياسية، تستعرض من خلال أحداثها، القضية الفلسطينية ومحنة الشعب الفلسطيني، وبداية فترة الصدام منذ وعد بلفور في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1917، وحتى الوقت الحالي.
ولقد تم تناولها إخراجيا في الكثير من الوسائط الإعلامية، وعلى يد العديد من المخرجين، فلقد أخرجها كاتب السطور على مسرح علي فهمي في المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة، في أواسط ثمانينيات القرن الماضي، ولاقت إشادة ونجاحا كبيرين وقتها، كما قدمتها الإذاعة المصرية بإخراج الراحل الشريف خاطر للبرنامج الثقافي، كما أخرجها المخرج الراحل محسن حلمي لمنتخب جامعة عين شمس، في سبعينيات القرن الماضي، كما أخرجها في ذلك الوقت المخرج الراحل الكبير سعد أردش.
ليست مسرحية تتمتع بخيال محدد، بل هي مسرحية ذات أخيلة إنسانية عامة، تحمل في طياتها سر استطاعتها أن تصبح وعاءً لتشكيل الحريات في كل وطن، وتؤسس في الوطن العربي لنموذج المسرح الشامل، الذي يحوي المشاهد الغنائية الراقصة التمثيلية الصامتة وخيال الظل، وأن التلقي في المسرح يحتاج إلى قدرات ثقافية وتخيلية، بهدف التفاعل بكفاءة بين بنية النص وبنية العقل، والإسهام في ملء فراغات النص وإزاحة وهم المشاهد
كل تلك التناولات الإخراجية، التي أغرت كل من قدموها، جاءت من عدة عناصر فنية سيطرت على كتابة النص نفسه، منها: تجلي فكرة الانتظار في سطور النص المسرحي، والتقنيات الفنية التي لجأ إليها المؤلف في زيادة وعي الجمهور ومشاركته في العرض المسرحي، والخروج بفكرة الحرية من الذاتية إلى الإنسانية. وهنا تأتي جمالية التلقي العامة لهذا العمل المسرحي المفتوح الشامل، فالتلقي ليس له زمن معين، بل يأتي في كل زمن وفقا لخبرات المتلقي الاجتماعية والتاريخية والثقافية.
وعليه، فمسرحيتنا، ليست مسرحية تتمتع بخيال محدد، بل هي مسرحية ذات أخيلة إنسانية عامة، تحمل في طياتها سر استطاعتها أن تصبح وعاءً لتشكيل الحريات في كل وطن، وتؤسس في الوطن العربي لنموذج المسرح الشامل، الذي يحوي المشاهد الغنائية الراقصة التمثيلية الصامتة وخيال الظل، وأن التلقي في المسرح يحتاج إلى قدرات ثقافية وتخيلية، بهدف التفاعل بكفاءة بين بنية النص وبنية العقل، والإسهام في ملء فراغات النص وإزاحة وهم المشاهد، فالنصوص تبني على قاعدة الاحتمال، لا على قاعدة اليقين، ومتعة النص في الكشف الذاتي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية الفنية فلسطين الفن مسرحيات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تعيش أصعب مشهد في تاريخها الحديث
قال الدكتور أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، إن ما يشهده قطاع غزة حاليًا هو المشهد الأصعب والأقسى في تاريخه، ليس فقط منذ بدء العدوان الأخير، بل في سياق كافة الاعتداءات السابقة، مؤكدًا أن حجم القصف وتبعاته غير مسبوق.
وأضاف الشوا في مقابلة مع قناة "إكسترا نيوز"، أن أكثر من 120 شهيدًا سقطوا منذ فجر اليوم فقط، معظمهم من الأطفال والنساء، مشيرًا إلى أن عائلات بأكملها تم محوها من السجل المدني.
قوات الاحتلالوأوضح الشوا أن الوضع الإنساني ينهار بالكامل، حيث تفرض قوات الاحتلال عمليات نزوح قسري، خصوصًا من شمال القطاع باتجاه مدينة غزة، رغم أن النازحين يتعرضون للاستهداف حتى أثناء الفرار، كما لا تتوفر أي مقومات للحياة الأساسية، فلا خيام، ولا مياه، ولا غذاء، ولا خدمات طبية.
وتابع: "الاستهداف طال المستشفيات بشكل مباشر، فمستشفى الأندونيسي محاصر بالدبابات ويُطلق عليه النار، والمصابون بداخله يعانون، كذلك، تم استهداف مستشفى العودة، وتوقف مستشفى كمال عدوان عن العمل، وأُحرقت خيام النازحين في منطقة المواصي بصواريخ الاحتلال، واحترقت معها جثامين أطفال ونساء".
وأشار إلى أن منع المساعدات الإنسانية مستمر منذ 80 يومًا، ما أدى إلى انتشار الجوع بشكل غير مسبوق، خاصة بين الأطفال، حيث يعاني عشرات الآلاف منهم من سوء تغذية حاد ونقص الأدوية والمكملات الغذائية، ما يعرضهم لخطر الوفاة.