الطيب: لدينا أكثر من 12 ألف طالب إندونيسي يدرسون في الأزهر
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنَّ الأزهر حريصٌ على استضافة الطلاب الوافدين ويوفِّر لهم الرعاية الكاملة، التي تساعدهم على تحصيل العلوم والمعرفة في أروقة المعاهد والجامعة الأزهرية.
وأشار الإمام الأكبر إلى أنَّ الأزهر يخصِّص 267 منحةً دراسيةً لطلاب إندونيسيا، ولدينا ما يقارب 12 ألف طالب وطالبة إندونيسي، يدرسون في مختلف المراحل التعليمية بالأزهر الشريف.
وأضاف فضيلته خلال استقباله الشيخ حسن عبد الله سهل، رئيس مؤسسة معهد السلام التعليمية بكونتور بإندونيسيا، والدكتور أحمد محمد تيجاني، رئيس مؤسسة الأمين الإسلامي التعليمية برندوان مادورا بإندونيسيا، إنَّ الأزهر يعتز بعلاقاته التاريخية المتينة مع إندونيسيا، علماء وباحثين وطلابًا، وأنَّه يعول على طلابه وخريجيه الإندونيسيين، لنشر منهجه الوسطي المستنير في إندونيسيا ودول جنوب شرق آسيا بشكلٍ عام، وأن هؤلاء الخريجين هم قوة الأزهر الناعمة وسفراؤه في إندونيسيا، ويحرص الأزهر على تعزيز التَّواصل معهم وإبقائهم على معرفةٍ تامَّةٍ بجهوده ومواقفه تجاه مختلف القضايا، وبخاصة قضايا الأمَّة الإسلاميَّة.
وأعرب رئيسَا مؤسسة «معهد السلام»، و«الأمين الإسلامي» التعليميتيْنِ، عن سعادتهما بلقاء شيخ الأزهر، وتقدير علماء إندونيسيا لما يقوم به فضيلته من جهود لخدمة قضايا الأمة الإسلامية، مؤكِّدين أن خريجي الأزهر في إندونيسيا يتمتعون بسُمعةٍ طيبةٍ بين أقرانهم، ويتواجدون في مختلف المناصب القيادية في المؤسسات والهيئات داخل الدولة.
واستعرض رئيس مؤسسة معهد السلام جهود المؤسسة الدعوية والتعليمية، مشيرا إلى أن المناهج الأزهرية معتمدة للتدريس في مختلف مراحل التعليم في المؤسسة، جامعة ومعاهد، حيث تضمُّ المؤسسة جامعة دار السلام الإسلامية، ومعهدًا إسلاميًّا له 400 فرع في إندونيسيا، و 21 مقرًّا إداريًّا، ومكاتب لرياض الأطفال وتحفيظ القرآن الكريم، وعددًا من المستشفيات والعيادات لخدمة أبناء إندونيسيا، مؤكدًا اعتزاز مؤسسة معهد السلام بانتمائها للأزهر الشريف، وتقديره لتخصيص الأزهر 80 منحة دراسية لخريجي معهد دار السلام للالتحاق بجامعة الأزهر، وأنَّ هؤلاء الخريجين، أصبحوا الآن وزراء ومحافظين ورؤساء للجامعات في إندونيسيا، وأنهم يمثِّلون الأزهر خير تمثيل في مختلف المحافل الإقليميَّة والدوليَّة.
واستعرض رئيس مؤسسة الأمين الإسلامي، جهود المؤسسة لخدمة مسلمي إندونيسيا، مشيرًا إلى أن المؤسسة تضم معهدًا دينيًّا وجامعة إسلامية ومستشفى وعددًا من مكاتب رياض الأطفال والمكاتب الثقافية، وتحتضن المؤسسة ما يقارب 100 ألف طالب وطالبة.
اقرأ أيضاً« شومان »شيخ الأزهر حريص على القضاء على ظاهرة الثأر بالصعيد ويشكر العائلات المتصالحة
شيخ الأزهر يستقبل رئيس وزراء ماليزيا لبحث سُبُل تعزيز التعاون
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: شيخ الأزهر أحمد الطيب شيخ الأزهر الأمین الإسلامی الإمام الأکبر مع إندونیسیا فی إندونیسیا رئیس مؤسسة فی مختلف
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر لـ وفد الإعلاميين العرب: الكلمة أمانة ودوركم مهمٌّ في رفع الوعي بالتحديات
أكَّد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، دور الإعلام المهم في رفع الوعي بالتَّحديات، وتعبئة الرأي العام تجاه قضايا الأمة، وتعزيز الانتماء للأوطان، والحفاظ على المنظومة القيميَّة والأخلاقية، وترسيخ الاعتزاز بالأصول لدى الشباب، خاصَّة في ظل ما يواجهه عالمنا اليوم من تحدِّيات وتصاعد خطابات الكراهية والتعصب والإسلاموفوبيا، مشيرًا إلى أهمية العمل وفق استراتيجية إعلامية عربية تدافع عن قضايا الأمة وتحمي الشباب من مخاطر الاستقطاب والتِّيه، حيث تسعى بعض المنصات الرقمية لتغييبِهم عن واقع أمتهم ومجتمعاتهم.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية مفتوحة عقدها لإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، مع عددٍ من أبرز الإعلاميين في العالم العربي، وذلك على هامش المشاركة في قمة الإعلام العربي بدبي.
وأوضح الدكتور أحمد الطيب، أنَّ الأزهر الشريف يعمل على تعزيز ثقافة السلام، وهي مهمة أساسية يتم تدريسها في مناهج الأزهر منذ المرحلة الابتدائية وحتى الجامعية، مضيفًا: الأديان كلها إنما نزلت لإسعاد الإنسان، وحقن الدماء، ونشر السلام بين الجميع، لا لإشعال الحروب أو تغذية الكراهية، مشيرًا إلى مبادرات الأزهر في هذا السياق، التي من بينها تأسيس بيت العائلة المصرية، بالتعاون مع الكنائس المصرية، الذي أسهم في تقوية النسيج الوطني والقضاء على كثيرٍ من مظاهر الطائفية، مصرحًا "عندما رأى المواطن المصري القسيس بجوار الشيخ، اختفت كثير من الفتن والمشكلات".
وتطرَّق الإمام الطيب، إلى أنَّ الأزهر تنبَّه إلى ضرورة تحقيق تقارب وتفاهم إسلامي حقيقي، من خلال عقد حوار إسلامي-إسلامي، يرتكز على المصارحة والحوار وطي صفحة الماضي، والانطلاق من المشتركات التي تجمع المدارس الفكريَّة للأمة، للانطلاق منها لما يخدم وحدة هذه الأمة وتقدمها، ولذا عقد الأزهر ومجلس حكماء المسلمين مؤتمر "الحوار الإسلامي" في مملكة البحرين، وانتهى إلى توقيع وثيقة نداء أهل القبلة التي تُعدُّ وثيقة مبادئ جامعة لتعزيز الحوار والتفاهم بين المذاهب ومدارس الفكر الإسلامي المختلفة.
وأشار إلى جهود الأزهر ومجلس حكماء المسلمين في تعزيز السلام العالمي، قائلًا: فتحنا آفاق التعاون مع الفاتيكان، ووقَّعت مع صديقي الراحل البابا فرنسيس وثيقة الأخوة الإنسانية، كما فتحنا قنوات تواصل مع مختلف الكنائس بما فيها الكنائس الشرقية ومجلس الكنائس العالمي وكنيسة كانتربري في بريطانيا.
وتعليقًا على سؤال حول حقوق الأقليات.. قال الدكتور الطيب، إن الأزهر يرفض استخدام مصطلح «الأقليات» لما يترتب عليه من ضياع الحقوق وتقسيم المواطنين بين درجات عليا ودرجات دنيا، وأكَّد ضرورة إقرار «المواطنة الكاملة»، وما يترتب عليها من تساوي الجميع في الحقوق والواجبات، ونظم العديد من المؤتمرات، وأصدر الوثائق التي تؤكد هذا المفهوم، داعيًا الإعلاميين إلى المساهمة في تعزيز هذه القيم، مشيرا إلى أن الدول يجب أن تقوم على المواطنة الكاملة والحقوق المتساوية لجميع المواطنين، دون تمييز أو تصنيف.
وفيما يتعلق بالزج بالدين باعتباره سببًا لما نشهده من صراعات وحروب.. قال: "يحب أن نفرق بين تعاليم الأديان التي تدعو إلى السلام والتعايش، وبين التفسيرات الخاطئة التي يقدِّمها البعض للقتل باسم الدين وهو منها براء، فالأنبياء جميعهم أخوة، ودين الله واحد منذ آدم وحتى محمد عليهم جميعًا الصلاة والسلام"، مضيفًا "لا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير العنف باسم الدين، وما حدث هو محاولة البعض اختطاف الدين وتوظيفه في السياسة، وهو أمر مرفوض"، كما أكَّد أن محاولات الاحتلال الإسرائيلي الخلط بين «الصهيونية» كشر مطلق، وبين «اليهودية» كدين سماوي، أصبح واضحًا، ولا يخفى على أحد.
وردًّا على سؤال حول ما تشهده بعض المجتمعات من دعوات لقبول «الشذوذ الجنسي» وغيره من الأمراض المجتمعيَّة، علَّق شيخ الأزهر: هذه الدعوات دليل على جنون هذه الحضارة واضطرابها، وتخطيها لكل حدود الأخلاق وتعاليم الدين، ومحاولتها المستمرة لإقصائه وتهميش دوره في حياة الناس، بل وتأليه حرية الإنسان والسعي المطلق لإشباع رغباته المادية، موضحًا أنَّ المرجعية هنا لتعاليم الأديان وليس للعقل البشري المتقلب، قائلًا: الدين هو الذي يثبت الأخلاق، ولا ينبغي إسناد المرجعية الأخلاقية إلى العقل وحده.
وحول الرسالة التي يَوَدُّ توجيهها للشباب، دعا شيخ الأزهر الشباب العربي والمسلم إلى التسلُّح بالعلم والمعرفة، قائلًا: اقرأ أولًا قبل أن تتحدث، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإسلام والعروبة والحضارة الشرقية.