فقدت ابنين والثالث لا يستطيع النوم.. مأساة أم في غزة
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
في مستشفى ناصر في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، وقفت أم فلسطينية إلى جوار صغيرها الذي كان مستلقيا على سرير تظهر على وجهه إصابات.
ولاء الحاج، التي كانت ضمن النازحين من حي الزيتون، الذين توجهوا إلى خان يونس، بعد الإنذار الإسرائليي لسكان شمال القطاع، فقدت اثنين من أبناها الثلاثة في غارة إسرائيلية، بينما أصيب الثالث الذي يتتبع الأطباء الآن حالته الحرجة.
تقول الحاج في فيديو خاص بموقع الحرة إنها كانت تعد "الشاورما" التي اشتهاها أبناؤها في المطبخ، وفجأة وقعت غارة على المنزل المجاور، فقضى اثنان من الأبناء، وأصيب الثالث في رأسه، ويحرص الأطباء حاليا على منعه من النوم خشية تعرضه لغيبوبة.
Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.
وتقول الأم المكلومة في الفيديو إنها لم تتلق أي إنذار بالغارة قبل وقوعها، ولم توجد حتى أي مؤشرات على قرب حدوث غارة.
وخلال الفيديو، يمكن مشاهدة الأم وهي تشد من أزر صغيرها، وتطالبه بأن يكون قادرا على النهوض من سريره مرة أخرى، ونظرا لرغبة الأطباء في أن يبقى مستيقظا، قالت له الأم: "هجيبلك اللي بدك إياه بس خليك صاحي".
فقدت ولاء أيضا شقيقتها التي رافقتها في رحلة النزوح وهي على وشك الولادة، بينما لا يعرف مصير زوج ولاء الذي كان في الجوار لشراء أغراض.
وحصل موقع الحرة أيضا على مقطاع لإسعاف مصابين لعدة أطفال تعرضوا للقصف، من بينهم فيديو لابنة طبيب يدعى محمد أبوعودة، يعمل في جمعية نداء الطفل، ويظهر الفيديو الطفلة أثناء خياطة جروح ألمت بها.
ويمتنع موقع الحرة عن نشر هذه المقاطع لاحتوائها على مشاهد قد تكون مزعجة للبعض.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" بأنه منذ بدأت إسرائيل قصف غزة ردا على هجمات غير مسبوقة شنتها حماس في السابع من أكتوبر، بات عدد النازحين داخل غزة يقدر بحوالى 1.4 مليون شخص.
وتفاقم التوتر بعد هجوم حماس، إذ ردت إسرائيل بقصف القطاع، مما أدى إلى مقتل 6546 شخصا معظمهم من المدنيين وبينهم نساء أطفال، بينما قتل في الجانب الإسرائيلي أكثر من 1400 شخص كذلك معظمهم من المدنيين وبينهم أطفال ونساء، أكثرهم قضوا في اليوم الأول من الهجوم.
ومع اشتداد القصف الإسرائيلي على غزة، بقي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من دون كهرباء، مما ساهم في تردي الخدمات الصحية. وقالت منظمة الصحة العالمية إن 4 مستشفيات في شمال غزة لم تعد تعمل نتيجة للأضرار، وفق وكالة أسوشيتد برس.
وفي فيديو آخر متداول تظهر طفلة تبكي بعد فقدان أمها وأختها في غارة، وتسمع وهي تقول: "ليه ياربي ما إلي غير أمي".
"هاي أمي بعرفها من شعرها" ????
.
طفلة من غزة تتعرف على أمها الشهيدة التي استشهدت في غاره إسرائيلية" pic.twitter.com/YtGp9EfhRS
ويوضح خالها خليل مطر، في تصريحات لموقع الحرة، أن الطفلة فقدت أمها وشقيقها وشقيقتها في غارة إسرائيلة بوسط قطاع غزة، مشيرا إلى أن أسرتها كانت نزحت من منطقة أبراج المخابرات في غزة، وتوجهت جنوبا.
ويوضح مطر أن الأسرة نزحت بعد الغارات المكثفة التي استهدفت منطقة أبراج المخابرات، وتفرقت، فبقي هو وآخرون في مكان، بينما ذهب والده وشقيقتاه إلى منزل آخر.
وتعرضت المنطقة التي بقي فيها الأب والشقيقتان لغارة، فتركوا المنزل إلى آخر مجاور، هو الذي شهد المأساة في يوم 22 أكتوبر.
وبعد الغارة على المنزل، الذي قال إنه كان يسكنه نحو 100 شخص، تعرف مطر على جثث والده وإحدى شقيقتيه (أم الطفلة) وابنها الوحيد وابنتها في مستشفى شهداء الأقصى دير البلح.
بينما نجت الابنة، التي ظهرت في الفيديو، ومعها شقيقة مطر الأخرى، لكنها تعرضت لإصابات.
ويواجه سكان القطاع مجموعة من الأمراض المعدية والنفسية، خلال الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي، وضعف الخدمات والإمدادات الطبية من جراء الحصار.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
أردوغان: العالم الذي صمت مع سربرنيتسا يكتفي بمشاهدة الفظائع في فلسطين
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المجتمع الدولي الذي ظل صامتا تجاه المجزرة التي ارتكبتها القوات الصربية في سربرنيتسا عام 1995 يكتفي الآن بالوقوف متفرجا على الفظائع التي يقترفها الجيش الإسرائيلي في فلسطين.
وأضاف خلال رسالة مصورة في مراسم إحياء الذكرى الثلاثين لمذبحة سربرنيتسا، أنه "رغم قرارات المحاكم الدولية، نرفض أي بيان أو إعلان ينكر مذبحة سربرنيتسا ويمجد مجرمي الحرب، ندين الهجمات والمضايقات التي تستهدف العائدين إلى ديارهم بعد الحرب".
وأكد أنه رغم مرور 30 عامًا على مذبحة سربرنيتسا إلا أن آلام البوسنيين الذين قتلوا بوحشية لا تزال حاضرة في الأذهان.
وأشار إلى أن تنصل المجتمع الدولي من المسؤولية اللازمة لوقف الإبادة الجماعية يُعد تقصيرا لا يمكن تبريره وسيُذكر دومًا بالخزي والعار.
وأوضح أن دعوة تركيا المتكررة لإصلاح الأمم المتحدة، أساسه محاربة عقلية عدم الاكتراث بآلام وأوجاع الشعوب الأخرى.
وأكد أردوغان أن إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 11 يوليو/تموز "يومًا دوليًا لإحياء ذكرى إبادة سربرنيتسا عام 1995"، هو دليل على الإرادة القوية ضد الإبادة الجماعية.
واعتبر الرئيس التركي أنّ ما يرتكبه الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين بقطاع غزة منذ أكثر من 21 شهرا دليل على أن المجتمع الدولي لم يستخلص الدروس اللازمة من مذبحة سربرنيتسا.
وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية ستُحاسب عاجلاً أم آجلاً أمام القانون والتاريخ على الإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحق ما يقرب من 57 ألف فلسطيني، بمن فيهم أطفال ونساء وشيوخ وشباب.
وتعتبر مجزرة سربرنيتسا الأسوأ في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث لجأ مدنيون بوسنيون من سربرنيتسا في 11 تموز/ يوليو 1995 إلى جنود هولنديين لحمايتهم، بعدما احتلت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش المدينة.
غير أن القوات الهولندية التي كانت مشاركة ضمن قوات أممية، أعادت تسليمهم للقوات الصربية لتقترف الأخيرة مجزرة قضى فيها أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان.
كما ارتكبت القوات الصربية العديد من المجازر بحق مسلمين إبان حرب البوسنة التي بدأت في 1992 وانتهت في 1995، عقب توقيع اتفاقية "دايتون"، وتسببت بإبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة.
ودفن الصرب القتلى البوسنيين في مقابر جماعية، وبعد انتهاء الحرب أطلقت البوسنة أعمال البحث عن المفقودين وانتشال جثث القتلى من المقابر الجماعية وتحديد هوياتهم.