نادى أدب أسيوط الجديدة يناقش أعمال الأعضاء وتبارى الأدباء بقصائدهم الإبداعية
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
تعقد الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو بسيوني باقة من الفاعليات الثقافية والفنية باقليم وسط الصعيد الثقافي برئاسة محمد نبيل من خلال فرع ثقافة أسيوط برئاسة ضياء مكاوى.
شهدت مكتبة الطفل والشباب باسيوط الجديدة برئاسة شيماء عبدالعال جلسة نادى أدب ثقافة أسيوط الجديدة ضمن فعاليات برنامج نادي أدب أسيوط الجديدة برئاسة الأديب الدكتور سيد سليم وباشراف الفنان محمد عبد المجيد ميسرة.
جاء في بدايتها تعريف للكتابة الإبداعية حيث تبارى الأدباء بقصائدهم الإبداعية و تم عرضها للمناقشة في البدء قصيدة بالعامية للشاعرة حفيظة العطيفي.
قد أبرز مواطن الجمال الشاعر والناقد احمد الشافعى فيما يخص بالتطور الإبداعي لدى الكتابة، كما أشاد بالصورة التي تقول فيها الشاعرة: " من رمال عملوا بارود".
بينما أشار الأديب محمد النجار إلى أنه لا يوجد هناك عيب في مداخلات الفصحى مع العامية، وأشار بالصورة التي تقول فيها الشاعرة: " سلامات يا أرض" في كونها كتبتها بعاطفة الأم التي وقف أمامها صامت من جمالية النص.
كما أشار الأديب المسرحي درويش الأسيوطي بعدة نصائح للكتابة وأشار إلى توضيح الإيقاع وعلى أنه يتكون من الوقف، التكرار، الوزن، وأشار إلى كيفية استخدام الالتفات في الضمائر.
أعقبها مناقشة نص بالعامية المصرية للشاعرة هند محسن بعنوان ما ينتظرنا خلف الدرس وأشار الأدباء حول هذا النص على الصورة المركبة والتماسك الكُلي لهذه القصيدة، التي جاءت مراوغة في اللغة والرمزية في النص، وأن النص يحتاج إلى قراءات عديدة للوصول إلى المعنى الذي تريد الشاعرة إيصاله للمتلقي.
بينما أدارت الجلسة الشاعرة هند محسن وشهدت الأمسية مداخلات لكلاً من الأديب المسرحي درويش الأسيوطي، والشاعر والناقد مؤسس نادي أدب أسيوط الجديدة ورئيس النادي الأسبق أحمد الشافعي، ومحمد النجار، والشاعرة حفيظة العطيفي وحضر الجلسة موهبة الإلقاء جني ومحمد الكاشف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فرع ثقافة أسيوط أسيوط فرع ثقافة ثقافة أسيوط قصر ثقافة بيت ثقافة إقليم وسط الصعيد الثقافى محافظة أسيوط محافظ أسيوط
إقرأ أيضاً:
رحلة الفراشة نحو فخاخ الضوء
تحيلنا الشاعرة أمل الجبوري فـي عنوان كتابها الجديد (قتل سيبويه فأحياني.. رحلتي نحو الضوء)، الذي صدر فـي لندن 2025م، إلى حادثة شهيرة فـي تراثنا العربي جرت بين عالمين فـي النحو، هما: سيبويه والكسائي، وما جرى بينهما من خلاف فـي (المسألة الزنبورية)، وتستخدم الجبوري كلمة (القتل) من باب المجاز، فالقتل الذي تعنيه هو «الهزيمة المعنوية التي تعرّض لها سيبويه على يد خصمه الكسائي، شيخ مدرسة النحو فـي الكوفة وبغداد، فـي مناظرة تفوّق فـيها على سيبويه الذي هُزم أمام الملأ تلك الهزيمة النحوية، التي تسببت فـي اعتزاله فـي بيته حتى الوفاة، فمجازًا أدت إلى قتله أمام الخليفة هارون الرشيد أو وزيره يحيى البرمكي»،
كما أوضحت الشاعرة أمل الجبوري فـي مقدمة كتابها، مشيرة لأحداث جرت لها غيّرت مسارات حياتها، لتبدأ أشواطًا جديدة، فالكتاب هو أقرب ما يكون إلى مراجعة ذاتية، سلّطت من خلاله الأضواء على سيرتها الأدبية، وقد بدأت فكرته حينما وصلتها رسالة من امرأة شابة كانت بين الحضور فـي مؤتمر أُقيم فـي جامعة كمبريدج 2024، وشاركت به، وروت خلاله حكايتها مع المراجعات الفكرية التي قادتها إلى ما هي عليه اليوم، وتحدثت عن انتقالها من رفض التراث إلى إعادة اكتشافه بعين القلب والعقل،
فجاء الكتاب ليقدّم إجابات عن التساؤلات التي تضمّنتها رسالة الفتاة، عبر بحوث ومقالات بدأتها بمقدمة عنوانها (رحلة فـي سؤال الهوية)، وتوالت بعدها العناوين: تأملات حول سردية التحرر، والهوية المسلمة فـي الحياة اليومية: تجارب شخصية وجماعية، والتعامل مع الخوف، الأدب، والمنفى، والحجاب، الرمزية والقيم الشخصية، قتل سيبويه فأحياني، واختتمت الكتاب بنص نثري طويل حمل عنوان (طوبى للعربية وللغرباء).
وانطلقت بكتابها من حدث جرى فـي مطلع حياتها الثقافـية، كان له الأثر الكبير فـي إعادة تشكيل تفكيرها، وغيّر نظرتها للعالم، فحين شاركت فـي مهرجان أُقيم للشعراء الشباب عام 1984م، هو مهرجان الأمة الشعري، انزعج إخوتها، معتبرين هذه المشاركات «حرية تجاوزت حدودها لفتاة بعمرها»، فنقلت الخبر إليها صديقة لها وقالت: «إخوانك أحرقوا كتبك وهم فـي طريقهم لقتلك»، وكانت تتناول الغداء مع الشاعر نزار قباني والشاعرة سعاد الصباح، فأغمي عليها وسقطت فـي بهو الفندق، وقام بنجدتها الشاعران: جواد الحطاب ووسام هاشم، وحين أفاقت، وجدت أنها فقدت صوتها، وأصيبت بالخرس، وسط دهشة قباني، الذي نقل الخبر للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، حين استقبل الشعراء العرب المشاركين بالمهرجان،
وخصّه بلقاء بمفرده، فقال له قباني: «حينما تزوجت بلقيس ابنة بغداد فـي الستينيات، كان المجتمع العراقي منفتحًا اجتماعيًا بشكل كبير، على ما يبدو بالمقارنة اليوم (1984م)، فهل يُعقل أن يحاول شبان عراقيون قتل أختهم الصغرى، وجريمتها هي الشعر؟»، فانزعج الرئيس واستدعى الشاعرة لمعرفة ظروف القضية، وتقديم العون لها لاستعادة صوتها، وحين اطلع على كافة التفاصيل، من خلال مرافقتها (أم بشار) مديرة المهرجان، قال لها مطمئنًا: «صوتك سيعود قريبًا»، ثم كتب لمدير مستشفى ابن البيطار، وكان من المشافـي المتطورة فـي الشرق الأوسط: «تُعرض الشاعرة أمل ظاهر حسن على الأطباء الأجانب، ويجب إعادة صوتها خلال 72 ساعة فقط».
وبعد إجراء الفحوصات، قال الطبيب الإيرلندي: «الخرس الذي أصيبت به هو خرس نفسي»، ونصح بتوفـير بيئة آمنة لاستعادة صوتها الطبيعي، فسأل المدير د. حسام البغدادي: «كم ساعة بتقديرك تستطيع أن تتحدث الشاعرة؟»، فأجابه: «لا أعرف بالضبط، ربما خلال أيام أو أسبوعين»، وهو جواب وضعه فـي حيرة، فالأمر الرئاسي واضح وصريح، ويستوجب العلاج خلال (72) ساعة فقط، لذا لم يجد بدًّا من تعريضها للصدمات الكهربائية،
وبعد أن تعرّضت لسبع عشرة صدمة كهربائية، بدأت تستعيد صوتها، وكان من المقرّر لها أن تستكمل علاجها فـي باريس، وقبل سفرها بيوم، تسببت وشاية من أحد الشعراء بإحالتها إلى التحقيق، وقال لها مرافق الرئيس عبد حمود: «لسانك الذي أعدناه لك سنقطعه إذا ما تجرّأت، ليس فقط على الكلام ضد سمعة الرئيس، وإنما إذا ذكرت اسمه على لسانك»، ومُنعت من السفر، وبدلًا من أن تكسرها تلك المشكلة، أحدثت نقلة فـي حياتها، بل أعادت تشكيلها، وعنها تقول: «هذه الحادثة كانت ولا تزال نقطة تحوّل عميقة فـي وجودي كله، فالشعر كان الأمين على أوجاعي، وكان أعظم وصفة فـي التمرين على الصبر».
وإلى جانب الكتابة الشعرية، انصرفت لدراسة الأدب الإنجليزي، وفـي عام 1997، غادرت بغداد إلى ألمانيا لتفتح صفحة جديدة فـي حياتها، لتصدر 14 كتابًا بين الشعر، والترجمة، وتصبح باحثة متخصصة بحقوق الإنسان، والأديان المقارنة، والفلسفة، وهي حاليًا تعمل باحثة فـي جامعة لندن، بمعهد الدراسات الشرقية الإفريقية والشرق أوسطية، وتشارك فـي مؤتمرات عالمية، وأستاذًا زائرًا فـي جامعات مرموقة، منها جامعة أكسفورد، وجامعة كمبريدج، وجامعات عديدة فـي أمريكا، لكنها لم تنقطع عن جذورها وثقافتها، التي ظلّت تشكل لها مرجعية فـي رحلتها نحو ضوء المعرفة والجمال والقصيدة.