خطيب المسجد الحرام: الفرح في تدبير الله والخير كله بالرضا
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
قال الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه فيما ورد عن السلف الصالح -رضوان الله تعالى عنهم- أن الفرحُ في تدبير الله تعالى لنا، والشقاءُ في تدبيرنا.
تدبير الله لناواستشهد " بليلة" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، بما قال أبو العباسِ بن عطاء: (الفرحُ في تدبير الله تعالى لنا، والشقاءُ في تدبيرنا)، مشيرًا إلى أن قضاءُ الله سبحانه وتعالى في عبده دائرٌ بين العدلِ والحكمة، والرحمة والنعمة.
وأوضح أنه لذا كان من دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : (اللهم إني عبدُك، ابنُ عبدِك، ابنُ أمتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فـيَّ حُكمُك، عدلٌ فـيَّ قضاؤُك) ، مؤكدًا أن الشدائدُ والكُرَب، والمَكارهُ والنُّوَب، مصحوبةٌ بهِبات الله عز وجل وألطافه، وخيراتِه وإسعافه .
وأشار إلى ما ورد عن أبي هريرة رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : (من يُرِدِ الله به خيرًا يُصِبْ منه) ، وعن صهيب رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : (عجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمرَه كلَّه خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراءُ شكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبرَ فكان خيرًا له) .
مستنزل الخيراتوأضاف أن إذا أراد اللهُ ابتلاءَ عبده بمصيبة هيَّأه لها، وأعانه على الاضطلاع بثِقَلها، ووفَّقه لصبرٍ يزداد بسببه إيمانُه، ويَقوى إيقانُه، ويَحظى بالثواب الجزيل، والأجرِ الجميل، فمِن أجَلِّ ألطاف الله في المكاره والبلايا: ما يناله المبتلى الصابرُ من منزلة الرضا.
وتابع: فهو رُوحُ مقاماتِ الدينِ، ومُستنَزَلُ الخيرات، ومُسْتدَرُّ البركات، ومَهْبِطُ الرحَمات، ولا يزال المُبتلى يرضى عن الله حتى يرضى اللهُ عنه، وقد كتب عمرُ ابنُ الخطابِ إلى أبي موسى الأشعريِّ رضي اللهُ عنهما: (أما بعد: فإن الخيرَ كلَّه في الرضا، فإن استطعتَ أن ترضى وإلا فاصبر)، وقال ابنُ القيم رحمه الله: (قال بعضُ العارفين: إرْضَ عن الله في جميع ما يفعلُه بك، فإنه ما مَنَعك إلا ليُعطيَك، ولا ابتلاك إلا ليُعافيَك، ولا أمْرضك إلا ليَشفيَك، ولا أماتك إلا ليُحييَك، فإياك أن تُفارقَ الرضا عنه طَرفةَ عين).
ونصح ، قائلاً: يا مَن أحاطت به الشدائدُ والبَلِيات، ونزلت به المصائبُ والمدلهمات: ما اشتد كربٌ إلا وهان، ولا تمَّ أمرٌ إلا وأخذ في النُّقصان، واجعلْ مولاك نُصبَ عينيك، وقِبلةَ قلبك، والطمعَ في فرجه منتهى سُولِك، وغايةَ مأمولِك، فليس على غيرِ الله مُعوَّل، ولا عنه مُنصَرف ولا مُتحوَّل، واتخِذِ الصبرَ شعارًا لك ودِثارًا، وإياك إياك القنوطَ والياس، والتسخُّطَ والتضجُّرَ والإبلاس؛ فإنه يزيدُ في البلاء والمصاب، ويُحبِطُ الأجرَ ويوجبُ العقاب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إمام و خطيب المسجد الحرام خطيب المسجد الحرام بليلة خطبة الجمعة من الحرم المكي فی تدبیر
إقرأ أيضاً:
“هيئة العناية بالحرمين” تدعو قاصدي المسجد الحرام إلى الالتزام بالإرشادات الصحية للحفاظ على سلامتهم
دعت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي قاصدي المسجد الحرام إلى الالتزام بإرشادات الوقاية الصحية من أجل صحتهم وسلامتهم.
وأكّدت أهمية ارتداء الكمامة، واستخدام المعقمات بشكل دوري، وغسل اليدين بالماء والصابون بشكل منتظم، واستخدام الأدوات الشخصية وتجنب مشاركتها مع الآخرين، إضافة إلى شرب كميات كافية من الماء لتفادي الجفاف.
وشددت الهيئة على تجنب التزاحم عند الدخول والخروج من المسجد الحرام، مهيبة بضيوف الرحمن من القاصدين التوجه إلى أقرب مركز صحي عند الشعور بأي عارض صحي، ورمي النفايات في الأماكن المخصصة لضمان بيئة تعبدية آمنة.
وأبانت أن قاصدي المسجد الحرام يحظون بتقديم الرعاية الصحية على مدار “24” ساعة طوال أيام الأسبوع من خلال ثلاثة مراكز للطوارئ بالمسجد الحرام، يقوم على تشغيلها تجمع مكة المكرمة الصحي.
اقرأ أيضاًالمجتمعاطّلع على المشاريع الفائزة بمسابقة تطوير مداخل حاضرة الدمام.. أمير الشرقية يستقبل أمين المنطقة والرئيس التنفيذي لتطويرها
ويقع مركز طوارئ الحرم رقم “1” بالدور الأول بتوسعة الملك فهد، ومركز طوارئ الحرم “3” بالرواق السعودي باب الصفا سابقًا “جوار مصلى الجنائز”، ومركز طوارئ الحرم رقم “4” بالرواق السعودي الدور الأول بجوار جسر أجياد.
ويباشر التجمع، في إطار دوره التكاملي وبالتعاون مع الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، تقديم الرعاية الأولية والصحية والتوعوية لضيوف الرحمن، بما يحقق الإسهام في توفير خدمات صحية عالية الجودة لقاصدي بيت الله الحرام.
ويأتي ذلك انطلاقًا من حرص الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على صحة وسلامة ضيوف الرحمن، وفقًا لتوجيهات القيادة الرشيدة -أيدها الله- في تقديم جميع الخدمات والتسهيلات لضيوف الرحمن ليؤدوا مناسكهم بكل راحة واطمئنان.