‏وأنت تقرأ بوب ودورد “خطة الهجوم” الخاصة بالتحضير لغزو العراق ، تعرف كيف تجري عملية الإستعدادات للحرب، من التخطيط المبكر جداً والضخ الطويل نسبياً للقطع والاساطيل والجيوش، وحتى مزامنة هذا مع المعارك الدبلوماسية الملتوية ، بما تمثله من ساتر دخاني، يحجب الرؤية لما يجري من وضع اللمسات لخوض حرب ضد دولة ما.


ومن وحي هذه المعطيات لايبدو أن هناك حرباً إقليمية قادمة في الشرق الأوسط، وأن إيران ليس في مرمى إسقاط النظام إمريكياً وتغييره بالقوة، لإعتبارات عدة أبرزها أن للنظام الإيراني علاقات قوية مع روسيا والصين ، وهاتان الدولتان ستجهضان بالقوة أو بالدبلوماسية إنجاز مثل هكذا غاية، تتخطى كل موانع ومخاطر تهديد السلم الدولي، سيصطفان مع إيران لمصالح تجمعهما منها الحفاظ على خط الحرير ، والعمل معاً للتصدي للمشروع المقابل خط الهند أوروبا الشرق الأوسط بما في ذلك إسرائيل.
البديل الإمريكي:
الحد من إندفاعة إيران وإحتواء مخاطرها ، بالعمل على سياسة العصا والجزرة: المكافأة والعقوبة، والضرب خارج حدودها السيادية بجزجزة اذرعها العسكرية ، وتقليص قدرتها في التأثير على المعادلات الوطنية دخل الدول العربية وبإتجاه الإقليم.
ما الذي سنشهده في ضوء تداعيات الحرب على غزة وإستهداف القواعد الإمريكية ؟
لن نشهد حرباً مباشرة على إيران، وستنتج الولايات المتحدة ذات السياسية الإيرانية بشكل معكوس ، أي ضرب قوة إيران بإضعاف أذرعها النشطة في المنطقة ، من الفصائل الطائفية العراقية السورية وهو مابدأته أمس في سوريا، وحتى حوثي اليمن، وحرمانها من ميزة خوض حروبها عبر الأدوات التابعة لها، دون أن تدفع ثمناً لنزقها المسلح.
وفي المجمل لسنا أمام حرب إجتثاث للنظام على غرار الحرب ضد عراق صدام، ولكننا في خضم عملية إحتواء متدرجة، تقود بالنتيجة إلى إعادة رسم معادلات منطقة لا تمثل فيها إيران عقدة المنشار، ومصدر إرباك للسياسة الإمريكية وتهديداً لأمن الحلفاء.
بهذا المعنى وعلى صعيد اليمن، الحوثي تحت مرمى ضرب النار أما بدعم خصومه المحليين وتقويتهم عسكرياً ، أو بالإستهداف المباشر ، أو بالإثنين معاً، بعد تسييج السعودية والإمارات بأحزمة ردع مضادة للصواريخ، تحمي أمنهما الداخلي ومناطق الثروات، وبالنتيجة المصالح الإمريكية، ولن يُمنح الحوثي فرصة للهروب إلى الأمام بإتجاه إستحضار فزاعة إسرائيل.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

اليمن في عمق المواجهة.. خطوات عملية وسريعة لإعادة البنى التحتية التي دمرها العدو الصهيوني والأمريكي

 

الثورة  /يحيى الربيعي
عقب استهداف العدوان مطار صنعاء الدولي ومينائي الحديدة ورأس عيسى، بالإضافة إلى مصنعي إسمنت باجل وعمران ومحطات ومحولات الكهرباء في العاصمة، تحركت حكومة البناء والتغيير بخطوات عملية لإعادة الحياة إلى هذه المرافق الحيوية.
وفي ميناء الحديدة، باشرت الكوادر الهندسية والفنية إعادة تأهيل الأرصفة المتضررة بوتيرة متسارعة بهدف إنجازها في فترة قصيرة لضمان استمرار تدفق السلع. وقد استمرت السفن في إفراغ حمولتها على مدار الساعة، ولم تتأثر برامج الاستقبال والتفريغ بفضل جهود الكوادر الفنية والملاحية.
وفي مطار صنعاء الدولي، بدأت الفرق الفنية والهندسية عملية إعادة الجاهزية والتشغيل للمطار في أقرب وقت ممكن لتقديم خدماته الإنسانية وتسهيل عودة العالقين والمرضى. وقد ناقش اجتماع موسع خطة العمل الطارئة والاحتياجات الضرورية لاستئناف الرحلات المدنية.
وفي مصنعي الإسمنت عمران وباجل، وجه وزير الاقتصاد والصناعة بسرعة إعداد تقارير فنية حول حجم الأضرار ووضع تصورات للإصلاح والتأهيل، مع تجهيز فرق العمل والطوارئ لبدء العمل بأسرع وقت.
وعلى مستوى تأمين الاحتياجات الأساسية، وتحديداً، توفير المشتقات النفطية، وعقب استهداف ميناء رأس عيسى، بذلت الحكومة جهوداً مكثفة لضمان توفير المشتقات النفطية، وتكللت هذه الجهود باستئناف عمليات الضخ لمادتي البنزين والديزل من السفن إلى الناقلات وتوجيهها إلى مختلف المحافظات لتزويد محطات التعبئة بعد انتهاء أعمال الصيانة لإعادة تأهيل منصات التعبئة المتضررة. وقد أكدت شركة النفط اليمنية على توفر المواد البترولية وحرصها على تحقيق الاستقرار التمويني.
فيما يتعلق بمشاريع التنمية المستدامة، ففي القطاع الزراعي، بدأت وزارة الزراعة تنفيذ مشروع زراعة مليون شتلة خلال الموسم الزراعي الحالي، بالإضافة إلى زراعة 100 ألف شتلة سدر في تهامة وصعدة، وإنشاء مشاتل جديدة في محافظات كانت تفتقر إليها كالجوف.
ورغم وطأة العدوان وتحدياته الاقتصادية والإنسانية، تُظهر الأرقام والخطوات العملية التي تتخذها حكومة التغيير والبناء إصراراً على تجاوز هذه الظروف الصعبة. من العمليات العسكرية النوعية التي فرضت واقعاً جديداً، مروراً بالجهود المضنية لإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة وتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وصولاً إلى مشاريع التنمية المستدامة ومكافحة الفساد والحفاظ على الإرث الحضاري، تتجلى إرادة صلبة تسعى لبناء مستقبل أفضل لليمن رغم نيران الحرب.

مقالات مشابهة

  • اليمن في عمق المواجهة.. خطوات عملية وسريعة لإعادة البنى التحتية التي دمرها العدو الصهيوني والأمريكي
  • بالتعاون مع البحرية الأمريكية.. اليمن يتسلم مهربي أسلحة حوثيين بعد ضبط شحنة متفجرات قادمة من إيران
  • إيران تبرئ إسرائيل من انفجار ميناء رجائي
  • إيران تبرئ إسرائيل: انفجار ميناء رجائي نتيجة تسيّب بشري
  • تجار الدم وفوبيا السلام: من يرفض نهاية الحرب؟”
  • أكثر من عشر سنوات على الانقلاب الحوثي… كيف أصبح الوضع الإنساني في اليمن؟ ( تقرير خاص)
  • ميليشيا الحوثي ترفض أي تحرك عملي لإحلال السلام في اليمن
  • جماعة الحوثي تعلن عن ثلاثة آلاف يمني عالق في الأردن بعد تدمير إسرائيل مطار صنعاء
  • “بوريل”: “إسرائيل” ترتكب إبادة جماعية في غزة وتنفذ أكبر عملية تطهير عرقي
  • إعلام إسرائيلي: تل أبيب تستعد لتوسيع ضرباتها في اليمن وتدرس استهداف إيران