كشفت ثلاثة مصادر أميركية مطلعة ووثائق حكومية داخلية اطلعت عليها رويترز أن البيت الأبيض أوصى بإنهاء تمويل الولايات المتحدة لأكثر من 20 برنامجا متعلقا بجرائم الحرب والمساءلة على مستوى العالم، بما في ذلك بسوريا وميانمار، وكذلك باتهامات ارتكاب روسيا "جرائم وحشية" في أوكرانيا.

وحسب المصادر، تشمل البرامج أيضا أعمالا في العراق ونيبال وسريلانكا وكولومبيا وروسيا البيضاء والسودان وجنوب السودان وأفغانستان وجامبيا.

والتوصية الصادرة، الأربعاء، عن مكتب الإدارة والميزانية، ولم يتم الكشف عنها من قبل، ليست قرارا نهائيا بإنهاء البرامج، لأنها تمنح وزارة الخارجية خيار الاستئناف، لكنها تمهّد لاحتمال حدوث تجاذب بين مكتب الإدارة والميزانية ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومساعديه، الذين سيردون على المكتب باقتراحاتهم بشأن البرامج التي تستحق الاستمرار.

وقلل ثلاثة مسؤولين أميركيين من احتمال مطالبة روبيو باستمرار العديد من البرامج، لكن مصدرا مطلعا قال إنه يمكن للوزير أن يدافع عن الإبقاء على البرامج المهمة، مثل المساعدة في الملاحقات القضائية المحتملة المتعلقة بجرائم الحرب في أوكرانيا.

وطالبت رسالة داخلية بوزارة الخارجية مكاتب الوزارة، التي ترغب في الإبقاء على أي من برامج جرائم الحرب والمساءلة، أن ترسل مبرراتها بحلول نهاية يوم العمل في 11 يوليو/تموز.

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة إن عددا من البرامج المزمع إنهاؤها تتعلق بمشروعات للمساءلة عن جرائم حرب في أوكرانيا، منها مشروع مؤسسة جلوبال رايتس كومبلايانس الذي يساعد في جمع أدلة على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية مثل العنف الجنسي والتعذيب في أنحاء أوكرانيا.

وأضافت المصادر أن القرار المحتمل ربما يشمل أيضا مشروع منظمة ليغال أكشن ورلد وايد، وهي منظمة مساعدة قانونية تدعم الجهود المحلية لرفع دعاوى قضائية ضد الروس المشتبه بارتكابهم جرائم حرب في أوكرانيا.

وفق مصادر حتى لو تدخل وزير الخارجية روبيو لإنقاذ هذه البرامج فلن يتبقى أحد لإدارة هذه البرامج (الفرنسية) تغير الأولويات

وقالت المصادر إن العديد من البرامج الموصى بإنهائها مخصصة لتمكين المنظمات المحلية، التي تسعى إلى تحقيق العدالة في المجتمعات التي شهدت فظائع، مضيفا أن بعض هذه البرامج مستمرة منذ عقود.

إعلان

وأضافت "حتى لو تدخل وزير الخارجية روبيو لإنقاذ هذه البرامج، التي دعم الكثير منها عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ، فلن يتبقى أحد لإدارة هذه البرامج".

وكشفت المصادر أن من بين البرامج الموصى بإنهائها منحة قدرها 18 مليون دولار من وزارة الخارجية الأميركية لمكتب المدعي العام الأوكراني تتولى تنفيذها مبادرة العدالة الجنائية الدولية بجامعة جورج تاون، وكذلك برنامج لمساءلة جيش ميانمار عن الجرائم الوحشية بحق أقلية الروهينغا المسلمة، بالإضافة إلى اضطهاد الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد للمسيحيين والأقليات الأخرى.

وجمدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية، ثم خفضتها منذ توليه السلطة مجددا في 20 يناير/كانون الثاني، لضمان أن أموال دافعي الضرائب الأميركيين تخصص لتمويل برامج تتماشى مع سياسة "أميركا أولا" التي ينتهجها.

وأدت هذه التخفيضات غير المسبوقة إلى إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وهي ذراع المساعدات الرئيسية، مما هدد توصيل مساعدات غذائية وطبية منقذة للأرواح، ودفع بعمليات الإغاثة الإنسانية العالمية إلى براثن الفوضى.

وتعد توصية مكتب الإدارة والميزانية دليلا آخر على أن الإدارة الأميركية تهمل بشكل متزايد مناصرة حقوق الإنسان، وسيادة القانون على الصعيد العالمي، وهو هدف سعت إليه الإدارات الأميركية السابقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی أوکرانیا جرائم الحرب هذه البرامج

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض: إيران لم تنقل اليورانيوم المخصب قبل الضربات الأمريكية

البلاد (واشنطن)

أكد البيت الأبيض، أن إيران لم تنقل مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب قبل الضربات العسكرية الأمريكية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران. وأوضحت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة “لم تتلق أي دليل على أن اليورانيوم قد تم نقله”، ووصفت التقارير التي تزعم العكس بأنها “خاطئة ومضللة”.

وجاءت هذه التصريحات بعد أن نشرت وسائل إعلام أمريكية تقارير استخباراتية سرية شككت في فاعلية الضربات الأمريكية التي نفذها الجيش الأمريكي دعماً لإسرائيل، مستهدفة منشآت فوردو ونطنز وأصفهان. وفي الوقت الذي يصر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على أن الضربات دمرت المنشآت بالكامل، أثار خبراء احتمال أن تكون إيران قد نقلت مخزونها المقدر بنحو 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% قبل الهجوم.

وأكدت ليفيت أن ما تبقى من تلك المنشآت “مدفون تحت أنقاض هائلة نتيجة نجاح الضربات”. من جانبه، شدد جون راتكليف، مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، أن البرنامج النووي الإيراني تعرض “لضربة قاسية” ستستغرق سنوات لإعادة بنائه، مستنداً إلى معلومات موثوقة وحديثة.

وفي السياق ذاته، أقرت إيران بتعرض منشآتها النووية لأضرار جسيمة خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل. كما أشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، إلى أن الوكالة فقدت القدرة على مراقبة المواد النووية منذ اندلاع العمليات العسكرية.

وبينما تؤكد مصادر أمريكية أن الضربة ألحقت ضرراً بالغاً بالبنية التحتية النووية الإيرانية، تشير تقارير أخرى إلى أن البرنامج قد يتأخر بضعة أشهر فقط دون أن يتم تدميره بالكامل، ما أثار جدلاً واسعاً حول مدى فاعلية العملية العسكرية.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأميركية توافق على تمويل لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" بـ30 مليون دولار
  • البيت الأبيض لخامنئي: عليك أن تحفظ ماء وجهك
  • رويترز: البيت الأبيض يريد خفضا كبيرا لتمويل برامج التحقيق بجرائم الحرب
  • البيت الأبيض: تصريحات خامنئي عن فشل الضربات تستهدف حفظ ماء الوجه
  • عاجل. البيت الأبيض: تصريحات خامنئي غايتها "حفظ ماء الوجه"
  • "دادي إز هوم".. البيت الأبيض يرحب بعودة ترامب "الأب"
  • البيت الأبيض: إيران لم تنقل اليورانيوم المخصب قبل الضربات الأمريكية
  • البيت الأبيض: إيران لم تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصّب قبل الضربات الأميركية
  • اتهامات فاغنر بجرائم حرب في الساحل تثير تحقيقات دولية