البيت الأبيض يوصي بإنهاء تمويل تحقيقات جرائم الحرب
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
كشفت ثلاثة مصادر أميركية مطلعة ووثائق حكومية داخلية اطلعت عليها رويترز أن البيت الأبيض أوصى بإنهاء تمويل الولايات المتحدة لأكثر من 20 برنامجا متعلقا بجرائم الحرب والمساءلة على مستوى العالم، بما في ذلك بسوريا وميانمار، وكذلك باتهامات ارتكاب روسيا "جرائم وحشية" في أوكرانيا.
وحسب المصادر، تشمل البرامج أيضا أعمالا في العراق ونيبال وسريلانكا وكولومبيا وروسيا البيضاء والسودان وجنوب السودان وأفغانستان وجامبيا.
والتوصية الصادرة، الأربعاء، عن مكتب الإدارة والميزانية، ولم يتم الكشف عنها من قبل، ليست قرارا نهائيا بإنهاء البرامج، لأنها تمنح وزارة الخارجية خيار الاستئناف، لكنها تمهّد لاحتمال حدوث تجاذب بين مكتب الإدارة والميزانية ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومساعديه، الذين سيردون على المكتب باقتراحاتهم بشأن البرامج التي تستحق الاستمرار.
وقلل ثلاثة مسؤولين أميركيين من احتمال مطالبة روبيو باستمرار العديد من البرامج، لكن مصدرا مطلعا قال إنه يمكن للوزير أن يدافع عن الإبقاء على البرامج المهمة، مثل المساعدة في الملاحقات القضائية المحتملة المتعلقة بجرائم الحرب في أوكرانيا.
وطالبت رسالة داخلية بوزارة الخارجية مكاتب الوزارة، التي ترغب في الإبقاء على أي من برامج جرائم الحرب والمساءلة، أن ترسل مبرراتها بحلول نهاية يوم العمل في 11 يوليو/تموز.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة إن عددا من البرامج المزمع إنهاؤها تتعلق بمشروعات للمساءلة عن جرائم حرب في أوكرانيا، منها مشروع مؤسسة جلوبال رايتس كومبلايانس الذي يساعد في جمع أدلة على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية مثل العنف الجنسي والتعذيب في أنحاء أوكرانيا.
وأضافت المصادر أن القرار المحتمل ربما يشمل أيضا مشروع منظمة ليغال أكشن ورلد وايد، وهي منظمة مساعدة قانونية تدعم الجهود المحلية لرفع دعاوى قضائية ضد الروس المشتبه بارتكابهم جرائم حرب في أوكرانيا.
وقالت المصادر إن العديد من البرامج الموصى بإنهائها مخصصة لتمكين المنظمات المحلية، التي تسعى إلى تحقيق العدالة في المجتمعات التي شهدت فظائع، مضيفا أن بعض هذه البرامج مستمرة منذ عقود.
إعلانوأضافت "حتى لو تدخل وزير الخارجية روبيو لإنقاذ هذه البرامج، التي دعم الكثير منها عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ، فلن يتبقى أحد لإدارة هذه البرامج".
وكشفت المصادر أن من بين البرامج الموصى بإنهائها منحة قدرها 18 مليون دولار من وزارة الخارجية الأميركية لمكتب المدعي العام الأوكراني تتولى تنفيذها مبادرة العدالة الجنائية الدولية بجامعة جورج تاون، وكذلك برنامج لمساءلة جيش ميانمار عن الجرائم الوحشية بحق أقلية الروهينغا المسلمة، بالإضافة إلى اضطهاد الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد للمسيحيين والأقليات الأخرى.
وجمدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية، ثم خفضتها منذ توليه السلطة مجددا في 20 يناير/كانون الثاني، لضمان أن أموال دافعي الضرائب الأميركيين تخصص لتمويل برامج تتماشى مع سياسة "أميركا أولا" التي ينتهجها.
وأدت هذه التخفيضات غير المسبوقة إلى إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وهي ذراع المساعدات الرئيسية، مما هدد توصيل مساعدات غذائية وطبية منقذة للأرواح، ودفع بعمليات الإغاثة الإنسانية العالمية إلى براثن الفوضى.
وتعد توصية مكتب الإدارة والميزانية دليلا آخر على أن الإدارة الأميركية تهمل بشكل متزايد مناصرة حقوق الإنسان، وسيادة القانون على الصعيد العالمي، وهو هدف سعت إليه الإدارات الأميركية السابقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی أوکرانیا جرائم الحرب هذه البرامج
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يحذر: التنازلات لن تقنع روسيا بإنهاء الحرب
عواصم " وكالات": قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الاثنين إن التنازلات لن تقنع روسيا بوقف الأعمال القتالية في بلاده وإن هناك حاجة إلى تكثيف الضغط على الكرملين مشيرا الى أن "روسيا تطيل أمد الحرب ولذلك تستحق أن تواجه ضغطا دوليا أكبر فموسكو ترفض وقف القتل ولذلك لا يجب أن تتلقى أي مكافآت أو مزايا".
وتابع قائلا "هذا ليس موقفا أخلاقيا فحسب، إنه عقلاني. التنازلات لا يقنعها بشيء ".
وأكد زيلينسكي أن كييف "تعمل بالتأكيد مع الولايات المتحدة. لا يمر يوم دون أن نتواصل بشأن سبل تحقيق سلام حقيقي"، محذّرا من نية روسية "لخداع الولايات المتحدة".
بدوره، تواصل بوتين مع تسعة رؤساء دول أو حكومات خلال الأيام الثلاثة الماضية، أبرزهم نظيره الصيني شي جينبينغ والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اعلن الأسبوع الماضي أنه سيلتقي بوتين يوم الجمعة المقبلة في ألاسكا للتفاوض على إنهاء الحرب المستعرة بين روسيا وأوكرانيا منذ ثلاث سنوات ونصف.
في الاثناء، يسعى مسؤولون أوروبيون إلى التأثير على موقف البيت الأبيض قبل محادثات ألاسكا، مؤكدين على ضرورة حماية سيادة أوكرانيا وتقديم ضمانات أمنية وتمكينها من اختيار طريقها الخاص.
والتقى نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس مع مسؤولين أوروبيين وأوكرانيين مطلع الأسبوع، ومن المتوقع أن يجري زعماء أوروبيون المزيد من الاتصالات مع واشنطن في الأيام المقبلة.
وأكد الزعماء الأوروبيون التزامهم بفكرة أن الحدود الدولية لا يمكن تغييرها بالقوة إذ تخشى دول الاتحاد الأوروبي من أن يشكل فرض اتفاق على أوكرانيا سابقة خطيرة.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن "الرئيس ترامب محق حين يقول إن على روسيا أن تنهي حربها على أوكرانيا. لدى الولايات المتحدة القدرة على إجبار روسيا على التفاوض بجدية".
لكنها شددت على أن "أي اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا يجب أن يشمل أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، لأنها قضية تتعلق بأمن أوكرانيا وأوروبا برمتها".
وفي السياق ذاته، تعمل الولايات المتحدة على ترتيب اجتماع بين دونالد ترامب ونظيريه الروسي والأوكراني، بحسب ما أفاد نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس، في وقت يطالب حلفاء كييف الأوروبيون بحضورها القمة المرتقبة في ألاسكا هذا الأسبوع.
وقال فانس في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" إن "واحدة من أهم العقبات هي أن (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين قال إنه لن يجلس (الى طاولة المفاوضات) قط مع (فولوديمير) زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، وغيّر الرئيس ذلك الآن".
وأضاف ردا على سؤال بشأن توقعاته بالنسبة لقمة ألاسكا المقررة في 15 اغسطس "نحن الآن في مرحلة حيث نعمل على التربيات المرتبطة بالتوقيت وغير ذلك من الأمور لتحديد الموعد الذي يمكن فيه لهؤلاء القادة الجلوس معا وبحث نهاية لهذا النزاع".
ولفت نائب الرئيس إلى أن الولايات المتحدة "ستحاول التوصل إلى تسوية متفاوض عليها من نوع ما يمكن للأوكرانيين والروس قبولها".
وأضاف "لن ترضي الجميع بشكل كامل، سيكون الروس والأوكرانيون على الأرجح غير راضين عنها في نهاية المطاف".
ويكثّف قادة دول أوروبية اتصالاتهم ويجهدون لتوحيد صفوفهم خلف أوكرانيا منذ الإعلان عن انعقاد القمة الأميركية الروسية. ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين اجتماعا طارئا.
وألمح ترامب الى أن اتفاقا محتملا بين روسيا وأوكرانيا قد يتضمن "تبادل أراض" بين البلدين لوضع حد للحرب.
من جهته، أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس بأنه يأمل ويفترض بأن زيلينسكي سيحضر القمة المقبلة.
ومنذ بدء الحرب ما بين الجانبين الروسي والاوكراني قتل عشرات آلاف الأشخاص جراء الحرب، فيما أُجبر الملايين على الفرار من منازلهم.
من جانبها، أكدت الحكومة الألمانية أهمية إشراك أوكرانيا في أي حل سلمي.
وفي الوقت نفسه أكد نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن ماير، في برلين اليوم الاثنين أن هذا الاجتماع "قد يكون لحظة بالغة الأهمية بالنسبة لمسار هذه الحرب المروعة".
وفي هذا السياق، تحدث ترامب عن إمكانية تبادل أراض بين أوكرانيا وروسيا.
وأشار ماير إلى تصريحات المستشار فريدريش ميرتس لمحطة "إيه آر دي" الألمانية التليفزيونية، والتي صرح خلالها بأنه يعول على مشاركة الأوكرانيين. وقال المتحدث: "إذا كان الهدف هو تحقيق سلام مستدام وعادل حقا، فلا يمكن تحقيق ذلك إلا بإشراك أوكرانيا. من المستبعد تماما تحقيق هذا الهدف دون مشاركة الأوكرانيين".
ولم يجب ماير على أسئلة حول تفاصيل الموقف الألماني، مشيرا إلى أن هناك عملية "يمكن فيها لكل جملة وكل كلمة وكل تصريح عام أن تغير الأمور، بل وربما تغيرها سلبا أو تعرضها للخطر".
وعلى الارض، أفاد حاكم مقاطعة نيجني نوفجورود الروسية، جليب نيكتين، في منشور على قناته على تطبيق تليجرام، بمقتل شخص وإصابة أثنين آخرين جراء هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية على مقاطعة نيجني نوفجورود.
وقال المسؤول: "للأسف، لم يكن بالإمكان تجنب وقوع إصابات وأضرار عندما تم صد هجوم بطائرات مسيرة في بلدية أرزاماس، حيث لقي موظف حتفه على الفور، وأصيب اثنان آخران وتم نقلهما إلى المستشفى" وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الروسية (تاس).
وأضاف المسؤول أن خدمات الطوارئ تعمل في موقع الحادث، فيما ينسق رئيس بلدية أرزاماس، ألكسندر شتشيلوكوف، جهود الإغاثة.
وأفادت وكالة النقل الجوي الروسية "روسافياتسيا"، في وقت سابق صباح اليوم الاثنين، بأنه تم فرض قيود مؤقتة على الرحلات الجوية من وإلي مطار(ستريجينو) في نيجني نوفجورود.
الى ذلك، قال مسؤول في جهاز الأمن الداخلي الأوكراني اليوم إن أوكرانيا قصفت مصنعا روسيا ينتج مكونات صاروخية في منطقة نيجني نوفجورود في هجوم بطائرات مسيرة خلال الليل.
وصرح المسؤول لرويترز بأن أربع طائرات مسيرة على الأقل أصابت مصنع أرزاماس. وأضاف أن المصنع يُنتج أنظمة تحكم ومكونات أخرى لصواريخ إكس-32 وإكس-101 الروسية.