هل يفرق الكيان الإسرائيلي بين حركات المقاومة الفلسطينية المسلحة، والسلطة الفلسطينية؟، وهل يمكن أن يبقى سكان قطاع غزة في أمان حال تحقيق الكيان الاحتلالي أهدافه المعلن بالتخلص من حماس، وهنا لا توجد ذريعة في استهداف الأبرياء، وتكون السلطة الفلسطينية حصن أمان لهؤلاء الأطفال والنساء داخل القطاع؟ .. تلك الأسئلة ربما تأتي في عقول المتابعين لأحداث غزة مع تملك مشاعر الحزن على صور المعاناة اليومية داخل القطاع، ولكن الإجابة تكون محسومة لمن يتابع الصحف العبرية، والتي تحدثت بشكل واضح، فهم ينظرون لأبو مازن، مثلما ينظرون إلى محمد ضيف قائد كتائب القسام، حيث المهمة المطلوبة للدولة العبرية هو التخلص من الإثنين، وألا يكون لشعب فلسطين رأس يقود هذا الشعب.

وبحسب تقارير ومقالات نشرتها صحيفة إسرائيل هايوم العبرية، فقد تحدث الكثيرون داخل إسرائيل عن فكرة البدائل المطروحة في حال التخلص من سلطة حماس داخل قطاع غزة، وكان هناك اتفاق أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود أبو مازن، بأنه لا يصلح لتلك المهمة، وأنه يجب التخلص منه كما يجب التخلص من قيادات حماس، وكما فعلوا من قبل مع رئيس السلطة السابق ياسر عرفات، وهنا نرصد تفاصيل ما جاء حول مصير أبو مازن من وجهة نظر إسرائيل. 

 

الضفة ستفعل مثل غزة لو أتيح لها الفرصة 

ووفقا لما نقلته الصحيفة العبرية عن رأي عام داخلي بإسرائيل، فقد تحدثت أنه قبل أن نرتبك مرة أخرى، وقبل أن نبني لأنفسنا مفهومًا خاطئًا آخر، وقبل أن نأتي بالسلطة الفلسطينية إلى غزة بدلاً من حماس، أو قبل أن نميل إلى تصديق الرئيس بايدن وأنفسنا أن الفلسطينيين في الضفة الغربية "شيء آخر"، يجب علينا احفظ المادة مرة أخرى - يجب أن نعرف كيف نفرق بين العدو والكاره، وبين الحليف والشريك، وهذا أمر ضروري وحاسم، لأنه بعد ما حدث في 7 أكتوبر بغلاف غزة، أصبح كل شيء تقريباً يأخذ أبعاداً أخرى "طبيعية" وأكثر "مقبولة". 

هذا كل شيء، لا. لو استطاعوا ذلك، لنفذ الفلسطينيون من الضفة الغربية - سواء حماس أو كتائب شهداء الأقصى أو التنظيم وفتح - نفس المجازر بالضبط في "عوتاف يوش": بيتح تكفا، كفار سابا، اللد، الرملة وإسرائيل. العفولة، فلم يحدث ذلك لأنهم لم يريدوا ذلك أو لم يحاولوا، ولكن لم يحدث هذا لأن مئات من الهجمات هؤلاء التي استهدفت سكان المستوطنات تم إحباطها كل يوم تقريبًا في العامين الماضيين من قبل الشاباك والجيش الإسرائيلي، ولم توضح إسرائيل التفاصيل حتى لا تثير الذعر، ولكن الآن قد يكون من المفيد إعادة النظر، وعلى أية حال، لكي نفهم ما هو وماذا يعني "حل الدولتين"، فهناك حاجة لفتح ملفات جرائم الفلسطينيين داخل الضفة. 

 

السلطة الفلسطينية تهنئ مرتكبي المجزرة في غزة

 

وبمتابعة دقيقة لردود الأفعال عقب معركة طوفان الأقصى، نجد أن  ردود الفعل في السلطة الفلسطينية توافقت على ما حدث بغزة، ومع موقف حماس وفصائل المقاومة، فقد وصف عبد الرحمن أبو الرب، أحد رجال فتح في جنين، صباح المجزرة بأنه صباح الفرح والنصر والفخر، ومبارك "الشهداء الأبطال في غزة"، وكذلك عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لفتح، الذي اعترف ذات مرة بأن "الهدف هو نهاية إسرائيل"، شكر حماس على الهجوم، وهدد بسحق جماجم جميع اليهود والأمريكيين في المنطقة، وأيضا جمال الخويل، عضو مجلس فتح في السلطة الفلسطينية، وعد بمفاجأة كبيرة في ياش، وتمنى أن تعود المرايا في غزة إلى الضفة الغربية أيضا.

 

ومرة أخرى، استخدمت وثيقة رسمية من وزارة الأديان في السلطة الفلسطينية حديثا يحرض على قتل اليهود "الاختباء وراء الحجارة والشجر"، وتبنت بعض المساجد هذه التوصية، وعلى سبيل المثال، أشاد إمام من نابلس بهتلر، وفي حوارة رُسمت صلبان معقوفة وكتبت نقوش التعريف بمحمد ضيف زعيم كتائب القسام، ولا هناك فقط، وأبو مازن، كعادته تجاوز المقطعين، وتلاعب بالكلمات حتى لا يدين، وختمت الصحيفة العبرية حيثها قائلا: "لذا من فضلكم، على الأقل الآن، على الأقل لن نتلعثم. دعونا لا نخلط مرة أخرى".

 

 

أبو مازن جزءا من الأزمة

 

"إن نية إعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع خطأ" .. هكذا حسم ارييل كاهانا المحلل السياسي بالصحيفة العبرية موقف النخبة السياسية داخل إسرائيل، وكتب في مقال منفصل: "في نهاية ثلاثة أسابيع من الانتظار المثير للأعصاب، أطلق جيش الدفاع الإسرائيلي ما بدا وكأنه عملية برية ذكية وقوية، ولم يُعرف كل شيء بعد عما يفعله جيش الدفاع الإسرائيلي في قلب غزة، وهذا أمر طيب، ولكن كما أوضح رئيس الوزراء ووزير الدفاع والوزير غانتس، فإن هذا الإجراء ضروري لإبعاد الشر المطلق عن العالم، وهو حماس".

وتابع: "لكن بينما يركز شعب إسرائيل ومقاتلوه وقادته على الجهد العسكري، فإنهم لا ينتظرون في الساحة السياسية، وكما نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" والذي يتبين من التصريحات العلنية للرئيسين بايدن وماكرون، فإنهم في عواصم الغرب يعملون بالفعل على عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة في اليوم التالي، وكأن ذلك اليوم قريب، وكأن أبو مازن جزء من الحل وليس جزءاً من المشكلة، فهؤلاء الرؤساء الصديقون، وهم ودودون، مخطئون، لأن أبو مازن أثبت أنه غير قادر على محاربة حماس، وألقته حماس وحكومته من فوق أسطح منازل غزة عام 2007، حدث هذا بعد خسارة أبو مازن أمام حماس في الانتخابات التي جرت قبل عام من هذا التاريخ".

 

حماس ترعرعت تحت حماية أبو مازن .. ويجب التخلص منه

 

وفي التحليل السياسي المنشور جاء فيه: "تحت قيادة أبو مازن في جامعة اليوسف اكتسبت منظمة حماس شعبية هائلة لدرجة أنها حققت انتصارات بين الاتحادات الطلابية في مختلف الجامعات، أي أن كلام بايدن وكأن "حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني" غير واقعي بكل بساطة، وبما أن السلطة الفلسطينية ضعيفة للغاية في الوقوف في وجه حماس، فإن هناك أسباب جدية للخوف من أنه إذا تم تسليم غزة إليها، فإن الحركة القاتلة سوف تعود إلى الظهور، وبعيداً عن هشاشة حكمها، فإن للسلطة الفلسطينية دوراً كبيراً في تشجيع المقاومة، إما في رواتب المقاومين الشهيرة، أو في تعليم قتل اليهود من سن ما قبل المدرسة، أو في عدم إدانة جرائم الحرب التي ترتكبها حماس".

 

وفي إشارة واضحة لضرورة التخلص من أبو مازن، كما تخطط إسرائيل للتخلص من حماس، كتبت الصحيفة العبرية، أنه يتعين على النظام السياسي في إسرائيل أن يبدأ في بث هذه الرسائل الآن، لأن العالم لا ينتظر، فإذا لم نتحرك الآن فسنجد أنفسنا في زاوية سياسية في خضم المعارك، وحتى لا يحدث ذلك، يجب على وزير الخارجية إيلي كوهين والسفير في واشنطن مايك هرتسوغ ومسؤولين إسرائيليين آخرين أن يقولوا بالفعل إن هناك مشكلة خطيرة في أطروحة عودة محمود عباس إلى غزة، فيجب عليهم التأكيد على أنه من أجل تحقيق السلام الحقيقي، لا بد من تقديم حلول متعمقة للمشاكل، وعدم مضغ الصيغ التي فشلت. 

 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

رد غامض من فان دايك على مستقبل صلاح مع ليفربول

علق الهولندي فيرجيل فان دايك، قائد فريق ليفربول، على مستقبل الدولي المصري محمد صلاح مع الفريق بعد الخلافات الأخيرة مع المدرب أرني سلوت، مؤكدًا أهمية اللاعب للفريق.

وقال فان دايك: "نتمنى جميعًا عودة محمد صلاح إلى ليفربول بعد كأس الأمم الإفريقية وأن يساهم بدور بارز فيما تبقى من الموسم". وأضاف: "لكن كرة القدم مليئة بالمتغيرات، ولا أحد يعلم ما سيحدث مستقبلًا".

واختتم تصريحاته قائلاً: "أتمنى استمرار محمد صلاح معنا لأنه أحد القادة في الفريق، وهو مهم لنا كلاعب وكقائد".

يُذكر أن صلاح صنع الهدف الثاني في فوز ليفربول على برايتون بهدفين دون مقابل مساء السبت الماضي في الدوري الإنجليزي، بعد أن عاد للمشاركة بعدما دخل كبديل في الدقيقة 28 عقب استبعاده من مواجهة إنتر.

مقالات مشابهة

  • الأحرار الفلسطينية”: انطلاقة حركة “حماس” شكلت علامة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية
  • المجاهدين الفلسطينية”: المقاومة والوحدة الجهادية هما السبيل لانتزاع كل الأرض والحقوق
  • رد غامض من فان دايك على مستقبل صلاح مع ليفربول
  • الحية: غزة تعيش كارثة إنسانية وحماس ترفض الوصاية وتؤكد الالتزام بوقف إطلاق النار
  • «بن جفير» يُهدّد بهدم قبر «القسّام».. وحماس خططت لاغتيال الوزير المُتطرف قبل 7 أكتوبر
  • إسرائيل تعلن اغتيال قيادي بالقسام في غزة وحماس تتهمها بتقويض الاتفاق
  • وزير الخارجية: دعم مصر الكامل لتعزيز دور السلطة الفلسطينية في قطاع غزة
  • عبد العاطي يؤكد دعم مصر الكامل لتعزيز دور السلطة الفلسطينية وتمكينها من قطاع غزة
  • عبد العاطي يؤكد لوزير الخارجية الفلسطيني الأسبق دعم مصر الكامل لتعزيز دور السلطة الفلسطينية
  • الرئاسة الفلسطينية ترد على تصريحات السفير الأميركي لدى إسرائيل