عقدت هيئة تنظيم الأعمال الخيرية بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين – مكتب الدوحة، الملتقى الخاص الثاني للمكاتب والممثليات الخارجية للمنظمات الخيرية الإنسانية في دولة قطر والعاملة في منطقة الساحل الأفريقي. 
يأتي الملتقى مكملاً للملتقى الأول المنعقد في شهر مايو الماضي، إيماناً من الهيئة بالدور الحيوي الهام والجهود التي تقوم بها هذه المكاتب والممثليات الخارجية العاملة في منطقة الساحل الأفريقي، حيث برزت الحاجة لهذا النوع من الملتقيات نظراً لخصوصية هذه المنطقة والتحولات المتسارعة التي تشهدها، الأمر الذي يؤثر على عمليات تقديم ووصول المساعدات والمعونات الإنسانية والتنموية في دول هذه المنطقة، تضمن هذا الملتقى مداخلتين، الأولى قدمها الخبير الدولي لامين باه، كبير مستشاري إدارة المخاطر، في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين – UNHCR تحدث من خلالها عن عملية إدارة المخاطر وتدابير التخفيف، وكذلك إدارة المشاريع القائمة على المخاطر ومراقبتها في إطار الشراكات (المنظمات غير الحكومية)، بينما قدم المداخلة الثانية السيد زياد سويدان – خبير إشراف ورقابة في هيئة تنظيم الأعمال الخيرية، حول الاستثناءات والإعفاءات الإنسانية في منظومة الجزاءات الخاصة بالأمم المتحدة ومعالجة العواقب غير المقصودة على الحيز المدني في سياق مكافحة الإرهاب، وجهود مجلس الأمن بمنظمة الأمم المتحدة من أجل حماية العمل الإنساني القائم على المبادئ.


ويعتبر الملتقى وغيره من الملتقيات المماثلة محطّة هامّة من أجل متابعة التقدّم المحرز في مجال الحماية وتحليل الصعوبات والتحديات وابتكار الحلول بما يتوافق مع المعايير الدولية وأفضل الممارسات في هذا الجانب.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر تنظيم الأعمال الخيرية الساحل الأفريقي

إقرأ أيضاً:

مهرجان القطيع .. ملتقى سنوي للتراث التهامي والهوية الثقافية في الحديدة

تقرير/ جميل القشم

في تهامة، حيث يلتقي خصب الأرض بعطاء البحر، وتنبع الذاكرة من مواسم الزراعة وأهازيج الصيد، ينبثق مهرجان القطيع كل عام، كحدث ثقافي يُعيد رسم ملامح الهوية التهامية ويمنحها حضورًا حيًا في وجدان الأجيال.

يجّسد مهرجان القطيع ملتقى مفتوحًا، يعكس وجدان الإنسان التهامي، ويعكس التقاليد والمعارف المتوارثة التي ظلّت حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية، من الزراعة والصيد إلى الأهازيج والرقص والفنون الشعبية.

تقام فعاليات المهرجان في مدينة القطيع بمديرية المراوعة، في أجواء شعبية، تتداخل فيها الروح التهامية مع نبض المجتمع، وتتحول المساحات العامة إلى ساحات تفاعلية تستعرض فيها ملامح الماضي بلغة الحاضر.

يشهد المهرجان السنوي، عروضًا فنية ومسرحية وبهلوانية، تقدّمها فرق شعبية محلية، إلى جانب استعراضات حيّة لطرق الزراعة القديمة، وأدوات الصيد، وتقنيات حفظ المحاصيل والأسماك، في مشاهد بصرية تنقل الزائر إلى أعماق التاريخ المحلي.

يولي المهرجان، أهمية خاصة للرقصات الشعبية، التي تقدّم بزيها التقليدي وإيقاعاتها المميزة، وهو ما يضفي على الفعالية بُعدًا فنيًا متجذرا في الموروث الشفهي والجسدي للمنطقة، ويعزّز حضور من الثقافة الحركية في المشهد العام.

لا تغيب السباقات التراثية عن المشهد، إذ يحتضن المهرجان سباق الهجن، والخيول، والقفز على الجمال، لتكون مثل هذه العروض بمثابة استدعاء حيّ لمظاهر الفروسية والمروءة في البيئة التهامية.

تظهر الرسالة الثقافية للمهرجان جليّة في حرصه على تمكين المجتمع المحلي من تقديم تراثه بلسانه، دون وساطة، بعيدًا عن التنميط، ما يمنح الفعالية أصالة في الطرح وصدقًا في التلقي.

ويسهم المهرجان في ربط الأجيال بالهوية، إذ يجد فيه الكبار فسحة لاستذكار ما عاشوه، بينما يكتشف فيه الصغار تفاصيل جديدة عن بيئتهم وأصولهم، فتتكون بذلك حلقة تواصل حيّة بين الماضي والمستقبل.

يشكل المهرجان رافعة اقتصادية موسمية، تنتعش الأسواق المحلية، وتعرض المنتجات التهامية التقليدية من مأكولات، وأدوات، وحِرف، في مساحة تفاعلية تجمع بين المتعة والدعم الشعبي للصناعات الصغيرة.

ومن الناحية التعليمية، يقدّم المهرجان تجربة تعلم للأبناء والزوار، حيث تنقل مفاهيم الهوية والانتماء عبر التفاعل المباشر مع العروض والأنشطة، بدلاً من التلقين المجرد في الصفوف.

ويمنح في ذات الوقت، مساحة للمثقف الشعبي، الذي يحمل تراثا غير مكتوب، لعرضه من خلال الأداء أو الحكاية أو الحرفة، مما يعيد الاعتبار للمعرفة الشعبية بوصفها مكونًا مهمًا من الموروث الثقافي الوطني.

يقوم تنظيم المهرجان على جهود مجتمعية واسعة، تتشارك فيه اللجان الأهلية، والمبادرات الشبابية، والجهات الثقافية المحلية، ما يعزّز من روح الشراكة ويجعل من الفعالية مناسبة يتملكها الجميع.

يسعى القائمون على المهرجان الذي عادة ما يُقام في ثاني وثالت أيام عيد الأضحى، إلى تطويره سنويًا، سواء من حيث توسيع الفقرات أو إشراك كافة الفئات المجتمعية، لترسيخ حضوره كفعالية وطنية تتجاوز الطابع المحلي، وتعكس غنى الهوية اليمنية.

ويحرص المهرجان على البقاء بعيدًا عن المظاهر الشكلية، مقدّما نفسه كـ”ملتقى تلقائي” تُستعاد فيه الروح التهامية، وتُترجم فيه الثقافة من الناس وللناس، في سياق شعبي حي يعكس صدق الانتماء وعمق الوعي بالهوية.

يعكس مهرجان القطيع، ذاكرة تهامة الحية، وتنبض تفاصيله في وجوه الناس، وخطوات الراقصين، ونبرات العازفين، وضحكات الأطفال، وحكايات الآباء، ليبقى حدثًا سنويًا يزهر بالحياة كلما عاد، ويعمّق حضور التراث كلما نظم.

سبأ

 

مقالات مشابهة

  • “لويال” تطلق شبكة شراكات لأعضاء مهراجا كلوب لـ”طيران الهند”
  • هيئة الأعمال الخيرية: 90 ألف أسرة داخل وخارج الدولة استفادوا من 15 ألف أضحية
  • وزارة الخارجية والهجرة تطلق دراسة شاملة حول خارطة الاستثمار في إفريقيا
  • هل خسرت أميركا رهانها الأفريقي لصالح الصين؟
  • مهرجان القطيع .. ملتقى سنوي للتراث التهامي والهوية الثقافية في الحديدة
  • سدح تحتفي بالأسرة والمجتمع في ملتقاها الترفيهي الثالث
  • أحمد ياسر يكتب: مؤسسة غزة الإنسانية.. سلاح جديد قاس
  • الأمم المتحدة: الملايين في الساحل الأفريقي بحاجة لمساعدات عاجلة
  • بن جفير يطالب نتنياهو بمناقشة عاجلة بشأن المساعدات الإنسانية لغزة
  • جوني مور.. قس أميركي موال لإسرائيل يقود مؤسسة غزة الإنسانية