اشتباكات عنيفة في غزة.. ودعوات دولية لإيصال مساعدات إنسانية
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
أبدت إسرائيل عزمها على حصار المدينة الرئيسية في قطاع غزة، الأحد، ونشرت صورا لدبابات على الساحل الغربي للقطاع الفلسطيني بعد 48 ساعة من إصدار أوامر بالتوسع في عمليات التوغل البرية عبر حدوده الشرقية، وفقا لوكالة "رويترز".
وسعت إسرائيل في بادئ الأمر إلى عدم كشف خطتها الحالية من حربها المستمرة مع مقاتلي حركة حماس، منذ ثلاثة أسابيع، إذ كانت قواتها تتحرك تحت جنح الظلام وفي ظل انقطاع الاتصالات عن الفلسطينيين.
وأكدت حركة حماس، مساء الأحد، أن مقاتليها يخوضون "اشتباكات عنيفة" مع الجيش الإسرائيلي في غزة، وفقا لوكالة "فرانس برس".
وقال سكان في غزة إن خدمات الاتصالات الهاتفية والإنترنت بدأت في العودة تدريجيا، الأحد، بعد انقطاع تام لما يزيد على يوم، ما أثّر بشدة على عمليات الإنقاذ في الوقت الذي قصفت فيه إسرائيل أهدافا لحركة حماس التي تدير القطاع، وخصوصا في شمال مدينة غزة حيث مقر حكومتها ومراكز القيادة، بحسب "رويترز"
وبخلاف صور الدبابات التي نشرها الجيش الإسرائيلي، أظهرت بعض الصور على الإنترنت جنودا إسرائيليين يلوحون بالعلم الإسرائيلي في عمق غزة.
ولم تتمكن "رويترز" من التحقق من تلك الصور.
وقالت حماس إنها أطلقت قذائف مورتر على القوات الإسرائيلية في شمال غزة وقصفت دبابات إسرائيلية بالصواريخ، ما يقلل من شأن التقارير التي تحدثت عن إحراز عدوها تقدما كبيرا.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلاته الحربية قصفت أكثر من 450 هدفا عسكريا لحركة حماس في قطاع غزة من بينها مراكز قيادة عمليات ومواقع مراقبة ومنصات لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأضاف أن عدة مسلحين سقطوا بين قتيل وجريح في اشتباك مع القوات بعدما خرجوا من أحد الأنفاق قرب حدود إسرائيل.
وفي شمال غزة، أصيب عسكري إسرائيلي بجروح خطرة جراء سقوط قذائف هاون أثناء الليل، وأصيب آخر بجروح طفيفة خلال القتال، حسب الجيش.
وقال المتحدث باسم الجيش، الأميرال دانيال هاغاري، في إفادة "نوسع النشاط البري تدريجيا ونطاق قواتنا في قطاع غزة... سنبذل كل ما في وسعنا من الجو والبحر والبر لضمان سلامة قواتنا وتحقيق أهداف الحرب".
وأضاف أن دعواته للفلسطينيين في قطاع غزة للتوجه إلى الجنوب بعيدا عن مركز الحرب على حماس صارت الآن أمرا ملحا.
وتابع "على مدى الأسبوعين الماضيين، كنا ندعو سكان شمال قطاع غزة ومدينة غزة إلى الانتقال جنوبا مؤقتا... من أجل سلامتهم الشخصية".
وقال "نؤكد اليوم أن هذا نداء عاجل".
ونشر الجيش صورا لجرافات يبدو أنها تفتح طرقا في قطاع غزة، ومقاطع بالأبيض والأسود تظهر غارات جوية ودبابات ميركافا برفقة قوات مشاة.
مستشفى القدسوقال الهلال الأحمر الفلسطيني، الأحد، إنه تلقى تحذيرات من السلطات الإسرائيلية لإخلاء مستشفى القدس في قطاع غزة على الفور. وأضاف أن القصف الجوي، الأحد، وقع على بعد 50 مترا من المستشفى.
ويقول الهلال الأحمر إن نحو 14 ألفا لجأوا إلى المستشفى هربا من الغارات الجوية الإسرائيلية.
وتتهم إسرائيل حماس بإقامة مراكز قيادة وبنية تحتية عسكرية أخرى في مستشفيات غزة، وهو ما تنفيه الحركة.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن نحو 50 ألف شخص يحتمون في مستشفى الشفاء في غزة، وعبروا عن قلقهم حيال التهديدات الإسرائيلية المستمرة بشن هجوم على المنشأة الطبية.
ودعا الجيش الإسرائيلي، السبت، مجددا المدنيين في شمال غزة إلى "المغادرة فورا" باتجاه جنوب القطاع.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أعلن، السبت، بدء "مرحلة ثانية" في الحرب مع حماس.
وفي الأثناء، دعت الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل إلى "اتخاذ كل الإجراءات الممكنة المتوفرة لديها للتمييز بين حماس (...) والمدنيين"، حسب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جاك ساليفان.
وقُتل في القصف الإسرائيلي أكثر من 8 آلاف شخص، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة في حكومة حماس.
وقُتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون قضوا يوم الهجوم الذي احتجزت خلاله حماس 239 رهينة "بينهم كثير من العمال الأجانب"، وفق السلطات الإسرائيلية.
توتر على الحدود مع لبنانوتشهد الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان عمليات قصف وإطلاق نار يومية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
وقالت إسرائيل إنه تم إطلاق عدد من الصواريخ أو قذائف المورتر من لبنان على أراضيها وإنها كانت ترد على مصادر إطلاق النار، في حين قال حزب الله إنه أسقط طائرة مسيرة إسرائيلية.
وبدورها، أعلنت كتائب القسام أنها أطلقت من لبنان 16 صاروخا على منطقة نهاريا داخل إسرائيل.
في وقت سابق، الأحد، قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) إن أحد أفرادها أصيب بعدما سقطت قذائف على قاعدة تابعة لها بالقرب من قرية الحولة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، السبت.
مساعدات محدودةتزامنا، قال الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم إن 24 شاحنة مصرية تحمل مواد غذائية وأدوية وصلت إلى غزة عبر معبر رفح ليصل عددها الإجمالي حتى الآن إلى 118، وهو أقل كثيرا مما يلبي الاحتياجات الفعلية. وأضاف أن الشاحنات لم تجلب أي وقود إلى القطاع.
وشددت الأمم المتحدة على أن القطاع يحتاج 100 شاحنة يوميا على الأقل لتوفير الأساسيات لسكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون.
وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، في مؤتمر صحفي في مصر، الأحد، إن عرقلة إمدادات الإغاثة لسكان غزة قد تشكل جريمة بموجب اختصاص المحكمة.
وأضاف أنه يتعين على إسرائيل أن تبذل "جهودا ملحوظة، ودون مزيد من التأخير، لضمان حصول المدنيين على (احتياجاتهم) الأساسية من الغذاء والدواء".
وتوجه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر، الأحد، في زيارة لم تكن معلنة، ونشر مقطعا مصورا على منصة التواصل الاجتماعي إكس.
ودعا مسؤول في حماس، الأحد، مصر إلى اتخاذ "موقف حاسم" للتعجيل بإدخال المساعدات إلى غزة. وقال عضو المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق، "لا يجوز أن تبقى مصر متفرجا"، مضيفا "نأمل ونتوقع من الجانب المصري اتخاذ موقف حاسم لإدخال المساعدات في أقرب وقت".
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لفرانس برس طلب عدم كشف هويته، إن من المتوقع أن تدخل غزة "أكثر من أربعين" شاحنة مساعدات أخرى في وقت لاحق، الأحد.
وأضاف "إسرائيل ملتزمة تعديل عملية التفتيش لتتمكن من فحص 100 شاحنة يوميا".
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن المواد الغذائية والمياه والأدوية تصل عبر الحدود المصرية وإنهم يتوقعون زيادة الكميات.
وقال مسؤول إسرائيلي، الأحد، إن إسرائيل ستسمح بزيادة المساعدات الموجهة إلى قطاع غزة بصورة كبيرة في الأيام المقبلة ودعا المدنيين الفلسطينيين إلى التوجه إلى ما وصفها بمنطقة "إنسانية" بجنوب القطاع.
وقال الكولونيل إيلاد غورين من وحدة تنسيق أعمال الحكومة مع الفلسطينيين، وهي وحدة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية "نعتزم الأسبوع المقبل زيادة حجم المساعدات بصورة كبيرة". وكان يتحدث عن المساعدات المتجهة إلى غزة من مصر.
وقال غورين لوسائل إعلام خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت: "لقد أنشأنا منطقة إنسانية في جنوب قطاع غزة في منطقة خان يونس... وما زلنا نوصي بأن يذهب السكان المدنيون الذين جرى إجلاؤهم إلى هذه المنطقة".
ولم يذكر غورين ما إذا كانت المنطقة الإنسانية جديدة أم منطقة قائمة.
حماية المدنيينوقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أكد خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الأحد، على ضرورة حماية المدنيين و"تدفق المساعدات الإنسانية بشكل فوري وكبير لتلبية احتياجات المدنيين في غزة" حيث تشهد الإمدادات نقصا كبيرا في القطاع المحاصر.
كما شدد بايدن على ضرورة دفاع إسرائيل عن نفسها لكن بطريقة تتماشى مع القانون الدولي الذي يكفل حماية المدنيين.
وقال البيت الأبيض إن بايدن والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تعهدا بتسريع تدفق المساعدات إلى غزة، اعتبارا من الأحد.
وفي ظل تزايد الأزمة الإنسانية، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من انهيار "النظام العام" مع انتشار الفوضى بعد نهب مستودعات ومراكز لتوزيع المساعدات الغذائية تابعة لها.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأحد، من أن الوضع في غزة "يزداد يأسا ساعة بعد أخرى".
وأوروبيا، أكد رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي الحاجة إلى "دعم إنساني عاجل لغزة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی قطاع غزة وأضاف أن إلى غزة فی شمال أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
إستشهاد 29 فلسطينيا في هجمات إسرائيلية .. وحماس: قطع الاتصالات خطوة ضمن حرب الإبادة
عواصم وكالات": أعلن الدفاع المدني في غزة اليوم إستشهاد 29 فلسطينيا في هجمات إسرائيلية، 21 منهم إستشهدوا أثناء انتظارهم توزيع مساعدات غذائية.
وقال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير لوكالة فرانس برس إن مستشفى العودة في منطقة النصيرات استقبل "13 شهيدا وإصابات بينهم أطفال ونساء ومسنون"، وكان أشار في وقت سابق إلى وصول نحو 200 مصاب.
وأضاف أنهم ضحايا "إطلاق طائرات الاحتلال الإسرائيلي المُسيّر عدة قنابل، والرصاص الحي تجاه تجمعات المواطنين قرب نقطة توزيع المساعدات بمحيط حاجز نتساريم" في وسط قطاع غزة.
كذلك، أفاد المغير بسقوط "شهيدين بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز المساعدات بمنطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة"، وهما رجل وامرأة.
وأعلن أيضا سقوط سبعة قتلى في مناطق مختلفة من محافظة خان يونس في جنوب قطاع غزة.
والضحايا هم امرأة ورجل قتلا في قصف إسرائيلي استهدف منطقة بطن السمين، وامرأة وطفلها قضيا إثر قصف جوي إسرائيلي على بلدة عبسان الكبيرة، ورجل وزوجته وطفلهما قتلوا إثر استهداف خيام النازحين في مواصي القرارة، بحسب المصدر نفسه.
في شمال القطاع الفلسطيني، استقبل مستشفى الشفاء في مدينة غزة ستة قتلى جراء هجمات إسرائيلية على مواطنين اصطفوا للحصول على مساعدات غذائية، بحسب المسؤول في الدفاع المدني.
وأوضح المغير أن خمسة منهم قتلوا أثناء انتظار المساعدات في منطقة السودانية شمال غرب القطاع، فيما قُتل السادس أثناء انتظار المساعدات قرب نتساريم.
كذلك، أشار إلى مقتل فسلطيني آخر في قصف إسرائيلي على جباليا في شمال القطاع.
من جهته، قال الجيش ردا على سؤال لوكالة فرانس برس إن جنوده "أطلقوا طلقات تحذيرية" على أشخاص تجمعوا قرب موقع توزيع مساعدات، وذلك بعدما شكلوا "تهديدا للقوات"، من دون تحديد المكان.
وأضاف أن المنطقة التي وقع فيها إطلاق النار أعلنت "منطقة قتال"، متهما حركة حماس بـ"منع توزيع" المساعدات.
حدثت سلسلة من الوقائع المميتة منذ افتتاح مراكز مساعدات في 27 مايو تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة تمويلها غامض وتدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل.
وترفض الأمم المتحدة التعامل مع هذه المنظمة بسبب مخاوف بشأن عملياتها وحيادها.
ونظرا للقيود المفروضة على وسائل الإعلام في قطاع غزة وصعوبة الوصول إلى المناطق المستهدفة، فإنه لم يتسن لوكالة فرانس برس التحقق بشكل مستقل من عدد الضحايا الذي أعلنه الدفاع المدني.
"خطوة عدوانية جديدة"
أفادت حركة حماس اليوم بأن قطع خطوط الاتصالات "خطوة عدوانية جديدة" ضمن سياسة "حرب الإبادة الجماعية" التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وأشارت الحركة في بيان صحفي اليوم إلى أن هذا الاستهداف يهدف إلى شل القطاعات الحيوية، خاصة القطاعين الطبي والإنساني، مما يعمق الكارثة الإنسانية التي يعاني منها المدنيون.
ودعت حماس المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته في وقف العدوان وضمان حماية المدنيين والمنشآت الإنسانية
وأعلن جهاز الدفاع المدني في شمال قطاع غزة أن انقطاع الاتصالات يعيق قدرتها على تحديد مواقع الاستهدافات، حيث يواجه المواطنون صعوبات في التواصل مع فرق الإنقاذ.
كما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن فقدان التواصل مع موظفيها في غزة بسبب انهيار جميع وسائل الاتصال.
بدورها، أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنها تواجه صعوبات كبيرة في التواصل مع طواقمها الميدانية في القطاع، نتيجة الاستهداف المباشر لخطوط الاتصالات.
وأوضحت الجمعية أن غرفة عمليات الطوارئ تجد صعوبة في التنسيق مع المنظمات الأخرى للاستجابة للحالات الإنسانية، مما يفاقم الأزمة في القطاع.
وكانت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الفلسطينية أعلنت في وقت سابق انقطاع كامل لخدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة في قطاع غزة، نتيجة استهداف المسار الرئيسي الأخير لكابلات الفايبر من قبل الجيش الإسرائيلي.
وأكدت الهيئة أن هذا الانقطاع يفاقم العزلة الرقمية في القطاع، حيث امتدت إلى وسط وجنوب قطاع غزة، لتنضم إلى حالة العزلة التي تعاني منها مدينة غزة وشمالها لليوم الثاني على التوالي.
وأوضحت الهيئة ، في بيان لها ، أن استهداف البنية التحتية للاتصالات يتم بشكل ممنهج، مما أدى إلى شل الخدمات الحيوية، بما في ذلك الإغاثة والصحة والإعلام والتعليم.
وأشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع الطواقم الفنية منذ أشهر من الوصول إلى مواقع الأعطال لإصلاح الكوابل أو المسارات الاحتياطية، محذرة من تبعات إنسانية واجتماعية خطيرة جراء استمرار هذا الانقطاع. ودعت الهيئة إلى تدخل محلي ودولي عاجل لتسهيل عمليات الإصلاح وحماية البنية التحتية.
ويثير استمرار انقطاع الاتصالات مخاوف من عزلة كاملة لقطاع غزة عن العالم الخارجي، في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية وتدهور الأوضاع المعيشية في القطاع.
ترحيل قسري
قال مستشارون قانونيون أ إن إسرائيل سترحل قسرا ثمانية من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين، بينهم نائبة فرنسية في البرلمان الأوروبي، وذلك بعد ثلاثة أيام من منع البحرية الإسرائيلية لسفينتهم من الوصول بحرا إلى قطاع غزة.
ووافق أربعة ممن كانوا على متن سفينة خيرية صغيرة تابعة لتحالف أسطول الحرية، وعددهم الإجمالي 12 فردا، على مغادرة إسرائيل طواعية يوم الثلاثاء بينهم الناشطة السويدية جريتا تونبري.
ورفض الباقون المغادرة متهمين إسرائيل بالتصرف بالمخالفة للقانون، وقبعوا في مركز احتجاز لحين مراجعة محكمة إسرائيلية لوضعهم القانوني.
لكن المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل (عدالة)الذي قدم المساعدة القانونية للناشطين قال إن المجموعة خسرت معركتها.
وذكر المركز في بيان أن النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن وخمسة نشطاء آخرين نقلوا إلى مطار تل أبيب، وسيرحلون جوا إلى خارج إسرائيل خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة. ومن المقرر ترحيل الاثنين الباقيين بعد ظهر اليوم.
وأضاف بيان عدالة "استمرار احتجازهم وترحيلهم القسري هي إجراءات مخالفة للقانون وتشكل جزءا من انتهاكات إسرائيل المستمرة للقانون الدولي".
ولم يصدر تأكيد بعد من إسرائيل. ووصفت إسرائيل المهمة البحرية المتجهة إلى قطاع غزة بأنها حيلة دعائية لصالح حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر للصحفيين يوم الثلاثاء "جريتا وأصدقاؤها أحضروا كمية ضئيلة من المساعدات على متن ’يخت المشاهير الخاص بهم’. لم يساعدوا شعب غزة. لم تكن سوى حيلة سخيفة".
وفرضت إسرائيل حصارا بحريا على قطاع غزة منذ سيطرة حماس على القطاع عام 2007. وأحكمت قبضتها عليه بعد أن هاجم مسلحون من حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023. وذكرت إحصاءات إسرائيلية أن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من 1200 واحتجاز 251 رهينة.
وأدت الحملة الإسرائيلية إلى تدمير مساحات شاسعة من قطاع غزة. وتقول السلطات الصحية في القطاع إن ما يزيد على 55 ألف فلسطيني قتلوا.
توقيف 200 ناشط
أوقفت السلطات المصرية 200 ناشط أجنبي على الأقل في مطار القاهرة وفنادق في العاصمة قبيل انطلاق "المسيرة العالمية إلى غزة" التي تدعو لكسر الحصار على القطاع، وفقا للمتحدث باسم المبادرة.
وقال سيف أبو كشك المتحدث باسم "المسيرة العالمية إلى غزة" لفرانس برس إن عدد الموقوفين "تجاوز 200، يحملون الجنسيات الأمريكية والأسترالية والهولندية والفرنسية والإسبانية والمغربية والجزائرية".
وكان النشطاء أعلنوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي نيتهم الوصول إلى الحدود المصرية مع غزة عند معبر رفح للمطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية وإنهاء الحصار، عبر مسيرات وقوافل مختلفة، من أوروبا وشمال أفريقيا.
إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس طالب مصر، الأربعاء، بـ "منع وصول المحتجين الجهاديين إلى الحدود المصرية الإسرائيلية" محذرا من أي "استفزازات أو محاولة دخول غزة".
ووصف كاتس المسيرة بأنها "خطوة من شأنها أن تعرض سلامة الجنود (الإسرائيليين) للخطر ولن يُسمح بها".
وعقب التصريحات الإسرائيلية أصدرت الخارجية المصرية بيانا أكدت فيه أهمية ممارسة "الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار على القطاع"، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة حصول الوفود الأجنبية على "موافقات مسبقة" قبل زيارة المنطقة الحدودية.
وقال بيان الخارجية المصرية "السبيل الوحيد لمواصلة السلطات المصرية النظر في تلك الطلبات هو من خلال اتباع الضوابط التنظيمية والآلية المتبعة منذ بدء الحرب على غزة، وهي التقدم بطلب رسمي للسفارات المصرية في الخارج، أو من خلال الطلبات المقدمة من السفارات الأجنبية بالقاهرة، أو ممثلي المنظمات، إلى وزارة الخارجية".