عربي21:
2025-05-22@18:35:58 GMT

طوفان الأقصى والموجة الثانية للربيع العربي

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

حالة من الرعب والقلق والهلع تعيشها الأنظمة العربية الاستبدادية، لا سيما تلك الأنظمة التي خبرت الربيع العربي وثوراته، فقضت عليه بطريقة أو بأخرى، ولكن لا يزال الجمر تحت الرماد، وعلى رأس تلك الدول مصر واليمن وتونس وليبيا، وحتى الأنظمة العربية الأخرى خائفة من شعوبها نتيجة سياساتها المصطدمة مع خيارات الشعوب، بعد أن مارست بحقها القهر والاعتقال والسجن والتعذيب، والتغييب، وحتى الطرد والنفي.

ولعل ذلك قد انعكس بشكل جلي وواضح في تلميحات وتصريحات مسؤولي تلك الدول، أو من خلال التسريبات التي قامت بها الصحافة الغربية، وحتى سربها مسؤولون أمريكيون، وكان من أبرزهم المبعوث الأمريكي السابق دينيس روس الذي أفصح بأن كل من تواصل معهم من مسؤولين في الدول العربية كانوا يحضون على القضاء على حماس بسرعة.

الغليان الشعبي في الدول العربية، وحتى الدول الإسلامية، دفع مسؤول صهيوني كبير لأن يعلق على اقتحام مطار محج قلعة في داغستان للبحث عن إسرائيليين في الطائرة الاسرائيلية القادمة من تل أبيب، إلى القول بأن الوضع قد خرج عن السيطرة فيما يتعلق بحماية أمن اليهود في الخارج، وحالة الغليان الشعبي في الدول العربية، حيث يدفع المتظاهرون إلى الوصول إلى الحدود، ستوّلد حتماً حالة من الغضب على الأنظمة العربية التي تقف عاجزة عن فعل شيء لأهلنا في غزة، بل وتستقتل في منع الأهالي من الوصول إلى الحدود كمجرد تعبير من هذه الشعوب على الغضب لحملة الإبادة الصهيونية للقطاع، لا سيما بعد أن قطع الصهاينة الإنترنت والكهرباء عن المحاصرين في السجن المفتوح الكبير، تمهيداً لمذبحة بعيدة كل البعد عن الإعلام وشاشات التلفزة، ولكن جاءت الضغوط الكبيرة على إيلون ماسك، فسمح بالنت لمنظمات الإغاثة الدولية، وهو ما أرغم الصهاينة حينها على فتحه من طرفهم، لأن ذلك سيكون أسهل لمتابعته ومراقبته.

حين نتحدث عن الربيع العربي والموجة الثانية، تقفز إلى الواجهة والصدارة بكل تأكيد مصر نظراً لأنها الشقيقة الكبرى، ولما تمثله من ثقل عربي وإسلامي، والتي حجّمها وقيّدها نظام السيسي فكان موقفه المهين الذليل الذي سيكتبه التاريخ بأحرف من سواد، وهو أنه لا مشكلة له في ترحيل وتهجير الغزيين، وإنما اشترط لذلك أن يكون إلى صحراء النقب، حتى انتهاء العمليات بحق الجماعات الإرهابية.. هكذا كان موقف أكبر دولة عربية
حين نتحدث عن الربيع العربي والموجة الثانية، تقفز إلى الواجهة والصدارة بكل تأكيد مصر نظراً لأنها الشقيقة الكبرى، ولما تمثله من ثقل عربي وإسلامي، والتي حجّمها وقيّدها نظام السيسي فكان موقفه المهين الذليل الذي سيكتبه التاريخ بأحرف من سواد، وهو أنه لا مشكلة له في ترحيل وتهجير الغزيين، وإنما اشترط لذلك أن يكون إلى صحراء النقب، حتى انتهاء العمليات بحق الجماعات الإرهابية.. هكذا كان موقف أكبر دولة عربية، موقف يعكس مدى القاع الذي وصلت إليه مصر في ظل حكم السيسي.

السيسي يخشى أكثر ما يخشاه أن تتحول الغضبة المصرية إلى غضبة عليه وعلى نظامه، لا سيما إن طال أمد العدوان الصهيوني على غزة، ولعل الكابوس الحقيقي الذي يواجهه السيسي ونظامه اليوم هو توقف الهجوم البري الواسع للكيان الصهيوني على غزة، والعمل على سياسة التوغلات الصهيونية المحدودة كما أعلن، وهو يستلزم بالضرورة استمرار العمليات لفترة طويلة، مما سيدفع بكل تأكيد الشعب المصري إلى الغليان ولكن على درجة هادئة ربما، لكن لا أحد يتنبأ كيف سينفجر الوضع هناك، خصوصاً مع الانفضاض الشعبي العلني عن السيسي وحكمه وسياساته. ومع اشتداد عود المعارضين الإسلاميين وغيرهم، ستمنح عمليات طوفان الأقصى دفعة معنوية ضخمة وقوية وواسعة لكل الأحرار في مصر وغيرها، وهو ما ينبغي استثماره واستغلاله بأقصى درجة، فما دام الظلمة والقتلة بعضهم أولياء بعض، فمن باب أولى أن يكون المؤمنون والمظلومون والأحرار بعضهم لبعض سنداً وعضداً وظهيراً.

ستفتح عمليات طوفان الأقصى كوّة أمل كبيرة لكل المظلومين المقاومين، وسيعزز ذلك مقاومة الشعب السوري، وسيتعزز معهما مفهوم القوة، وأن الحرية لا يمكن نيلهما بدون تضحيات، فالمفاوضات قد دفنتها عمليات طوفان الأقصى، وهو ما تجلّى برفع وتيره العمليات العسكرية في الشمال السوري المحرر، وعجز الأطراف الأخرى على الانتقام في أرض المعركة، فركز المحتلان الروسي والإيراني المجرمان على الأهداف المدنية، فقصف مخيماً هنا وأحياء سكنية ومشفى هناك، وهو الأمر الذي تكرر في غزة، وكأنهم يقرؤون من كتاب واحد.

جاءت عمليات طوفان الأقصى لتشكل استدارة مهمة كذلك في الموقف التركي الذي بدا مركّزا خلال الأشهر الأخيرة على استثمار نجاحاته في أذربيجان ضد أرمينيا، وانشغالاته بالبحر الأسود بحيث يوسع من نفوذه وسطوته على حساب الحرب الروسية ـ الأوكرانية، بالإضافة إلى توجه التركي لتهدئة توتراته مع دول عربية كالإمارات والسعودية ومصر على خلفية دعمه الربيع العربي وثوراته، وحتى تضرر ذلك الموقف المتقارب والمتصالح مع الكيان الصهيوني، مما يؤكد أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة، ما يحتم على القوى الثورية العربية الاستفادة من هذه المرحلة التي ستكون لصالحها أكثر من غيرها.

اليوم أتت فرصة ذهبية لكل الثوار العرب، وعلى الأحرار في العالم العربي اقتناص هذه اللحظة التاريخية، إن كان برص الصفوف، أو بتعميق العلاقة مع الشعوب، أو بأخذ جرعة ثورية قوية، وتعميق القناعة الثورية بأن ما أخذ بالقوة لا يمكن أخذه إلاّ بالقوة، وأولى الخطوات العمل على الحاضنة الشعبية، ومنحها الأمان في أن القوى الثورية قادرة على حماية حقوقكم، وحمايتكم من بطش الأنظمة الاستبدادية الشمولية الديكتاتورية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الربيع العربي مصر غزة سوريا مصر الربيع العربي غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عملیات طوفان الأقصى الربیع العربی

إقرأ أيضاً:

هشام العيسوي يحصل علي جائزة التميز العربي 2025 في المعرض العربي الأول للاستدامة

شارك المهندس هشام العيسوي، رئيس المجلس التصديري للحرف اليدوية ورئيس لجنة التصميم والإبداع بتحالف شركاء جامعة الدول العربية، في فعاليات "المعرض العربي الأول للاستدامة"، وذلك في إطار تعزيز التعاون العربي المشترك في مجالات الاستدامة والصناعات الإبداعية.

يعد المعرض الذي نظمته جامعة الدول العربية بمشاركة واسعة من ممثلي الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني، من الفعاليات الهامة التي تسلط الضوء على دور الاستدامة في تطوير الصناعات والاقتصادات العربية.

تكريم إيهاب فهمي عن دور "عبد العاطي" في مسلسل "إش إش" خالد الجندي: الحجاب تكريم للمرأة وفلسفة الإحرام منهج حياة (فيديو) تكريم العيسوي بجائزة التميز العربي للاستدامة 2025

تم تكريم المهندس هشام العيسوي خلال المعرض، ومنحه "جائزة التميز العربي للاستدامة 2025"، تقديرًا لدوره البارز في دعم الاستدامة بقطاع الحرف اليدوية. 

وقد تسلّم العيسوي درع التميز العربي من معالي الوزيرة المفوضة ندى العجيزي، مدير إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية.

هشام العيسوي يحصل علي جائزة التميز العربي 2025 في المعرض العربي الأول للاستدامةتكريم الأردن للعيسوي

كما كرّمته دولة الأردن الشقيقة بدرع خاص، تعبيرًا عن تقديرها لجهوده في تعزيز التعاون العربي في مجال الحرف اليدوية المستدامة. 

تمثل هذه الشراكات بين الدول العربية خطوة هامة نحو تطوير الصناعات الإبداعية المستدامة على مستوى العالم العربي.

العيسوي: الاستدامة أساس لبناء اقتصادات حديثة

وفي تصريحاته على هامش الحدث، أكد المهندس هشام العيسوي أن الاستدامة أصبحت عنصرًا أساسيًا في بناء اقتصادات حديثة ومستدامة. 

وشدد على أهمية اتفاقية "صفر جمارك" التي أقرتها جامعة الدول العربية، مؤكدًا أن هذه الاتفاقية تمثل فرصة استراتيجية لتعزيز التجارة البينية بين الدول العربية، وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي.

أهمية الأسواق العربية في صادرات الحرف اليدوية المصرية

وأشار العيسوي إلى أن نحو 70% من صادرات الحرف اليدوية المصرية تتجه إلى الأسواق العربية، مما يعكس الأهمية الكبرى لهذه الأسواق كمحرك رئيسي للنمو في القطاع. 

ولفت إلى أن المشاركة في المعرض تأتي ضمن خطة المجلس التصديري لتوسيع نطاق الصناعات الإبداعية المستدامة على المستوى العربي.

شراكات جديدة مع الأردن في الصناعات الإبداعية المستدامة

كما عقد العيسوي سلسلة من اللقاءات الرسمية مع وفود عربية، ناقش خلالها فرص التعاون في مجالات التصدير والتدريب وتبادل الخبرات. 

وقد تم الإعلان عن شراكات جديدة مع الجانب الأردني تشمل زيارات متبادلة ومشروعات مشتركة في مجال الحرف اليدوية المستدامة، والتي ستعزز التعاون العربي في هذا المجال المهم.

ختام فعاليات المعرض

اختتمت فعاليات المعرض العربي الأول للاستدامة وسط حضور كثيف من الشباب العربي والمؤسسات التنموية. وقد حظي المعرض برعاية وزارتي الشباب والبيئة، وشكل منصة فعالة لعرض المبادرات وتبادل الرؤى حول مستقبل الاستدامة في العالم العربي.

مقالات مشابهة

  • جامعة الدول العربية تكرّم ولي عهد الفجيرة بجائزة يوم الاستدامة العربي
  • هشام العيسوي يحصل علي جائزة التميز العربي 2025 في المعرض العربي الأول للاستدامة
  • لماذا الصمت العربي في حين تغيرت مواقف الغرب تجاه إسرائيل؟
  • مسير وتطبيق لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في جبل الشرق بذمار
  • السفير العضايلة يترأس الوفد الأردني لمنتدى التعاون العربي الصيني
  • التربية تصدر نتائج المرحلة الثانية من تصفيات تحدي القراءة العربي على مستوى المحافظات
  • 900 مليار دولار مساهمات الاقتصاد الرقمي العربي 2030
  • مسير لخريجي دورات طوفان الأقصى بمأرب إعلانا للجاهزية ونصرة لغزة
  • مسير لخريجي دورات طوفان الأقصى في حريب القراميش بمأرب إعلانا للجاهزية ونصرة لغزة
  • قبائل الحديدة تحتشد خلف طوفان الأقصى.. وقفة مسلّحة ومسيرات راجلة تجسّد الوفاء لفلسطين