ندد المؤرخ الإسرائيلي البريطاني المناهض للصهيونية، آفي شلايم، بما اعتبره إعطاء القوى الغربية لإسرائيل "أمرا بارتكاب إبادة جماعية" في قطاع غزة.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الأستاذ الفخري للعلاقات الدولية بجامعة أكسفورد في ندوة حول الحرب على غزة في لندن، تناولت دقة المرحلة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وقدم فيها قراءة مفصلة لتاريخ الاحتلال الإسرائيلي لغزة ولفلسطين عامة، وصولا إلى الحرب الأخيرة مرورا بانسحاب إسرائيل من غزة ثم الانتخابات الفلسطينية والانقسام الداخلي الذي قسم الفلسطينيين إلى جزأين، ثم حصار قطاع غزة لسنوات طويلة جرت خلالها جولات من الحروب بين المقاومة وإسرائيل وتوسطت فيها مصر للتوصل إلى التهدئة.

 وقال شلايم إن إسرائيل كانت تتذرع دوما بالدفاع عن النفس وهو مبرر غير صحيح، مؤكدا ارتكابها لجرائم حرب ضد الفلسطينيين.

 وأكد أن إسرائيل تتعامل مع مختلف القضايا السياسية بطريقة عسكرية، وبالعمل على فرض الأمر الواقع بالقوة، لا سيما في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة التي يقودها بنيامين نتنياهو.

كما تحدث شلايم عن سياسة التمييز التي تنتهجها إسرائيل في السماح للمسلمين بالدخول إلى المسجد الأقصى، ولفت الانتباه إلى أن الجديد في الحرب الأخيرة التي تشنها إسرائيل ضد غزة هو نيتها استئصال حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

اقرأ أيضاً

825 عائلة تعرضت للإبادة الجماعية في غزة منذ 7 أكتوبر

وأضاف أن إسرائيل تريد أن تحقق سلاما مع العرب من دون أن تعطي للفلسطينيين شيئا وقد استطاعت فعل ذلك مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

"أما الآن بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول فإن الأمر تغير، وعندما تنتهي الحرب سيعود الإسرائيليون لمحاسبة نتنياهو وعزله، على الرغم من كل القوة التي يبديها الآن"، بحسب تعبير شلايم.

وانتقد شلايم الموقفين الأمريكي والبريطاني وقال إنهما لم يدعما إسرائيل سياسيا فقط وإنما أيضا أمداها بالسلاح الذي تمارس به "جرائم ضد الإنسانية".

وأدار الندوة المركز الدولي للعدالة من أجل فلسطين وشارك فيها كل من: دانييل ليفي، وهو أحد المشاركين بشكل مباشر في فريق التفاوض الإسرائيلي لاتفاقات أوسلو، ووضاح خنفر، رئيس منتدى الشرق والمدير العام السابق لقناة الجزيرة، وياسمين أحمد، مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش في المملكة المتحدة.

ومنذ 24 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على الأحياء السكنية بغزة، قتل فيها أكثر من 8306 بينهم 3457 طفلا، وتسبب بإصابة 21048 شخصا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

اقرأ أيضاً

الأمم المتحدة: ندق ناقوس الخطر إزاء خطر الإبادة الجماعية في غزة

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة إسرائيل إبادة جماعية الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي

إقرأ أيضاً:

ما سبب الخلاف بين نتنياهو وقادة الغرب‎؟

هل ثمة خلاف حقيقي بين الكيان الصهيوني وبين دول مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا؟

هل هناك خلاف بين الكيان وبين إدارة ترمب؟

أليس هذا الكيان مشروعا غربيا استعماريا؟

أليست هذه الدول هي التي أقامت هذا الكيان في فلسطين وأمدته بكل أنواع الأسلحة وحمته في مجالس الأمم المتحدة وغطت على جرائمه ومجازره؟

ألم يسرع بايدن وماكرون وشولتز وسوناك إلى الكيان في الأيام الأولى بعد السابع من أكتوبر (2023)؟

لو ظللنا نطرح هذه الأسئلة لاحتجنا إلى صفحات طوال.. ولكن.. ما هو سبب الخلاف الذي بدأ يظهر على العلن بين نتنياهو وبين قادة هذه الدول؟

الأسباب كثيرة، منها أن جرائم الاحتلال ومجازره جعلته عاريا من كل غطاء أخلاقي، بصورة قضت على كل ما رسمه الكيان عن نفسه في الوعي الشعبي الغربي، بحيث أصبحت وسائل الإعلام الغربية في موضع الاتهام وفقدت BBC وCNN وغيرهما مهنيتها وحيادها.

ومنها أن ما يفعله نتنياهو قد يكون لمصلحته الشخصية وسعيا لتثبيت ائتلاف حكومته وتأجيل محاكمته، ولكنه في الوقت نفسه يمثل خطرا على الكيان وقد يؤدي إلى تفككه وانهياره كما يصرح بهذا الخبراء العسكريون.

يعزز هذا أن جيش الكيان في أسوأ حالاته الآن من حيث العدد والروح المعنوية، وإذا كان على مدار 20 شهرا لم يستطع أن يحقق أيا من أهدافه التي أعلنها نتنياهو منذ اليوم الأول وما فتئ يكررها، فإنه لن ينتقل إلا من فشل إلى فشل ولن يعود إلا بالخزي والعار من سياسة القتل والتجويع.

ومنها أن تغيرا هائلا حدث في الرأي العام الشعبي الأوروبي والأمريكي ولم يعد باستطاعة الساسة والقادة أن يتجاهلوا هذا، خاصة أنهم لمسوا أثره في كل الانتخابات التي تمت بعد السابع من أكتوبر.

ومنها أن هذا التغيير أصبح يحاصر كل الداعمين للاحتلال ومن يمدونه بالسلاح، بل وانتقل إلى ما هو أكثر من هذا، بمهاجمة المصالح والأفراد الذين ينتمون إلى الكيان من قبل ناشطين ليسوا عربا ولا مسلمين، مثل إلياس رودريجز الذي قتل الموظفين في سفارة الكيان في واشنطن، ومحاولة ناشطين إلقاء متفجرات على سفارة أمريكا في القدس، وإذا توسعت هذه الأعمال، وهذا وارد بفعل الإجرام الصهيوني، فإن ذلك يمثل خطرا على هذه الدول.

باختصار، هذا الخلاف بين قادة هذه الدول وبين نتنياهو ليست دوافعه أخلاقية ولا إنسانية فهذه قيم فقدها القوم من قديم، ولكنهم يرون ذلك في مصلحة الكيان التي يهددها نتنياهو باستمراره في حرب فشل في تحقيق أي من أهدافها.

مقالات مشابهة

  • بين الجوع والموت | الاحتلال يُنفذ خطة إبادة جماعية علنية .. وخبير: غزة تعيش أزمة خانقة
  • شيخ الأزهر: الشعب الفلسطيني يتعرض لأسوأ إبادة جماعية وتطهير عرقي
  • والد أسير إسرائيلي يطالب ترامب بإجبار نتنياهو على إنهاء الحرب
  • بتهم إبادة جماعية في سوريا .. جلسة أولى لمحاكمة الشرع في مصر
  • والد أسير إسرائيلي بغزة يطلب من ترامب إجبار نتنياهو على إنهاء الحرب
  • أرجوكم أجبروا نتنياهو .. والد أسير إسرائيلي يدعو ترامب للإفراج عن ابنه
  • أولمرت يصف حكومة نتنياهو بأنها "عصابة بلطجية" ويتهمها بارتكاب جرائم حربٍ في غزة
  • مسؤول عسكري إسرائيلي سابق يتهم نتنياهو بتوريط إسرائيل في مأزق غزة
  • ما سبب الخلاف بين نتنياهو وقادة الغرب‎؟
  • "بن آند جيريز" للمثلجات تصف العدوان على غزة بأنه "إبادة جماعية"