فخ الاستيراد وتدمير الجهد الوطني
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
كتب المهندس حيدر عبد الجبار البطاط
لم يشـهد العراق انفتاحاً على الاستيرادات مثلّما شـهدَ بعد عام 2003, حيث شـكّل الاعتماد المتزايد على الاستيرادات سياسة تجارية راسخة في ظل التوجّهات الحكومية نحو تركيز الاهتمام على قطاع النفط الخام واهمال القطاعات الانتاجية السلعية الأخرى.
ومن ثم فقد تحوّل دور الدولة الاقتصادي نحو تهيئة الظروف والبيئة الجاذبة للاستيرادات من مختلف السلع والمواد، عوضاً عن تفعيل دور القطاع الخاص في عملية التنمية الاقتصادية وتشجيع استهلاك المنتجات الوطنية.
وتم قتل الجهد الوطني وتعطيل جميع المصانع والمعامل التي كانت احد أهم الروافد للايرادات الوطنية كما تم تعطيل الزراعة والاعتماد على استيراد المنتجات الزراعية من خارج العراق على الرغم من ان العراق أقدم بلد زراعي في الكرة الأرضية وصاحب أعظم حضارة تأريخية معروفة بأسم حضارة بلاد الرافدين وارض السواد وان هذه التسمية قد أتت من كثرة الزراعة والاشجار بحيث كان ظل الأشجار والمزروعات ممتد على طول بلدنا الحبيب لذلك سمي بهذه التسمية.
واذا اخذنا عام 2020 مثالاً فنجد ان حجم استيراد العراق الفعلي للبضائع في هذا العام قد بلغ 15 مليار دولار فقط، في حين بلغ حجم الحوالات العراقية إلى خارج البلاد خلال العام نفسه 40 مليار دولار، حسب ما أعلنه البنك المركزي"، مشيرا إلى فقدان 25 مليار دولار.
ويرجع سبب وجود الفجوة بين حجم أموال الحوالات لغرض الاستيراد وقيمة البضائع المستوردة إلى غياب التدقيق وحدوث عمليات تلاعب بوصولات حوالات استيراد البضائع من خارج العراق، كما أن كثيرا من الجهات التي تقوم بتحويل الأموال عن طريق البنك المركزي لا تقدم وثائق صحيحة.
ومن خلال الاطلاع على تقرير الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي فان "العراق استورد عام 2022 منتجات نفطية بقيمة 7.269 مليارات دولار، وقد استحوذت الاستيرادات النفطية على 42% من الاستيرادات الحكومية التي بلغت 17.458 مليار دولار".
فيما بلغت استيرادات القطاع الخاص 37.735 مليار دولار ما يعني ان الاستيرادات الاجمالية للعراق في عام 2022 بلغت 55.193 مليار دولار منها تكاليف شحن وتأمين بقيمة 8.269 مليار دولار".
واذا قارنا هذا الكلام مع تقرير صندوق النقد الدولي الذي اعلن أن العراق استورد سلع وخدمات بقيمة بلغت 105 مليارات دولار خلال العام 2022 ، وذكر الصندوق في جدول له ، ان “العراق استورد سلعاً وخدمات في العام 2022 بلغت قيمتها 105.4 مليارا دولار” .
نلاحظ ان هنالك فرقا مابين الاستيرادات الاجمالية الفعلية للعراق التي بلغت 55,193 مليار دولار حسب تصريح المرسومي وبين ما أعلنه صندوق النقد الدولي ان قيمة الاستيرادات 105 مليارات دولار، حسب ما أعلنه صندوق النقد الدولي معتمدين على كمية الحوالات المالية من الدولار نلاحظ ان هنالك 50 مليار دولار مفقودة اي انه تم تحويلها مبالغ مالية ولم تدخل كسلع .
بعض الجهات تحول الأموال لغرض الاستيراد عندما تقدمها للبنك المركزي فتقوم بإرفاق بعض التصاريح وبعض الوصولات غير الصحيحة بأرقام كبيرة كي تقوم بعملية تحويل كبيرة.
وجود أموال ضائعة في عملية إرسال الحوالات واستقبال البضائع من الخارج، حيث أن بضعها أيضا قد يرجع إلى خوف التجار من رفع سعر صرف الدولار مقابل الدينار من قبل الحكومة، الأمر الذي دفع بعضهم إلى حجز كميات أكبر من البضائع قبل رفع السعر.
اذ توجد فروقات مالية بين الحوالات المالية إلى خارج العراق والبضائع الداخلة مقابلها بقيمة تعادل خُمس ميزانية العراق، مما يستدعي ضرورة إتمام عمليات التحويل عبر التدقيق وربط الجهات المعنية مع بعضها بعضا بنوافذ مشتركة للكشف عن مصير تلك الأموال والسيطرة على مبادلاتها التجارية.
وأن كثيرا من المصارف الداخلة في مزاد العملة، التي تقوم بعمليات التحويل المالي هي في الأصل عائدة إلى جهات تستفيد من خلالها من عائدات أموال الحوالات وغسيل الأموال وكثير من الأمور المتعلقة بمصالح الجهات المعنية .
وتوقع صندوق النقد الدولي ان "تبقى قيمة الاستيرادات في العراق للسلع والخدمات كما هي بالنسبة للعام 2023، فيما سترتفع للعام 2024 لتصل الى 123.8 مليار دولار".
أن ضمان حقوق المواطن والكشف عن الفساد من مسؤوليات الحكومة، مؤكدا ضرورة أن تتعامل الحكومة بشفافية وأن تتجنب التفريط بحقوق الشعب.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: صندوق النقد الدولی ملیار دولار عام 2022
إقرأ أيضاً:
الرئاسة العراقية تنفي علمها أو مصادقتها على إدراج أنصار الله وحزب الله ضمن قوائم الإرهاب
أكدت الرئاسة العراقية أنها لم تطلع أو تعلم بقرار اعتبار أنصار الله، وحزب الله جماعة إرهابية وتجميد أموالهم إلا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
نفت رئاسة الجمهورية في العراق اليوم الجمعة 5 كانون الأول/ديسمبر علمها أو مصادقتها على القرار الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي بشأن اعتبار جماعة أنصار الله "الحوثيين" وحزب الله اللبناني "جماعة إرهابية"، مع ما يتضمنه القرار من تجميد للأصول والأموال العائدة إليهما.
وأوضحت الرئاسة في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية أن رئاسة الجمهورية "لم تتسلم أي قرار يتعلق باعتبار جماعة أنصار الله أو حزب الله اللبناني جماعة إرهابية"، وأنها "لا تصادق على مثل هذه القرارات أصلًا"، مشيرة إلى أن دورها ينحصر في تدقيق القوانين التي يصوت عليها مجلس النواب والمراسيم الجمهورية التي ترد إليها أصوليًا. وأضافت أن القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء أو لجنة تجميد أموال الإرهابيين أو لجنة غسل الأموال "لا ترسل إلى رئاسة الجمهورية".
وأكد البيان أن دوائر الرئاسة اطلعت على مضمون القرار المتداول "من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فقط"، وأنها لم تكن على علم مسبق بأي خطوة تتعلق بإدراج هذه الجماعات ضمن قوائم الإرهاب أو تجميد أموالها.
Related الباحثة الإسرائيلية المُفرج عنها في العراق تثير الجدل.. ما علاقة قتل الأطفال في غزة؟"تجاهلوا قواعد الاشتباك".. من العراق إلى الكاريبي: وزير الحرب الأمريكي أمام أسئلة خطيرةبعد تصاعد الجدل.. العراق يصحّح "خطأ" إدراج حزب الله والحوثيين على قائمة "الإرهاب" اللحنة تقر بوجود خطأ في النشروكانت لجنة تجميد الأموال في البنك المركزي العراقي قد أوضحت يوم أمس أن إدراج حزب الله اللبناني والحوثيين ضمن قوائم "تجميد أموال الإرهابيين" في الجريدة الرسمية جاء نتيجة "خطأ في النشر"، مؤكدة أن النسخة ستصحح بعد حذف الكيانات التي "لا تمتلك أي ارتباط بأعمال إرهابية".
وبحسب اللجنة، فإن الموافقة الحكومية اقتصرت على الأفراد والكيانات المرتبطين بتنظيمي داعش والقاعدة، وأن نشر القائمة قبل تنقيحها أدى إلى ظهور كيانات أخرى بشكل غير صحيح. وأشارت إلى أن بغداد تواصل الالتزام بالقرارات الدولية المتعلقة بمكافحة تمويل الإرهاب.
السوداني يأمر بالتحقيقوفي السياق نفسه، كان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد وجه بإجراء تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصرين، معتبرًا أن النصوص التي ظهرت في القرار "لا تعكس الموقف الحقيقي" للحكومة العراقية. وأكد السوداني أن موافقة العراق على تجميد الأموال بناء على طلب ماليزي اقتصرت حصرًا على الأفراد والكيانات المرتبطين بتنظيمي داعش والقاعدة.
وجدد السوداني تأكيد الحكومة العراقية على مواقفها السياسية والإنسانية "المبدئية" تجاه ما وصفه بـ"العدوان" على الشعبين اللبناني والفلسطيني، مشيرًا إلى أن هذه المواقف تعبر عن إرادة العراقيين في دعم حق الشعوب الشقيقة في التحرر والعيش الكريم. وأضاف أن رفض "الاحتلال والاعتداء والإبادة الجماعية والتهجير القسري" يمثل ثابتًا من ثوابت السياسة العراقية، لافتًا إلى أن الحكومة أثبتت التزامها الدائم بالحقوق التاريخية للشعوب وبالوقوف معها في مواجهة ممارسات "العدوان" التي تجاهلها المجتمع الدولي.
وتحدثت تقارير صحافية يوم أمس عن أن البنك المركزي العراقي أصدر توجيهًا بإلغاء اسم حزب الله والحوثيين من قائمة تجميد الأموال التي كانت قد نشرت في الوقائع الرسمية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة