نفوق جماعي لبطاريق أفريقية بسبب نقص الغذاء جراء تغير المناخ والصيد الجائر
تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT
تفيد دراسة جديدة بأنّ نقص الغذاء الحادّ أدّى إلى نفوق الآلاف من طيور البطريق جوعا.
من المرجح أن البطاريق التي تعيش قبالة سواحل جنوب أفريقيا قد نفقت جوعا بأعداد كبيرة وسط انهيار مواردها الغذائية.
توصلت دراسة جديدة صادرة عن وزارة الغابات ومصايد الأسماك والبيئة في جنوب أفريقيا وجامعة إكستر إلى أنه بين عامي 2004 و2011 نفق نحو 62.
ويحذر الباحثون من تراجع الأعداد في اثنتين من أهم مستعمرات تكاثر هذا النوع (جزيرة داسن وجزيرة روبن)، إذ يُعتقد أن نحو 95 في المئة من الطيور التي تكاثرت في 2004 قد نفقت خلال فترة السنوات الثماني.
لماذا تنفق البطاريق الإفريقية بأعداد كبيرة؟تطرح البطاريق الإفريقية ريشها كل عام، فتتخلص من الريش البالي وتستبدله بريش جديد يحافظ على العزل ومقاومة الماء.
خلال هذه الفترة، يتعين على الطيور البقاء على اليابسة وبالتالي لا يمكنها الصيد. وتستغرق فترة طرح الريش نحو 21 يوما، ما يعني أن البطاريق عليها أولا أن تخزن احتياطيا من الدهون.
ويشرح الدكتور ريتشارد شيرلي من جامعة إكستر: "لقد تطورت لتزيد وزنها بسرعة ثم تصوم بينما يستقلب جسمها تلك الاحتياطيات، وكذلك البروتين في عضلاتها، لتمكينها من اجتياز فترة طرح الريش".
"ثم تحتاج بعد ذلك إلى استعادة حالتها البدنية بسرعة. وإذا تعذر العثور على الغذاء قبل طرح الريش مباشرة أو بعده فورا، فلن تكون لديها احتياطيات كافية للبقاء خلال الصوم".
ويقول الباحثون إن هذا هو بالضبط "الخطر الذي واجهته البطاريق" خلال العقدين الماضيين، إذ إن تفاقم شح الغذاء ما زال يهدد هذا النوع المدرج على أنه مهدد بخطر الانقراض بدرجة حرجة.
كيف يعطل تغير المناخ تفريخ السردينتعتمد البطاريق الإفريقية على السردين كغذاء أساسي للبقاء. لكن، في كل عام باستثناء ثلاثة أعوام منذ 2004، انخفضت الكتلة الحيوية لسمك السردين من نوع "Sardinops sagax" قبالة الساحل الغربي لجنوب أفريقيا إلى 25 في المئة من حدها الأقصى من الوفرة (أكبر كمية ممكنة).
وتعزو الدراسة تراجع نجاح تفريخ هذا النوع إلى تغيرات في درجات الحرارة والملوحة قبالة الساحل الغربي لأفريقيا.
يُمتَص قدر كبير من الحرارة الزائدة الناجمة عن انبعاثات غازات الدفيئة في محيطاتنا، ما يجعلها أكبر خزان للكربون على الكوكب. غير أن ارتفاع درجات الحرارة يهدد هذا الدور ويعرض مساحات واسعة لخطر التحول من خزانات إلى مصادر للانبعاثات.
وبحسب الخبراء، ارتفع معدل زيادة درجة حرارة سطح البحر من 0.06 درجة لكل عقد في ثمانينيات القرن الماضي إلى 0.27 درجة لكل عقد حاليا نتيجة لتغير مناخي من صنع الإنسان.
التغيرات في درجات الحرارة والملوحة جعلت تفريخ السردين قبالة الساحل الجنوبي أكثر نجاحا، لكن معظم أنشطة الصيد ظلت متمركزة في الغرب، مما أدى إلى "معدلات استغلال مرتفعة".
ويضيف الدكتور شيرلي: "إن معدلات استغلال السردين المرتفعة، التي بلغت لفترة وجيزة 80 في المئة في 2006، في وقت كان فيه السردين يتناقص بسبب التغيرات البيئية، قد فاقمت على الأرجح نفوق البطاريق".
هل يساعد الحد من الصيد الجائر البطاريق على التعافي؟يقول الباحثون إن مساعدة تجمعات البطاريق في جنوب أفريقيا "أمر صعب"، لأن التحسينات اللازمة في تفريخ السردين مرهونة بالظروف البيئية.
ومع ذلك، قد يشكل التصدي لـالصيد الجائر خطوة أولى مهمة.
ويرى الدكتور شيرلي أن إدارة المصايد بحيث لا تُستغل أسماك السردين عندما تكون كتلتها الحيوية أقل من 25 في المئة من حدها الأقصى، والسماح لعدد أكبر من الأسماك البالغة بالنجاة خلال فترة التفريخ، قد يساعد البطاريق على التعافي.
ويمكن أن توفر جهود الحفظ أيضا جزءا من الحل، وقد بدأ تنفيذها بالفعل، بما في ذلك استخدام أعشاش اصطناعية، وإدارة المفترسات، والرعاية اليدوية للبالغين والفراخ.
ومؤخرا تم حظر الصيد بالشباك الكيسية التجارية، التي تستخدم شباكا كبيرة لصيد الأسماك التي تسبح في أسراب بالمحيط المفتوح، حول ست من أكبر مستعمرات التكاثر في جنوب أفريقيا.
ومع اكتمال الدراسة، يقول الباحثون إنهم سيواصلون رصد نجاح التكاثر، وحالة الفراخ، وسلوك البحث عن الغذاء، ومسار تعداد البطاريق الإفريقية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل روسيا دونالد ترامب تكنولوجيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل روسيا دونالد ترامب تكنولوجيا طائر البطريق جنوب أفريقيا الاحتباس الحراري تغير المناخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل روسيا دونالد ترامب تكنولوجيا الهند دراسة سوريا إسبانيا الصحة فلاديمير بوتين جنوب أفریقیا فی المئة
إقرأ أيضاً:
تعزيز سلامة وجودة مياه الشرب من خلال حملة حكاية قطرة بالداخلية
أطلقت المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بالداخلية بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والمجتمعية الحملة الوطنية التوعوية "حكاية قطرة" التي تستمر حتى نهاية الشهر بهدف رفع مستوى الوعي المجتمعي بسلامة وجودة مياه الشرب وتسليط الضوء على أهمية الفحص الدوري لمصادر المياه الخاصة والعامة وطرق التخزين السليمة، حيث تركز الحملة على عدة محاور أساسية أهمها: توضيح مخاطر تلوث المياه وكيفية الوقاية منها والتأكيد على ضرورة فحص مياه الشرب بشكل دوري بالإضافة إلى نشر الإرشادات المتعلقة بسلامة وجودة المياه المعبأة لتكون بذلك منصة شاملة لتعزيز الثقافة المائية والصحية لدى كافة شرائح المجتمع. وقال داود بن سليمان الكندي المكلف بأعمال دائرة سلامة وجودة الغذاء بالمحافظة: إن المياه النقية الآمنة هي حق أساسي وضروري لا غنى عنها لصحة المجتمع، موضّحاً أن حملة "حكاية قطرة" في محافظة الداخلية تركز بشكل مكثف على توعية الأفراد بالممارسات السليمة لتخزين المياه في المنازل وبأهمية الرقابة الذاتية على جودة المياه التي يستهلكونها كما ندعو جميع المستهلكين إلى الانتباه جيدا عند شراء المياه المعبأة والتأكد من سلامة العبوات وتاريخ صلاحيتها والتواصل فورا مع الجهات المختصة عند ملاحظة أي مخالفات أو اشتباه في تلوث المياه.
واختتم المكلف بأعمال دائرة سلامة وجودة الغذاء تصريحه بالدعوة إلى التفاعل الإيجابي مع جميع فعاليات الحملة والمشاركة فيها، مؤكدا أن ضمان سلامة وجودة كل قطرة ماء هي مسؤولية وطنية مشتركة تتطلب تكاثف الجهود المجتمعية مع الجهود الرسمية للحفاظ على هذا المورد الثمين.