مدرعة النمر.. أسطورة إسرائيلية حوّلتها المقاومة إلى مقبرة
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن سبعة من الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في معارك شمالي قطاع غزة، قضوا بصاروخ مضاد للدبابات أطلقه مقاوم فلسطيني خرج من أحد الأنفاق، واستهدف ناقلة جند مدرعة من طراز "النمر".
وأشارت مصادر إعلامية إسرائيلية إلى مقتل جنديين آخرين، إثر انفجار لغم تحت دبابة كانا يتحصنان فيها.
وكان وقْع الخبرين صادما على إسرائيل، التي طالما أشاعت أن المدرعة التي بنيت على طراز "ميركافا4" والمعروفة اختصارا بـ"النمر" (NMR) "كاسرة للتوازن" وأنها توفر الأمان والحماية للقوات في حرب المدن، لتفاجأ -وفق وسائل إعلام إسرائيلية- بتحول تلك المدرعة إلى مقبرة لجنود نخبة جيشها خلال توغلهم في قطاع غزة.
ونشر موقع "والا" الإسرائيلي تقريرا يلقي الضوء على الحدث، ويحاول فهم ما جرى للمدرعة في غزة. وقال الصحفي الإسرائيلي أودي عتسيون إن "هذه المركبة هي ناقلة جند مدرعة قتالية متقدمة كان جيش الدفاع الإسرائيلي ينتظرها لعقود من الزمن".
وتساءل عتسيون "كان من المفترض أن يؤدي الاستثمار الضخم من ميزانية الدفاع في صنعها إلى منع الكارثة. إذن ما الخطأ الذي حدث؟".
بداية القصة
وتشير مصادر في الصحافة الإسرائيلية إلى أن فكرة صناعة ناقلة الجند المدرعة "نمر"، ولدت من رحم يوم قاسٍ وصفه موقع "والا" بأنه الأصعب بالنسبة لجيش الاحتلال.
ففي يوم 12 مايو/أيار من عام 2004، وبينما كان جيش الاحتلال يبحث عن رفات 6 من جنوده قتلوا بعد استهداف المقاومة الفلسطينية لناقلة جند مدرعة من طراز "إم 113″، تمكّن مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من إصابة ناقلة جند مدرعة أخرى من طراز "كيو إم 113" كانت محملة بالمتفجرات.
وقُتل جنود الاحتلال الخمسة الذين كانوا على متنها، كما عززت صورة نشرت لبعض جنود الاحتلال وهم يزحفون بالقرب من المدرعة المشتعلة بحثا عن رفات زملائهم، الجدل حول جدوى وجود الاحتلال في غزة، كما جدد النقاش وقتها حول خطة فك الارتباط مع القطاع.
وعليه، أدرك جيش الاحتلال الحاجة لناقلة جنود بديلة عن "إم 113″، التي لم تفلح خطط تطويرها في توفير حماية أفضل لجنود الاحتلال.
معوقاتوبدأت وزارة الدفاع الإسرائيلية منذ سنوات عديدة مشروع تصنيع ناقلة جند حصينة، وبعد دراسات تقرر بناء مدرعة على طراز "مركافا سايمون-4" وهي "النمر" (NMR).
وقد صممت ناقلة الجنود المدرعة "النمر" على نحو يضمن عدم تكرار "الكارثة" التي تعرض لها جنود الاحتلال في غزة عام 2004.
وزُوّدت المدرعة بمعدات حماية على شاكلة تلك التي تتمتع بها الدبابات من طراز "شاريوت"، وكان من المفترض أن تكون مقاومة لاختراق الصواريخ المضادة للدبابات وصواريخ "آر بي جي"، وأن تزوّد بنظام دفاع نشط لاعتراض مثل هذه الصواريخ، يُمكّنها من التقدم رغم العقبات التي تعترضها.
ولكن تكلفتها الباهظة، التي تبلغ نحو 3 ملايين دولار للمدرعة الواحدة، جلبت العديد من النقد للمشروع وأبطأت عمليات تصنيعها.
قرار حاسموبعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها جيش الاحتلال في حربه ضد غزة في عام 2014، جعلت قادته يتخذون قرارا بتسريع تجهيز ناقلات الجنود المدرعة من طراز "نمر".
وخلال سنوات، كانت المدرعة الحصينة جاهزة تحت تصرف بعض وحدات جيش الاحتلال، وتم إنتاج نسخة معدلة منها خاصة بسلاح المهندسين لاختراق العوائق.
ولدى جيش الاحتلال الآن المئات من ناقلات "النمر"، مع طاقم مكون من 3 أفراد وقدرة على حمل 8 أفراد.
وبدأ إنتاج نسخة مطوّرة منها تحت اسم "إن إم آر-2" العام الماضي بمحرك بقوة 1500 حصان ورشاشات تعمل باللمس، وغيرها من التقنيات الحديثة.
ولكن، رغم كل الإمكانيات المذكورة آنفا، فقد تمكنت صواريخ المقاومة الفلسطينية المضادة للدبابات من اختراقها، وقتل 7 جنود كانوا داخل إحداها خلال توغلها في قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جنود الاحتلال جیش الاحتلال من طراز
إقرأ أيضاً:
30 شهيدًا منذ الفجر .. شهادات تفضح الاحتلال باستخدامه الفلسطينيين دروعًا بشرية
أفادت وزارة الصحة بغزة بارتقاء 30 شهيدا نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ فجر اليوم في حصيلة متزايدة من وحشية الغارات التي تستهدف قتل المدنيين بحجة مطارة المقاومة.
يأتي ذلك فيما كشف ضابط إسرائيلي عن جرائم الاحتلال واستخدام الفلسطينيين كدروع بشرية ليموتوا ويتلقوا كل أذى خلال عمليات الاقتحام.
وذكر الضابط أن كل وحدة مشاة في غزة كانت تستخدم فلسطينيا لإخلاء المنازل قبل دخولها كما إنه وخلال مشاهداته قامت وحدة عسكرية بقتل فلسطيني بالخطأ خلال استخدامه درعًا بشريًا.
وأوردت وسائل الإعلام ما قاله جنود إسرائيليين ومعتقلين من أن استخدام إسرائيل للدروع البشرية في غزة منتشر على نطاق واسع.
بينما قال معتقل فلسطيني سابق :"المرة الوحيدة التي لم أكن فيها مقيدا أو معصوب العينين عندما استخدمني جنود الاحتلال درعا في عمليات اقتحام فأجبرت على دخول منازل بغزة وكاميرا مثبتة على جبهتي للتأكد من خلوها من قنابل ومسلحين كما وأجبرني الجنود الإسرائيليون على أن أكون درعًا بشريا وهددوني بالقتل إن لم أفعل".
فيما قال ضابط إسرائيلي: الأوامر كانت تأتي من الأعلى وفي بعض الأحيان استخدم كل فصيل فلسطينيا لتطهير المواقع.
لكن حاول الجيش الإسرائيلي الإنكار بقوله إن الجيش يحظر تماما استخدام المدنيين دروعا بشرية ونحقق في حالات تقول بمشاركة فلسطينيين في مهام عسكرية.
وذكرت منظمة كسر الصمت أن جنود إسرائيليون سابقون قدموا شهادات بشأن استخدام الجيش فلسطينيين دروعا بشرية
وقالت منظمة كسر الصمت الإسرائيلية: شهادات الجنود ليست روايات معزولة وتشير إلى فشل منهجي وانهيار أخلاقي لدى الجيش".