الغارديان: خطاب ستارمر الأخير لن ينهي الانقسامات داخل حزب العمال
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
قالت صحيفة "الغارديان" إن الكلمة التي ألقاها زعيم حزب العمالي السير كير ستارمر، الثلاثاء، يبدو أنها لن تنهي الانقسامات داخل الحزب على خلفية موقف زعيمه من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إنه في العادة تكون الحكومات هي من تدخل في أزمات حول السياسة الخارجية وليس المعارضات. إلا أن حزب العمال لم يزل منقسماً منذ أن خرج السير كير ستارمر وبدا كما لو أنه يقول إن "إسرائيل" لديها الحق في فرض الحصار على غزة وقطع المياه والكهرباء عنها.
لا يتوقع أن تنجح كلمته التي ألقاها يوم الثلاثاء في إسكات النقاد. إن انهيار المسؤولية الكلية، والتي يشترط أن تتحلى بها حكومة الظل مثلها في ذلك مثل الحكومة الفعلية، يشير إلى أشياء يتوقع حدوثها في قادم الأيام.
وتضيف الغارديان أنه ليس من سمات رجل الدولة أن يلجأ إلى معاقبة نائب في البرلمان، بتعليق عضويته في الحزب بسبب ما قد يربو إلى أن يكون استئنافاً للصراعات الفصائلية داخل حزب العمال. يقول السير كير إن الوقت الآن ليس وقت وقف إطلاق النار بين المتحاربين. ولكن قد يسأل المرء، إذا لم يكن الآن هو وقته، فمتى يكون إذن؟ لقد حول القصف الإسرائيلي غزة إلى مقبرة للآلاف من الناس؛ كثيرون منهم أطفال، إلى حياة في الجحيم لكل الآخرين.
لم يتمكن السير كير، وهو المحامي المتخصص في حقوق الإنسان، من القول ما إذا كانت "إسرائيل" قد انتهكت القانون الدولي، أو ما إذا كانت أفعالها مبررة أخلاقياً. هناك سواه من يقول ذلك. ترى الحكومة النرويجية أن قوانين الحرب لم تحترم بشكل كامل من قبل "إسرائيل".
إن ارتفاع حصيلة الموت في مخيم جباليا للاجئين شمالي غزة هو بداية لحكاية دموية.
يبرر السير كير الحرب في شمال غزة من أجل تدمير حماس. الغاية متفهمة، بحسب "الغارديان"، ولكن المحللين يحذرون من أن كل محاولة لاستئصال المجموعات الفلسطينية المسلحة إنما ينجم عنها إنتاج "مكررات متطرفة وألغاز أسوأ". في نفس الوقت، تجده يقول إن أزمة اللاجئين في جنوب غزة ينبغي أن تخفف بوقف القتال مؤقتاً من أجل توصيل المساعدات الإنسانية. لقد أخفقت هذه المقاربة في إيصال ما هو مطلوب.
يجب على حماس تحرير ما في قبضتها من رهائن. ولكن ذلك يتطلب وقفاً لإطلاق النار، وإعطاء مهلة لأطراف دولية من أجل التفاوض على التبادل. كانت هناك محادثات بهذا الشأن، ولكنها ما لبثت أن توقفت تماماً بسبب قرار بنيامين نتنياهو إرسال القوات إلى غزة. لا ينبغي أن يكون لتبرير العنف باسم التفسير الحرفي للنصوص الدينية أي مكان في الحرب، سواء صدر ذلك عن رئيس وزراء "إسرائيل" أو عن حماس.
في العالم الموازي، كان من المفروض أن تحتفل الدولة الفلسطينية هذا العام بعيد ميلادها الخامس والعشرين. حيث كان من المفروض أن تفضي اتفاقيات أوسلو للسلام، التي وقعتها "إسرائيل" مع الفلسطينيين في عام 1993، إلى دولتين تتمتع كل منهما بالسيادة خلال خمس سنين. من المؤسف أنه في عالم الواقع يوجد الآن دولتان اثنتان في الشرق الأوسط: دولة "إسرائيل" ودولة القنوط والإحباط الفلسطينية. إذا أراد المرء أن يفهم هذه الحرب، فإن عليه أن يأخذ بالاعتبار فواجع الفترة الماضية الناجمة عن الاحتلال والتشريد والإرهاب. الجانبان لديهما أسباب وجيهة لانعدام الثقة. والسير كير محق في القول إنه لا يوجد بديل في نهاية المطاف عن إقناع الطرفين بالحديث لا القتال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة ستارمر بريطانيا حزب العمال ستارمر طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من أجل
إقرأ أيضاً:
تصاعد مقلق بنسبة الوفيات المرتبطة بموجات الحرّ داخل دول الاتحاد الأوروبي
يدعو الاتحاد الأوروبي لنقابات العمال إلى اعتماد قواعد موحّدة تهدف إلى حماية صحة العمال خلال موجات الحر. اعلان
حصدت موجة الحر التي تجتاح أوروبا أولى ضحاياها في أماكن العمل، إذ سجّلت كل من إسبانيا وفرنسا حالة وفاة مرتبطة بالحر الشديد. وشهد البلدان، إلى جانب إيطاليا واليونان، مآسي مماثلة خلال فصول الصيف الماضية.
وإزاء هذا الواقع، يدق الاتحاد الأوروبي للنقابات العمالية (ETUC) ناقوس الخطر، مشيرًا إلى أن وفيات العمل المرتبطة بالحرارة تشهد ارتفاعًا مقلقًا. وبحسب أرقام منظمة العمل الدولية، سجّل الاتحاد الأوروبي زيادة بنسبة 42% في معدّل الوفيات المرتبطة بالحرارة داخل الاتحاد الأوروبي منذ مطلع القرن الحالي.
ويشير الاتحاد الأوروبي للنقابات العمالية إلى أن خطر الحوادث المرتبطة بالعمل يتصاعد مع ارتفاع درجات الحرارة، إذ تفيد الدراسات بأن تجاوز الحرارة لعتبة 30 درجة مئوية يرفع احتمالية وقوع الحوادث بنسبة تتراوح بين 5 و7%، فيما تقفز النسبة إلى 10-15% عند تتجاوز الحرارة الـ 38 درجة مئوية.
من هنا، يدعو الاتحاد الأوروبي إلى اعتماد تدابير موحّدة على مستوى القارة تضمن حماية فعّالة للعمال من مخاطر موجات الحر.
ويؤكد جوليو روماني، السكرتير الكونفدرالي للاتحاد الأوروبي لنقابات العمال، على ضرورة تقييم المخاطر المهنية بشكل شامل، لا يقتصر على قياس درجة الحرارة فقط، بل يشمل أيضًا العوامل المؤثرة في الرطوبة، مثل توفر الظل ومدى التعرّض المباشر لأشعة الشمس.
ويضيف: "نرى أنه من الضروري أيضًا إقرار حق العمال في الخضوع لفحوصات طبية دورية، إلى جانب تكثيف عمليات التفتيش والمراقبة. وأخيرًا، نطالب بضمان حق العامل في الامتناع عن العمل دون التعرّض لأي إجراء تأديبي أو عقوبة، في حال اعتبر أن الحرارة الشديدة تشكّل خطرًا على سلامته".
في الاتحاد الأوروبي، يضطر 23% من العمال إلى التعرض لدرجات حرارة مرتفعة خلال 25% من إجمالي ساعات العمل على الأقل، فيما ترتفع النسبة إلى 36% في قطاعي الزراعة والصناعة، وتبلغ 38% في قطاع البناء.
وتُعدّ الدوخة والصداع وتشنجات العضلات من أولى علامات الإجهاد الحراري، والتي قد تتطور لاحقًا إلى التقيؤ وفقدان الوعي، بل وحتى إلى الوفاة في حال عدم التدخل. كما يُسهم ارتفاع درجات الحرارة في تفاقم عدد من أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي.
معايير متفاوتة بين الدول الأوروبيةيشدد الاتحاد الأوروبي للنقابات العمالية على ضرورة تحديد درجات حرارة قصوى في أماكن العمل، ، تُراعي خصوصية كل قطاع. ويشير إلى أن بعض الدول الأعضاء وضعت بالفعل عتبات محددة:
بلجيكا: حدّدت درجة الحرارة القصوى بـ29 مئوية للأعمال البدنية الخفيفة، و26 مئوية للأعمال البدنية المتوسطة، و22 مئوية للأعمال البدنية الثقيلة، و18 مئوية للأعمال البدنية الشديدة.
هنغاريا: تبلغ الحدود القصوى 31 درجة مئوية للأعمال البدنية الخفيفة، و29 درجة للأعمال المتوسطة، و27 درجة للأعمال الشاقة.
Relatedجزيرة كريت اليونانية تشتعل: إجلاء أكثر من 1500 شخص واستنفار واسع لفرق الإطفاءموجات الحر القاتلة: كيف تحمي نفسك من خطر يتفاقم بسبب تغيّر المناخ؟فيديو - الدفاع المدني يناشد: حرائق اللاذقية تتوسع وتطال مناطق سكنيةلاتفيا: حُدّدت درجة الحرارة القصوى في أماكن العمل المغلقة بـ28 درجة مئوية.
إسبانيا: تصل درجة الحرارة القصوى للأعمال الثابتة مثل الوظائف المكتبية إلى 27 درجة مئوية، وتنخفض إلى 25 درجة مئوية للأعمال الخفيفة. إلا أن هذه العتبات لا تشمل جميع أنواع العمل، ولا تُطبق على جميع العمال أو أماكن العمل.
ويأسف الاتحاد الأوروبي للنقابات العمالية لغياب البيانات الدقيقة المتعلقة بحوادث العمل أو الوفيات المرتبطة بدرجات الحرارة المرتفعة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة