قال محللون سياسيون إن إسرائيل تمارس انتقاما جماعيا من المدنيين في قطاع غزة للرد على فشلها في تحقيق أهدافها العسكرية بسبب تصدي المقاومة.

وقال المحلل السياسي عريب الرنتاوي إن ما تقوم به دولة الاحتلال في غزة حاليا ينسجم تماما مع تاريخها الطويل في الانتقام من المدنيين، وهي في الوقت نفسه تؤكد أنها حصلت على ضوء أخضر بالقتل من جانب الولايات المتحدة والدول الأوروبية الكبرى.

وأضاف الرنتاوي في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، أن الموقف العربي الذي لا يرقى إلى مستوى ما يحدث في غزة وموقف السلطة الفلسطينية التي تعتبر الغائب الأكبر عن المشهد، كلها أمور دفعت إسرائيل لممارسة سياسة الثأر من المدنيين دون خوف، حسب قوله.

وفي السياق، قال المحلل السياسي مهند مصطفى إن من بين الأهداف غير المعلنة لإسرائيل هو الانتقام من غزة ككل، وهو ما يبدو واضحا في الخطاب السياسي والشعبي الذي يضع غزة بما فيها من مدنيين وعسكريين في خانة المدان الذي يستحق العقاب.

إلى جانب ذلك، فإن المجتمع الإسرائيلي يعاني غياب حالة أخلاق الحرب التي يجب أن تفصل بين المدني والعسكري، وهو أمر تغذيه الخطابات الإعلامية بحسب مصطفى الذي أشار إلى أن خبيرا إسرائيليا قال إن على تل أبيب "ممارسة عقاب جماعي لأن غزة بها 2.2 مليون إرهابي".

ليس هذا وحسب، يضيف المتحدث نفسه، منوها لتعليق لأحد الإعلاميين الإسرائيليين الذي قال "إن سكان غزة ليسوا مثلنا لأنهم حيوانات ونحن بشر".

أما رئيس المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في جنيف رامي عبده، فقال إن الاحتلال يمارس ضغطا ساديا على سكان غزة حتى يدفعهم للانقلاب على المقاومة، مضيفا "هذا أمر ليس جديدا ولكنه يمارس منذ سنوات".

وأكد عبده أن قتل طفل كل 7 دقائق وقصف المستشفيات والمخابز لا يمكن النظر إليه بعيدا عن هذه الممارسات السادية التي تؤكد أن إسرائيل جيشا وشعبا يمارسون جرائم بنيوية بدعم من المجتمع الدولي بكافة مكوناته.

التحرك العربي

وعن استدعاء الأردن سفيره من تل أبيب وفتح الحكومة المصرية لفتح معبر رفح البري، قال الرنتاوي إنهما خطوتان بالاتجاه الصحيح لكنهما تأخرتا كثيرا ومحدودتان، مؤكدا أنهما جاءتا نتيجة ما قدمه أهل غزة من تضحيات ومقاومة على مدار 26 يوما من مواجهة الموت في كل مكان.

إضافة إلى ذلك، فقد لعبت الحالة الشعبية دورا في الدفع باتجاه هاتين الخطوتين، وفق الرنتاوي، الذي قال إن الخطر يكمن في ما هو قادم؛ لأن انتصار إسرائيل في غزة اليوم يعني أن الدور سيكون على بقية الدول؛ مؤكدا أن فلسطين هي خط الدفاع الأول عن الأمة العربية كلها.

لكن الرنتاوي يرى أن اليومين المقبلين هما الأخطر في هذه الحرب لأنهما سيشهدان تطورات كبيرة في غزة والضفة وربما تمتد شرارة القتال إلى دول أخرى، وفق تعبيره.

في المقابل، يرى مهند مصطفى أن خطوات الدول العربية لا تعني ضغطا حقيقيا على إسرائيل، لأن الأنظمة العربية لا ترفض ما تقوم به الأخيرة في غزة بشكل أو بآخر، حسب قوله.

وأكد مصطفى أن الرأي العام الإسرائيلي لا يؤمن بأن الحكومات العربية تتحرك تحت ضغط شوارعها بل "إنهم يعتقدون بأنها غير رافضة لما تقوم به إسرائيل".

ورجح أن تضطر إسرائيل للتراجع عن الجرائم التي ترتكبها في غزة، نتيجة للضغط الداخلي المتزايد على الحكومة الإسرائيلية بسبب قضية الأسرى من جهة والخوف من الأثمان الباهظة المتوقعة لدخول غزة من جهة أخرى.

ولفت مصطفى إلى تراجع تأييد العلمية البرية في الشارع الإسرائيلي وفق استطلاع لصحيفة معاريف في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي من 65 إلى 49%، وهذا بسبب التفاعل الكبير مع ملف الأسرى.

وبالتالي، فإن التأثير على موقف إسرائيل -برأي مصطفى- داخلي أو عبر تغير الدعم الأميركي للحرب، بينما التأثير العربي لن يكون إلا بتحولات جذرية على مواقف الدول.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

مصطفى: إسرائيل توظف المجاعة كجزء من عدوانها الحربي ضد شعبنا

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، إن إسرائيل تُوَظِّف المجاعة التي خَلَقَتها في قطاع غزة ، ضَمن حرب الإبادة التي تشنها على شعبنا، كجزء من عدوانها واستراتيجيتها الحربية ضد أهلنا في القطاع، وإن على المجتمع الدولي التحرك الآن بالسرعة والجديّة التي يَستَوجبها إعلان الحكومة الفلسطينية قطاع غزة منطقة مجاعة.

وأضاف رئيس الوزراء، خلال كلمة له في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري الموسع لمجموعة مدريد بشأن القضية الفلسطينية، الذي استضافته العاصمة الإسبانية مدريد، إن الحرمان المتعمد من الغذاء والمساعدات، والقصف المتواصل، وتدمير كل مقومات الحياة الذي تمارسه إسرائيل بحق شعبنا، يُشَكِّل جرائم حرب واضحة ومستمرّة. فيما تعيش الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، صورة لا تقلّ قَتامة؛ توسُّع استيطاني متفشٍّ، وإرهاب مستوطنين يفلتون من العقاب، وهدم منازل، ونزوح. يجب أن ينتهي هذا الجحيم فورًا ودون قيد أو شرط".

وتابع: نُعوّل على أن يُسفر الاجتماع التحضيري للمؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، الذي عقد في نيويورك، عن مسار واضح وإجراءات لتنفيذ وتحقيق الدولة الفلسطينية على أرض الواقع.

وقال رئيس الوزراء: هذه هي اللحظة المناسبة لخلق زخم دولي لا رجعة فيه نحو الاعتراف الكامل والعالمي بدولة فلسطين، وضَمان الدعم السياسي والقانوني والمالي اللازم للحكومة الفلسطينية، للدفاع عن حقوق شعبنا والحفاظ على حل الدولتين.

إلى ذلك، التقى رئيس الوزراء، على هامش الاجتماع الوزاري المُوَسَّع لمجموعة مدريد بشأن القضية الفلسطينية، وزير خارجية إسبانيا، خوسيه مانويل ألباريس، وشكره على استضافة هذا الاجتماع ومواقف إسبانيا الداعمة للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية.

كما التقى وزير خارجية مملكة النرويج، إسبن بارث إيدي، وأطلعه على الأوضاع الكارثية التي يعيشها شعبنا في قطاع غزة في ظل تفاقم حالة المجاعة بسبب منع الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية، وارتكاب المجازر بحق المدنيين والتدمير المتعمد للمراكز الطبية، إلى جانب تصاعد انتهاكات جيش الاحتلال ومستوطنيه بحق المواطنين وممتلكاتهم في الضفة الغربية.

وعبر الوزير إيدي عن رفض بلاده لآليات توزيع المساعدات في قطاع غزة التي تطرحها إسرائيل على نحو مخالف للقانون الدولي. ومن جهة أخرى، أكد دعمه لمؤتمر السلام في الشرق الأوسط المنوي عقده برئاسة فرنسا والسعودية يوم 17 حزيران المقبل في نيويورك، مُجددًا التأكيد على دعم النرويج للحكومة الفلسطينية وبرنامجها، وسعيها للانخراط بشكل أكبر في مساعدة الحكومة الفلسطينية في تحمل مسؤولياتها أمام ما يفرضه الاحتلال من عراقيل.

وفي لقاء مع وزير خارجية البرتغال باولو رانغيل، شدد رئيس الوزراء على أهمية انضمام دولة البرتغال إلى مجموعة مدريد، ودور البرتغال في رفد الجهود الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية ودعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وخطة إعمار قطاع غزة التي تبنَّتها جامعة الدولة العربية خلال مؤتمر القاهرة الذي عقد في 4 آذار المنصرم.

وفي السياق، أكد مصطفى، خلال لقاء منفصل مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هاميش فالكونر، ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وأهمية إدخال المساعدات بشكل فوري وعاجل، واتخاذ خطوات عاجلة من أجل وقف الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق أبناء شعبنا.

كما التقى رئيس الوزراء بوزير الإسكان الاجتماعي والاقتصادي المالطي، رودريك جالديس، ممثل مالطا في الاجتماع، وشكره على تحرك دولة مالطا تجاه الاعتراف بدولة فلسطين خلال المؤتمر الدولي للسلام الذي ستستضيفه الأمم المتحدة الشهر المقبل.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين داخلية غزة: الاحتلال يحاول السيطرة على توزيع المساعدات بمؤسسة مشبوهة نساء غزة يختزن الألم لمواجهة قهر الواقع هل تذكي العملات المهترئة العنف في السوق المحلي؟ الأكثر قراءة هذه ليست «أمّ المعارك» ولا آخرها انهيار غير مأسوف عليه نتنياهو: على إسرائيل أن تمنع حدوث مجاعة في غزة "لأسباب دبلوماسية" ألوية الناصر: استشهاد القائد أحمد سرحان بعد إفشاله عملية إسرائيلية خاصة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة اللبناني: المنطقة العربية تمر بمرحلة تحول لم تنته بعد
  • تحرير 149 مخالفة للمحال التي لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء بالغلق
  • خبراء لغة الجسد يفنّدون رواية ماكرون عن الصفعة التي تلقاها من زوجته
  • شركات الطيران الأجنبية التي ألغت أو أجلت رحلاتها إلى “إسرائيل” نتيجة الضربات الصاروخية على مطار اللد “بن غوريون”
  • تدريب منفرد لـ مصطفى شلبي في مران الزمالك اليوم
  • مصطفى: إسرائيل توظف المجاعة كجزء من عدوانها الحربي ضد شعبنا
  • هل حان وقت ضم إسرائيل للضفة؟ وإلى ماذا تستند في خططها؟
  • ما دلالات تزايد كمائن المقاومة قرب المنطقة العازلة بغزة؟
  • 38 شهيدا و204 إصابات في غزة خلال 24 ساعة
  • أسلحة الذكاء الاصطناعي التي استخدمتها إسرائيل في حرب غزة