الثورة / افتكار القاضي

فشلت الشركة الأمريكية الموكلة بإدارة وتوزيع المساعدات في قطاع غزة، والتي يطلق عليها اسم “مؤسسة إغاثة غزة” في اليوم الأول لتدشين عملها، وفقدت السيطرة على موقع تسليم المساعدات في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة ، بعد تجمع آلاف الجائعين من سكان غزة للحصول على فتات من المساعدات وسط حالة من الفوضى والتدافع، ما أدى إلى أضرار كبيرة في الموقع وتوقف عملية التوزيع.

واندفع آلاف الجائعين الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي 90 يوما إلى موقع توزيع المساعدات في مشهد مأساوي ومؤلم انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على بعض الطعام تحت وطأة الجوع القاتل،الذي يفتك بجميع سكان غزة .

وقال مكتب إعلام غزة أنّ “الاحتلال فشل فشلاً ذريعاً في مشروع توزيع المساعدات في مناطق العزل العنصرية”.

وكشف المكتب، أنّ “الاحتلال تدخّل عبر إطلاق النار ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين عند مركز توزيع المساعدات”، لافتاً إلى أنّ ذلك “يعكس انهيار المسار الإنساني الذي يزعمه، ودليل قاطع على فشل الاحتلال في إدارة الوضع الإنساني الذي أوجده متعمداً”.

وأكّد أنّ “إقامة غيتوهات لتوزيع مساعدات محدودة سياسة ممنهجة لإدامة التجويع وتفكيك المجتمع”.

وأدان المكتب الإعلامي، استخدام الاحتلال المساعدات سلاح حرب وأداة ابتزاز سياسي، محملاً الاحتلال كامل المسؤولية القانونية والإنسانية عن حالة الانهيار الغذائي في غزة.

وأعرب المكتب عن رفضه القاطع لأي مشروع يعتمد مناطق عازلة أو ممرات إنسانية تحت إشراف الاحتلال.

وناشد المكتب الحكومي في غزة، الدول العربية والإسلامية التدخل وتفعيل مسارات إنسانية مستقلة لكسر الحصار عن القطاع.

وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، قالت أنّ “المسلحين التابعين للشركة الأمريكية فروا من المكان بعد الازدحام والتدافع الشديد”.

ونقلت الصحيفة العبرية عن مصدر في غزة قوله بأنه تم تدمير موقع توزيع المساعدات في رفح واقتلاع السياج من مكانه.

من جانبها قالت هيئة البث العبرية بأن المسلحين التابعين للشركة الأميركية فقدوا السيطرة على مركز المساعدات، ولاذ مسلحو الحماية التابعين للشركة بالفرار.

مؤسسة غزة الإنسانية

شركة أمريكية يقع مقرها الرئيسي في جنيف بسويسرا وتأسست في فبراير/شباط 2025 بهدف إيصال المساعدات للغزيين ، وعدم وقوعها بأيدي حركة (حماس)” كما يقول القائمون عليها .

ووفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، فإن أول من طرح فكرة تولي شركات مدنية مسؤولية توزيع المساعدات في غزة هو جهات إسرائيلية، بهدف تجاوز الأمم المتحدة والاعتماد على مؤسسات تفتقر للشفافية المالية.

النشأة والتكوين

وبحسب التقرير نفسه فقد ظهرت الفكرة في الأسابيع الأولى من شن إسرائيل عدوانها على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة.

واجتمع ضباط ورجال أعمال صهاينة مقربون من حكومة الكيان -في ديسمبر/كانون الأول 2023- بمدرسة “مكفيه إسرائيل” في تل أبيب، وعرفوا باسم “منتدى مكفيه إسرائيل” واستطاعوا الحصول على دعم سياسي وعسكري إسرائيلي قبل أن يقرروا التواصل مع فيليب رايلي، وهو ضابط سابق في العمليات شبه العسكرية بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه).

وفي منتصف 2024، شارك مسؤولون صهاينة خططهم مع مجموعة من المستشارين الأميركيين في القطاع الخاص بقيادة رايلي الذي تولت مجموعته مهمة التخطيط.

واختيرت شركة رايلي لما سمي “حلول الوصول الآمن” لتكون المقاول الفرعي الأمني واللوجستي لمراكز توزيع المساعدات.

وبحلول نوفمبر/ 2024، بدأت ملامح ما سميت “مؤسسة غزة الإنسانية” تتشكل، وتأسست رسميا في فبراير/شباط 2025 في جنيف بناء على طلب من الحكومة الأميركية. رغم اعتراض المنظمات الإغاثية على سيطرة الاحتلال على آلية توزيع المساعدات .

ورفضت الأمم المتحدة هذه الخطة الإسرائيلية الأميركية، وقالت إنها تقصر المساعدات على جنوب القطاع وتجبر المدنيين على عبور مناطق خطرة للحصول على الغذاء.

الأهداف الخفية

كان الهدف الرئيسي من تأسيس “مؤسسة غزة الإنسانية” هو “تقويض سيطرة حماس ومنع وصول المساعدات لها” وحصرها في المناطق التي تسيطر عليها “إسرائيل”، وفصل سكان غزة عن حماس ماديا ووقف اعتمادهم عليها، وفق صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية.

وكلفت هذه المؤسسة بتجهيز وشراء المساعدات والمواد الغذائية، في حين تتولى شركتا الأمن والخدمات اللوجستية الأميركيتان الخاصتان “يو جي سولوشنز” و”سيف ريتش سولوشنز” تأمين مسار الشاحنات ومراكز توزيع المساعدات داخل القطاع، وذلك بالتنسيق مع جيش الاحتلال ويرأس رايلي شركةَ “سيف ريتش سولوشنز” التي ترتبط بشركة “أوربس” التي عملت سابقا أثناء الهدنة في غزة على تأمين ممر نتساريم مستعينة بمرتزقة، وتعمل على تجنيد أميركيين برواتب عالية، وكان من المفترض أن تشرف على توزيع المساعدات في غزة.

ويقود “مؤسسة غزة الإنسانية” مجلس إدارة يرأسه نيت كوك الرئيس التنفيذي السابق لشركة “المطبخ المركزي العالمي” ومديرون آخرون لهم خبرة في التمويل والتدقيق والحوكمة.

وتقف خلف المشروع شخصيات إسرائيلية بارزة، أهمها تانكمان وهو رائد أعمال وضابط سابق في الوحدة 8200 التابعة لجيش الاحتلال، وكان وراء الدفع نحو استخدام أنظمة بيومترية في توزيع المساعدات. وكذلك مايكل آيزنبرغ وهو مستثمر إسرائيلي أميركي رأى أن نظام المساعدات الأممي يقوّي حماس ويتطلب تغييرا جذريا.

خطة التشغيل

تعتزم “مؤسسة غزة الإنسانية” في مرحلتها الأولى إنشاء 4 نقاط توزيع آمنة تُعرف باسم “إس دي إس” SDS) ) وتكون كل نقطة مجهزة لخدمة نحو 300 ألف شخص، ما يعادل 1.2 مليون من سكان قطاع غزة، مع إمكانية توسيع القدرة الاستيعابية لاحقا لتشمل أكثر من مليوني شخص.

وتنص الخطة على أن تمر شحنات المساعدات، التي تشمل حصصا غذائية جاهزة ومستلزمات نظافة وأدوية، عبر ممرات خاضعة لرقابة صارمة وتحت مراقبة متواصلة لمنع أي عمليات تهريب أو تسريب.

كما اشتملت الخطة على إنشاء مركز عمليات خارجي يعمل بلا توقف، معتمدا على كاميرات المراقبة والطائرات المسيّرة لمراقبة الأوضاع داخل غزة على مدار الساعة. وفي مراحل لاحقة، تقترح الخطة إنشاء مناطق سكنية محمية تحت اسم “مناطق الانتقال الإنساني” تكون مخصصة لإيواء السكان مؤقتا.

كما تم إعداد قوائم بأسماء مؤثرين على منصتيْ “إنستغرام” و”إكس” من دول عربية، بهدف التواصل معهم ضمن حملة إعلامية تهدف إلى تعزيز القبول الشعبي بالمشروع.

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: مؤسسة غزة الإنسانیة توزیع المساعدات فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

"الشعبية": الإدارة الأمريكية شريكة تمامًا في تجويع وقتل شعبنا

غزة - صفا حمّلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن تفاقم المجاعة في قطاع غزة، والتي تحصد يوميًا المزيد من الضحايا، خاصة من الأطفال والمرضى، في ظل تصاعد العدوان واستمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية. وقالت الجبهة في بيان وصل وكالة "صفا"، يوم السبت، إن ما يحدث في غزة هو جريمة حرب منظمة تُرتكب على مرأى ومسمع هذا العالم المنافق، الذي يتشدق ليل نهار بالحرية والعدالة وحقوق الإنسان. وأوضحت أن الإحصائيات تشير إلى آلاف الشهداء نتيجة الجوع أو القتل على بوابات ما تُعرف بـ"مصائد الموت"، في حين ينتظر آلاف آخرون مصيرًا مشابهًا في ظل شحّ الغذاء والحليب والدواء. وأضافت "لقد تَحّولت شركة المساعدات الأمريكية إلى أداةٍ إجرامية فتاكة تسهم في هندسة الجوع وقتل المدنيين، في مخطط يتجاوز التجويع والقتل إلى تدمير مقومات الحياة والوجود الفلسطيني، كنقطة انطلاق لمشروع التهجير القسري". وأكدت أن الإدارة الأمريكية شريكة تمامًا في حرب التجويع ضد شعبنا، وتعمل بشكلٍ مباشر على دعم الاحتلال وتغطية جرائمه. واعتبرت أن زيارة المبعوث الأمريكي ويتكوف أمس لشركة المساعدات الأمريكية جاءت للتأكيد على هذا الدور الشريك في الجريمة. وبينت أن هذه الزيارة شكّلت جزءًا من مسرحية هزلية، ومحاولة مكشوفة لتجميل صورة الاحتلال وخلق الأكاذيب حول واقع المساعدات. وتابعت "الحقيقة أن المجاعة تنتشر وتتوسع في القطاع، في ظل منع المساعدات، وإغلاق المعابر، وإلقاء الفتات من الجو بشكلٍ مهين لا يرقى لمستوى الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة". ودعت الجبهة قوى الأمة وأحرار العالم إلى التحرك العاجل، وفتح جميع ساحات الضغط الميداني، والسياسي، والإعلامي، والشعبي في وجه الاحتلال وشريكه الأمريكي لاستمراره في هذه الجريمة المنظمة. وطالبت بضرورة فضح الدور القذر للإدارة الأمريكية، وكل من يشارك في هذا المخطط الإجرامي الجماعي، وذلك بكافة الوسائل الممكنة، في واحدة من أفظع جرائم العصر الحديث.

مقالات مشابهة

  • هذا ما نعرفه عن إنزال المساعدات جوا.. شهادات ترصد حجم استفادة غزة
  • الأونروا: آلية توزيع المساعدات تسببت في مقـ.تل 1400 جائع في غزة
  • فصائل فلسطينية تعقب على زيارة ويتكوف لمراكز توزيع المساعدات بغزة
  • حماس: زيارة ويتكوف لمراكز توزيع المساعدات مسرحية لتجميل صورة الاحتلال
  • "الشعبية": الإدارة الأمريكية شريكة تمامًا في تجويع وقتل شعبنا
  • ويتكوف يصل إلى أحد مراكز توزيع المساعدات الأمريكية بقطاع غزة
  • داخلية غزة تصدر بياناً بشأن فوضى توزيع المساعدات
  • 93 نائبا ديمقراطيا يطالبون بتحقيق عاجل في عمل مؤسسة غزة الإنسانية
  • 93 نائبا ديمقراطيا يطالبون بتحقيق عاجل في عمل "مؤسسة غزة الإنسانية"
  • مشرّعون أميركيون يطلبون تحقيقا بشأن عمل مؤسسة غزة الإنسانية