أبوظبي: «الخليج»
أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن احتفالنا بيوم العلم هذا العام يحمل معاني خاصة تؤكد ريادة هذا الوطن الغالي واستدامة مجده وعطائه ونهضته، في ظل قيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يبذل كل جهد ممكن لكي تعانق رايتنا عنان السماء.


جاء ذلك عقب رفع الشيخ نهيان علم الدولة فوق سارية وزارة التسامح والتعايش بأبوظبي، بحضور عفراء الصابري، المديرة العامة بمكتب الوزير وعدد من القيادات الدينية والفكرية والمحلية والعاملين في الوزارة.
وأوضح الشيخ نهيان، أن احتفالنا بيوم العَلَم يجب أن يقترن بإيمان حقيقي لدى كل من يعيش على أرض هذا الوطن الغالي من مواطنين ومقيمين من أسر ورجال ونساء وأطفال، بالقيم التي قام عليها هذا الوطن وأهمها الوحدة الوطنية التي نعيش في ظلالها جميعاً في أمن وأمان وسعادة، وأن نتعهد جميعاً بالعمل من أجل خدمة الوطن ورفعة رايته. كما أنها مناسبة مهمة لتأكيد أن علم الدولة الاتحادية هو الهُويّة الأساسية لنا جميعاً في كل بقاع هذا الوطن.
ودعا المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات للتحلي بروح الولاء والانتماء التي يعززها في نفوسنا الاحتفال بيوم العلم، فبهذه الروح يمكننا أن نحقق كل ما تريده الإمارات وقيادتها الرشيدة وشعبها المعطاء.
وبهذه المناسبة الوطنية العزيزة رفع الشيخ نهيان، أسمى آيات الشكر والعرفان، والولاء والانتماء بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن العاملين في الوزارة إلى قيادتنا الرشيد، لما تبذله من جهود لوحدة هذا الوطن ورفعته وازدهاره وسعادة كل المقيمين على أرضه.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات أبوظبي الشیخ نهیان هذا الوطن

إقرأ أيضاً:

حسين سري باشا .. رجل الدولة الذي صمت فأنقذ مصر من العواصف

أحيانا يقف التاريخ أمام بعض الشخصيات ليمنحها مساحة لا يحصل عليها إلا القليلون؛ مساحة تستحقها تلك الوجوه التي حملت على كتفيها هم الوطن، وعاشت لحظات كانت فيها مصر في أمس الحاجة إلى رجال يعرفون قيمة الكلمة ووزن القرار. 

ومن بين هؤلاء يجيء اسم حسين سري باشا، ذلك الرجل الذي قد لا يتردد اسمه كثيرا على ألسنة الناس اليوم، لكنه ترك أثرا لا يمكن تجاهله في واحدة من أكثر الفترات حساسية في تاريخ مصر الحديث. 

وكلما نظرت إلى تجربته شعرت أن هذا الوطن لم يقم فقط على أمجاد الزعماء الكبار الذين تصدروا المشهد، بل قام أيضا على رجال وقفوا خلف الكواليس، يتحركون بحكمة، ويعملون بصمت، ويقودون البلاد في ظروف كانت كفيلة بإغراق أي دولة أخرى في الفوضى.

كان حسين سري باشا واحدا من أبناء مصر الذين شكلوا جزءا من عمودها السياسي في زمن الوفد، زمن الصراعات والمفاوضات، وزمن الأحلام الكبيرة التي كانت تفتش عن واقع يليق بها. 

تولى مناصب عدة، بعضها كان إداريا، وبعضها تنفيذيا، لكنه في كل مرة كان يثبت أنه رجل يعرف معنى المسؤولية، وأن المنصب عنده لم يكن ترفا سياسيا، بل تكليفا وواجبا وامتحانا لضمير الإنسان قبل عقله. 

وفي كل موقع جلس فيه كان يحاول – بقدر ما يمتلك من حكمة وحنكة – أن يمسك العصا من المنتصف في زمن لم يكن يمسك فيه أحد شيئا من أي طرف.

ما يدهشني دائما في تجربة هذا الرجل ليس المناصب التي تولاها، بل الطريقة التي تعامل بها مع هذه المناصب، لم يكن يسعى إلى صخب أو شهرة، بل كان يؤمن أن خدمة مصر هي في الأساس فعل يومي، قرارا بعد قرار، خطوة وراء خطوة، حتى لو لم يصفق له أحد. 

وربما لهذا تحديدا لم يرتبط اسمه في الوعي العام بصور الاحتفالات والخطب، بل ارتبط عند الباحثين وأهل السياسة بفكرة رجل الدولة، الرجل الذي يعمل ليلا ونهارا لكي تبقى المؤسسات قائمة، ولكي تستمر عجلة الدولة في الدوران رغم العواصف التي كانت تحيط بها من كل اتجاه.

وفي وقت كان فيه الصراع بين القوى السياسية على أشده، وبين الاحتلال والشعب يشتعل كالنار في الهشيم، لم يكن سري باشا مجرد متفرج. 

كان طرفا من أطراف بناء الدولة، واحدا ممن حاولوا – في حدود الممكن – أن يدفعوا سفينة مصر إلى الأمام، وأن يجنبوا البلاد ما استطاعوا من مخاطر. 

ولعل هذه القدرة على القيادة في لحظات الخطر هي التي جعلته يحظى بالاحترام، حتى من الذين اختلفوا معه سياسيا، فمصر في تلك الحقبة لم تكن تحتاج فقط إلى مواقف صدامية، بل كانت تحتاج إلى عقول باردة تعرف قيمة التوازن، ورجال يمتلكون هدوءا يسمح لهم باتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح.

أتأمل سيرته فأرى فيها شيئا من تلك الروح المصرية التي تؤمن بأن الوطن أكبر من الأشخاص، وأن بقاء الدولة هو الأساس مهما اختلفت الاتجاهات. 

كان يؤمن بأن مصر تستحق أن تدار بحكمة، وأن مستقبلها لا يجب أن يترك للصدامات أو المغامرات غير المحسوبة، وربما لهذا السبب كان وجوده داخل الحياة التنفيذية والإدارية مهما وضروريا؛ فقد كان يمثل صوتا عاقلا وسط ضجيج المواقف، ورجلا يعرف أن صلابة الدولة ليست في الشعارات بل في القدرة على إدارة شؤونها اليومية بحزم واعتدال.

ولأنني أرى أن الذاكرة الوطنية لا يجب أن تكتفي بذكر أصحاب الأضواء وحدهم، فإن استعادة سيرة حسين سري باشا اليوم ليست مجرد استرجاع لاسم من الماضي، بل هي استعادة لدرس من دروس الوطنية المصرية التي تعلمنا أن الوطن يبنى بأدوار مختلفة، بعضها يكون فوق المسرح وبعضها خلف الكواليس، لكن قيمتهما واحدة لأن الهدف واحد، أن تبقى مصر صامدة، واقفة، مرفوعة الرأس في وجه الزمن. 

ومن هنا أشعر بأن الحديث عنه ليس ترفا تاريخيا، بل واجبا تجاه جيل يحتاج أن يعرف أن الوطنية ليست صراخا ولا شعارات، بل هي عمل متواصل وصبر طويل وضمير يضع مصر في المقدمة.

إن تجربة هذا الرجل، بكل ما فيها من هدوء وأثر، تظل شاهدا على أن مصر كانت دائما وأبدا تنجب رجالا يفهمون معنى السلطة كمسؤولية لا كامتياز، ومعنى الوطن كحقيقة يجب أن نحميها لا مجرد كلمة نرددها. 

ولهذا أكتب اليوم عن حسين سري باشا بقدر كبير من الاحترام والاعتزاز، لأن مصر لم تتقدم فقط بهؤلاء الذين دوى صوتهم في الميادين، بل تقدمت أيضا بمن اختاروا أن يحملوا عبء الدولة على أكتافهم ويكملوا الطريق في صمت، من أجل هذا البلد الذي نحبه وننتمي إليه ونفتخر بتاريخ رجاله مهما اختلفت مواقعهم.

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك يشهد تخريج «دفعة غينيس» بالجامعة الأميركية في الإمارات
  • لو أنفقتم ما في الأرض جميعاً
  • تحديات زراعة القطن في كفر الشيخ.. بين تاريخ الريادة وأزمات الحاضر
  • نهيان بن مبارك يعتمد الخطة التشغيلية لبرنامج «شتاء صندوق الوطن»
  • تشييع جثمان الفقيد الشيخ مجحود علي المنبهي في صعدة
  • 5 عقود من الريادة البيئية
  • الشيخة فاطمة بنت مبارك تشهد الاحتفال الرسمي بعيد الاتحاد الـ 54 للدولة
  • حسين سري باشا .. رجل الدولة الذي صمت فأنقذ مصر من العواصف
  • أطفال الإمارات يعبِّرون عن فخرهم بـ «عيد الاتحاد 54»
  • حمدان بن زايد: نحتفل اليوم بوطنٍ يجمعنا جميعاً وبوحدةٍ وطنيةٍ متينة