لقاء القوى الناصرية بلبنان: تطاول سمير جعجع على عبد الناصر يؤكد عمالته للصهاينة
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
شنت أمانة سر لقاء القوى الناصرية في لبنا، هجوما حادا على سمير جعجع، بعد تطاوله على قامة تحررية عربية وعالمية هو القائد الخالد جمال عبد الناصر، وذلك في ظل هجمة استعمارية صهيونية متجددة على الأمة العربية انطلاقًا من فلسطين، وفي ظل بربرية صهيونية غاشمة ومتوارثة تمارس فعل الإبادة ضد الأطفال والنساء والشيوخ بسلاح أطلسي وأدوات صهيونية.
وجاء في بيان الأمانة، اليوم الجمعة: إلى جعجع وكل من يجعجع لتأكيد عمالته ودونيته نقول له ما يلي:
أن تختار زمن الحرب الصهيونية الاستعمارية الهمجية على غزة لتنفيس حقدك بتطاول خسيس على قامة تحررية عملاقة بحجم جمال عبد الناصر، فإن هذا التطاول لا يقلل من أهمية وتاريخية هذه القامة العملاقة بل يدلل أن عمالتك للصهاينة المعروفة للقاصي والداني لا تزال قائمة فيك وإن ادعيت عكس ذلك، وتطاولك هو رسالة جديدة إليهم أنك في صفهم، وليس مع المقاومين لمشاريعهم الاستيطانية التوسعية والتي حاولوا ترجمتها على مدى عقود في لبنان.
إن كنت حريصًا على لبنان كما تدعي، لكان حري بك أن تراجع ما قدّمه جمال عبد الناصر للبنان، وكيف تعامل معه باحترام وتقدير وحرص على وحدته، ويكفيك في هذا المجال أن تراجع الإنجازات الوطنية الكبيرة التي أرساها اللواء فؤاد شهاب، باطمئنانه إلى الاستقرار الكامل في لبنان، بتأييد من جمال عبد الناصر على الرغم من كل المتغيرات العربية والدولية العاصفة آنذاك، فهل لك أن تنكر حجم الأطماع الصهيونية في مياه لبنان، وبالتحديد في مياه الليطاني؟ وهل لك أن تسأل نفسك كيف تم بناء سد القرعون رغمًا عن أنف العدو لولا حماية مباشرة من عبد الناصر تمثلت بانعقاد أول مؤتمر قمة عربية لحماية مياه لبنان والعرب، وكان ذلك عام 1964.
لقد إدعيت في السنوات الأخيرة أنك مع عروبة لبنان، فأية عروبة تدعي وأنت تهاجم رمز العروبة وقائدها االخالد، وحبيب الملايين من المحيط إلى الخليج، إن ذلك وحده يكفي ليظهر كذب ادعائك الذي إن استطعت بواسطته تضليل بعض المسؤولين الرسميين العرب، فإنك لن تستطيع إبدًا تضليل الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج.
ننصحك أخيرًا، ونحن نعلم أنك لا تقوى على الأخذ بالنصيحة لأنك لم ولن تكون حرًا في يوم من الأيام، ننصحك أن لا تذهب بعيدًا في المراهنة على الصهاينة وداعميمهم من الغرب الأطلسي لسببين: الأول أن عنصريتهم تفوق ادعاءاتهم الحضارية والثاني أن بداية رحلة نهايتهم قد بدأت بزخم وبقوة، فدماء الأطفال الشهداء ستكون نهرًا جارفًا للصهاينة وأتباعهم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين لبنان سمير جعجع جمال عبد الناصر
إقرأ أيضاً:
أيتام عبد الناصر وسعدون المجنون
منذ مرحلة مبكرة من عمري وأنا انظر بعين "الريبة" لمن يقدمون أنفسهم بـ"الناصريين" ويتباهون بذلك؛ كنت فريسة العديد من الأسئلة "البريئة" على غرار: ماذا فعل هذا "الزعيم المبجل" لوطنه وأمته يا ترى؟ وكم عدد الانتصارات المسجلة في سجله؟ وإذا كان يحظى بكل هذه "القداسة"؛ فلماذا هذا الكيان الغاصب وهو حسب علمي كان يصنف كـ"عدوه الأول" ما زال جاثما على أنفاسنا حتى يومنا هذا؟ وفي أي حقبة سينجح هذا البطل الهمام في كسر شوكته وإعادة الهيبة العربية (كموضة دارجة في عصره) وتطهير كل شبر من أراضينا المحتلة؟
كبرت واكتشفت أن الرجل مات وفي مشهد سينمائي بكاه المصريون والعرب، ولعل هذا الوتر الحساس كان نقطة ضعفي (وما تزال مع كامل الأسف)؛ إنه "البروفايل" الذي يروي ظمأ شعوب مقهورة نُكل بها وتتوق لترجمة شعارات "رضعتها" ولُقنت لها في المدارس، لكنها على أرض الواقع تصطدم بأنظمة تجتمع في صورة تذكارية وتتبادل ابتسامات صفراء ولا تكل ولا تمل في نهش بعضها البعض في الحقيقة.
"سعدون المجنون" ما زال بيننا:
قادتني صدفة غريبة عجيبة للنبش في أرشيف الكاتب المسرحي المصري الراحل لينين الرملي، واستوقفني نص "سعدون المجنون"، تحديدا بالتزامن مع تسريبات جمال عبد الناصر التي ملأت الدنيا وشغلت الناس في المحروسة وخارجها؛ لأقف مذهولا من الحكمة حول اختيار عمل مسرحي لشخصية رجل أصيب بانهيار عصبي بعد نكسة 67، ليتوقف الزمن عنده في تلك المرحلة رافضا تصديق حقيقة الهزيمة، وأنه غادر المصحّة في عام 1992، وأن "ناصر" مات والحرب انتهت وكل تلك الشعارات الجوفاء التي اجترّها لسنوات وعقود ذهبت أدراج الرياح.
لكن مع تسريبات عبد الناصر وحديثه مع الزعيم الليبي معمر القذافي، ورغم كل الخيبات والكوارث التي مرت على هذه الأمة؛ يبدو أن "سعدون المجنون" ما زال حاضرا وبقوة بيننا؛ ولن يدخر أدنى مجهود في إيجاد عشرات المبررات والحجج الواهية لدحض الحقيقة "الساطعة" التي جاد بها "الزعيم" وهو ينزع القناع ليؤكد أنه لا يختلف إطلاقا على باقي "الزملاء" من "حمائم السلام" وهواة العلاقات "السرية"، طبعا في تلك الحقبة قبل أن تخرج الأمور للعلن و"على عينك يا تاجر" وتوثَّق كل العقود العرفية وتصبح رسمية في واضحة النهار.
التوقيت المدروس:
بصرف النظر عن أية نظرة لعبد الناصر وفترته؛ لا يمكن البتة تجاوز التوقيت المدروس بعناية فائقة لهذه التسريبات ونوعيتها كي تتماشى مع الخطاب الرسمي العربي الذي بات يتسلل نهارا جهارا؛ أولا لتقزيم القضية الفلسطينية وتحميل أهلها كل المسؤولية، وثانيا لتشجيع التوجه لتسليم المقاومة لسلاحها وإركاعها كي تنضم لباقي القطيع المهرول نحو أوهام الاستسلام، وكسب ود "الماما أمريكا" والكيان المدلل لها.
الغاية من التسريب واضحة وضوح الشمس؛ انظروا "للقائد الملهم" وهو يتخلى عن الفلسطينيين ولا يمانع في ركوب موجة السلام، والخلاصة وأد عصر "القومية العربية" وشعاراتها الرنانة الفضفضة، وعلى الجميع الانخراط في "زمن التطبيع" وتقديم فروض الطاعة والولاء للكيان الغاصب تحت عناوين "براقة" جاهزة للتنفيذ والطرح في الأسواق.
وللأمانة، يُحسب لنظام السيسي صاحب السجل الحافل في الزلات والكوارث أنه هذه المرة سدد ركلة متقنة في وقت قاتل، والملفت أنه استعان بأطراف من صلب ودم "ناصر" لا يجدون غضاضة في الإساءة لوالدهم والتخلي عنه مقابل بعض المناصب والمغريات؛ والمفارقة أنهم أول من قفز من مركب "الناصرية" تاركين أنصارها في حيرة من أمرهم.
أيتام ناصر:
رغم ملاحظاتي السالفة عن تلك الحقبة وأوهامها؛ لا بد من وضع الأمور في سياق أكثر اتزانا والحرص على أن حالة "العقم" التي تعيشها هذه الأمة جعلت أبناءها عرضة لتصديق ميلاد القائد الملهم القادر على انتشالها من حالة الضياع والتشرذم التي تحياها. ومن هذا المنطلق يمكن "تفهّم" حالة "الانفصام" التي عاشتها تلك الأجيال والتي استغلتها الأنظمة بمنتهى الخسة من أجل كسب ود الشعوب والتلاعب بها في شتى الاتجاهات؛ دون وجود دليل واحد ملموس على أنها حقا ماضية في بلورة تلك الشعارات العريضة والتضحية من أجل إنزالها على أرض الواقع؛ وأول تلك الأكاذيب هي المتاجرة بفلسطين وقضيتها لنيل مكاسب شخصية والتوغل في الحكم والبطش بالناس وإذلالهم. وتلك الحقيقة الدامغة التي نطق بها عبد الناصر بعظمة لسانه دون حياء ولا خجل.
ومن هذا المنطلق نختم بحوار جاء على لسان شخصية "سعدون المجنون" تلخص كل تفاصيل تلك المرحلة وتجعلنا نشفق على "أيتام ناصر" والصدمة التي عاشوها، وبسؤال مؤلم: ما المطلوب من أجيال وشعوب بين مطرقة أنظمة كانت تصدر وتبيع الأوهام وتتآمر في السر وأخرى تملك من "البجاحة" ما يجعلها ترفع راية الذل والاستسلام نهارا جهارا؟ فشتان بين كلمات "سعدون المجنون" وكيف كانت تدار الأمور في الغرف المغلقة والكواليس..
"هيرجع وهيوحد أمة العرب؛ ويمحي إسرائيل المزعومة من الخريطة؛ وهيخلينا نتفوق على روسيا وعلى أمريكا وهيبقى عندنا فعلا تماثيل رخام ع الترعة وأوبرا في كل قرية عربية؛ مش هيبقى عندنا مواطن عربي فقير أو أمي، وهيأخذنا للأفراح والرفاهية وهيدينا الديمقراطية والعدل والحرية؛ وهيخلق فينا العزة والكرامة وهنطلع القمر".