ثيا .. كوكب مفقود داخل كوكب الأرض فما علاقته بنشأة القمر؟
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
قال علماء إن الهيكلين الضخمين الغامضين والغنيين بالحديد بالقرب من قلب الأرض أو ما يعرف بـ Core قد يكونا هما آخر بقايا "ثيا"، وهو جسم لكوكب قديم يعتقد أن اصطدامه الكارثي بالأرض قبل ملايين السنين قد نتج عنه ميلاد القمر.
وبحسب الدراسة الحديثة التي نشرها علماء من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا CalTech، فإنه إذا تم التحقق من صحة الأمر، فقد يُحدث هذا الاكتشاف ثورة في فهمنا لتاريخ الأرض وأصول ونشأة القمر من خلال تقديم دليل على مثوى "ثيا" الأخير - مدفوناً في وشاح الأرض العميق، وفق ما نشر موقع مجلة ناتشير.
ولسنوات، حيّرت أصول القمر العلماء. تفترض النظرية السائدة، والمعروفة باسم "فرضية الارتطام العملاق The giant impact hypothesis"، أن القمر تشكل من حطام تصادم هائل بين الأرض وكوكب مفقود غامض بحجم المريخ تقريباً وقع قبل 4.5 مليار سنة، أطلق على هذا الكوكب اسم "ثيا".
وقد ورد اسم "ثيا" في الأساطير اليونانية، حيث كانت أحد الجبابرة قبل ظهور آلهة الأوليمب وهي أم "سيلين"، إلهة القمر.
وفقاً لفرضية الارتطام العملاق، فقد دار كوكب "ثيا" حول الشمس في الفترة التي كان فيها كوكب الأرض في بدايات حياته، لكن وبسبب تأثير الجاذبية للمشتري أو الزهرة أو كليهما، اقترب للغاية من مدارات كواكب المجموعة الشمسية إلى أن انتهى به الأمر للارتطام بالأرض، وهنا يعتقد العلماء أن القمر قد تشكل من الحطام المقذوف بعد هذا الاصطدام المدمر.
وخلال الدراسة اكتشف العلماء تقارباً شديداً بين تركيب صخور القمر التي جمعها رواد الفضاء خلال رحلة أبولو الشهيرة وبين تركيب لأنواع مختلفة من الصخور من كوكب الأرض، الأمر الذي يبدو أنه يدعم فرضية تأثير "ثيا".
ولعقود من الزمن، كان العلماء في حيرة من أمرهم إزاء وجود نقطتين كبيرتين غامضتين في منطقة (الوشاح) لكوكب الأرض. ويبلغ طول هذه التكوينات الصخرية آلاف الكيلومترات وهي أكثر كثافة قليلاً من محيطها، مما يشير إلى أنها مكونة من مواد مختلفة عن بقية الوشاح، بحسب ما نشر موقع شبكة سي بي اس الأمريكية.
في الدراسة التي نشرت في مجلة Nature في الأول من نوفمبر ، قال الباحثون إن هذه "النقاط" الغريبة بالقرب من مركز الأرض يمكن أن تحل أخيرا لغز تشكل القمر.
وتشير النمذجة الحاسوبية الجديدة التي اعتمدها العلماء خلال الدراسة إلى أن الاصطدام العنيف بين الأرض و "ثيا" نتج عنه بقاء مادة من الكوكب في النصف السفلي من وشاح الأرض، وأن الاصطدام تسبب أيضًا في قذف بعض بقايا "ثيا" إلى المدار الخارجي لكوكب الأرض؛ وهي البقايا التي اندمجت لتشكل في النهاية القمر، وفقاً لما نشرت صحيفة غارديان البريطانية.
ومن المعروف أن فكرة بقايا كوكب آخر في منطقة وشاح الأرض ليست جديدة، كما تقول روبن كانوب، عالم الكواكب في معهد أبحاث الجنوب الغربي في كولورادو بالولايات المتحدة، "لكن هذه الورقة هي الأولى بحسب ما أعلم والتي تأخذ هذه الفكرة على محمل الجد" بحسب ما نشر موقع مجلة نيتشر.
ويقول العلماء إن ما يدعم هذه الفكرة اختلاف تركيب بعض مناطق الطبقة من الأرض الواقعة بين القشرة واللب والتي تدور فيها المكونات المصهورة بسرعات مختلفة كما تنتقل الموجات الزلزالية عبرها بشكل بطيء أكثر مما يحدث عند مرورها عبر بقية مكونات الوشاح.
وخلال الدراسة أيضاً، أجرى الباحثون محاكاة حاسوبية للتفاعل بين وشاح "ثيا" المفترض وبين وشاح الأرض من لحظة الاصطدام حتى الوقت الحاضر. أظهرت المحاكاة التي أجرتها الحواسيب أن بعض المواد من "ثيا" غرقت في البداية إلى الجزء السفلي من وشاح الأرض وأن المزيد من بقايا "ثيا" تراكم هناك بمرور الوقت، وشكلت النقاط الغامضة.
وبحسب العلماء فإن آثار هذا الاكتشاف إن ثبتت صحته تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد حل نقاش علمي، ويمكن أن يقدم فهم بقايا ثيا رؤى غير مسبوقة حول سلوك الأرض على فترات زمنية جيولوجية، كما يرسم صورة أكثر وضوحاً للأحداث العنيفة التي لم تشكل كوكب الأرض فحسب، بل تسلط الضوء أيضًا على الحركة الدائمة للأجرام السماوية التي تستمر في التجول عبر الكون.
ويقول الباحثون إنهم يخططون الآن للتعمق أكثر في تركيب مواد "ثيا" وتأثيراتها على تكوين الطبقات القديمة للأرض وأصول أقدم المعادن فيها.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: کوکب الأرض
إقرأ أيضاً:
عاجل | معاريف عن اللواء احتياط إسحاق بريك: النجاحات التي يتحدث عنها جيشنا بغزة لا تتطابق مع الواقع المرير على الأرض
هاجم اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي إسحاق بريك بشدة أداء وحدة المتحدث باسم الجيش، متهماً إياها بتضليل الجمهور الإسرائيلي عبر نشر معلومات مضللة، بهدف خلق صورة زائفة عن قوة الجيش الإسرائيلي وانتصاراته، في حين أن الواقع الميداني يختلف تماماً.
وفي مقال جديد نشرته صحيفة معاريف، أكد بريك -الذي شغل عددًا من أعلى المناصب بالجيش الإسرائيلي- أن النجاحات التي يتحدث عنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة لا تتطابق مع الواقع المرير على الأرض.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لو ديبلومات: الحرب تلتهم السودان في ظل صمت عالميlist 2 of 2غارديان: مؤشرات على قرب وقف إطلاق النار بغزةend of listويرى بريك أن وحدة المتحدث باسم الجيش تحوّلت منذ سنوات إلى أداة دعائية هدفها تعزيز صورة الجيش، حيث تُختلق نجاحات وتُخفى إخفاقات، مما يؤدي إلى تضليل الرأي العام، وخلق ثقة مفرطة في قدرات الجيش، وهي ثقة لا تستند إلى الواقع، وقد تكون لها تبعات خطيرة، كما حدث في كارثة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأشار الكاتب إلى أن "ثقافة الكذب" هذه لم تنشأ من فراغ، بل تحظى بدعم مباشر من القيادة العسكرية العليا، بما في ذلك رئيس الأركان.
وشدد على أن تصريحات الجيش حول تدمير قدرات كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وقتل آلاف من عناصرها لا تتوافق مع تقارير الجنود والضباط في الميدان، الذين يؤكدون أنهم بالكاد واجهوا مقاتلين من حماس، وأن العدو يواصل القتال عبر أنفاق وكمائن، ويستخدم تكتيكات حرب عصابات دون مواجهة مباشرة.
وأضح الجنرال -الذي خدم سابقا كقائد لسلاح المدرعات، ونائب قائد القوات البرية، وقائد للكليات العسكرية- إلى أن قوة حماس لم تنهار، بل استعادت عافيتها، ولا تزال تمتلك 40 ألف مقاتل متمركزين في مئات الكيلومترات من الأنفاق.
وانتقد بريك أيضاً الصحفيين والمحللين العسكريين الذين يكررون رواية المتحدث باسم الجيش دون تمحيص، ويعتبرهم شركاء في تضليل الشعب الإسرائيلي، إذ ينقلون معلومات غير دقيقة ويمنحون الشرعية لاستمرار الحرب في غزة من دون جدوى حقيقية.
إعلانويرى الكاتب أن الجيش لا يعترف بفشله في تحقيق أهدافه المركزية، وهي: تدمير حماس وتحرير جميع الأسرى، بل يواصل خداع الجمهور بأن "الضغط المستمر سيؤدي إلى تحقيق الأهداف، بينما الحقيقة هي أن معظم الأنفاق لا تزال تحت سيطرة حماس، والأسرى قد لا ينجو منهم أحد".
وحذر بريك من أن هذا النمط من القيادة – الذي يتجاهل الحقيقة لصالح الاستعراض – يقود الجيش والدولة نحو كارثة استراتيجية.
ودعا إلى إعادة هيكلة وحدة المتحدث العسكري بالكامل، لتقوم على أساس "الصدق، والأخلاقيات، وقيم الجيش الإسرائيلي". كما طالب بوقف القتال عبر اتفاق يضمن الإفراج عن الأسرى، والبدء بعملية ترميم شاملة للجيش والاقتصاد والمجتمع.
ودرج الجنرال الإسرائيلي على انتقاد الحكومة وقيادة الجيش بسبب الفشل في تحقيق أهداف الحرب، مرجعا ذلك إلى عدم جاهزية الجيش بتركيبته الحالية لتحقيق الانتصارات في الحروب على جبهات عدة بل حتى في جبهة غزة وحدها.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة جماعية على سكان قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 57 ألف شخص وإصابة أكثر من 135 ألفا، وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.