الفائزون بجائزة "الإجادة الشبابية" يتحدثون لـ"الرؤية" عن مشاريع ومبادرات تنمية المجتمع
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
الرؤية- ريم الحامدية
عبر عدد من الفائزين بجائزة "الإجادة الشبابية 2023" عن سعادتهم بهذا التكريم، وذلك بعدما تأهلت مشاريعهم ومبادراتهم إلى المراحل النهائية في عدد من المجالات التي أعلنت عنها الجائزة، مؤكدين أن هذا التكريم بمثابة الدافع القوي لاستكمال مسيرة العمل والمساهمة في الارتقاء بالمجتمع وتنمية هذا الوطن.
وتضمنت المسابقة في نسختها الرابعة 5 مجالات وهي: الإعلام الرقمي، والاقتصاد الرقمي، والعمل، والبيئة، وريادة الأعمال، واستهدفت 5 فئات وهي: الأفراد والمبادرات الشبابية والمؤسسات الشبابية ومؤسسات المجتمع المدني وشركات القطاع الخاص الداعمة للقطاع الشبابي.
وقال المهندس أحمد عبدالوهاب العميري رئيس مجموعة سُفراء الابتكار، إن المجموعة تضم نخبة من الشباب من مختلف المؤسسات التعليمية العمانية، وتهدف إلى تحسين مستوى قطاعات البحث العلمي والابتكار وريادة الأعمال في السلطنة، مضيفا أن المجموعة تركز على توفير مصادر تمويل متنوعة ومستدامة لدعم عمليات البحث العلمي التطبيقي المعزز للابتكار وريادة الأعمال، لتحفيزهم على المساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني، وذلك من خلال تعزيز مهارات الشباب في مجالات البحث العلمي والابتكار وريادة الأعمال وتوفير الإمكانيات اللازمة لصقل المهارات لدى الشباب العماني، وتوجيههم إلى الطريق الأمثل لتحويل الافكار الابداعية إلى منتجات ملموسة قادرة على المنافسة إقليميا ودوليا.
وأشار إلى أن فوزهم بالجائزة جاء نتيجة تكاتف جهود جميع أفراد المجموعة وحرصهم الدائم على مواصلة العمل، موضحا: "نقوم الآن بالعمل مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لتنظيم أكبر حدث على مستوى سلطنة في مجال الابتكار لعام 2024م وهو المهرجان الوطني للابتكار، وأود أن أشكر مديرية المبادرات الشبابية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب على جهودهم المستمرة في دعم المبادرات الشبابية للوصول لهذا المستوى".
من جانبه، ذكر يونس الصلتي المشرف العام والمؤسس لـ"عمان أولا"، أن مشروعهم عبارة عن منصة إعلامية وطنية على مواقع التواصل الاجتماعي وأنشئت عام 2018 بهدف التعريف بالمنجز الحضاري العماني وإسهامات الإنسان العماني في شتى المجالات، وتعزيز روح الولاء والانتماء للوطن، وإبراز جهود السلطنة في إحلال الأمن والسلام الدولي، والتفاعل مع أهم القضايا التي تهم المواطن وشعارها "عمان من أول الزمان إلى آخر إنسان".
وأكد الصلتي أن الفوز بجائزة المبادرات الشبابية يأتي امتدادا لإنجازات المنصة خلال 5 أعوام ماضية، مضيفا: "هذه الجائزة تمثل لنا دافعا وحافزا كبيرا لمواصلة العطاء، وستشجعنا على تطوير المحتوى وطريقة العمل للوصول إلى أفضل النتائج والأهداف، كما أن هذه الجائزة أعطت المنصة سمعة جيدة على مستوى السلطنة وعلى مستوى المؤسسات والشركات، وهذا بدوره سوف يساهم في تعزيز الشراكات والتعاون مع القطاعات المختلفة، ونتطلع إلى إيجاد مصادر دخل ثابتة لزيادة عدد فريق العمل وتطوير المحتوى والمنصة بشكل عام، وإطلاق برامج إعلامية جديدة".
من جهتها بينت سامية البلوشية مؤسس مبادرة "سين" والتي تهتم بالعمل الشباب والمجتمعي، أن المبادرة انطلقت في نوفمبر 2021 بولاية صحار لإيجاد مجتمع شبابي متمكن معرفيًا ومهاريًا، وذلك من خلال تصميم وتنفيذ برامج عامة وتخصصية عبر سلسلة من الفعاليات والورش والدورات والمساحات النقاشية والحوارية، مضيفة: "تتمثل رؤيتنا المستقبلية في بناء مجتمع مستدام ومبتكر يحتضن الشباب، ويقوم على الإبداع والتميز ويتمتع بالتنوع، ويعمل على تأهيل وتمكين الشباب وتطوير قدراتهم للانخراط في مجالات الحياة الشخصية والوظيفية من أجل مجتمع إنسانه مبدع".
وتابعت البلوشية قائلة: "يمثل حصولنا على جائزة الإجادة الشبابية لعام 2023 كأفضل مبادرة شبابية على مستوى السلطنة في قطاع العمل، حافزا كبيرا لبذل المزيد من الجهد، ونسعى إلى بناء خطط استراتيجية واتباع أسس الحوكمة لضمان تحقيق الجودة في كافة الأنشطة، وبالبرغم من كون المبادرة غير ربحية إلا أننا نعمل بجد لبناء هيكل تنظيمي وسياسات عمل واضحة، كما تمكنا من عقد شراكات مع مختلف المؤسسات وبناء شراكة نوعية مع شباب المحافظة، وركزنا على صناعة الأثر".
ويتحدث موسى بن عمران العجمي مسؤول التنظيم والإخراج بـ"برنامج أصول"، عن المشروع قائلة: "برنامج أصول هو أحد البرامج الذي قدمته مؤسسة دهليز وبدعم وإشراف من مركز الشباب، ويحتوي البرنامج على محاضرات توعية وورش تفاعلية ومساحات افتراضية، بالإضافة إلى ملتقى لمدة يوم كامل لغرس قيم التواصل والقدوات والتفاعل".
وأشار إلى أن فكرة البرنامج تعتمد على 3 مسارات وهي: التواصل والرزق وأسلوب الحياة، وأن لكل مسار طريقة تقديم مختلفة، إذ تم تنفيذ البرنامج خلال الفترة من مارس إلى يونيو 2022 في محافظة شمال الباطنة، وحضر الفعاليات 457 شابا وفتاة، بهدف نقل الخبرات المختلفة للشباب وإكسابهم مهارات المستقبل، وخلق فرص وتجارب متفردة في مجالات الحياة المختلفة لفئة الشباب.
وقال العجمي: "مسار حياة عبارة عن مسار وعي بالذات والمتغيرات وأهمية التخطيط الشخصي وأهمية العادات وأسلوب الحياة الصحي وأهمية الصحة النفسية، كما أن مسار صلة مرتبط بالتسويق الذاتي والاتصال الجماهيري وبناء فريق العمل والاستعداد للزواج، وأخيرا مسار رزق يتطرق إلى الاستثمار والعمل الحر والموهبة كمصدر رزق والوعي المالي وإدارة الدخل وتنويع مصادر الدخل"..
وأوضحت الزهراء الفهدية مؤسس "بصمة فاخرة سي جونيال"، أن مبادرة "شباب رقمي" انطلقت العام الماضي لغرس ثقافة تبني التقنية الجديدة في ريادة الأعمال بمختلف المجالات، بهدف استقطاب عدد من الطلاب بالجامعات والكليات والخريجين لتدريبهم عبر على استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الجديدة، مبينة: "بدأنا بموظفين الشركة وقمنا بتأهيلهم وتدريبيهم في معاهد متخصصة خارج السلطنة، حتى أصبحوا قادرين على نقل هذه المهارات والخبرات لفئة طموحة من الشباب العماني، وتأتي المبارة فرصة لتوفير الآليات اللازمة لاحتضان الشباب الذين لديهم ميول نحو استكشاف التقنيات الحديثة، ويملكون القدرة على التميز والإبداع وتوفير بيئة مناسبة لرعايتهم وتشجيعهم ودعمهم، وبعد ذلك يتم إشراكهم في تطبيقات عملية على أرض الواقع".
وقالت إن جائزة الإجادة الشبابية تعد نموذجًا مميزًا للمبادرات التي تعمل على الاحتفاء بالشباب المبدع على مختلف المستويات وتشجيعهم على الاستمرار في الابتكار والتجديد، كما أن رعاية صاحب السمو السيد ذي يزن لهذه الجائزة يعطينا حماسا أكبر للمواصلة واستكمال تحقيق أهدافنا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ملامح من المجتمع الكندي “الحلقة الحادية عشر”
سبق أن وضحت في أحدي الحلقات السابقة أن أكبر المعضلات التي تواجه المهاجر الي كندا الحصول علي عمل ، ووصل بي تشبيه المعضلة أن كندا يمكن أن تتحول الي جحيم أذا لم يتوفق القادم الجديد في الحصول علي عمل . كما بينت بشواهد عده أن هنالك كمية من العقبات تواجه القادمين الجدد في كيفية الحصول علي وظيفة بغض النظر عن طبيعتها . وللخروج من هذه الدائرة الشريرة المتمثلة في الخبرة الكندية والحصول علي عمل (من دون خبرة كندية لا يوجد عمل وبدون عمل لا تتوفر خبرة كندية) أقترحت علي القادمين الجدد الألتحاق بالمدارس الصناعية أو المعاهد الفنية أو الجامعات للحصول علي شهادة من مؤسسة كندية والتي تتمثل أهميتها بالأضافة الي زيادة المعرفة من تمكين القادم الجديد علي التعرف والأقتراب من الذهنية الكندية وتدربه للتعامل والمخاطبة والعمل المشترك مع الكنديين . وهي المفتاح للولوج الي دائرة العمل الكندي التي يعقبها أنخراط في المجتمع الكندي والأسهام في تعليم وتربية الأبناء والبنات الذين تمت الهجرة أساساً من أجلهم . وللمفارقة ، علي الرغم من أن التعليم فيما قبل المرحلة الجامعية في كندا مجاناً الأ أننا نلاحظ أن أستقرار الوضع المادي في العائلة يساعد في أنحسار المشاكل المالية ويزيد من نسبة النجاح الأكاديمي للطالب/ة أضافة الي عوامل أخري .
الحصول علي وظيفة ليس نهاية المطاف وأنما بالضرورة بذل مجهود أضافي للمحافظة عليها بغض النظر عن طبيعتها مكتبية كانت أو فنية . المحافظة عليها تتطلب إضافة الي المؤهلات معرفة ودراية ببيئة العمل الكندي . وهذه الشفرة "بيئة العمل الكندي" هي جزء من الخبرة الكندية التي تطالب بها المؤسسات لأستيعاب القادم الجديد في صفوف القوي العاملة . وفي هذه العجالة سأحاول فك طلاسيم هذا (الكود) غير المكتوب (الخبرة الكندية) لما يحمله من أهمية خاصة وأن كندا بدأت تستقبل مهاجرين سودانيين جدد تأثروا بالحرب الدائرة وقرروا اللجوء اليها بعد بذل مجهودات مضنية من السودانيين / الكنديين في مخاطبتهم للسلطات الكندية لمساعدة ذويهم الذين تأثروا بالحرب الدائرة . حينها سمحت الحكومة الكندية لعدد ضئيل جداً من السودانيين بما يسمي ببرنامج (لم الشمل) تحت بند الكفالة ذات الشروط التعجزية المفرطة بالنسبة للكفيل ، مقارنة بالتسهيلات التي قُدمت للاجئين السورين والأوكرانيين للجوء الي كندا . وفي هذه الخاطرة يجب تنبيه القادمين الجدد الي عدم الإخلال بشروط الكفالة لأنها تُعرض الكفيل الي محاسبة صارمة وتقفل الباب أمام السودانيين الآخرين الذين شرعوا في أجراءت لجوئهم ولم تستكمل بعد ، وفي نهاية المطاف تسئ لسمعة السودانيين الذين أصبحوا معروفين لكل العالم أنهم يمرون بأكبر كارثة أنسانية في هذا القرن وفي أمس الحاجة للمساعدة .
الأستخدام في كندا يتم بناءً علي مشروعات كندية تحت التنفيذ أو التي تنوي كندا (القطاع العام والخاص) تنفيذها وبموجبها يتم فتح مجالات التعيين للموظفين والعمال علي حسب الطلب والكفاءة. يعتمد تنفيذ هذه المشاريع في الأساس علي أتيام أو فرق صغيرة ويتم إنجازها علي مراحل . تأخذ مرحلة التخطيط للشروع في هذه المشاريع وقتاً طويلاً من الأجتماعات والبحث المضني ويتولد منها التسلسل الهرمي لأدارة وتنفيذ المشروع . يتطلب إنجاز المشروع من أعضاء الفرق المُنفذة أو الاتيام التي تعمل ، التعامل بسهولة ومرونه لا تشوبها أحتكاكات بين الأعضاء ، وجود أي أختلافات غير مهنية بين الفريق العامل يعطل أنجاز المشاريع ويضع رؤساء الأتيام في محاسبه أمام المدراء . القادم الجديد عليه أن يساعد في تطوير فريق العمل بالسير علي نفس المنوال وأن يكون علي أستعداد لتقديم مقترحات تساعد في تطوير العمل والأنتاج حينما يُطلب منه . وهذا يتطلب تجويد اللغة كتابةً ومخاطبةً .
الكنديين شعب مغرم بالإيميل والرسائل الإلكترونية وخاصة في بيئة العمل . الرؤساء يرسلون مكاتباتهم الي مروؤسيهم عن طريقه ، وكذلك تتم مخاطبة الرؤساء . يعتبر الإيميل مستنداً رسمياً لذا يلزم العمل بما جاء به . تأتي الواجبات المنوط بها الإنجاز عن طريق الإيميل وليس شفاهة وأذا تلقيتها غير مكتوبة عليك أن تطلبها عن طريق الإيميل للتأكد بأنك ملتزم بما جاء فيها . في بعض الأحيان قد يكون الموظف مسؤولاً عن عدد من التكاليف وأثناء إنجازه للعمل المُوكل له يستلم رسالة من رئيسه المباشر لانجاز مهمة أخري . في هذه الحالة المطلوب منه تنفيذ ما جاء في رسالة الإيميل من الرئيس وترك التكاليف الأخري الي حين أنجاز هذه المهمة العاجلة . يجب توخي الحذر عند كتابة الإيميل ومراجعتها قبل أن تُرسل . رئيس الفريق المباشر هو الذي يرتب أولويات العمل التي تجُب ما قبلها من تكاليف . يجب تجنب أستعمال التلفون الخاص أثناء ساعات العمل الأ للضرورة . قد تشاهد بعض الكنديين يستعملون تلفوناتهم الخاصة أثناء ساعات العمل . أهل مكة أدري بشعابها . من ضمن السلوكيات التي تخص أستعمال التلفون علينا أن نحرص أن يكون الحديث بنفس هادئ وبدون أنفعالات وصوت منخفض بدون أزعاج للآخرين . نحن شعوب نتحدث في التلفون بصوت عالي وأحياناً بلغة لايفهمها من هم بالقرب منا لذا يجب مراعاة عادات وسلوك البلد المضيف . كذلك لا ننسي أن الشعائر الدينية يفضل ممارستها بالمنزل وليس أثناء ساعات العمل الرسمية . علي الدوام تذكر أنك لست موظفاً أو عاملاً عادياً ، أنت سفير لدولة عظيمه أسمها السودان . لا يعرف زملائك في التيم أن كان هنالك سفير للسودان في هذا البلد ام لا؟ كل ما يعرفونه أن هنالك أفريقي /سوداني يعمل معهم في هذا التيم . مهمتك أن ترفع أسم السودان عالياً في العمل والسكن بعد أن وطأته أحذية حكامه.
عند تعيينك في وظيفة وخاصة في الفترة التدريبة وحتي بعدها يحق لك توجيه الأسئلة والأستفسارات لرئيسك المباشر . لا يوجد ضرر في تقديم الأستفسار والسؤال الي من هم أقل درجة وظيفية منك . لا تنسي أنك جزء من فريق عمل ، كل مساهماتك تصب في أنجاح العمل الذي أوكل للفريق القيام به . التخلف عن إنجاز أي تكليف يؤدي الي تخلف التيم بأكمله ، الشئ الذي يؤدي الي عدم تنفيذ المشروع في الوقت المحدد مما يزيد التكلفة المالية المخصصه للمشروع والتنفيذ .
من المحرمات التي لا يجب الخوض في الحديث حولها في بيئة العمل والسكن الي حد ما هي السياسة والديانة والسلوك الشخصي للأفراد . في أحيان كثيرة لا تعرف لاي الحزبيين الكبريين أدلي جارك في العمل أو السكن بصوته في الأنتخابات . وفي نهاية أيام الأسبوع تجد الجيران وخاصة في فصل الصيف أمام أحد المنازل يتسامرون ويتجادلون حول فرق لعبتهم المفضلة (الهوكي ) وزوجاتهم يروحون ويجيئون مع بعض . يطبقون شعار لا شيعة ولا طوائف ولا أحزاب تفرقنا ، كندا وطننا جميعاً. يجب أن تتعامل مع الجميع بأحترام بغض النظر عن الجنس أو النوع أو العرق أو الديانة .
توجد تقاليد كندية غير مكتوبة تساعد الفريق العامل في إنجاز المهام المطلوبة ، علي سبيل المثال اللقاءات الأجتماعية بين أعضاء الفريق الواحد . تتمثل أهمية هذه اللقاءات في كسر الحواجز ومعرفة أعضاء التيم كما تساعد في معرفة أهتمامات وهوايات الأعضاء بعد ساعات العمل الرسمية و تتطرق للحديث عن المشاكل الأجتماعية التي تُواجه الآباء والأمهات في تربية الأطفال ويتلمس فيها الكنديين مشاكلهم الأجتماعية ويتناصحون فيها بصورة دبلوماسية تتعمق من خلالها أواصر الألفة ويتم تبادل الخبرات والتجارب . تتم هذه اللقاءات خارج بيئة العمل مره كل شهر أو شهرين بعضها في مقاهي وبعضها في أحدي منازل العاملين حينما تسمح ظروف أحدهم بأستضافة عدد من الزملاء وتتعرف فيها العائلات علي بعضها البعض . وفي بعض الأحيان تتم دعوة للأصدقاء والجيران من خارج مجموعة التيم حيث يشاهدون فيها البرامج التلفزيونية ولعبة الهوكي وبعضهم يمارسون لعب البوكر. بعض هذه الأنشطة الأجتماعية يحضرها رؤساء الأقسام والمدراء الذين يودون التعرف علي عادات وتقاليد أسرة القادم الجديد وفهم ذهنية الآخر الذي أقتحم عالمهم بحكم أن الكنديين ليس لهم تجارب طويلة مع شعوب العالم المختلفة .
يوجد جانب ذات أهمية وخاصة للقادمين الجدد ، حيثوا أختاروا العيش بكندا بدلاً من المنافي لعدم وجود مسوغ قانوني يسمح لهم بالبقاء في هذه الدول التي لجؤوا منها . وبوصولهم الي كندا يواجهون بالمسكوت عنه ، وهو العلاقات العاطفية بين الشباب والشابات من مختلف الجنسيات والأعمار . المطلوب من أولياء الامور الأستعداد النفسي في حالة دخول أبنائهم أو بناتهم في علاقات عاطفية في فترة ما قبل الجامعة وفي مرحلة الدراسة الجامعية وحتي بعدها . هذه العلاقة قد تؤدي الي زواج وقد لا تؤدي . وأذا تم الزواج قد يكون من شخص غير مسلم أو مسلمة هذه الزيجات يجب علينا أن نقبلها ونتعايش معها وأن نفلح في أستثمارها بالتعرف علي بيئات ومجتمعات أخري وأن لا نتبني خطاً ضدها الشئ الذي قد يفقدنا أبناءنا وبناتنا الذين نريد لهم السعادة فيما يختارون وليس فيما نحن نختار. ونحمد الله ونكون من الشاكرين أذا أنتهت علاقة من يحبون بالزواج في هذا العالم المتغير. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). وكما قال الحكيم سقراط (لا تجبروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم) .
في إحدي الحلقات السابقة وعلي ما أظن الحلقة بعنوان (كريستين ) وكرستين هي زميلتنا في العمل ، مشهود لها بأحتفاظها بفواتير شراء الأغراض المنزلية في المكتب ومن حين لآخر تبوح لنا عن مشترواتها وأماكن المحلات التجارية التي تعرض بضاعتها بأسعار مخفضة وفي أي الأوقات وكيف كانت تدير المساومة مع البائع . مثلاً أن يتكفل بنقل الأغراض الكبيرة الي منزلها أو أن يمدد فترة تأمين البضاعة أو إقناع شركة السيارات بتخزين الاطارات الشتوية في جراج الشركة . وهنالك حالة نجحت فيها بالحصول علي ثلاجة تبريد مجانية حينما لم تصلها البضاعة في المواعيد المحددة بعد محاججات مضنية .
ذهبت قبل يومين مع زوجتي لشراء بعض مواد البناء من متجر كبير ودفعنا قيمة ترحيل المشتروات الي المنزل . وعدنا المحل بترحيل الطلبية الي المنزل بعد يومين . وبكل أسف لم تصل البضاعة في الموعد المحدد . ذهبت الي المحل في اليوم الثالث ووعدوا بأرسالها اليوم التالي ، ولكنها لم تصل . وبعد معاودة المحل وعدوا بوصولها غداً لخلل ما تم في جدولة ترحيل المواد . أقترحت زوجتي أن أذهب الي المحل واطلب منهم أن يرسلوا البضاعة علي أن لا ندفع قيمة الترحيل نسبة لتأخرها . وبوصولي للمحل تحدثت مع المدير بلغة هادئة وبدون أنفعال ووعدني بوصول المواد غداً الي منزلي . وبدأت الحديث عن تعويض بسبب التأخير فأقترح علي الفورأن أسترداد نصف قيمة البضاعة مع الترحيل المجاني . وقد أوفي بوعده .
تعلمتُ أن المخاطبة يجب أن تكون بهدوء وبدون أنفعالات وتشنج . في كندا حتي أذا كنت علي حق ولم تطرح مشكلتك بصورة هادئه قد تفقد جزء كبير من قضيتك .
وهذا درس مستفاد من العمل مع (كرستين) الكندية .
حامد بشري
23 مايو 2025
hamedbushra6@gmail.com