سواليف:
2025-05-15@19:00:25 GMT

ما بعد حرب غزة

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

ما بعد حرب غزة

سعيد ذياب سليم

يقف بلينكن أمام الكاميرات في تل أبيب يخاطب وسائل الإعلام المختلفة بطريقة سوبرمان الأمريكي واضعا قناع الحرب ليصب في كأس إسرائيل ترياق الثقة بالنفس بعد أن اندلق في عملية طوفان الأقصى.
هل جاء مراقبا ، ناصحا أم مشرفا على المعركة؟ بعد ذلك بقليل تنقض طائرات درون الإسرائيلية والتي تملأ سماء غزة على قافلة من سيارات الإسعاف تحمل جرحى باتجاه معبر رفح فتعيدها إلى مستشفى الشفاء ثم لتنقض مرة أخرى على بوابة المستشفى لتوقع مزيدا من الشهداء و الجرحى بين المدنيين في مشهد مروّع ترى وتسمع بين الصراخ و العويل بعض من يموت أمام الكاميرا و من يلقنه الشهادتين مشهد يجعل أعتى الرجال يجهشون بالبكاء من هول الصدمة.

لايزالون منذ عام ١٩٤٨يقتلون الأطفال و يبقرون بطون النساء الحوامل ويرتكبون كل وسائل الإجرام التي يندى لها جبين الإنسانية.
بدأ ذلك بمجازر ارتكبتها العصابات الصهيونية الهاجانة و الإرجون و شتيرن، قاموا بها في قرى دير ياسين و الطنطورة و غيرها يدفعون بها أصحاب الأرض إلى تركها في سياسة لازالت هي الوسيلة المستخدمة منذ النكبة مرورا بالنكسة و لن تنتهي بحرب غزة الأخيرة.
التهجير مسلسل مستمرة حلقاته لتفريغ الأرض من أهلها وتوطين شراذم يهود العالم مكانهم. في بداية الحرب كان الحديث عن تهجير سكان القطاع و دفعهم إلى سيناء وجاء “سانتا كلوز” إلى المنطقة قبل موسم الأعياد حاملا كيس نقوده لكنه لم ينجح في عقد صفقة مناسبة مع المصريين وبموقف الأردن الرافض للتهجير لم يعد أمام إسرائيل إلا أن يلقوا صواريخهم و قنابلهم فوق رؤوس المدنيين القاطنين في مخيمات القطاع يدفعون بهم إلى الجنوب كخطوة أولى لكنهم مازالوا صامدين رغم الحصار و سياسة التجويع وسياسة الإبادة و الترويع التي يمارسها جيش العدوان الإسرائيلي.

لن يجد سانتا أطفالا في غزة بعد اليوم و إن وجد فسيكون حقيرا إذا أهداهم كرات قدم وهم بلا أطراف.
لم تنته الحرب بعد ولم نُحِط بكافة النتائج إلا أن سيناريوهات عدة وضعت لغزة بعد الحرب و لا أقول بعد حماس.
من الواضح أن إسرائيل تسعى لأن يكون القطاع بلا حماس و بلا فلسطينييه فهي تقوم بإبادة جماعية في مجزرة ليس لها مثيل في التاريخ تنقض على المدارس و المستشفيات و دور العبادة وتسرق من الأم أطفالها و تفرض على العالم قانون القوة و الغطرسة وليس لديها خطة معلنة لما بعد.
و أما واشنطن فيعرض رجالها خطط مختلفة يتكهنون فيها ماذا سيحدث لو عُزلت حماس ، هل ستتولى إدارتها دول المنطقة بتعاون أمريكي و أوروبي، أم ستكون هناك قوات دولية لحفظ السلام، أم أن الأمم المتحدة ستقوم بإدارتها مؤقتا لتنتهي بسلطة فلسطينية ما؟ هذا و المعركة لم تُحسم بعد و المقاومة ضارية وقد تنتهي بوضع حماس شروطها بقوة رجالها المقاتلين كالأشباح فوق الأرض و تحت الأرض و في السماء يهدهدون كالطفل قذيفة العمل الفدائي قبل لصقها على آليات العدو من المسافة صفر و التي تسعى لإقامة دولة فلسطين و عاصمتها القدس.
في نفس الإطار ترشح أسماء مثل مروان البرغوثي الذي تسعى حماس لتحريره في صفقة الأسرى و تبييض السجون . فهل تسمح حماس لغيرها أن يجني ثمار المعركة التي قدم فيها شعب غزة أكثر من تسعة آلاف شهيد و أكثر من ثلاثين ألف جريح غير المفقودين و هدم أكثر من ثلث المباني في غزة والتهجير القسري، هل من أحد يجلس في الظل يحزم أوراق اعتماده للقيادة ؟ هذا و يجب أن لا ننسى أن ما يدور أمام أعين السلطة من مواجهات ضارية بين المواطنين و جيش العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية مدنها و مخيماتها هو امتداد لحرب غزة و أن ما يحدث في غزة سينعكس على الضفة وعلى سلطتها.
الصراع في أُوَجِه عسكريا و سياسيا و اجتماعيا والكل في سباق لفرض هدنة و ممرات للمساعدات الإنسانية و معالجة الأسرى في هذه الأثناء يتحدثون عن مستشفيات عائمة على ساحل غزة! فهل سيحمل البحر المقاتلين الفلسطينيين مرة أخرى ؟ سعيد ذياب سليم

مقالات ذات صلة التحالف الامريكي الاسرائيلي ضد العدالة الجنائية الدولية 2023/11/06

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

عشرات القتلى والجرحى في مناطق متفرقة بقطاع غزة

غزة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الصحة العالمية»: 71 ألف طفل مهددون بسوء التغذية في غزة مصر وتركيا تبحثان حشد الدعم الدولي لخطة إعادة إعمار غزة

أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة، أمس، مقتل 46 فلسطينياً وإصابة 73 آخرين بمختلف محافظات قطاع غزة، نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على القطاع. 
وقالت السلطات في بيان، إنه وصل إلى مستشفيات القطاع 46 قتيلاً، منهم 15 تم انتشالهم من تحت أنقاض المنازل المستهدفة، و73 مصاباً بسبب الغارات المستمرة على مختلف مناطق القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأشارت إلى أنه ما زال هناك ضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. 
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن ضربة جوية إسرائيلية على قطاع غزة أسفرت أمس عن مقتل صحفي فلسطيني، كان يتلقى العلاج في المستشفى بعد إصابته في غارة سابقة.
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه لا وقف للحرب على قطاع غزة، ولكن قد يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار لوقت محدد ثم يستأنف القتال حتى النهاية.
وأضاف نتنياهو «سنذهب باتجاه تحقيق النصر المطلق في قطاع غزة، وسندخل بكل قوة في الأيام المقبلة من أجل استكمال هزيمة حركة حماس». وفي هذا السياق، قال نتنياهو «قواتنا على أهبة الاستعداد، وإذا قررت (حماس) إعادة 10 مخطوفين سنتسلمهم ثم نستكمل العملية».
إلى ذلك، قال مبعوث الولايات المتحدة الخاص آدم بولر، أمس، إن هناك فرصة أفضل الآن لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة وعددهم 58، بعد أن أطلقت حركة حماس سراح الرهينة الأميركي الإسرائيلي إيدان ألكسندر أمس الأول.
وأدلى بولر بهذه التصريحات للصحفيين في تل أبيب، حيث اجتمع هو وستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، بعائلات الرهائن لمدة ساعتين تقريباً. ثم سافر كلاهما بعد ذلك إلى الدوحة للانضمام إلى المحادثات حول وقف إطلاق النار المحتمل في غزة.
وفشلت جولات متكررة من المحادثات للاتفاق على وقف إطلاق النار، مع رفض حركة حماس وإسرائيل التنازل عن مطالب أساسية.
وتصر إسرائيل على عودة جميع الرهائن المحتجزين في غزة وعددهم 58، ونزع سلاح «حماس» وتفكيك قدراتها العسكرية وقدراتها على حكم القطاع الفلسطيني كشرط لوقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • حماس لترامب: غزة عصيّة على البيع والمساومة
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب
  • هذه الحرب مختلفة عن كل الحروبات التي عرفها السودان والسودانيون
  • الرئيس أحمد الشرع: سوريا لكل السوريين بكل طوائفها وأعراقها ولكل من يعيش على هذه الأرض المباركة، التعايش هو إرثنا عبر التاريخ وإن الانقسامات التي مزقتنا كانت دائماً بفعل التدخلات الخارجية، واليوم نرفضها جميعاً.
  • الحرب التي أجهزت على السلام كله
  • نتنياهو يُهاجم ماكرون ويتهمه بالانحياز إلى حركة حماس
  • اعترافات من داخل الجيش الإسرائيلي: غزة على شفا مجاعة
  • عشرات القتلى والجرحى في مناطق متفرقة بقطاع غزة
  • حاسوب عملاق يكشف الموعد الدقيق لنهاية العالم التي حذر منها ماسك
  • ???? الجهة التي سيقع عليها الدور بعد السودان سوف تبدأ الحرب فيها بالمسيرات