الموقع بوست:
2025-06-10@16:56:17 GMT

نساء اليمن... ضحايا الحرب والعنف والمجتمع!

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

نساء اليمن... ضحايا الحرب والعنف والمجتمع!

دفعت النساء في اليمن ثمنًا باهظًا للحرب الدائرة في البلاد منذ نحو تسعة أعوام، فكنّ أكثر الفئات نزوحًا وتعرّضًا للعنف، والأكثر تحمّلًا للمسؤولية، وخسرن كثيرًا من المكاسب التي كانت قد تحققت لهن طوال العقود الأربعة الماضية.

 

إلى ما قبل اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء كانت مختلف القوى السياسية قد وافقت على تخصيص تمثيل نسائي في جميع مؤسسات الدولة بنسبة لا تقل عن 30%‎ طبقًا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وسجّلت المرأة اليمنية حضورًا فاعلًا خلال جلسات ذلك المؤتمر التي استمرّت نحو عام، لكنها الآن لا تتمثّل في الحكومة التي شكّلها الحوثيون ولا يعترف بها أحد، كما غاب تمثيلها في تشكيلة تلك المعترف بها دوليًا.

 

لم يقتصر الأمر على ذلك بل إنّ الحوثيين فرضوا جملة من القيود على تحركات المرأة اليمنية وسفرها وتعليمها أيضًا، فمنعوا النساء من التنقّل بين المحافظات إلا بوجود (محرم) وكذلك الأمر فيما يخصّ سفرها إلى الخارج، وشنّوا حملةً ضد التحاقهن بالعمل لدى المنظمات الإغاثية، أو دراسة اللغات الأجنبية، وصولًا إلى منعهن من الدراسة الجامعية في قاعات مختلطة مع الذكور... وهي خطوات لم تعرفها البلاد منذ نحو ستين عامًا.

 

ومع توقف سلطة الحوثيين عن صرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم منذ نهاية عام 2016 وحتى الآن، وما رافق ذلك من تدهور اقتصادي وتوقف معظم الأعمال، تحمّلت النساء مسؤولية إعالة الكثير من الأسر خاصة في الريف الذي يعيش فيه نحو 73‎%‎ من سكان البلاد، حيث تعمل في زراعة الأرض أو لدى الغير من أجل توفير متطلّبات أسرتها، وكذلك الحال بين سكان المدن حيث اضطرت الكثيرات إلى العمل في صنعاء، في مجال المعجّنات أو التطريز أو صناعة البخور أو الخدمة المنزلية.

 

ولا تقتصر معاناة النساء في اليمن على ذلك، بل إنّ النساء والأطفال يشكلون نحو 80‎%‎ من النازحين الذين يفوق عددهم أربعة ملايين شخص، وتُظهر بيانات أممية أنّ واحدة من كل ثلاث أسر نازحة تعولها نساء وتقل أعمار الفتيات اللاتي يقمن بإعالة 21% من هذه الأسر عن 18 عامًا، وبحسب هذه البيانات فإنّ 60 ألف امرأة فقدن أزواجهن، وبلغ عدد الأسر التي تعيلها نساء على مستوى البلاد 417 ألف أسرة.

 

إضافة إلى ذلك، زادت حالة انعدام عدم المساواة بين الجنسين واحتلت اليمن المرتبة (155)، أي ما قبل المرتبة الأخيرة، في المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين للعام 2021، في حين أنها كانت في المرتبة (115) في العام 2006. وتشير بيانات مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى أنّ نسبة الفقر بين الأسر التي تعيلها النساء على مستوى الريف تصل إلى 72%‎، في حين بلغت نسبة الفقر بين الأسر التي تعيلها النساء على مستوى الحضر 20.1%.

 

ويقول ريتشارد راجان مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في اليمن إنّ النساء، وخاصة اللائي يقمن بإعالة أسرهن، هنّ من أكثر المتضررين من أزمة اليمن، وإنّ تسع سنوات من الصراع أدت إلى تدمير اقتصاد البلاد وسبل عيشها، وتسبّبت في انتشار الجوع وسوء التغذية على نطاق واسع، وخلقت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

 

ويؤكد المسؤول الأممي أن حوالى 17 مليون يمني - أكثر من نصف السكان - يعانون حاليًا من انعدام الأمن الغذائي الحاد. والنساء على وجه الخصوص محرومات ويواجهن مستويات أعلى من البطالة وعدم المساواة في الدخل.

 

وإلى ذلك، فقد سُجّلت طوال سنوات الحرب زيادة كبيرة في العنف القائم على النوع الاجتماعي، وزادت ظاهرة زواج القاصرات حيث تسعى الأسر للتخفيف من التزاماتها من خلال الموافقة على زواج بناتها دون سن 18 عامًا، كما أنّ الأسر الفقيرة تفضّل إخراج الفتيات من المدارس والاكتفاء بإرسال الذكور لأنها غير قادرة على تحمّل نفقات الالتحاق بالتعليم.

 

وتجزم المحامية هدى الصراري بأنّ "ضعف التشريعات اليمنية ساهمت بزيادة وقائع العنف ضد النساء والفتيات، أكان عنفًا أسريًا أو مجتمعيًا أو وقائع جنائية بحتة"، وقالت: "لولا مناصرة الضحايا وتحويل الوقائع لقضايا رأي عام والضغط على أجهزة إنفاذ القانون لتسريع البت في تلك الجرائم والوقائع لكانت كيّفت بشكل خاطئ أو تنصّل الجاني من جريمته".

 

وتراهن الصراري على "الوعي العام والمجتمع المدني"، والأهم من ذلك كيفية تناول الإعلام لتلك الوقائع "باعتبارها جرائم جنائية مجرّدة وكأننا نعطي للجاني حجة لارتكابه جريمته"، مع التشديد في هذا المجال على أنّ "وقائع العنف ضد النساء والفتيات ظواهر لها امتداد يتعلّق بالقيم والعادات والموروث والتنشئة الأسرية ونظرة الرجل للمرأة دون اعتبارات إنسانية وحقوقية لها".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن نساء حقوق ضحايا الحرب المجتمع

إقرأ أيضاً:

بحرية الصين تؤكد تعلمها من الدروس التي تجرعها الأمريكان على يد اليمن في البحر الأحمر

يمانيون || تقرير:

أكدت البحرية الصينية تعلمها من دروس البحر الأحمر التي جرعتها القوات المسلحة اليمنية للعدو الأمريكي وبحريته.

ونشرت مجلة البحرية اليوم الرسمية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني مقالا بعنوان “دروس وأفكار من صراع السيطرة على البحر الأحمر” سلطت الضوء فيه على كيفية استخدام القوات المسلحة اليمنية للطائرات المُسيّرة والصواريخ المضادة للسفن لمُنافسة السيطرة البحرية.

ووفقًا للمؤلفين، فإن “السفن السطحية ذات تأثير هجومي ودفاعي ضعيف، وبالتالي تبدو ضعيفة”.

وبحسب المجلة فإن نقاط الضعف في السفن السطحية تكمن في الاتي: يمكن تتبع السفن السطحية بسهولة في المحيط آنيًا.ويُميزها مقطعها الراداري الكبير.

كما انه يصعب الدفاع عن السفن السطحية ضد الأسلحة الجديدة التي تكون رخيصة جدًا مقارنةً بتكلفة سفينة حربية.

كما إن القدرات الدفاعية للسفن التي تعمل بشكل مستقل محدودة. اذ إن الحفاظ على حالة التأهب العالية لفترة طويلة من الزمن قد يؤدي إلى الشعور بالرضا عن الذات.

وتقدم المجلة توصيات للبحرية الصينية كالتالي:

إن دمج الأنظمة الذكية المستقلة يمكن أن يساعد في التخفيف من تحديات العامل البشري المرتبطة بالحفاظ على حالة مستمرة من التأهب العالي الكثافة.

ينبغي أن يُراعي بناء السفن الحربية المستقبلية التهديدات التي تُشكلها أنظمة الأسلحة المتنوعة والرخيصة والمرنة.

ينبغي على البحرية الصينية تحديث سفنها بأنظمة تشويش الطائرات بدون طيار، بحيث يُمكن استخدام “قنابل تشويش” للتشويش على أجهزة الاستشعار البصرية والأشعة تحت الحمراء للطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى استخدام أشعة الليزر لتدمير مكوناتها.

دمج السفن السطحية والمعدات غير المأهولة معًا لتحسين القدرات الدفاعية، الأمر الذي يفتح “فصلًا جديدًا في استخدامها في العمليات البحرية”. تُعتبر قدرة السفن السطحية على الحركة إحدى نقاط القوة الرئيسية.

“يجب على السفن السطحية استخدام مناورات واسعة النطاق لتجنب الوقوع في موقع المدافع.”

وتخلص المجلة إلى أن استخدام المناورات بعيدة المدى إلى جانب الإنذار المبكر الدقيق أمر قابل للتطبيق بشكل خاص في تنفيذ عمليات الحصار (التي من المفترض أنها موجهة إلى تايوان).

دورس اليمن في البحر اليمن تصل الصين

مقالات مشابهة

  • الفائزون باليانصيب في اليمن أول ضحايا الحظر الأمريكي الأخير.. هذا ما حدث في السفارة الامريكية بجيبوتي
  • تصاعد تجنيد النساء بالجيش الإسرائيلي لتعويض النقص القتالي في غزة
  • التربية تُصدر بيانا بشأن ضحايا التعليم في فلسطين منذ بدء الحرب
  • زيادة النساء في جيش الاحتلال تعزيز للقدرات أم حاجة طارئة؟
  • السيستاني يستقبل جرحى لبنانيين من ضحايا الحرب وتفجيرات البيجر (شاهد)
  • بن حبتور: التحديات التي تواجه اليمن جعلت اليمنيين يقفون خلف قائد الثورة
  • بحرية الصين تؤكد تعلمها من الدروس التي تجرعها الأمريكان على يد اليمن في البحر الأحمر
  • النساء على الخطوط الأمامية.. كيف قلبت الحرب الأخيرة موازين القوى في الجيش الإسرائيلي؟
  • من تحت القصف إلى قلب الحقل.. هكذا أنقذت نساء الجنوب الأرض من الموت
  • "العيد الكبير" في اليمن... محاولة فرح رغم الأوجاع