أبوظبي-وام

تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية.. انطلقت الثلاثاء، فعاليات اليوم الأول للمؤتمر العالمي الثاني، الذي ينظمه مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي في العاصمة أبوظبي، بعنوان «نحو الاستيعاب الشرعي للمستجدات العلمية - المنهجية الحضارية والتطبيقات الواقعية وأخلاقيات الاستدامة»، ويستمر لمدة يومين.

ويشارك في المؤتمر، الذي ترأسه العلامة الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أكثر من 160 شخصية علمية وفكرية يمثلون أكثر من 50 دولة، بالإضافة إلى 71 جهة إفتائية حول العالم، حيث يوفر المؤتمر منصة لتبادل الخبرات والتجارب بين المؤسسات الإفتائية في مناهج التعامل مع المستجدات العلمية، وإيجاد بيئة داعمة لإنشاء مختبرات بحثية وعملية بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات التعليمية والأكاديميات المختلفة.

وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، أن هذا المؤتمر المهم الذي يضم نخبة متميزة من علماء الدين ورجالات الفكر والعلم والخبرة، يأتي منسجماً مع ما تمثله دولة الإمارات من رغبة أكيدة وحرص كبير على دعم كافة المبادرات البناءة، وذلك انعكاساً أميناً وتلبية صادقة لكل ما يدعو إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، من التمسك بتعاليم الإسلام السمحة والتمكين لقيمه السامية والترسيخ لمبادئه العليا، بل وكذلك الحرص الكبير على دور الشريعة ومكانتها المحورية في النظام العام للمجتمع، الذي يستهدف بالدرجة الأولى تحقيق مصالح الفرد والمجتمع، في إطار أمن وسلامة الوطن والمواطن، وتعميق دور المسلمين في مسيرة التطور الإنساني.

وقال: «إنكم حين تتحدثون عن الاستيعاب الشرعي للمستجدات العلمية فإنما تؤكدون بكل قوة على ضرورة أن تكون الفتاوى والتشريعات دائماً عوامل مهمة للتنمية والعمران وتقدم الإنسان».

وأضاف: «اهتمامكم بالمناقشة المستفيضة، للقضايا المتصلة بالفضاء والمناخ والطب والذكاء الاصطناعي، وغير ذلك من ظواهر هذا العصر، إنما يؤكد أهمية إيجاد مرجعية دينية للتعامل الواثق مع كافة هذه القضايا والأمور، وتحتفي بالعقل والتفكير والمناقشة وتحقق النفع والفائدة وتوفر السلامة والحماية وتحافظ على النظام العام في المجتمعات».

من جانبه، قال العلامة عبدالله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، إن هذا المؤتمر هو الوتيرة السريعة والمطردة للابتكارات والمستجدات العلمية في مختلف المجالات، وتعدّد الاستخدامات ذات الصلة بحياة الناس وما يترتب على ذلك من حاجة الإنسان فرداً أو مجتمعاً إلى معرفة الحكم الشرعي الأخلاقي للتعامل مع هذه الوسائل والمخترعات وفق منهج فقهي أقرب للانضباط، كما يأتي هذا المؤتمر من استشعار الحاجة إلى استجلاء المنهجية الأصولية الملائمة، والتذكير بقواعدها ومقاصدها وليسهم في بناء منهجية شرعية منضبطة للتعامل مع المستجدات العلمية من المقاصد ومنظومة المصالح والمفاسد التي هي جسر العبور ودرب المرور بين الواقع المتبدّل والنّص المعلّل.

وأضاف أنّ هذا المؤتمر يجمع المختصين الشرعيين بنظرائهم من المختصين في علوم الواقع في تلاقح للفُهوم وتلاقٍ للعلوم محاولةً لإسناد الرأي الشرعي بتصور أفضل وفهم أدق للمسائل المستجدة ولمشاركة علماء الطبيعة استفسارات علماء الشريعة ليمكن الوصول من خلال ذلك كله إلى حكم شرعي أقرب لروح الشريعة وأوفق لأحوال النّاس.

وتحدث الدكتور شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم حول الدور الذي يلعبه المؤتمر في رسم خارطة طريق لمواجهة التحديات التي تواجهها دور الإفتاء واتساع دوائر النظر الشرعي وآفاقه وتنوع مصادر التشريع وأصوله وفتح باب الاجتهاد، مشيرا إلى أن طبيعة المستجدات ترفع سقف التوقعات من علماء المسلمين وهو ما يُرجى أن يحققه هذا المؤتمر.

من جانبها، أكدت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان الرئيس التنفيذي للمُسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي، في كلمتها أن التأقلم مع مستقبل جديد مستدام أصبح ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى ومع اقتراب انعقاد مؤتمر «cop28»، والذي يفصلنا عنه أقل من شهر واحد تصدرت أزمة المناخ قائمة أولوياتنا، ومع ذلك علينا أن نفكر فيما هو أبعد من الشهر المقبل بل علينا اعتماد رؤية تستشرف المستقبل مع الأخذ بالاعتبار التأقلم اللازم لاستدامة مجتمعاتنا على مدى عقود مقبلة.

وأضافت أن معالجة أزمة المناخ لا يستلزم الاعتماد على حلٍ واحدٍ فقط بل يحتاج تنفيذ مجموعة من الحلولَ لإحداث التحولات اللازمة بأساليبٍ جديدةٍ ومبتكرة ولتسريع التغير حيث من الضروري أن يتم توثيق روابط التعاون المستمر عالمياً بين الأفراد والحكومات والشركات وشركاء المجتمع في كل مكان، مشيرة إلى أن التغيير الاجتماعي يتطلب تنفيذ خطواتٍ جريئة مليئةٍ بالتحديات وقد يستغرق الأمر وقتاً لتبني سلوكياتٍ جديدة، لكن الجوهرَ الحقيقي يظهر في أسلوب وحدتنا كمجتمعٍ عالمي، بحيث يربُطنا إحساسُ المسؤولية والمصير المشترك وتعتبر قدرتُنا على إحداث التغيير أقوى مواردِنا.

وقال الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزيد نائب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، أمين المجمع الفقهي الإسلامي.. «إن ديننا الإسلامي الحنيف يتضمن عوامل البقاء والاستمرار وهو قابل لاستيعاب التطورات والحضارات إذ يتضمن النصوص المرنة والقواعد الجامعة والكليات العامة فضلاً عن كون مبنى أحكام الشريعة يقوم على التيسير والسهولة وقد روعي في تشريعها تحقيق مصالح المكلفين لذا فإن على المجامع الفقهية ودور ومؤسسات الإفتاء أن تستعيد دورها الحضاري وتستوعب المتغيرات والتطورات».

وعرض الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، فيلماً للجهود الإنسانية التي تبذلها دولة الإمارات في العديد من دول العالم والتي تمثل جزءاً من رسالتها الإنسانية التي رسخها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، منذ تأسيس الدولة وحتى يومنا الحاضر وتتابع قيادتنا الرشيدة على هذه الخطى.

وألقى الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر كلمة في الجلسة الافتتاحية، أكد فيها أن الشريعة بأحكامها الثرية قادرة على التعامل مع المستجدات في كل المجالات فطبيعة الشريعة المرونة والاستجابة السريعة لها، ويجب على علماء الشريعة الاتصاف بهذه السمات ومن الضروري اليوم القيام بالواجب العلمي والمجتمعي اتجاه المستجدات لضبط حركة الحياة، نظراً لأنه لا يمكن اختزال المستجدات العلمية في التكنولوجيا والمخترعات بل تمتد للمجتمع والفكر.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي مجلس الإمارات للإفتاء الشرعی المستجدات العلمیة هذا المؤتمر آل نهیان

إقرأ أيضاً:

انطلاق مؤتمر وحدة العناية المركزة في قصر العيني (صور)

شهد الدكتور حسام صلاح مراد، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة القاهرة، انطلاق مؤتمر وحدة العناية المركزة 2025. 

قصر العيني يعتزم تصنيع أول جهاز إيكمو مصري رئيس جامعة القاهرة يكشف آخر التطورات في مستشفى قصر العيني عميد قصر العيني: نسعى لبناء شبكة شراكات دولية رائدة

وشارك في المؤتمر رفيع المستوى من قيادات كلية طب قصر العيني ومستشفيات جامعة القاهرة، وأساتذة طب الحالات الحرجة ووحدة ECMO والكوادر المتخصصة في رعاية الحالات الدقيقة. 

حضر فعاليات المؤتمر والدكتور طارق الجوهري رئيس قسم الحالات الحرجة، والدكتور أكرم عبدالباري رئيس المؤتمر ومدير وحدة ECMO بالقصر العيني، والدكتورة مروة مشعل نائب المدير التنفيذي للشؤون العلاجية، والدكتورة عالية، والدكتور أحمد بطاح رئيس وحدة الحالات الحرجة، والدكتور أحمد ماهر مدير مستشفى الطوارئ، إلى جانب الدكتور هدى الفدري رئيس شعبه الاكمو في افريقيا وجنوب غرب اسيا واساتذها من دوله الكويت الشقيقه والبلدان العربيه.

أعلن الدكتور حسام صلاح مراد عميد كلية طب قصر العيني، أن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاقة وطنية مهمة تتمثل في دعوة رسمية إلى تصنيع جهاز إيكمو مصري بالكامل، في إطار جهود تطوير الطب الحرج وتطويع البحث العلمي لخدمة الصناعة. 

وأوضح أن تصنيع الجهاز يكون من خلال التعاون بين وحدة ECMO في قصر العيني برئاسة الدكتور أكرم عبدالباري، وبين الشركات الوطنية المتخصصة في الصناعات الطبية، بما يتماشى مع رؤية الدولة في تعزيز التصنيع المحلي وتوطين التكنولوجيا الحيوية المعقدة.

دور قصر العيني في تطوير منظومة الحالات الحرجة

وأكد الدكتور حسام صلاح مراد أن قصر العيني يواصل دوره الريادي في تطوير منظومة الحالات الحرجة في مصر، مستندًا إلى إرث علمي وإنساني وضع أسسه الرواد، وفي مقدمتهم الدكتور شريف مختار، الذي أثنى عليه سيادته تقديرًا لدوره الذي أسس به مفهوم طب الحالات الحرجة في مصر، ثم نشره في المستشفيات المصرية كافة. 

وأشار إلى الجهود المخلصة التي قدمها الدكتور حسام موافي، مؤكدًا أن ما وصل إليه هذا التخصص اليوم يعود لجيل من الأساتذة الذين جمعوا بين العلم والأخلاق والرسالة.

ونوه الدكتور طارق الجوهري رئيس قسم الحالات الحرجة، بأن قسم الحالات الحرجة بقصر العيني أصبح نموذجًا متفردًا في تقديم الرعاية المتقدمة، مشيرًا إلى أن الارتقاء بالممارسات الإكلينيكية وتوفير أحدث بروتوكولات العلاج يمثلان محورًا أساسيًا في خدمة المرضى. 

وأشاد بالجهود المشتركة بين وحدات الرعاية المختلفة داخل قصر العيني، والتي تضمن أعلى درجات التكامل في التعامل مع الحالات الدقيقة.

وذكر الدكتور أكرم عبدالباري رئيس المؤتمر ومدير وحدة ECMO أن المؤتمر يعكس التقدم المستمر في تقنيات دعم الحياة داخل قصر العيني، مشيرًا إلى أن وحدة ECMO حققت نتائج متميزة في إنقاذ المرضى أصحاب الحالات الحرجة، بفضل فريق متخصص يمتلك خبرات سريرية واسعة. وأوضح أن التدريب المستمر والتطوير العلمي يمثلان حجر الأساس في الارتقاء بمنظومة دعم الحياة.

وأشادت الدكتورة عالية عبد الفتاح بما وصلت إليه منظومة الحالات الحرجة في قصر العيني من تقدم واضح، مؤكدة أن التعاون بين الفرق الطبية وتوفير بيئة تعليمية حديثة يسهمان في تعزيز قدرة المستشفى على التعامل مع الحالات عالية الخطورة. 

وأكدت أن ما يشهده قصر العيني اليوم من آليات متطورة في تقديم الخدمة يعكس رؤية واضحة نحو تحسين نتائج المرضى وجودة الرعاية.

وفي ختام المؤتمر، شدد الدكتور أكرم عبدالباري على أهمية تبادل الخبرات العلمية وتطوير قدرات الأطباء الشباب، مؤكدًا أن استمرار التعليم الطبي المتقدم هو الضمان الحقيقي لمواكبة التطور المتسارع في تخصصات دعم الحياة والحالات الحرجة.

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات المؤتمر الأول لطب الأطفال بمستشفيات قنا الجامعية
  • عميد كلية أصول الدين بجامعة مركز يشارك في مؤتمر مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي
  • انطلاق فعاليات النسخة السابعة لمؤتمر سلاسل الإمداد بالرياض غداً
  • انطلاق مؤتمر وحدة العناية المركزة في قصر العيني (صور)
  • نهيان بن مبارك يشهد العرس الجماعي الثاني لـ«خليفة الإنسانية» في الشارقة
  • نهيان بن مبارك يحضر أفراح العامري والمزروعي في العين
  • «آي كابيتال» تفتتح مقرها الإقليمي في «أبوظبي العالمي»
  • نيابةً عن رئيس الدولة.. نهيان بن مبارك يرأس وفد الإمارات في مؤتمر ومنتدى السلام والثقة 2025 بتركمانستان
  • اليوم.. انطلاق «مهرجان الصحة» في أبوظبي
  • جامعة أبوظبي تختتم «المؤتمر الدولي لمستقبل أكثر استدامة»