سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على تقرير "الوكالة الدولية للطاقة" الذى صدر بعنوان "آفاق الطاقة العالمية لعام 2023"، والذي أوضح أن صناعة الغاز الطبيعي - والتي تمثل أحد مجالات أسواق الطاقة العالمية التي تضررت بشدة بشكل خاص من جراء أزمة الطاقة العالمية. 

من المتوقع أن تشهد تراجعًا في الضغوط التي تتعرض لها في غضون عامين رغم المخاطر، حيث أن الزيادة غير المسبوقة في مشاريع الغاز الطبيعي المسال الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من عام 2025 من شأنها أن تضيف أكثر من 250 مليار متر مكعب سنويًا من الطاقة الجديدة بحلول عام 2030، أي ما يعادل حوالي 45٪ من إجمالي المعروض العالمي من الغاز الطبيعي المسال اليوم.

كما توقع التقرير أن تؤدي التحولات الكبرى الجارية اليوم إلى نظام طاقة عالمي مختلف إلى حد كبير بحلول نهاية هذا العقد، وفقًا لتوقعات الطاقة العالمية الجديدة لعام 2023. مشيرا إلى أن الارتفاع الهائل في تقنيات الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والسيارات الكهربائية والمضخات الحرارية سيعيد تشكيل كيفية تشغيل كل شيء بدءًا من المصانع والمركبات، وحتى الأجهزة المنزلية وأنظمة التدفئة.

وذكر التقرير أنه في نهاية هذا العقد، سوف تلعب التقنيات النظيفة دورًا أكبر بكثير مما تلعبه اليوم. ويشمل ذلك ما يقرب من 10 أضعاف عدد السيارات الكهربائية الموجودة على الطريق في جميع أنحاء العالم؛ وتولد الطاقة الشمسية الكهروضوئية كميات من الكهرباء أكبر مما يفعله نظام الطاقة الأمريكي بأكمله حاليًا؛ وتقترب حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء العالمي من 50%، مقارنة بحوالي 30% اليوم؛ وتتجاوز مبيعات المضخات الحرارية وأنظمة التدفئة الكهربائية الأخرى غلايات الوقود الأحفوري على مستوى العالم؛ وثلاثة أضعاف الاستثمار في مشاريع طاقة الرياح البحرية الجديدة مقارنة بمحطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم والغاز.

وعلى هذا السياق، تستند كل هذه الزيادات فقط إلى إعدادات السياسات الحالية للحكومات في جميع أنحاء العالم. وإذا وفت البلدان بتعهداتها الوطنية في مجال الطاقة والمناخ في الوقت المحدد وبالكامل، فإن التقدم في مجال الطاقة النظيفة سوف يتحرك بشكل أسرع. ومع ذلك، ستظل هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير أقوى للإبقاء على هدف الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية.

وأشار التقرير إلى أن الجمع بين الزخم المتزايد وراء تكنولوجيات الطاقة النظيفة والتحولات الاقتصادية الهيكلية في جميع أنحاء العالم له آثار كبيرة على الوقود الأحفوري، مع ظهور ذروة الطلب العالمي على الفحم والنفط والغاز الطبيعي في هذا العقد، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا في سيناريو آفاق الاقتصاد العالمي بناءً على إعدادات السياسة الحالية. وفي هذا السيناريو، تنخفض حصة الوقود الأحفوري في إمدادات الطاقة العالمية، والتي ظلت عالقة لعقود من الزمن عند مستوى 80% تقريبًا، إلى 73% بحلول عام 2030، مع بلوغ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية المرتبطة بالطاقة ذروتها بحلول عام 2025.

وأضاف التقرير أنه يتعين على الحكومات والشركات والمستثمرين أن يدعموا التحولات في مجال الطاقة النظيفة بدلًا من عرقلتها، حيث هناك فوائد هائلة معروضة، بما في ذلك الفرص الصناعية والوظائف الجديدة، وزيادة أمن الطاقة، والهواء النظيف، والوصول الشامل إلى الطاقة، ومناخ أكثر أمانًا للجميع. ومع الأخذ في الاعتبار الضغوط والتقلبات المستمرة في أسواق الطاقة التقليدية اليوم، فإن الادعاءات بأن النفط والغاز يمثلان خيارات آمنة أو آمنة لمستقبل الطاقة والمناخ في العالم تبدو أضعف من أي وقت مضى.

وفي ظل الظروف الحالية، من المتوقع أن يظل الطلب على الوقود الأحفوري مرتفعًا للغاية بحيث لا يتمكن من تحقيق هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية. وهذا لا يهدد بتفاقم التأثيرات المناخية بعد عام من الحرارة غير المسبوقة فحسب، بل يهدد أيضًا بتقويض أمن نظام الطاقة، الذي تم بناؤه من أجل عالم أكثر برودة مع أحداث مناخية أقل تطرف.

ويقترح التقرير استراتيجية عالمية لوضع العالم على المسار الصحيح بحلول عام 2030، وتكون من خمس ركائز أساسية، يمكن أن توفر أيضًا الأساس لنجاح مؤتمر المناخ (COP28)، وقد استعرض التقرير الركائز الخمسة وهي:

- مضاعفة القدرة العالمية من الطاقة المتجددة ثلاث مرات.
- مضاعفة معدل التحسينات في كفاءة استخدام الطاقة.
- خفض انبعاثات غاز الميثان الناتجة عن عمليات الوقود الأحفوري بنسبة 75%.
- توفير آليات تمويل مبتكرة على نطاق واسع لزيادة استثمارات الطاقة النظيفة إلى ثلاثة أضعاف في الاقتصادات الناشئة والنامية.
- اتخاذ التدابير اللازمة لضمان التخفيض المنظم في استخدام الوقود الأحفوري، بما في ذلك إنهاء الموافقات الجديدة لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم.

وأكد التقرير أن كل بلد تحتاج إلى إيجاد المسار الخاص به، لكن التعاون الدولي أمر بالغ الأهمية لتسريع التحولات في مجال الطاقة النظيفة، وعلى وجه الخصوص فإن سرعة انخفاض الانبعاثات ستتوقف إلى حد كبير على مدى القدرة على تمويل الحلول المستدامة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة من الاقتصادات العالمية سريعة النمو، وهذا كله يشير إلى الأهمية الحيوية لمضاعفة التعاون، وليس التراجع عنه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الطاقة العالمیة الوقود الأحفوری الطاقة النظیفة فی مجال الطاقة التقریر أن بحلول عام

إقرأ أيضاً:

محطة طاقة الرياح بالسويس يحصد جائزتين إقليميتين لأفضل صفقة في البنية التحتية وأفضل صفقة طاقة

أعلنت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، حصول مشروع محطة طاقة الرياح بالسويس بقدرة 1.1 جيجاوات، والذي ينفذه تحالف من القطاع الخاص المحلي والأجنبي، ضمن محور الطاقة بالمنصة الوطنية لبرنامج «نُوفّي»، على جائزتين دوليتين.

وحصل المشروع على جائزة أفضل صفقة في العام في مجال البنية التحتية، وذلك من مجلة African Banker، حيث ساهم في تمويل المشروع تحالف من مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية، وهم البنك الأفريقي للتنمية، وصندوق أوبك للتنمية الدولية، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ومؤسسة الاستثمار البريطانية BII، ومؤسسة DEG التابعة لبنك التعمير الألماني، الشركة العربية للاستثمارات البترولية APICORP.

في ذات السياق، حصل المشروع على جائزة أفضل صفقة طاقة في مصر وأفريقيا من «إيميا فاينانس»، وذلك في إطار المنصة التي أطلقتها شركة حسن علام للمرافق، بالتعاون مع شركة ميريديام الفرنسية، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، لتوفير 300 مليون دولار لتمويل المشروع.

ومن جانبها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن المنصة الوطنية لبرنامج «نُوفّي»، خاصة على صعيد محور الطاقة أصبحت نموذجًا للشراكة بين مؤسسات التمويل الدولية، والقطاع الخاص المحلي والأجنبي، من أجل توفير التمويلات والاستثمارات اللازمة لدعم جهود مصر في مجال الطاقة المتجددة، منذ أجل تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للطاقة المستدامة، والمساهمات المحددة وطنيًا.

وأوضحت «المشاط»، أن الإصلاحات الهيكلية والتنظيمية التي نفذتها الحكومة منذ عام 2014، فتحت المجال للقطاع الخاص للدخول بشكل كبير في مجال الطاقة المتجددة، وهو ما ساهم في تحفيز مؤسسات التمويل الدولية على ضخ الاستثمارات والتمويلات الميسرة في تلك المشروعات، لافتة إلى أن مصر تسعى إلى تنفيذ رؤيتها من أجل الوصول إلى استحواذ الطاقة المتجددة على 42% من الطاقة المولدة بحلول عام 2030.

وأضافت «المشاط»، أن محور الطاقة ببرنامج «نُوفي» حقق نتائج ملموسة منذ إطلاق البرنامج في نوفمبر 2022 بمؤتمر المناخ COP27، حيث تم توقيع اتفاقيات تدشين مشروعات طاقة متجددة بقدرة 4.2 جيجاوات مع شركات القطاع الخاص، كما تم حشد تمويلات ميسرة لتلك المشروعات بنحو 4 مليارات دولار، موضحة أن الجهود مستمرة بالتنسيق مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية من أجل تحقيق مستهدف محور الطاقة بالبرنامج وهو إضافة 10 جيجاوات من قدرات الطاقة المتجددة، باستثمارات نحو 10 مليارات دولار، والتخلص التدريجي من 5 جيجاوات من توليد الطاقة بالوقود الأحفوري بحلول عام 2028، مع تعزيز وتطوير البنية التحتية للشبكة، ودعم استثمارات الشبكة القومية، وذلك بهدف دعم الاستراتيجية الوطنية.

ويعد مشروع الرياح بالسويس، هو الأكبر من نوعه في مصر، وأحد أكبر المشروعات في قارة أفريقيا، ومن المتوقع أن يولّد 4111 جيجاوات ساعة سنويًا، ويوفر طاقة نظيفة وموثوقة وبأسعار معقولة لأكثر من مليون أسرة. وسيعمل على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية بنحو 1.71 مليون طن، مما يساهم بشكل كبير في التزامات مصر المناخية بموجب اتفاقية باريس للمناخ.

مقالات مشابهة

  • صرف بالإسكندرية: بحث مقترح لتحويل الحمأة إلى مصدر للطاقة النظيفة ضمن رؤية الدولة 2030
  • الصرف الصحي بالإسكندرية تدرس مقترح تحويل الحمأة إلى طاقة نظيفة دعمًا لرؤية مصر 2030
  • رئيس الوزراء يتسلم نسخة من التقرير السنوي لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد لسنة 2024
  • انطلاق القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي بإسطنبول.. و3 عواصم خليجية تقود المنطقة عالميًا
  • “تصديري الصناعات الغذائية”: الطباعة الرقمية والاتجاهات المستدامة تقود الثورة الجديدة
  • المملكة تُسجّل سبقًا عالميًا.. تفعيل الدرونز والطائرات العمودية في الإمداد الطبي للحشود الكبرى
  • مشروع محطة طاقة الرياح بالسويس يحصد جائزتين إقليميتين.. تفاصيل
  • محطة طاقة الرياح بالسويس يحصد جائزتين إقليميتين لأفضل صفقة في البنية التحتية وأفضل صفقة طاقة
  • استثمارات الصين الخارجية بالطاقة المتجددة تتجاوز الوقود الأحفوري
  • وزير الكهرباء يتوجه إلى فرنسا لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة النظيفة ومشروعات الضخ والتخزين