خطة صينية لبناء منشأة عسكرية في عُمان.. وأمريكا تراقب
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
تسعى الصين إلى بناء منشأة عسكرية في سلطنة عمان، وذلك في إطار مساعيها لتعميق العلاقات الدفاعية والدبلوماسية مع الشرق الأوسط.
ونقلت وكالة "بلومبرج"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، نقلا عن أشخاص مطلعين على الأمر، أنه تم إطلاع الرئيس الأمريكي جو بايدن، على الخطة الصينية، التي تم مناقشتها مع عمان، الشهر الماضي.
ووفق التقرير، فإن المسؤولين العمانيين أعربوا خلال مناقشات مع نظرائهم العسكريين الصينيين، عن استعدادهم للموافقة على هذه الصفقة.
وقال الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، إن الجانبين اتفقا على إجراء مزيد من المحادثات في الأسابيع المقبلة، لكن لم يُعرف حتى الآن الموقع الدقيق للقاعدة المحتملة أو ما ستضمه.
ولم تستجب وزارة الخارجية الصينية لطلب التعليق، ولم يستجب البيت الأبيض لعدة طلبات للتعليق، كما لم تستجب سفارة عُمان في الولايات المتحدة لطلب التعليق.
اقرأ أيضاً
عمان ترحب بالاستثمارات الروسية والصينية على أراضيها
وفيما يتعلق بدلالة إنشاء مثل هذه القاعدة، أوضحت "بلومبرج"، أن وجود قاعدة صينية في عمان من شأنه أن يكمل المنشأة العسكرية الخارجية الأخرى لبكين، والتي تشير إليها باعتبارها "مركزا لوجستيا" في دولة جيبوتي الواقعة في شرق أفريقيا.
لكن "البنتاجون" يقول منذ سنوات، حسب الوكالة، إن الصين تريد بناء مزيد من المرافق اللوجستية العسكرية الخارجية في المنطقة بما في ذلك الإمارات ودول أخرى في آسيا مثل تايلاند وإندونيسيا وباكستان.
يُنظر أحيانًا إلى عُمان على أنها سويسرا الشرق الأوسط نظرًا لاتباعها سياسة الحياد والتوسط بانتظام، بما في ذلك بين الولايات المتحدة وإيران.
كما سعت إلى الموازنة بين الحفاظ على شراكتها مع الولايات المتحدة وتعميق علاقاتها مع الصين، التي تستورد الجزء الأكبر من إنتاجها النفطي.
واستثمرت الصين في المرحلة الأولى من المنطقة الاقتصادية الخاصة لعُمان في الدقم، التي ستكون موقع أكبر منشأة لتخزين النفط في الشرق الأوسط.
فيما ترى الوكالة أن وجود قاعدة في عمان سيكون بمثابة تحد للولايات المتحدة، التي تشرف قيادتها المركزية على القوات المتمركزة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك الكويت والبحرين وقطر والسعودية والإمارات وعمان.
اقرأ أيضاً
مناورات صينية روسية إيرانية بخليج عمان.. ماذا تعني؟
وتأتي أهمية عمان تحديدا، بحسب الوكالة، من وقوعها بالقرب من مضيق هرمز، أحد أهم الممرات الملاحية للنفط والغاز الطبيعي المسال، ويصبح المضيق نقطة محورية كلما اندلعت التوترات مع إيران.
وفقًا لبيانات المشروع الأمني الأمريكي، كانت عُمان أول دولة في الخليج العربي تتشارك عسكريًا مع الولايات المتحدة، بتوقيع اتفاقية وصول في عام 1980.
وتحاول الصين تعميق العلاقات مع دول الشرق الأوسط والانخراط في قضاياه وآخرها حرب إسرائيل على غزة.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن المبعوث الصيني الخاص لقضايا الشرق الأوسط تشاي جيون، التقى بالسفير الأمريكي لدى الصين نيكولاس بيرنز، الثلاثاء، وتبادلا وجهات النظر بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وموضوعات أخرى.
وقالت وزارة الخارجية الصينية، إن الصين ستبذل قصارى جهدها لتحقيق السلام في الأراضي الفلسطينية خلال رئاستها لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وذلك في وقت تتزايد فيه التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
وتولت الصين الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي.
اقرأ أيضاً
كيف أمّنت الصين موطئ قدم لها في سلطنة عمان؟
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون، قال إن الصراع في الشرق الأوسط يتصدر جدول أعمال مجلس الأمن، في نوفمبر/تشرين الثاني.
وأفادت صحيفة "تشاينا ديلي"، بأن تشانغ قال: "من الضروري التشجيع على وقف إطلاق النار ووقف القتال ومنع وقوع مزيد من الخسائر بين المدنيين ومنع حدوث كارثة إنسانية أوسع نطاقا والحيلولة دون اتساع نطاق الصراع".
وأنهى المبعوث الصيني الخاص إلى الشرق الأوسط، تشاي جيون، للتو جولة في المنطقة.
وأرجع تشاي، الذي اجتمع مع قادة عدة دول بشأن الأزمة، سبب الصراع بين إسرائيل وغزة إلى عدم وجود ضمانات لحقوق الفلسطينيين.
يشار إلى أن القلق إزاء تزايد نفوذ الصين في الشرق الأوسط، ساعد في دفع الجهود الأمريكية للحفاظ على حلفائها التاريخيين في جانبها، والخطط لأنشاء ممر تجاري بين الهند وأوروبا عبر الشرق الأوسط، المعلنة في قمة مجموعة العشرين، هي جزء من ذلك الجهد الأوسع لخلق بدائل للصين.
اقرأ أيضاً
الصين ترسل أسطولا عسكريا إلى خليج عمان
المصدر | بلومبرج - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: سلطنة عمان عمان قاعدة عسكرية الصين أمريكا الولایات المتحدة الشرق الأوسط اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
خارج أجواء التوتر التجاري.. وزراء خارجية الصين وأمريكا يتفقون على طريق التفاهم
اتفقت الصين والولايات المتحدة على تعزيز التفاعل والحوار على جميع المستويات، واستكشاف سبل توسيع التعاون وإدارة الخلافات بين البلدين، وذلك خلال اجتماع عقد اليوم الجمعة 11 يوليو 2025 بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، على هامش فعاليات رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وصف البيان المشترك الصادر عن وزارة الخارجية الصينية اللقاء بأنه كان “إيجابياً وعملياً واتسم بالطابع البناء”.
وأكد الجانبان على تعزيز القنوات الدبلوماسية والتفاعل والحوار في جميع المجالات، مشددين على ضرورة إعطاء الدور الكامل للدوائر الدبلوماسية في تعزيز العلاقات الثنائية، مع البحث عن سبل توسيع مجالات التعاون بين البلدين، بالإضافة إلى إدارة الخلافات والسيطرة عليها.
وفي كلمة خلال الاجتماع، دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى بذل جهود مشتركة لإيجاد “الطريق الصحيح للتفاهم” بين الصين والولايات المتحدة في العصر الجديد، مؤكداً أهمية أن تنظر واشنطن إلى بكين بموقف موضوعي وعقلاني وعملي.
وأضاف أن سياسة الولايات المتحدة تجاه الصين يجب أن تقوم على مبادئ التعايش السلمي والتعاون القائم على المنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل.
من جهته، شدد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على ضرورة إبقاء قنوات الاتصال الثنائية مفتوحة، واصفاً النقاش مع نظيره الصيني بأنه “بناء وعملي”، وفقاً لما صرحت به المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس. وأكد الطرفان اتفاقهما على استكشاف مجالات التعاون الممكنة مع التركيز على إدارة الخلافات بين البلدين.
ويأتي هذا الاجتماع في ظل خلفية توتر تجاري وعلاقات متشابكة بين القوتين العظميين، حيث فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2 أبريل 2025 رسوماً جمركية إضافية على عدد من شركاء أمريكا التجاريين، وعلى رأسهم الصين، التي ردت بالمثل، مما أدى إلى تصعيد متبادل وصل فيه إجمالي الرسوم الأمريكية على السلع الصينية إلى 145%، في حين وصلت الرسوم الصينية على البضائع الأمريكية إلى 125%.
ورداً على الإجراءات الأمريكية، فرضت الصين قيوداً جديدة على تصدير المواد الأرضية النادرة، والتي تمثل المصدر الرئيسي العالمي لهذه المواد الحيوية.
وفي محاولة لاحتواء التصعيد، عقد مسؤولون من البلدين جولة محادثات في جنيف يومي 10 و11 مايو 2025، أسفرت عن اتفاق مؤقت يقضي بخفض الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوماً، حيث انخفضت الرسوم الأمريكية إلى 30% على البضائع الصينية، والرسوم الصينية إلى 10% على المنتجات الأمريكية.
كما شهدت العاصمة البريطانية لندن في 10 و11 يونيو 2025 مفاوضات تجارية جديدة بمشاركة نائب رئيس الوزراء الصيني للشؤون الاقتصادية هي ليفينغ، ووزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل ينهي التوترات التجارية بين الطرفين.
وفي سياق متصل، عقد وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الأمريكي ماركو روبيو الاجتماع الأول من نوعه بينهما في عهد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال فعاليات آسيان في ماليزيا، مما يشير إلى رغبة الجانبين في إعادة ضبط العلاقات وتعزيز الحوار رغم الخلافات.