أبوظبي – الوطن:

أطلقت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) برنامج «التخصُّص الفرعي في تحويل الطاقة» لطلبة البكالوريوس في تخصُّصات الهندسة والعلوم، بهدف تمكينهم من فهم التحديات والفرص المرتبطة بالتحول من مصادر الطاقة التقليدية المعتمدة على الوقود الأحفوري إلى بدائل منخفضة الانبعاثات وأكثر استدامة.

يهدف البرنامج أيضاً إلى توجيه الطلبة نحو فهم التحوُّل في مشهد الطاقة، ما يساعدهم على استكشاف المسارات المهنية المستقبلية في قطاع صناعة الطاقة. ويدعم البرنامج أهداف استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، ويسلِّط الضوء على التزام أدنوك برفد المواهب الشابة بالمهارات اللازمة لمستقبلٍ مهنيٍّ ناجحٍ خلال فترة التحوُّل التي يشهدها قطاع الطاقة.

وقال البروفيسور السير جون أورايلي، رئيس جامعة خليفة: «بصفتنا مؤسَّسة رائدة في مجال التعليم العالي والبحوث، فإننا ندرك ضرورة تطوير برامج أكاديمية محلية وإقليمية تعود بالفائدة على المجتمع الدولي بالتعاون مع شركائنا من الجهات المعنية، ويهدف إطلاق برنامج التخصُّص الفرعي في تحويل الطاقة، بالتعاون مع أدنوك، إلى تعزيز المهارات اللازمة لدعم دور دولة الإمارات في مجال الاستدامة، لاسيما مجال صناعة السياسات وتبنّي الحلول والممارسات لتسريع التحوُّل إلى مصادر الطاقة المتجدِّدة».

وقال ياسر سعيد المزروعي، الرئيس التنفيذي لدائرة الموارد البشرية والدعم المؤسَّسي والتجاري في أدنوك: «تمثِّل رعاية المواهب أولوية قصوى لأدنوك، ويسعدنا التعاون مع جامعة خليفة لتقديم برنامج التخصُّص الفرعي في تحويل الطاقة، إذ يشهد مجال الطاقة تطوُّراً متسارعاً، ولهذا لا بدَّ من تمكين شبابنا بتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة، لتسريع عملية التحول نحو مستقبل منخفض الكربون. وبصفتنا مزوِّداً عالمياً موثوقاً لإنتاج الطاقة، سنواصل الاستثمار في طاقاتنا الشبابية من خلال دعم المبادرات التي تؤهِّلهم إلى تولّي أدوار ريادية في مجال تحوُّل الطاقة».

وعلى طلبة برنامج التخصُّص الفرعي في تحوُّيل الطاقة إتمام 15 ساعة معتمدة من المواد الدراسية، منها 9 ساعات لثلاث مواد إجبارية، و6 ساعات اختيارية لمادتين تقنيتين. وتتكوَّن المواد الإجبارية من مقدمة إلى إدارة تحويل الطاقة وسياسة الطاقة واقتصاداتها، ومادة تركِّز على الأنظمة المبتكرة في تحويل الطاقة منخفضة الكربون.

وسيتمكَّن الطلبة من اختيار مادتين تقنيتين من مجموعة المواد: التقاط الكربون وتخزينه، وسياسة تغيُّر المناخ وإدارة مخاطره، والوقاية من التلوُّث، وإدارة النفايات، ومقدمة في إنتاج الطاقة النظيفة، والطاقة المتجددة والمستدامة.

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

دور الذكاء الاصطناعي والبيانات في تحويل قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط

محمد زواري، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في سنوفليك

تُمثل الطاقة العمود الفقري للاقتصاد العالمي، ويحتل الشرق الأوسط مركز الصدارة في هذا التحول. ومع توقعات أوبك” بأن تُوفر المنطقة ما يقرب من 60% من صادرات النفط العالمية بحلول عام 2050، يُصبح دور الطاقة أكثر أهمية من أي وقت مضى. تُبادر الحكومات في جميع أنحاء المنطقة، بدمج مبادرات التحول الرقمي في استراتيجياتها الوطنية. وتُشير هذه الجهود إلى التزام المنطقة بالابتكار والاستدامة الاقتصادية طويلة الأجل.

ونظراً لأن صادرات النفط لا تزال تُمثل حوالي 30% من الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، تبرز البيانات والذكاء الاصطناعي كأدوات حيوية في هذا التطور، فهي تُمكّن الشركات من تحديث بنيتها التحتية، ومواءمة القرارات التشغيلية مع أهداف أعمالها على المدى الطويل.

الطاقة في العصر الرقمي

الآن، أصبح من الأهمية بمكان أن تدمج شبكات الكهرباء وآبار النفط القديمة، التي يعود تاريخها إلى عشرات السنين، ملايين الأصول الممكّنة بإنترنت الأشياء، مثل توربينات الرياح والألواح الشمسية، مما يُقدّم كميات ضخمة من البيانات التشغيلية، ويتطلب قدرة هائلة على الاستيعاب وإمكانات تحليلية فعالة لاتخاذ قرارات أذكى وأسرع.

أضف إلى ذلك التأثير الناجم عن الأحوال الجوية القاسية، والأوضاع الجيوسياسية المتقلّبة، وانقطاع مصادر الطاقة المتجددة، وعجز الأدوات التقليدية عن مواكبة هذه التطوّرات. ورغم أن العقود طويلة الأجل مع الشركاء العالميين مثل الصين واليابان والهند توفّر بعض الأمان، إلاّ أن تحليلات البيانات المتقدمة أصبحت الآن ضرورية لإدارة المخاطر المالية وتخفيفها. تدمج النماذج التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي البيانات الخارجية والداخلية للتنبؤ بتقلبات السوق واتجاهات الطلب بدقة أكبر.

تواجه الشركات الآن مطالب متزايدة للالتزام بالشفافية في استراتيجياتها البيئية والاجتماعية ومبادرات الحوكمة، بينما يسعى المستهلكون إلى أنظمة طاقة منزلية سهلة الاستخدام وقائمة على التكنولوجيا. لهذا، ينبغي أن تتميز شركات الطاقة بالمرونة والاستباقية للحفاظ على قدرتها التنافسية. يكشف تقرير “اتجاهات البيانات” من سنوفليك أن 90% من البيانات المؤسسية غير منظمة، مما يجعل البنية الأساسية للبيانات المركزية القابلة للتطوير أولوية قصوى.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبيانات على أرض الواقع

تتجه شركات الطاقة نحو منصات البيانات الموحدة لتمكين التعاون بين مختلف العمليات وتوليد رؤى آنية، كما أن دمج البيانات التشغيلية والمالية وبيانات العملاء في مصدر واحد موثوق يضمن اتخاذ قرارات متسقة ومستنيرة عبر سلسلة القيمة.

يُواصل الذكاء الاصطناعي في إحداث تحوّل جذري على كافة المستويات، من صيانة المعدات إلى التداول وإشراك العملاء. يحدّد تعلّم الآلة أي تناقضات أو أعطال بصورة لحظية تقريباً، مما يدعم الصيانة التنبؤية ويُقلل من تكاليف التوقف. وفي مجال التداول، يُحسّن الذكاء الاصطناعي توقعات أسعار السلع ويساعد الشركات على إدارة مخاطر محافظها الاستثمارية بشكل استباقي.

أما فيما يتعلّق بالحلول المُوجّهة للعملاء، يُساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي والبيانات الآنية في تقديم توصيات مُخصصة وأدوات إدارة طاقة سهلة الاستخدام، مما يُحسّن رضا العملاء ويعزّز ولائهم في سوق تنافسية للغاية.

تُواصل المؤسسات التي تستثمر في البنية التحتية للبيانات تحقيق نتائج ملموسة، حيث تُشير أبحاث سنوفليك أن 92% من أوائل المستخدمين قد حققوا عوائد من استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي، ويخطط 98% منهم لزيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي في عام 2025. ومع توقع مساهمة الذكاء الاصطناعي بنسبة تتراوح بين 20% و 34% في اقتصادات الشرق الأوسط، ستشكّل هذه التكنولوجيا مستقبل عمليات الطاقة.

الفصل التالي

ستساهم رقمنة العمليات، وإدارة التقلّبات، وتوقع متطلبات العملاء المتطورة بترسيخ مكانة الشرق الأوسط كقوة عالمية في مجال الطاقة. ومع استمرار النقص في الكفاءات وتجزؤ الأنظمة، تُقدم استراتيجيات الذكاء الاصطناعي والبيانات القابلة للتطوير نموذجاً للمرونة والابتكار والنمو المستدام في ظل مشهد عالمي سريع التغير.

 


مقالات مشابهة

  • جامعة الملك عبدالعزيز تختتم برنامج تأهيل خبراء العربية في العالم
  • نقيب المهندسين يوقع اتفاقية لإطلاق أكبر برنامج تدريبي في الأمن السيبراني
  • برنامج تعاون بين جامعتي السلطان قابوس و«كازان الفيدرالية»
  • لأول مرة في مصر.. تخريج أول دفعة من برنامج الماجستير المشترك في «إدارة الإبداع والتغيير»
  • رئيس جامعة حلوان يترأس لجان تقييم برنامج «المرأة تقود للتنفيذيات» لتمكين القيادات النسائية
  • “مؤتمر المرافق” .. “طاقة للتوزيع” تمكن الكفاءات الوطنية عبر مبادرة “إطلاق”
  • دور الذكاء الاصطناعي والبيانات في تحويل قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط
  • مادة جديدة تُحدث ثورة في موصليّة الأيونات.. هذه بطاريات المستقبل
  • رئيس جامعة المنصورة يُشارك في اختبارات المرأة تقود للتنفيذيات
  • تفاهم بين «دائرة الطاقة» و«جامعة خليفة» لتعزيز التعاون بقطاعي المياه والطاقة