بوابة الوفد:
2025-05-12@08:32:25 GMT

هواجس كاتب

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

دخل الكاتب المعروف غرفة مكتبه فى السادسة مساءً كما يفعل كل ليلة. جاءته زوجته بكوب الشاى المعتاد مع قطعة كيك صغيرة مشفوعة بابتسامة رقيقة وأمنيات طيبة بمزيد من التوهج الإبداعى. لثم ظهر يدها وشكرها بقلب ينبض بالحب الصادق العميق رغم أنهما احتفلا بمرور ثلاثين عامًا على زواجهما السبت الماضى. قالت له بحنان قبل أن تغادر الغرفة: دعنا نواصل حديثنا حول فيلم (الزوجة الثانية) عندما تنتهى، فهز رأسه بالموافقة وشيعها بنظرات إعجاب لم تتوقف لحظة منذ تعارفا لأول مرة قبل 31 عامًا على باب سينما مترو.

 

بهدوئه المعروف أدار جهاز الكومبيوتر. تجول فى موقع «يوتيوب». شاهد بأسى دماء الأطفال الفلسطينيين مازالت تسيل فى نشرات الأخبار العربية والأجنبية. المذيع الصارم يذكر أعداد الضحايا الأبرياء بجمود لغوى بارد. تفاقم شعوره بالغضب والحزن والعجز. انتقل بعدها سريعًا إلى بعض المشاهد الحديثة التى يضج بها «يوتيوب» حول العدوان والتوسل والاستغاثة والتحليل والسباب والمسلسلات النادرة.

انتابته حيرة شديدة، فهذه أول مرة يجلس فيها أمام (الكيبورد) ليكتب مقاله اليومى وهو لا يعرف عما يكتب بالضبط. تساءل خاطره: هل يغامر بالكتابة عن تاريخ الإجرام البشرى وأشهر القتلة عبر العصور؟ هل يمكنه أن يفعل ذلك دون أن يذكر المذابح التى يتعرض لها أشقاؤنا فى فلسطين، ليس الآن وإنما على مدار 75 عامًا؟ وهل يضمن أن ما يكتبه سينشر كاملا أم أن مسؤول التحرير قد يضطر إلى التدخل بحذف ما يراه زائدًا عن الحد؟ أم سيتلقى اتصالا على هاتفه المحمول يطلبون منه أن يتناول موضوعًا آخر فى مقاله اليومي؟.

نهشه التردد، إذ خشى أن يتعرض مقاله للحذف أو المنع، فقرر أن يبتعد عن عالم السياسة الدموى هذا، وليكتب عن طه حسين بمناسبة مرور 134 عامًا على ميلاده، فارتاح للفكرة، وقال فى نفسه: هل أنجبت مصر رجلاً بعظمة الأستاذ العميد؟ إنه يستحق كل حفاوة وتقدير، لا اليوم فحسب، بل فى كل وقت وحين.

لكن سرعان ما تذكر أنه أصدر ثلاثة كتب عن صاحب (الأيام)، وأنه ملأ الصحف والمجلات المصرية والعربية بعشرات المقالات عن طه حسين، فما الجديد الذى سيضيفه هذه المرة؟ ولاحت منه نظرة مباشرة على مكتبته التى تحتل الجدار المقابل له، فقرر أن يقدم مراجعة لأحد الكتب التى جذبته مؤخرًا حتى يهرب من ورطة الكتابة عن الشأن الجارى الذى قد يعرضه للخطر!.

وبالفعل التقط كتاب (فن اللا مبالاة) للكاتب الأمريكى مارك مانسون، لكن سرعان ما قرر أن يهجر هذه الفكرة، وليتصفح فيسبوك عسى أن يلتقط فكرة أخرى أكثر جاذبية.

تعجب من حجم المعرفة السياسية الشحيحة التى تفوح روائحها من «بوستات» بذيئة ينشرها بعض (المثقفين)، فقرر عدم الاشتباك معهم فى جدال مجانى لن يربح منه أحد، فالكل خاسر إذا غامت الرؤى وضاعت البوصلة.

فجأة... لمعت فى رأسه فكرة وهى أن يكتب مقالاً تحت عنوان (ثنائية الجهل والبذاءة)!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ناصر عراق السادسة مساء الفلسطينيين

إقرأ أيضاً:

كاتب أمريكي: ترامب بدأ يفهم لعبة نتنياهو

#سواليف

أشار الكاتب الأمريكي #توماس_فريدمان إلى أن زيارة #ترامب المقبلة إلى المنطقة، واجتماعه مع قادة السعودية والإمارات وقطر دون وجود نية للقاء رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو، تعكس تحولًا لافتًا في فهم الواقع الإقليمي، وتحديدًا أن “حكومة الاحتلال الحالية باتت تتصرف بطريقة تضر بالمصالح الحيوية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط”.

وأضاف #فريدمان، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، أن نتنياهو ظنّ أنه قادر على جعل #ترامب أداة في خدمته، إلا أن #المفاوضات الأمريكية المستقلة مع كل من حماس وإيران وجماعة أنصار الله #الحوثي اليمنية، أوصلت رسالة واضحة إلى نتنياهو بأنه لا يتحكم بالإدارة الأمريكية، وهو ما أدخله في حالة من الذعر.

وأعرب فريدمان عن قناعته بأن الجمهور الإسرائيلي عمومًا لا يزال يرى نفسه حليفًا وثيقًا للأمريكيين، والعكس كذلك، لكن “الحكومة اليمينية المتطرفة ذات الطابع الديني المتطرف التي يقودها نتنياهو لم تعد حليفًا فعليًا للولايات المتحدة”، مشيرًا إلى أنها أول حكومة في تاريخ الاحتلال تجعل من ضم الضفة الغربية وطرد الفلسطينيين من قطاع غزة أولوية، بدلاً من السعي للسلام مع دول الجوار العربي.

مقالات ذات صلة معاريف: ترامب “باع” إسرائيل مقابل مصالح وصفقات تكتيكية 2025/05/10

واعتبر فريدمان أن هذا الواقع “مرير وصعب البلع” بالنسبة لكثير من أصدقاء “إسرائيل” في واشنطن، إلا أن عليهم تقبّله، لأن الحكومة الحالية تقوّض عمداً الهيكل الأمني الإقليمي الذي بنته الولايات المتحدة منذ عام 1973 بعد حرب أكتوبر، عندما أرسى الرئيس ريتشارد نيكسون وهنري كيسنجر نظامًا يضمن تفوق واشنطن على موسكو في الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن هذا النظام استند لعقود إلى التزام مشترك أميركي-إسرائيلي بحل الدولتين، وهو ما حاول ترامب شخصيًا الترويج له خلال ولايته الأولى عبر خطة لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بجانب الاحتلال، شريطة اعتراف الفلسطينيين بـ”إسرائيل” وقبول نزع سلاح دولتهم.

لكن، بحسب فريدمان، #حكومة_نتنياهو جعلت من مشروع الضم أولوية منذ تسلمها الحكم في أواخر 2022، أي قبل عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة في 7 أكتوبر 2023.

وعلى مدار عام، طالبت إدارة بايدن نتنياهو باتخاذ خطوة واحدة لصالح الاستقرار: الشروع في حوار مع السلطة الفلسطينية حول حل الدولتين مقابل توقيع اتفاق تطبيع بين الاحتلال والسعودية، الأمر الذي كان سيمهد لتوقيع معاهدة أمنية أميركية-سعودية لمواجهة إيران وتقليص النفوذ الصيني. لكن نتنياهو رفض ذلك بسبب رفض شركائه المتطرفين في الحكومة، الذين هددوه بإسقاطها، وهو ما لم يكن بإمكانه المخاطرة به نظراً لمحاكمته في قضايا فساد.

واعتبر فريدمان أن نتنياهو، بهذا السلوك، فضّل مصالحه الشخصية على مصالح الاحتلال والولايات المتحدة، وتسبب في إفشال إمكانية تطبيع مع السعودية كانت ستفتح الأبواب أمام الاحتلال للعالم الإسلامي، وتخفف التوترات بين المسلمين واليهود، وتعزز الهيمنة الأميركية في المنطقة لعقد إضافي.

ولفت إلى أن السعودية وواشنطن قررتا، بعد مماطلات نتنياهو، المضي في التفاهمات الثنائية دون إشراك الاحتلال، وهو ما وصفه بخسارة حقيقية لـ”إسرائيل” واليهود.

وحذر فريدمان من أن الوضع مرشح للتدهور، مشيرًا إلى أن نتنياهو يستعد لإعادة اجتياح قطاع غزة، في خطة تهدف إلى حشر الفلسطينيين في “زاوية مغلقة بين البحر والحدود المصرية”، مع تسريع وتيرة الضم الفعلي في الضفة الغربية.

وأوضح أن هذه الخطة لا تهدف إلى تسليم غزة لسلطة فلسطينية معتدلة، بل لإبقاء القطاع تحت احتلال عسكري دائم، بهدف غير معلن يتمثل في دفع الفلسطينيين إلى الرحيل الجماعي. واعتبر أن هذه السياسة ستقود إلى “تمرد دائم”، أشبه بـ”فيتنام على شواطئ المتوسط”.

وأورد الكاتب تصريحات وزير مالية الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش خلال مؤتمر صحفي في 5 مايو، قال فيها: “نحن نحتل غزة لنمكث فيها. لا دخول ولا خروج بعد الآن”، مؤكداً أن الاحتلال ينوي حصر السكان الفلسطينيين في أقل من ربع مساحة القطاع.

ونقل فريدمان عن محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” العبرية، “عاموس هارئيل”، أن الاحتلال سيستخدم قوة مفرطة لتقليل خسائره البشرية، ما سيؤدي إلى دمار واسع للبنية التحتية المدنية المتبقية في غزة، وتزايد أعداد الضحايا المدنيين، كما سيفتح المجال لملاحقات قانونية دولية متزايدة بحق قادة الاحتلال وضباطه، وعلى رأسهم رئيس الأركان الجديد إيال زمير.

وأضاف أن استمرار هذه السياسات قد يزعزع استقرار الأردن ومصر، وهما ركيزتان أساسيتان في النظام الأمني الذي بنته الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إذ تخشى العاصمتان من دفع الفلسطينيين قسرًا إلى أراضيهما، ما سيخلق موجات فوضى داخلية عابرة للحدود.

واختتم فريدمان مقاله بتحذير من أن “كلما بدا المستقبل الفلسطيني أكثر بؤسًا، قلّت احتمالات انخراط الدول العربية في شراكة أمنية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة والاحتلال”، وهو ما يهدد بتقويض ميزان القوى ضد إيران والصين، ويزيد من العبء العسكري على واشنطن.

وختم بالقول: “لديك حسّ سليم في الشرق الأوسط، سيد ترامب. استمع إليه. وإلا فإن أحفادك من اليهود سيكونون أول جيل ينشأ في عالم تُعتبر فيه إسرائيل دولة منبوذة”. وأضاف: “نحن من قتل هؤلاء الأطفال. يجب ألا نُشيح أبصارنا. علينا أن نستيقظ ونصرخ: أوقفوا هذه الحرب”.

مقالات مشابهة

  • الهند وباكستان.. ودرس أن تكون قويا
  • كان.. يا ما كان
  • أسامة نبيه قبل مواجهة غانا: الروح والإصرار سلاحنا للوصول إلى المونديال
  • كريمة أبو العينين تكتب: سرقة السعادة
  • انهيار بئر بأحد مزارع المنيا على شخص جارى استخراجه
  • كاتب أمريكي: ترامب بدأ يفهم لعبة نتنياهو
  • بمشاركة 24 عارضا.. افتتاح معرض أوكازيون دمياط للأثاث ببولاق الدكرور
  • ولاد رزق 3 تصدر القائمة .. تركي آل الشيخ يعلن عن الأفلام الأعلى إيرادًا فى مصر
  • «العقاقير الطبية».. تتحول لمحل بقالة ومشروع للتربح على حساب المواطن
  • كاتب برنامج «قطايف» يكشف سرا عن الفنان سامح حسين