ما دلالات محاولة اغتيال رئيس هيئة الأركان العامة في مأرب؟ (تقرير)
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
وجه سياسيون وعسكريون اصابع الاتهام في محاولة اغتيال رئيس هيئة اركان القوات الحكومية الفريق الركن صغير بن عزيز الأسبوع الماضي بالمقام الأول إلى جماعة الحوثي إلى جوار قوى أخرى "لم يسموها"، في مسعى إلى تشتيت جهود الجيش الوطني بالتزامن مع تدشين الجماعة عملياتها العسكرية نحو محافظة مأرب شرقي اليمن.
وفي السابع من نوفمبر الجاري، تعرض رئيس هيئة اركان القوات الحكومية الفريق الركن صغير بن عزيز لمحاولة اغتيال بتفجير سيارة مفخخة استهدف موكبه أثناء مروره على الطريق الدولي بمديرية الوادي شرقي المحافظة النفطية عندما كان عائدا من جولة خارجية شملت الولايات المتحدة.
معركة من نوع أخر
ووجه رئيس تحرير أخبار اليوم سيف الحاضري اصابع الاتهام لجماعة الحوثيين للوقوف خلف محاولة اغتيال قائد اركان الجيش الوطني، مستبعدا أطراف أخرى لم يسميها، لكنه أشار إلى أن لها مصلحة في الحاق الضرر به، في وقت تأتي بالتزامن مع تدشين الحوثيين عملياتها لمقاتلة " أمريكا واسرائيل" ولبس قميص الدفاع عن غزة، مستثمرينها لاستعداد للمعركة في مأرب.
فيما "نعلم جميعاً بأن من يحمي الحوثي ويحافظ على بقائها ويمنع سقوطها هي الولايات المتحدة وبريطانيا وثالثهما فرنسا"، يقول الحاضري.
ويؤكد لـ"الموقع بوست" أنه يجب أن يأخذ بالحسبان بتدشين معركتنا من نوع آخر، لأنه لم يكن رئيس هيئة الأركان مستهدف في المرحلة القادمة، معتقدا بأن قيادات الجيش استهدفه وعليهم بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر من الجانب الأمني، مشيرا إلى أن محاولة الاغتيال هذه تنقلنا نحو معركة جديدة مع تدشين الحوثيين هجمات مباغتة وشرسة على عدد من الحركات تحت شعار التي تروجه.
ويشير إلى أن جماعة الحوثي تستغل الصخب العربي الإسلامي إتجاه العدوان الإسرائيلي الغاشم على إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة وبدعماً واضح وصريح من الولايات المتحدة.
كما يتهم الحكومة الشرعية أو من أسميهم "طابور الخامس داخل الشرعية" تعمل على محاصرة الجيش الوطني، من خلال منع صرف رواتب الجيش والسلاح، بالتزامن مع تدشين العمليات الحوثي العسكرية في مواجهة بعض المواقع سواء في مأرب أو تعز أو الضالع أو غيرهما.
نشاط وتحركات
ويقول الباحث المتخصص بالشؤون العسكرية والاستراتيجية علي الذهب إن دلالات محاولة اغتيال رئيس هيئة الأركان للجيش الوطني صغير بن عزيز يتعلق بنشاطه وتحركاته داخليا وخارجيا، في وقت استمرار التنسيق مع الولايات المتحدة والتحالف بقيادة السعودية في ظل وجود هدنة انسانية غير معلنة، حيث لم يسبق لهذه التحركات من قبل، فضلا عن حصول الجيش على أسلحة يمكنه من تغيير معادلة القوى أو تضاعف من معادلة القوى في مقابل الحوثيين.
ويضيف "الذهب" لـ"الموقع بوست" أن رئيس الأركان ينتمي لجغرافية قريبه جداً وربما منتشرة بكامل جغرافية الحوثيين وبينهما عداء سياسي متشح بالدم على مدى عقود وتوجيه المحاولات تلو الأخرى المحاولات للتخلص منه مبنية على قناعات بأن الرجل وفقاً لهذه الإمكانيات يمكن أن يحدث فجوة في بناء الجماعة وصمودها.
ويشير إلى أن تحالف بن عزيز مع قوى أخرى محلية تنتمي إلى الشمال، إضافة إلى ذلك يبدو إلى أن رئيس الأركان امتدادات أيضاً داخليه بغليه على مستوى الضباط وكافة الأطياف "الشبابية والعسكرية والأمنية والسياسية والدينية".
قيادة الجيش مكشوفة
ويؤكد أن رئيس هيئة الأركان مؤثر جداً، وسط نقد حاد يتلقيه من إعلام الحوثيين في محاولة للنيل منه واظهاره بالصورة غير الائقه وتهشيم صورته أمام الشعب اليمني ككل، في وقت أن القوات المسلحة لاتزال مكشوفة في بعض نقاطها حركة القادة وسائل الاتصال، حيث تواجه تحديات ونقاط ضعف يتطلب معالجتها والقضاء عليها، منها وسائل الاتصال وتأمين تحركات القادة.
ويوافق الذهب رأي رئيس تحرير اخبار اليوم سيف الحاضري بأن الحوثيين لهم مصلحة في عملية اغتيال بن عزيز، لكنه يشير إلى وجود قوة ليس من مصلحتها أن يستقر الجيش ويداخل منظومة الحكومة ولديها اجندات متعارضة مع واحدية الدولة واتجاهها السياسي.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن رئيس هيئة الأركان الجيش الوطني الحكومة الحوثي رئیس هیئة الأرکان الولایات المتحدة محاولة اغتیال مع تدشین بن عزیز إلى أن
إقرأ أيضاً:
تفجير مسجد دار الرئاسة.. 14 عاماً على محاولة اغتيال النظام الجمهوري في اليمن وجريمة لا تسقط بالتقادم
في مثل هذا اليوم، الثالث من يونيو، يستحضر اليمنيون واحدة من أبشع الجرائم الإرهابية التي شهدتها المنطقة والعالم، حين استُهدِف رئيس الجمهورية الأسبق، علي عبدالله صالح، وكبار قيادات الدولة العسكرية والمدنية، بتفجير مسجد دار الرئاسة في العاصمة صنعاء، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
وبعد مرور 14 عاماً على هذه الجريمة الإرهابية، لا تزال تُعد من أكثر الجرائم فظاعة في العصر الحديث، لعدة أسباب، أبرزها توقيت ومكان تنفيذها، فضلاً عن أن نجاحها كان سيؤدي إلى فراغ دستوري خطير، يغرق البلاد في الفوضى، وهي الغاية التي تسعى إليها دائماً الجماعات المتشددة دينياً وطائفياً وجماعة الإخوان المسلمين ومليشيا الحوثي نموذجاً لذلك، بوصفها الوسيلة الوحيدة لبلوغ الحكم، في ظل فشلها المتكرر في نيل القبول المجتمعي.
ويؤكد عضو المكتب السياسي في حزب الشعب الديمقراطي "حشد"، ناجي علي بابكر، أن اليمنيين باتوا يدركون اليوم الأبعاد الحقيقية لهذه الجريمة، خاصة بعد ما عاشوه من فوضى ونهب للحقوق والحريات، وتعدد الولاءات المحلية لقوى دولية، حتى غدت تلك القوى هي من تدير المشهد سياسياً واقتصادياً وديموغرافياً، بل وحتى دينياً، في واحدة من أكثر المراحل سوداوية في تاريخ المنطقة.
وأشار بابكر، في حديثه لوكالة "خبر"، إلى أن أجهزة استخبارات وأنظمة دولية خططت للجريمة ومولتها، ونفذتها قوى محلية سياسية وطائفية وعسكرية تتعارض مشاريعها واجتداتها جميعاً مع النظام الجمهوري، الذي أرسى أسس التعددية السياسية وحرية الصحافة والتعبير، وكرّس تجربة ديمقراطية فريدة في المنطقة، أتاحت للشعب اختيار ممثليه عبر صناديق الاقتراع.
ويستشهد سياسيون يمنيون كثيرون بدور قوى سياسية وأخرى متطرفة فكرياً وطائفياً في الشراكة بالتخطيط للجريمة، ودفع البلاد عمداً نحو فراغ دستوري، كوسيلة مثلى لبلوغ السلطة، عبر تقسيم البلاد إلى كيانات مناطقية لكل منها ذراع عسكرية، وتجميد العملية الديمقراطية برمتها، من انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية، لأكثر من عقد.
ويشير هؤلاء إلى أن آخر انتخابات رئاسية شهدتها البلاد كانت في 21 فبراير 2012، بانتخاب عبدربه منصور هادي رئيساً توافقياً لمدة عامين، والتي بموجبها قام الرئيس علي عبد الله صالح بنقل صلاحيات الرئاسة لنائبه المرشح التوافقي "هادي"، على أن تُجرى لاحقاً انتخابات شاملة، كما كانت الحال في الفترات التي سبقت أزمة 2011.
تجربة ديمقراطية فريدة
كانت هذه الانتخابات شرطاً أساسياً لحزب المؤتمر الشعبي العام، في سعيه إلى تثبيت تجربة ديمقراطية فريدة في التداول السلمي للسلطة قادها رئيسه، رئيس الجمهورية الأسبق علي عبدالله صالح، والتي شهدت تطوراً مستمراً في كل دورة انتخابية، بشهادات منظمات دولية ومراكز ديمقراطية متخصصة، وشكّلت في الوقت ذاته انتصاراً لإرادة الشعب اليمني شمالاً وجنوباً، وتضحياته التي توّجت بإسقاط الاحتلالين البريطاني والعثماني، والنظام الإمامي الكهنوتي.
وأتاحت هذه التجربة الفريدة للشعب حق اختيار ممثليه بعيداً عن هيمنة الحزب أو الجماعة، ما فتح باب التنافس بين القوى السياسية على تقديم الأفضل، ودفع بعض الأحزاب إلى إعادة النظر في أنظمتها ولوائحها الداخلية، تماشياً مع تنامي الوعي المجتمعي.
في المقابل، وجدت بعض الجماعات المتطرفة والطائفية نفسها عاجزة عن التماهي مع هذا التطور، فلجأت إلى تقويض التجربة وتدمير النظام الجمهوري، لفتح طريقها نحو مشاريعها الضيقة، كما يرى مراقبون.
واليوم، وبعد 14 عاماً على الجريمة، بكل أبعادها السياسية والثقافية والديموغرافية، يعيش اليمن واقعاً مُجزّأ كما خُطّط له، غير أن الشعب لا يزال يقاوم، رغم محاولات تجويعه وتخوينه... لكن، إلى متى يمكنه الصمود؟
يقول التاريخ، ومثله العدالة، إن الجرائم لا تسقط بالتقادم، وإن التحالفات والمؤامرات قد تُطيل عمر المجرمين، لكنها لا تحميهم من القصاص. فالشعوب الحُرّة لا تموت، وهذه حقائق أكدتها شواهد كثيرة، خاصة في بلد كاليمن.