عربي21:
2025-05-10@17:11:49 GMT

الخوف من المطالبة بشمال غزة فقط!

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

السيناريوهات الخبيثة والخطط العسكرية والإستراتيجيات السياسية نفسها، يُكررها الكيان الصهيوني، مرة كُل أعوام عدة.. والعرب جميعهم ينظرون، لا بل ينتظرون رصاصة الرحمة، التي تُريحهم من تأنيب الضمير، أو حتى الالتفات إلى صوت هنا أو تجمع هُناك، يُذكرهم بواقع أليم، مرير، مغموس بهوان، لا يرتضيه حر.

بعد 40 يومًا من بدء العدوان العسكري الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة، وهو الرابع خلال نحو 17 عامًا، ها هو المُحتل الغاصب يقضم أجزاء أو يحتل أراضي جديدة، وأقصد هُنا شمال غزة، مُكررًا أسلوبه القديم الجديد، ليفرض أمرًا واقعًا، تاركًا وراءه أصوات الأُمتين العربية والإسلامية، تصدح، وإن كان بعضها على استحياء، بالمُطالبة باسترجاع الأراضي المُحتلة الجديدة، وقبل وأثناء وبعد ذلك، تنديدات واستنكارات، لا يتبعها أبدًا إجراءات جدية على أرض الواقع، توحي للعدو بأننا ما نزال أُمة قائمة.



بُعيد العام 1948، أو بمعنى أصح عام «النكبة»، أقدمت آلة البطش الصهيونية في العام 1967 (عام النكسة) على احتلال أجزاء من ثلاث دول عربية، إذ احتلت سيناء وقناة السويس من مصر، ومرتفعات الجولان من سورية، والضفة الغربية من الأردن.. لتبدأ معها الدول العربية المُتضررة، وتلك المؤيدة لها ولقضيتها، شقيقة كانت أم صديقة، بالمُطالبة باستعادة الأراضي التي احتلت أيام «النكسة» فقط.

ثم بدأ فصل جديد من سيناريو بات معلومًا للجميع من أبناء جلدتنا، يتمثل ببناء مُستوطنات غير شرعية، على أراض مُحتلة، أو التوغل في أراض عربية جديدة، تاركة للعرب، كالعادة، حُرية التنديد والتصريحات في المحافل الإقليمية والدولية، من أجل ردع أو منع الاحتلال من الاستمرار في ذلك السيناريو.

ما أقدم عليه الاحتلال الإسرائيلي، خلال العقود الماضية، يُكرره ثانية في غزة، فبعد أن قصفها بأعتى المُتفجرات من صواريخ ومدفعيات وطائرات، لمُدة قاربت الـ38 يومًا، توغلت جيوشه في شمال القطاع، بعد أن جعلته عبارة عن شبه رماد، بلا أدنى رحمة، أو احترام قوانين ومواثيق دولية، وضعها الغرب، مُدعي الحُريات والديمقراطية.

لا أحد يستطيع أن يُنكر بأن جيش الاحتلال، يواجه بمُقاومة شرسة من قبل الفصائل الفلسطينية، بقيادة حركة حماس، ويتكبد خسائر جمّة، إلا أن الخشية من أن يُعيد العرب السيناريو القديم نفسه، والذي يتمثل بمُطالبة الكيان بالخروج من شمال غزة فقط، وكُل الخوف أن يكتفوا بذلك كعادتهم، وكأنهم يُريدون أن يقنعوا أنفسهم والآخرين بأنهم أدوا ما عليهم من واجبات تجاه الأشقاء.

ما يدُب الرعب في قلوبنا، ويجعلنا نعيش خوفًا، مجهول المصير، من تلك الكلمات، هو ما يُلاحظ من تسليط الضوء على «حرب المستشفيات».. فهذه الحرب، على الرغم من وحشيتها، وهمجيتها، إلا أنه يتوجب عدم نسيان القضية الأهم، أو تأخيرها لدرجة أقل.. الخوف هو أن يكون لسان الحال الآن، يوحي بنسيان كميات المُتفجرات التي ألقاها العدو على غزة، والتي تجاوزت الـ32 ألف طن، وما صاحبها من استشهاد الآلاف من الأطفال، بينهم رُضع وأجنة في بطون أمهاتهم، ونساء، وشيوخ، فضلًا عن تدمير البيوت السكنية على رؤوس قاطنيها العزل.

صمود الغزيين حتى الآن، تُرفع له القبعات، فترى الأُم تحتضن فلذة كبدها، صارخة بأعلى صوتها «إننا باقون.. فدا فلسطين»، وكذلك يفعل الأب والأخ والأخت.. هذا الثبات وتلك العزيمة، يتزامنان مع صمود مقاومة، أبلت بلاء حسنًا، على الرغم من قلة العتاد.. كُل ذلك يلزمه دعم عربي وآخر إسلامي.. دعم مادي أولًا وأخيرًا، وأقصد هُنا الدعم العسكري.

(الغد الاردنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة العربية مقاومة مقاومة غزة العرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يقتل 76 فلسطينيا في غزة خلال يوم واحد.. تحذير من الغيتو النازي

ارتفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا بفعل مجازر الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ فجر الأربعاء إلى 76 شهيداً، بينهم نساء وأطفال، ضمن الإبادة الإسرائيلية المستمرة ضد القطاع منذ 19 شهراً.

واستهدف الجيش بسلسلة غارات منازل ومدارس وخيام تؤوي نازحين، إضافة إلى مطعم وسوق مكتظين بالمدنيين، مرتكباً مجزرتين في شمال ووسط وجنوب القطاع، وفق مصادر طبية وشهود عيان.

وفي أحدث غارة، استشهد 5 فلسطينيين إثر قصف منزل ببلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

كما استشهد فلسطينيان في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين شمال مدينة غزة، أعقبه استهداف بطائرة مسيّرة لتجمع مدنيين في حي الزيتون شرق المدينة، أسفر عن استشهاد فلسطينيين اثنين.

وخلال ساعات النهار، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة استُشهد خلالها 33 فلسطينياً وأصيب 80 آخرون بقصف منطقة مكتظة بالمدنيين تضم عدداً من المحال والبسطات التجارية في شارع الوحدة وسط مدينة غزة.

وأفاد مراسل الأناضول أن الجيش الإسرائيلي قصف مطعم "التايلندي" ومفترق "بالميرا" في "شارع الوحدة" بمنطقة مكتظة تضم عدداً من المحال والبسطات التجارية، في وقت متزامن ما أسفر عن سقوط العدد الكبير من الشهداء والجرحى.

وسبق ذلك مجزرة أخرى ارتكبتها القوات الإسرائيلية في حي التفاح شرق مدينة غزة، حيث استشهد 16 فلسطينيًا إثر قصف استهدف مدرسة "الكرامة" التي كانت تؤوي عائلات نازحة.

وتضاف هاتان المجزرتان إلى مجزرتين أخريين ارتُكبتا أمس الثلاثاء في مخيم البريج وسط القطاع، وأسفرتا عن استشهاد 33 فلسطينياً وإصابة 73 آخرين، بحسب بيان سابق للمكتب الإعلامي الحكومي
في غزة.

وفي وقت سابق الأربعاء، قال المكتب الحكومي إن 102 فلسطينيين استشهدوا وأصيب 193 جريحاً في القصف الإسرائيلي الذي استهدف أماكن متفرقة بالقطاع خلال 24 ساعة.


الغيتو النازي
في ذات السياق، حذرت حكومة غزة، الأربعاء، من مخططات إسرائيلية لإنشاء مخيمات عزل قسري للفلسطينيين على غرار "الغيتوهات النازية" عبر آلية توزيع المساعدات التي تروج لها تل أبيب.

وأكدت الحكومة أنها ستتصدى لهذه المخططات باعتبارها "امتداد للإبادة الجماعية" المتواصلة في قطاع غزة منذ 19 شهرًا.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان: "نرفض بشكل قاطع مخططات الاحتلال لإنشاء مخيمات عزل قسري كالغيتوهات النازية، عبر التحكم في المساعدات الإنسانية وتوزيعها ضمن مخططات عزل ممنهجة، بما يخالف كل قواعد القانون الدولي".

واعتبر المكتب الخطط الإسرائيلية "نموذجاً لاإنسانياً مرفوضاً بكل المعايير، ويتنافى مع قواعد القانون الدولي ومبادئ العدالة والكرامة الإنسانية".

وشدد على أن "الشعب الفلسطيني بكل مكوناته سيواجه هذه المخططات الإجرامية، التي تسعى إلى تحويل المساعدات الإنسانية إلى أداة حصار وتجويع وتركيع، في مخالفة فاضحة للقانون الدولي الإنساني ومبادئ العدالة والكرامة الإنسانية"

وطالب المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية الإنسانية والحقوقية والقانونية بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية بالتدخل الفوري والعاجل، لوقف ما وصفها بـ"المهزلة المستمرة، وإنهاء حالة الفوضى الممنهجة التي ينفذها الاحتلال بحق شعبنا في قطاع غزة".

كما طالب المكتب في بيانه، الدول العربية والإسلامية "بتحمّل مسؤولياتها التاريخية والإنسانية، واتخاذ موقف يخلّده التاريخ بالتحرك الفوري وبشكل جاد لإنقاذ شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ووقف مسلسل الإبادة والتجويع والعزل القسري".

ويطلق مصطلح "الغيتوهات" (معسكرات الاعتقال) بشكل عام، على المراكز التي تم فيها احتجاز اليهود بألمانيا خلال فترة النازية، لعزلهم عن بقية السكان، إبّان الحرب العالمية الثانية، حيث قتل الكثير منهم.

والثلاثاء، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن خطة تروّج لها الحكومة الإسرائيلية، لتوزيع المساعدات، هدفها هو تسريع إفراغ شمال القطاع من المواطنين الفلسطينيين.

وبحسب الإذاعة، فإن الخطة تنص على حصر توزيع المساعدات في مدينة رفح جنوب القطاع، في خطوة تُجبر المدنيين في شمال غزة على الانتقال إلى جنوبها، على أن تُغلق مراكز التوزيع فور استكمال انتقال السكان إلى الجنوب"، وهي آلية أثارت رفضاً واسعاً من الجانب الفلسطيني ومؤسسات دولية باعتبارها مخالفة للمبادئ الإنسانية.

وسبق أن أعلن كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومنسق الإغاثة الطارئة توم فليتشر ووكالة الأونروا، أن مؤسساتهم لن تشارك في أي خطة لا تلتزم بالمبادئ الإنسانية العالمية وهي: الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يقرّ بإصابة 9 من جنوده بينهم قيادات شمالي غزة
  • الاحتلال يغلق المدخل الغربي للمغير شمال رام الله بالاتجاهين
  • قوات الاحتلال تقتحم عدة بلدات في الضفة الغربية  – فيديو
  • استشهاد أربعة فلسطينيين في قصف الاحتلال الإسرائيلي مستودع أغذية للأونروا شمال قطاع غزة
  • “تتريس مدينة الأبيض” .. تدشين مبادرة اعلامية بشمال كردفان لدعم القوات المسلحة
  • إسرائيل تصعّد اقتحاماتها واعتداءاتها في الضفة
  • لقاء مشترك لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص بشمال الباطنة
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 43 فلسطينيًا من الضفة الغربية ويقتحم عدة بلدات
  • عمليات دهس وإطلاق نار تستهدف قوات الاحتلال شمال وجنوب الضفة الغربية
  • الاحتلال يقتل 76 فلسطينيا في غزة خلال يوم واحد.. تحذير من الغيتو النازي