فيديو.. الأمطار تفاقم معاناة السكان في قطاع غزة
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
للمرة الأولى منذ أشهر هطلت الأمطار على قطاع غزة المحاصر منذ 39 يومًا، ما فاقم من معاناة الفلسطينيين الذين تعرضت خيمهم لرياح شديدة كما أغرقتها المياه ودفعت سكانها لمحاولة حمايتها بأغطية بلاستيكية اتقاء لدخول المياه إليها.
بكري لـ وزير إسرائيلي طالب بترحيل سكان غزة: مصر لن تفرط إنها الحرب تظاهرات في الفلبين للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة
ومع اقتراب الشتاء إلى المنطقة، حاملاً العواصف والأمطار الغزيرة وانخفاض درجات الحرارة التي قد تصل في بعض مناطق القطاع إلى ما دون 18 مئوية في المساء، وسط توقعات بإطالة أمد الحرب، يتخوف مئات الآلاف من النازحين في جنوب غزة، من معاناة جديدة تضاف إلى مأساة الحرب، وفقدان الأحبة تحت الركام والقصف.
وشهدت مدن القطاع منذ أمس الإثنين تساقط أمطار رعدية مصحوبة بنشاط للرياح، ما أثر على النازحين في خيامهم.
ويواجه النازحون من مناطق شمال قطاع غزة أزمة في توافر المأكل والملبس في مواجهة سوء الأحوال الجوية.
وأثارت تلك الأمطار قلق سكان غزة من أيام مظلمة آتية وهم قابعون في الخيام بعد أن نزحوا من بيوتهم في الشمال إلى جنوب القطاع، جراء القصف والتهديد الإسرائيلي.
إذ أبدى عدد من سكان الخيام في خان يونس أن يأتيهم الشتاء بما لا يطيقون.
وقال بعضهم إن الأمطار هطلت لثلاث ساعات منذ الصباح، حيث أغرقت الخيام ودفعت سكانها لمحاولة حمايتها بأغطية بلاستيكية اتقاء لدخول المياه إليها.
يأتي هذا فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة تزامنا مع شن قواته عملية برية في القطاع لليوم 39 على التوالي.
ويذكر أنه نحو 1.6 فلسطيني من أصل ما يقارب 2.4 من سكان القطاع المحاصر، نزحوا خلال الأسابيع الماضية من المناطق الشمالية حيث يحتدم القتال إلى الجنوب. حيث تكدسوا في خيم وسط شح في المواد الغذائية والأدوية ومياه الشرب حتى.
وتتواصل الغارات التي تشنها مقاتلات الاحتلال ضد منازل المدنيين العزل، بجانب استهداف المستشفيات والمساجد والكنائس، مما أدى إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى.
وبحسب أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر إلى أكثر من 11 ألف شهيداً.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة فلسطين الأمطار النازحين
إقرأ أيضاً:
"خطة نشر اليأس".. كيف تدفع إسرائيل سكان غزة لمغادرة أراضيهم؟
في كل مرة، تأتي التحذيرات بالفرار فجأة، منشورات تتساقط من السماء، رسائل نصية تصل إلى آلاف الهواتف، وخرائط مشوشة على وسائل التواصل الاجتماعي تُحدد مسارات تنتهي غالبا بالمزيد من الركام والمعاناة.
تصفها إسرائيل بأنها "أوامر إخلاء" تهدف إلى إبعاد المدنيين عن مناطق الخطر. أما بالنسبة إلى سكان غزة البالغ عددهم أكثر من 2.1 مليون نسمة، فهي نذير بتشريد جديد، واندفاع يائس لإنقاذ الأطفال وكبار السن، ثم مسير مذل وبطيء نحو زاوية أخرى من القطاع المحاصر.
أوامر الإخلاء تغيّر وجه غزة
أظهرت مراجعة أعدتها صحيفة فايننشال تايمز لمئات أوامر الإخلاء، من بينها نحو 30 أمرا صُدِرت منذ انهيار الهدنة مع حماس في مارس، كيف أن إسرائيل، التي منحت جيشها صلاحيات للانتشار الكامل في القطاع، تغيّر تدريجيا معالم غزة، وتقلّص المساحات المتاحة للفلسطينيين.
وتشير البيانات إلى أن أكثر من 80 بالمئة من مساحة غزة أصبحت مشمولة بمناطق عسكرية إسرائيلية أو أوامر إخلاء، في واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، حتى قبل اندلاع الحرب إثر هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
نحو الزاوية الأخيرة جنوبا
لكن إسرائيل لا تبدو في طريقها للتوقف. فقد ألمحت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى نيتها تجميع سكان غزة في زاوية ضيقة جنوب القطاع قرب الحدود مع مصر، مع تحويل بقية الأراضي إلى مناطق محظورة على الفلسطينيين.
وحذّر مراقبون دوليون من أن دفع سكان غزة نحو منطقة قاحلة بلا ماء أو كهرباء أو مستشفيات، يُعد بمثابة "تطهير عرقي". أما الفلسطينيون، فيرون في هذه الخطوة مقدّمة لتهجير كامل خارج القطاع.
وقال وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتشدد، يتسلئيل سموتريتش، في مؤتمر خلال مايو: "في غضون أشهر.. ستكون غزة مدمرة، وسيُجبر سكانها على التجمع في الجنوب".
تدمير ممنهج للشمال والجنوب
وبعد أن دمرت إسرائيل معظم شمال غزة، توجهت في الأسابيع الأخيرة نحو تجريف المناطق جنوب ممر موراغ، الذي سمي على اسم مستوطنة إسرائيلية أُقيمت بين عامي 1972 و2005 قبل انسحاب إسرائيل من القطاع.
لكن ما تبقى من تلك المنطقة لم يعد صالحا للحياة، مدينة رفح الحدودية تحوّلت إلى أنقاض، والأراضي المحيطة بها جرداء بلا أشجار ولا مصادر مياه. الكهرباء غائبة، والمرافق الحيوية مدمرة.
ويمتد ممر موراغ الآن ليُفصل بين رفح وخان يونس، المدينة التي كانت تُعد معقلا لحركة حماس، قبل أن تجبر إسرائيل المدنيين على إخلائها أيضا.
سياسة "التيئيس"
هذا التكدّس البشري في بيئة غير صحية وخطيرة ليس أثرا جانبيا للحرب فحسب، بل هدف معلن لبعض أركان الحكومة الإسرائيلية، مثل سموتريتش، الذي يرى فيه خطوة ضرورية لتحقيق هدف اليمين الإسرائيلي المتطرف: دفع الفلسطينيين إلى مغادرة غزة نهائيا.
وقال الوزير الإسرائيلي: "حين يدركون أنه لا أمل ولا مستقبل في غزة.. سيغادرون طواعية". وأضاف: "سيصلون إلى مرحلة من اليأس الكامل".