رصد تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية معاناة النساء والفتيات جراء الحرب الناشبة في قطاع غزة، مشيرة إلى أنهن يتكبدن الثمن الأكبر في فاتورة الحرب ويحملن العبء الأكبر فيها.
وعرضت الصحيفة - في تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- بعض من قصص معاناة النساء والفتيات خلال هذه الحرب القاسية. 

واستشهدت بسيدة تدعى سلمى ترابين وهي حامل في شهرها الثامن، قائلة إنها تدعو أن تنتهي الحرب قبل أن يولد طفلها الثالث في عالم "مسموم ".


وقالت الصحيفة أن السيدة الشابة البالغة من العمر 30 عاما كانت منهكة وجائعة ومريضة بسبب شرب المياه غير النظيفة، وقالت -لصحيفة واشنطن بوست عبر الهاتف- إنها ظلت تنام منذ شهر على ملاءة على أرضية صلبة في الفصل المدرسي مع أكثر من 80 امرأة وطفلا آخرين. إذ ينام الرجال والصبية الأكبر سنا في الخارج في فناء ما كان في السابق مدرسة تديرها الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين) في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأضافت أن القذرات تتراكم على كل سطح، ولا يوجد ماء للاغتسال.
وخضعت ترابين لعملية قيصرية لطفليها الأولين، وتخشى الاضطرار إلى تحمل ولادة طفل ثالث في هذه الظروف، ربما دون مخدر حيث يصعب العثور عليه – أي (كما قالت)، إذا تمكنت من البقاء على قيد الحياة خلال الشهر التالي. وأضافت: "أخشى أن أموت قبل ولادة الطفل".
وأضافت الصحيفة أنه في وسط وجنوب قطاع غزة، تكتظ منشآت الأمم المتحدة ومنازل العائلات والمخيمات المؤقتة بنحو 1.5 مليون من سكان غزة الذين شردتهم الحرب الإسرائيلية. ولا تزال آلاف الأسر تتدفق يوميا من الشمال المحاصر، حيث تتقدم القوات الإسرائيلية بشكل مطرد.
وبعد خمسة أسابيع من القصف المكثف والحصار شبه الكامل، أصبحت الكهرباء شبه معدومة. ولا يوجد ما يكفي من الغذاء، ولا تتاح إمكانية للحصول بشكل منتظم على المياه النظيفة أو الصرف الصحي الأساسي. وتستمر الغارات الجوية في قتل وتشويه الناس فيما وصفه الجيش الإسرائيلي بـ "المناطق الأكثر أمانًا" في الجنوب.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن وطأة الحرب والتهجير يصعب تحملها بشكل خاص بالنسبة النساء والفتيات في غزة.
وقالت إن نورا عطا -47 عاما- وبناتها الخمس ينمن في نفس الغرفة الأسمنتية التي تعيش فيها ترابين. إنهن يعشن على حصص صغيرة من الجبن والخبز التي تقدمها الأونروا. ومع اقتراب فصل الشتاء، يقومون بحرق القماش للحصول على الدفء في بعض الليالي.
أما عن نادية عبد النبي -14 عاما- والتي تقيم في نفس الغرفة قالت: "أشعر بالحاجة الملحة لأن تكون والدتي بجانبي دائمًا". 
وأضافت: "أتمنى أن أتمكن من العودة إلى منزلنا"، رغم أنها تعتقد أنه تعرض للتدمير أو الضرر أثناء القتال. "أنا منهكة بشكل لا يصدق."
وقُتل أكثر من 11 ألف فلسطيني في الأسابيع التي تلت ذلك، بحسب وزارة الصحة في غزة، التي قالت يوم الجمعة الماضي إنها لم تعد قادرة على تقديم أرقام محدثة، مشيرة إلى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للاتصالات وكثافة القتال.
وحتى قبل الحرب، واجه القطاع الساحلي الصغير والمكتظ العديد من الأزمات الاقتصادية والصحية المتفاقمة بعد 16 عاما من الحصار الذي تقوده إسرائيل. 
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الأونروا، تمارا الرفاعي -لواشنطن بوست- إن الأونروا حاولت معالجة "الاكتظاظ والتحديات الخاصة التي تواجه النساء والفتيات". وفي مرافق الأمم المتحدة، ينام النساء والأطفال الصغار في قسم واحد والرجال في قسم آخر للالتزام بالقواعد الاجتماعية.
ومضت الصحيفة تقول لكن الأرقام مرعبة إذ قالت الوكالة إن حوالي 778 ألف من سكان غزة يلجأون إلى 154 موقعا على الأقل للأونروا لإيوائهم، غالبيتهم في الوسط والجنوب.
وتشمل المساعدات الإنسانية التي تدفقت إلى غزة - والتي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة بأنها "غير كافية على الإطلاق" - شاحنتين فقط تحتويان على إمدادات خاصة بعمليات الولادة والعمليات القيصرية، ووفقا لوكالة تنظيم الأسرة التابعة للأمم المتحدة للسكان فإن هناك حوالي 50 ألف امرأة حامل في غزة، ومن المقرر أن تلد 5500 منهن خلال الشهر المقبل - وهو ما يصل إلى أكثر من 180 ولادة يوميا.
وقالت سيدة -25 عاما- حامل في شهرها الخامس "نحن نفتقر إلى الحد الأدنى من متطلبات الحياة – لا الماء ولا الطعام". "نؤجل الحصول على الطعام حتى ساعات المساء حتى لا نضطر للذهاب إلى الحمام، وحتى لا ننام جائعين".
وأضافت "نحن نعيش الآن في العصر الحجري". "من لم يمت بالقتل مات من الجوع والمرض والخوف والتلوث".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: النساء والفتيات النساء والفتیات واشنطن بوست فی غزة

إقرأ أيضاً:

نيويورك بوست تحلل لغة الشفاة.. شجار علني بين ماكرون وزوجته يثير الجدل في فيتنام

في مشهد نادر ومثير للدهشة، رصدت عدسات الكاميرات لحظة توتر علني بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت، لحظة وصولهما إلى العاصمة الفيتنامية هانوي، مساء الأحد الماضي، خلال زيارة رسمية. 

الحدث، الذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية، من بينها صحيفة نيويورك بوست، كشف جانبًا شخصيًا من العلاقة بين الزوجين، في توقيت دبلوماسي حساس.


لقطات لا تمر مرور الكرام

عند نزول الرئيس الفرنسي وزوجته من الطائرة، لاحظ الصحفيون تفاعلًا حادًا بين الطرفين، بلغ حد الدفع والهمس بكلمات قاسية. وقد استعانت صحيفة نيويورك بوست بخبير في قراءة الشفاه لتحليل ما جرى. ووفقًا للتحليل، فقد قامت بريجيت ماكرون بدفع زوجها بشكل مفاجئ وهمست له بعبارة بالفرنسية قالت فيها: "Dégage، espèce de loser"، والتي تعني: "ابتعد، أيها الخاسر".


ورغم الموقف المحرج، حاول ماكرون الحفاظ على هدوئه وردّ عليها قائلاً: "Essayons، s’il te plaît"، أي "دعينا نحاول، من فضلك"، غير أن ردها جاء حازمًا بكلمة واحدة فقط: "Non" أي "لا".


لغة الجسد تكمّل الرواية

أظهر الفيديو محاولة الرئيس الفرنسي تقديم ذراعه لزوجته أثناء نزولهما من سلم الطائرة، إلا أن بريجيت تجاهلته وتشبثت بسور السلم، في إشارة فسّرها المراقبون على أنها رفض لأي تواصل جسدي أو محاولة لإظهار التضامن أمام الكاميرات.


هذه الإيماءات الصامتة كانت كافية لإشعال الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تباينت آراء المتابعين بين من رأى أن المشهد يعكس تصدعًا عاطفيًا داخل العلاقة، وبين من اعتبره مجرد سوء تفاهم عابر تحت ضغط المناسبة السياسية.


ردود الفعل بين التحليل والسخرية

وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن رحيمة، فقد امتلأت بالتعليقات التي تتراوح بين التحليل النفسي والسخرية، بينما اتجه بعض المحللين السياسيين إلى ربط الحادث بالضغوط الهائلة التي قد يواجهها الزوجان خلال المهام الرسمية المتكررة.


في المقابل، دعا آخرون إلى احترام خصوصية الحياة الشخصية للرئيس وزوجته، مؤكدين أن البشر، مهما علت مناصبهم، يمرّون بلحظات توتر وانفعال.

مهما كانت خلفيات الحادث، فإن ظهور هذا التوتر العلني في لحظة يفترض أن تكون رسمية ومخططًا لها بدقة، يفتح تساؤلات حول العلاقة بين ماكرون وزوجته، ويعيد رسم صورة مغايرة للعلاقة التي طالما بدت منسجمة أمام الإعلام. وبين من يرى فيه لحظة بشرية عابرة، ومن يعتبره مؤشراً على خلاف أعمق، يبقى المشهد حديث الساعة في الأوساط السياسية والإعلامية.

طباعة شارك ماكرون الكاميرات الرئيس الفرنسي الحادث الزوجين

مقالات مشابهة

  • واشنطن ترفع مستوى الضغط
  • منع برمجيات أمريكية متقدمة عن الصين يشعل الحرب التجارية
  • وفيات يوم الخميس الموافق 29 مايو 2025
  • واشنطن تطالب موسكو بإظهار حسن النية في المحادثات مع أوكرانيا
  • وفيات يوم الأربعاء الموافق 28 مايو 2025
  • مراحل عربات جدعون التي أقرها نتنياهو لتهجير سكان غزة
  • وزير خارجية ألمانيا من واشنطن: روسيا هي من تنتهك القانون الدولي
  • نيويورك بوست تحلل لغة الشفاة.. شجار علني بين ماكرون وزوجته يثير الجدل في فيتنام
  • نشرة المرأة والمنوعات| تحذير أحمر.. إذا كنت من هؤلاء توقّف عن تناول البهارات فوراً قبل دفع الثمن.. كيف تتغلب على توتر الثانوية العامة
  • توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل