كل ما تريد معرفته عن اضطراب الشخصية النرجسية
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
اضطراب الشخصية النرجسية حالة يكون عليها الانسان تسبب صعوبة كبيرة في التعامل مع الاشخاص وتعامل الاشخاص ايضا معه وهي عبارة عن حالة مرضية تؤثر على الصحة العقلية للمريض الذي ينتابه حينها شعور مبالغ فيه بأهميته، ويحتاج إلى الاهتمام والإطراء من الآخرين بشكل زائد ويسعى إلى ذلك، قد يفتقر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب إلى القدرة على فهم مشاعر الآخرين أو الاهتمام بها.
يمتلك الشخص النرجسي الكثير من الثقة المفرطة، ولكن ليسوا متأكدين من تقديرهم لذاتهم لأنهم ينزعجوا بسهولة من أقل انتقاد، ويسبب اضطراب الشخصية النرجسية مشكلات في كثير من نواحي الحياة، مثل العلاقات أو العمل أو المدرسة أو الشؤون المالية وقد يشعر المرضى المصابون باضطراب الشخصية النرجسية بالتعاسة وخيبة الأمل بشكل عام عندما لا يتم منحهم الامتيازات الخاصة أو الإعجاب الذي يعتقدون أنهم يستحقونه، قد يجدون علاقاتهم مضطربة وغير مرضية، وقد لا يستمتع الآخرون بالتواجد حولهم.
يظهر اضطراب الشخصية النرجسية غالبًا في سن المراهقة أو في بداية البلوغ وقد تظهر سمات النرجسية على بعض الأطفال، ولكن هذا غالبًا ما يكون عاديًا بالنسبة لأعمارهم ولا يعني أنهم سيصابون باضطراب الشخصية النرجسية عند الكبر، ويمكن أن تختلف أعراض اضطراب الشخصية النرجسية ومدى شدتها من شخص لآخر ويتسم المصابون بهذا الاضطراب بالصفات التالية:
إحساس عالي بشكل غير معقول بأهمية الذات والحاجة إلى سماع عبارات الإطراء والإعجاب باستمرار وبشكل مفرط.الشعور بأنهم يستحقون امتيازات ومعاملة خاصة.توقع الحصول على التقدير والتكريم حتى بدون إنجازات.تضخيم إنجازاتهم ومواهبهم بشكل أكبر مما هي عليه.الانشغال بتخيلات عن النجاح أو القوة أو التألق أو الجمال أو الرفيق المثالي.الإيمان بأنهم متفوقون على الآخرين وأنهم لا يمكنهم قضاء أوقاتهم إلا مع أشخاص مميزين مثلهم ولن يستطيع فهمهم سوى المميزين من أمثالهم.الانتقاد والتعامل بتعالي مع الأشخاص الذين لا يشكلون أهمية خاصة من وجهة نظرهم.توقع الحصول على خدمات خاصة وتوقع أن يفعل الآخرون ما يريدون منهم من دون طلب ذلك.استغلال الآخرين للحصول على مرادهم.عدم القدرة أو عدم الرغبة في تمييز احتياجات الآخرين ومشاعرهم.حسد الآخرين واعتقاد أن الآخرين يحسدونهم.التصرف بطريقة متعجرفة والتباهي كثيرًا والغرور.الإصرار على الحصول على الأفضل في كل شيء، كأفضل سيارة أو أفضل مكتب على سبيل المثال.في الوقت نفسه، يواجه الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسية صعوبة في التعامل مع أي خطاب يعتبرونه نقدًا. نفاد الصبر أو الغضب عندما لا يتلقون تقديرًا أو معاملة خاصة.مواجهة صعوبات كبيرة في التعامل مع الآخرين والشعور بأنهم مهملون بسهولة.الغضب من الآخرين وازدراؤهم ومحاولة التقليل من شأن الآخرين لجعل أنفسهم يبدون أعلى شأنًا.مواجهة صعوبات في التعامل مع عواطفهم وسلوكياتهم.مواجهة مشكلات كثيرة في التعامل مع الضغوط والتأقلم مع التغيير.الانسحاب من المواقف التي قد يفشلون فيها أو تجنبها.الشعور بالاكتئاب وتقلب المزاج لأنهم ليسوا على قدر الكمال الذي كانوا يتخيلونه.الشعور الخفي بعدم الأمان والخزي والإهانة والخوف من التعرض للفشل.
-علاج الشخصية النرجسية:
قد لا يرغب الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسية في الاعتقاد بوجود مشكلة، ولهذا السبب لا يبحثون عن علاج عادة.، ويعتبرونه إهانات لتقدير الذات على تقبل فكرة العلاج ومتابعته.
يحتاج طبيب نفسي المصاب باضطراب الشخصية النرجسية ولكنه لا يشعر انه مصاب ولا يعترف باحتياجه للطبيب وغالبا لم يقوم بالخطوة ويضر بنفسه ومن حوله.
-أسباب اضطراب الشخصية النرجسية:
مجهولة ومن المحتمل أن يكون السبب معقدًا.
ربما يرتبط اضطراب الشخصية النرجسية بالبيئة وهي العلاقات بين الآباء والأبناء التي تتسم إما بفرط التدليل أو فرط النقد بما لا يتناسب مع تجارب الأبناء وإنجازاتهم الفعلية.
الوراثيات وهي الخصائص الوراثية، مثل سمات شخصية معينة.
البيولوجيا العصبية وهي الرابط بين الدماغ والسلوك والتفكير.
-عوامل الخطر:
رغم عدم معرفة سبب اضطراب الشخصية النرجسية، فإن بعض الباحثين يعتقدون أن فرط الحماية أو فرط الإهمال من الآباء يؤثر في الأطفال الذين يولدون مع ميل للإصابة بهذا الاضطراب. وتؤدي الخصائص الوراثية والعوامل الأخرى أيضًا دورًا في تفاقم اضطراب الشخصية النرجسية.
-المضاعفات:
صعوبات تكوين العلاقات
مشكلات في العمل أو الدراسة
الاكتئاب والقلق
اضطرابات الشخصية الأخرى
اضطراب في الأكل يسمى فقدان الشهية
مشكلات صحية جسدية
إدمان المخدرات أو الكحوليات
الأفكار أو السلوكيات الانتحارية
-الوقاية:
نظرًا لأن سبب اضطراب الشخصية النرجسية غير معروف، لا تتوفر طريقة معروفة للوقاية من هذه الحالة المرضية ولكن قد يكون من المفيد الحصول على العلاج في أسرع وقت ممكن عند ظهور مشكلات في الصحة العقلية بمرحلة الطفولة.
المشاركة في العلاج الأسري لتعلم طرق صحية للتواصل أو التأقلم مع الصراعات أو الاضطرابات العاطفية.
حضور فصول في مجال تربية الأبناء وطلب التوجيه من معالج أو أخصائي اجتماعي إذا لزم الأمر.
-التشخيص:
الأعراض ومدى تأثيرها على حياتك.
الفحص البدني للتأكد من عدم وجود مشكلات صحية تسبب الأعراض.
التقييم النفسي المتعمق الذي يمكن أن يُطلب فيه ملء عدد من الاستبيانات.
المعايير الموضحة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (الطبعة الخامسة) التي نشرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي.
-العلاج:
يعالج اضطراب الشخصية النرجسية بطريقة العلاج بالحوار، المعروف أيضًا بالعلاج النفسي. وقد يشمل العلاج استخدام الأدوية عند الإصابة بحالات صحية نفسية أخرى مثل الاكتئاب.
يحتاج علاج اضطراب الشخصية النرجسية بشكل أساسي إلى المعالجة النفسية ويمكن للمعالجة النفسية مساعدته في اكتساب القدرة على التواصل بشكل أفضل مع الآخرين بحيث تصبح علاقاتك معهم وثيقة ومرضية وممتعة بشكل أكبر.
فهم أسباب المشاعر التي تنتابك وتحديد ما يدفعك إلى منافسة الآخرين وفقدان الثقة بهم وربما ازدرائهم وازدراء نفسك.
ويكون التركيز الأكبر على مساعدتك في تقبل المسؤولية واكتساب قدرات تقبل العلاقات الشخصية الحقيقية والحفاظ عليها والتعاون مع الزملاء.
معرفة قدراتك ومهاراتك الحقيقيّة وتقبلها حتى يتسنى لك تحمل النقد والإخفاقات.
زيادة قدرتك على فهم مشاعرك والتحكم فيها.
فهم تأثير المشكلات المتعلقة بتقدير الذات وتعلم كيفية التعامل معها.
تحديد الأهداف التي يمكن تحقيقها وتقبلها بدلاً من التطلع إلى الأهداف غير الواقعية.
قد تخضع للعلاج لفترة قصيرة لمساعدتك على ضبط النفس خلال أوقات التوتر أو الأزمات، وقد تطول فترته لمساعدتك على تحقيق أهدافك والحفاظ عليها.
يمكن أن يساعدك إشراك أفراد من العائلة أو غيرهم من الأشخاص المهمين بالنسبة إليك إلى حد كبير.
-الأدوية:
لا توجد أدوية تستخدم على وجه الخصوص لعلاج اضطراب الشخصية النرجسية لكن إذا ظهرت عليك أعراض الاكتئاب أو القلق أو غيرها من الحالات، فيمكن أن تفيد أدوية مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق.
قد تشعر بالدفاعية تجاه العلاج أو تعتقد أنه ليس ضروريًا ويمكن أن تجعلك طبيعة اضطراب الشخصية النرجسية تشعر أيضًا بأن العلاج لا يستحق وقتك واهتمامك، وقد تميل إلى التوقف عنه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاكتئاب والقلق الصحة العقلية المعالجة النفسية فی التعامل مع الحصول على
إقرأ أيضاً:
نجاحه يبدأ من فشل الآخرين
خالد بن حمد الرواحي
في بعض المكاتب، تبدو الصورة مُضلِّلة من النظرة الأولى: مديرٌ يحيط نفسه بمساعدين لا يكفون عن الثناء عليه، ويُغرقونه بالإعجاب كلما لمحوا منه إشارة. لا أحد يخالفه أو يناقشه، وكل فكرةٍ- مهما كانت بسيطة- تُقدَّم له باعتبارها اكتشافًا عبقريًا. في تلك البيئة، يصبح الصمت فضيلة، والمجاملة قاعدة، والاختلاف مخاطرة لا يجرؤ عليها أحد. وهكذا يترسخ لديه شعورٌ بأنه الأذكى… لا لأنه يتفوق حقًا؛ بل لأنه أحاط نفسه بمن هم أقلّ منه قدرةً وحضورًا.
الخوف من الكفاءة لا يبدأ من ضعفٍ في المهارات بقدر ما يبدأ من ضعفٍ في النفس. فالمسؤول الذي اعتاد الثناء لا الإنجاز، يخشى المقارنة أكثر مما يخشى الفشل. وعندما يدخل موظفٌ موهوب، يتحدث بثقة ويطرح فكرةً ناضجة، يشعر ذلك المسؤول أن حجمه الحقيقي انكشف. لا يقول شيئًا، لكنه يبدأ في بناء جدران غير مرئية: يُقلّل من قيمة الفكرة، يتجاهل الاقتراح، أو يُحمِّل غيره مسؤولية التأخير. وكلما ازداد النجاح من حوله، ازداد الانزعاج داخله؛ لأن بريق الآخرين يكشف خواء الضوء الذي يملكه.
محاربة الكفاءات لا تتمّ بقرارٍ مباشر؛ بل بأساليب ناعمة يصعب التقاطها. تبدأ أولًا بتقليل ظهور الموهوبين: لا يُدعَون إلى الاجتماعات المهمة، تُسند إليهم مهام جانبية، ويُحجب عنهم الاتصال بمراكز القرار. ثم تأتي المرحلة الثانية: تحميلهم أعمالًا كثيرة لا قيمة لها، تُرهقهم وتشغل وقتهم دون أن تمنحهم فرصة للتألق. وفي العلن يبدو كل شيء طبيعيًا، كأنها مجرد «توزيع مسؤوليات»، بينما في الحقيقة هو إقصاءٌ محسوب للموهبة كي يبقى المسؤول وحيدًا تحت الأضواء.
هذا النوع من الإدارة يترك خسائر لا تُقاس بالأرقام. فحين تُهمَّش الكفاءات، يغادر المتميزون بهدوء، ويُستبدلون بأشخاصٍ «لا يزعجون». ومع الوقت، يصبح المعيار ليس جودة العمل؛ بل الولاء الشخصي. تنخفض جودة التقارير، وتتكرر الأخطاء، لكن لا أحد يجرؤ على القول: المشكلة ليست في الفريق… بل فيمن يقوده. وكل شيء يبدو جيدًا على الورق، بينما المؤسسة تسير نحو التراجع، لأنها خسرت أثمن أصولها: الإنسان الكفء الذي كان يمكن أن يُغيّر الواقع بدلًا من أن يُستبعد منه.
المفارقة أن القائد القوي لا يحتاج أن يقلِّل من الآخرين ليبدو كبيرًا؛ بل يزداد قوة بوجودهم. فالموهوبون حوله ليسوا تهديدًا؛ بل مضاعفة لطاقته. والقائد الحقيقي يشبه الضوء: لا يقلّ ضياؤه حين تُضاء مصابيح أخرى بجانبه؛ بل يتسع المشهد ويزداد وضوحًا. لهذا تنجح المؤسسات التي تبحث عن المواهب وتستثمرها. فنجاح الفريق ليس خصمًا من رصيد القائد؛ بل إضافة إليه. ومن يملك ثقةً بنفسه لا ينزعج من تفوق الآخرين، لأنه يدرك أن دوره ليس أن يكون الأفضل في كل شيء؛ بل أن يجعل الجميع أفضل مما كانوا عليه.
حين يُقصى المبدعون، لا يغادرون وحدهم؛ بل يرحل معهم شيء لا يُعوّض: روح المبادرة. الموظفون الذين يشاهدون زميلًا مجتهدًا يُهمَّش، يتعلمون الدرس سريعًا: الإبداع مُكلف، والتميز خطر. فيبدأ الجميع بالاختباء في منطقة الأمان؛ حيث لا توجد أفكار جديدة ولا اقتراحات جريئة؛ بل تنفيذٌ حرفي بلا روح. ومع الوقت، تتحول المؤسسة إلى نسخةٍ باهتة من نفسها، تنجز ما هو مطلوب، لا ما هو ممكن. هذه هي الكلفة الخفية التي لا تظهر في الميزانيات: خسارة العقول قبل خسارة الأرقام.
وفي النهاية، لا يُقاس القائد بجمع المصفقين حوله؛ بل بجمع المختلفين والمؤثرين والمبدعين. فالمؤسسة التي تسمح للكفاءات بأن تتنفس وتُشارك، تزداد قوةً واحترامًا. أما المسؤول الذي لا يرى نفسه إلا إذا صغُر الآخرون من حوله، فسيبقى أسير صورته، يخشى الضوء، ويُطفئ المصابيح التي كان يمكن أن تُنير الطريق للجميع. إن النجاح الحقيقي لا يبدأ من فشل الآخرين؛ بل من الشجاعة في احتضان الموهبة، ومن الإيمان بأن التفوق الجماعي إرثٌ يبقى أطول من أي إنجازٍ فردي عابر. فالمؤسسات لا ترتقي بالمجاملة؛ بل بالجدارة، ولا تبني مستقبلها بإقصاء الأقوياء؛ بل بمنحهم مكانًا يليق بهم وبالوطن الذي يخدمونه.
رابط مختصر