بعد "جرعة تفاؤل".. حرب غزة خذلت هجوم أوكرانيا المضاد
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
تراجعت الآمال الأوكرانية والغربية في تحقيق نتائج الهجوم المضاد علما بأن هذا العام بدأ بتفاؤل عالي المستوى في القدرة على "هزيمة روسيا".
وأمام آلاف الجنود الروس وملايين الألغام الممتدة على خط التماس لم تستطع أوكرانيا حتى اليوم تنفيذ خروقات واضحة في الجبهة في نتائج "مخيبة للآمال".
وزادت الحرب في غزة من تعقيدات المشهد الأوكراني حيث تعرض الدعم العسكري الغربي لهزة قوية جعلت إسرائيل وأوكرانيا في كفتي ميزان إحداها ترجح اليوم لصالح حليف أميركا الأول الذي يعيش حالة من عدم الاستقرار عقب هجوم 7 أكتوبر.
وقبل أسبوعين، اعترف القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوزني بأن الأمور وصلت إلى "طريق مسدود".
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، لم يتقدم الأوكرانيون بالقدر الذي كانوا يأملونه مما أعطى روسيا الوقت لبناء خطوط دفاعية راسخة.
وعلّق المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لويس ميغيل بوينو، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، على المخاوف الأوكرانية من انصراف الدعم الغربي عنها، بالنظر لاستمرار تصاعد الحرب في غزة، والتي جذبت انتباه العالم لما يقترب من 40 يومًا متواصلة.
وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي مستمر في دعمه لأوكرانيا رغم الحرب في غزة".
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي قدَّم 1.8 مليار يورو الشهر الماضي لأوكرانيا كجزء من حزمة 18 مليار يورو، لافتًا إلى أن التكتل يعمل الآن على حزمة جديدة لتقديم المزيد من الدعم العسكري بقيمة 21 مليار يورو.
وسبق أن تحدث عن هذا الأمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي قال إن الحرب بين إسرائيل وحماس "لفتت الانتباه بعيدًا عن كييف، وهذا هو هدف روسيا"، تزامنًا مع دخول الحرب شهرها الـ 20، حيث تكافح بلاده من أجل كسب مزيد من الأرض في هجومها المضاد.
وقال زيلنسكي إن شحنات قذائف المدفعية إلى بلاده "انخفضت" بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، مشيرا خصوصا إلى القذائف من عيار 155 ملم التي تستخدم على نطاق واسع عند خطوط الجبهتين الشرقية والجنوبية في أوكرانيا.
وعقب الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على إسرائيل 7 أكتوبر الماضي، أرسلت الولايات المتحدة رسالة ردع واضحة لمنع تمدد الصراع في جبهات أخرى بدخول حركات وتيارات جديدة على الخط، في حين كان الدعم الأميركي لإسرائيل واضحا من اللحظة الأولى على كافة المسارات السياسية والعسكرية.
وكانت الإشارة الأولى في هذا الصدد من الرئيس جو بايدن، الذي أكد من البداية "دعم إسرائيل بكل ما تحتاجه لرعاية مواطنيها والدفاع عن نفسها والرد على الهجوم".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الألغام أوكرانيا غزة إسرائيل روسيا الاتحاد الأوروبي فولوديمير زيلينسكي كييف الولايات المتحدة جو بايدن غزة أوكرانيا الهجوم المضاد الألغام أوكرانيا غزة إسرائيل روسيا الاتحاد الأوروبي فولوديمير زيلينسكي كييف الولايات المتحدة جو بايدن شرق أوسط
إقرأ أيضاً:
مبعوثة أوروبية: لابد من إنهاء حرب السودان والحل الوحيد التفاوض
قالت مبعوثة الاتحاد الأوروبي لمنطقة القرن الأفريقي، الدكتورة أنيت ويبر، إن الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع تسببت في دمار مروع وإنه لا يمكن القبول باستمرارها، مؤكدة أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو عبر التفاوض المباشر بين طرفي النزاع.
وأضافت ويبر، خلال مقابلة مع قناة الجزيرة، أن الاتحاد الأوروبي يراقب الأوضاع في السودان بقلق بالغ، لا سيما في ظل تعاظم المعاناة الإنسانية واستهداف المدنيين في مناطق عدة، مشددة على ضرورة أن تبذل دول الإقليم مزيدا من الضغط على طرفي الصراع لدفعهما نحو وقف إطلاق النار وبدء محادثات سياسية.
وأوضحت أن تركيز الاتحاد الأوروبي ينصب حاليا على الحفاظ على فاعلية الدولة السودانية، مشيرة إلى أن نحو 14 مليون سوداني أصبحوا عالقين في الداخل، في حين لجأ آخرون إلى دول الجوار، الأمر الذي يهدد بتفكك مؤسسات الدولة وانهيار بنيتها التحتية.
وشددت ويبر على أن الاتحاد الأوروبي يعمل مع جميع الأطراف لإيصال المساعدات الإنسانية، مؤكدة الحاجة إلى اتفاق يحمي المرافق الحيوية مثل محطات المياه ومولدات الكهرباء التي تعتمد عليها المستشفيات، وذلك لتخفيف آثار الأزمة المتفاقمة.
الحسم العسكريوقالت إن الاتحاد حاول التواصل مع طرفي النزاع لضمان عدم استهداف البنية التحتية، مضيفة أن غياب المفاوضات منذ اجتماعات جدة عام 2023 يعكس إصرار الطرفين على الحسم العسكري، وهو ما يفاقم معاناة المدنيين ويمدد أمد الحرب.
إعلانوفي معرض حديثها عن التطورات السياسية، لفتت إلى أن تعيين حكومة جديدة في السودان قد يفتح المجال لتعزيز الاستقرار، لكنها أكدت أن هذه الخطوة لن تكون كافية ما لم تتوقف الحرب التي تمزق البلاد.
وأضافت ويبر أن هناك فرصة للخروج من هذا "النفق المظلم" إذا وُجدت إرادة حقيقية للسلام، مؤكدة أن استمرار الصراع سيؤدي إلى انهيار إقليمي شامل، مما يفرض على جميع الأطراف، محليا ودوليا، التحرك بسرعة قبل فوات الأوان.
وأكدت أن مفتاح الحل يبدأ بوقف إطلاق النار الفوري ثم الانتقال إلى مفاوضات جدية بين الأطراف، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم الدعم السياسي والإنساني، لكن مسؤولية تحديد مستقبل البلاد تقع على عاتق السودانيين أنفسهم.
رؤى متباينةوأشارت إلى أن لدى الطرفين رؤى متباينة بشأن مستقبل السودان، مما يتطلب حوارا عميقا يُفضي إلى رؤية مشتركة لمستقبل مدني وسياسي، يشارك فيه المجتمع المدني بقوة إلى جانب الدعم الإقليمي والدولي.
ورأت ويبر أن الضغوط السياسية لا يجب أن تقتصر على العقوبات الغربية، بل يجب أن تتوسع لتشمل ضغوطا داخلية من المجتمع السوداني نفسه، الذي عليه أن يرفع صوته رافضا استمرار الدمار وانهيار البلاد.
وأكدت أن العقوبات وحدها لم تفلح حتى الآن في إجبار الطرفين على تغيير مواقفهما، مضيفة أن تقديم بدائل إيجابية ومقترحات لبناء الدولة هو ما يمكن أن يحدث فارقا حقيقيا، لأن السودانيين يحتاجون إلى رؤية أمل لما بعد الحرب.
وأشارت ويبر إلى أن الحديث عن إعادة الإعمار أو تطوير البلاد لا يمكن أن يتحقق ما دامت الحرب مستمرة، مؤكدة أن المسار الوحيد الذي يمكن أن يفضي إلى ذلك يبدأ من وقف القتال والجلوس إلى طاولة المفاوضات.
ومنذ اندلاع النزاع في أبريل/نيسان 2023، بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أسفرت الحرب عن سقوط أكثر من 20 ألف قتيل، ونزوح قرابة 14 مليون شخص.
إعلان