بعد تزايد شهوة الانتقام في غزة.. فورين بوليسي: أين شجاعة الغرب الأخلاقية تجاه إسرائيل؟
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
أين شجاعة الغرب الأخلاقية تجاه إسرائيل؟.. حمل هوارد دبليو فرينش، كاتب عمود في مجلة "فورين بوليسي" هذا التساؤل، مشيرا إلى مسألة اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، قبل أيام، بزعم وجود بنية تحتية لقيادة حركة "حماس" بداخله، وهو ما لم ينجح بإثباته حتى الآن.
ويشير التقرير إلى أن أقصى ما فعله جيش الاحتلال بعد اقتحام المستشفى وترويع المرضى والتسبب في وفاة البعض هو تقديم أكياس قماشية بها أسلحة فردية بجوار أجهزة الرنين المغناطيسي، في مقطع فيديو حذفه الجيش لإجراء تعديلات عليه، ودفع هيئة الإذاعة البريطانية "bbc" لإصدار تقرير يظهر التناقض بين الفيديو وما شاهده فريق مراسليها الذي كان بصحبة جيش الاحتلال وهو يقتحم المستشفى.
اقرأ أيضاً
خلال ساعة واحدة.. إسرائيل تطالب بإخلاء مجمع الشفاء بشكل كامل
لا أدلةويقول التقرير إنه بقدر إصرار إسرائيل والولايات المتحدة على الإصرار على ادعاءات بأن مستشفى الشفاء قد تم استخدامه كقاعدة رئيسية لعمليات "حماس"، فقد نفت الحركة - وكذلك العاملون في المستشفى - ذلك.
ويبدو أن النتيجة المبكرة للأدلة المتاحة للجمهور، مثل مقطع الفيديو الخاص بمخبأ الأسلحة المزعوم، لا ترقى إلى مستوى فكرة أن المستشفى يشبه أي شيء قاعدة عسكرية.
ولم تقدم إسرائيل أي دليل حتى الآن على مركز القيادة تحت الأرض والأنفاق التي قالت إن "حماس" أنشأته تحت المستشفى.
وقد نددت المؤسسات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمات المجتمع المدني مثل "هيومن رايتس ووتش" بالحصار الإسرائيلي للمستشفى باعتباره دليلاً على الاستهتار المتعمد بحياة الأبرياء، وهو أمر يستحق فتح تحقيق في ارتكاب جرائم حرب، كما يقول التقرير.
ويقول الكاتب إن حرمان المرضى المصابين بأمراض خطيرة من الكهرباء، أو الأطفال المبتسرين من الحاضنات، أو مرضى العمليات الجراحية من التخدير والإضاءة المناسبة هي أشياء لا ينبغي التسامح معها من قبل واشنطن.
ويرى الكاتب أنه سواء ثبت أن مستشفى الشفاء كان قاعدة عملياتية رئيسية لـ"حماس" أم لا، فإن هذه الحملة الإسرائيلية الأوسع اتخذت طابع العقاب الجماعي والعشوائي تقريباً على نطاق نادر في الحروب الأخيرة.
وكما كتب الصحفي عاموس هاريل مؤخراً في صحيفة "هآرتس"، فإن "معظم ساحات القتال في شمال غزة ستكون غير صالحة للسكن البشري لأشهر، إن لم يكن لسنوات، حيث تم تدمير أحياء بأكملها في مدينة غزة وضواحيها، ناهيك عن كمية الذخائر التي ستبقى في المنطقة.
اقرأ أيضاً
اتهامات لإسرائيل بتعريض مجمع الشفاء للإبادة وسرقة الجثث
غزو أوكرانياويشير الكاتب لازدواجية أمريكا والغرب حيال ما يحدث في غزة، مذكرا بتصريحات سابقة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمام الأمم المتحدة إبان الغزو الروسي لأوكرانيا قال فيها: "لا يمكننا أبداً أن نسمح للجرائم التي ترتكبها روسيا بأن تصبح أمراً طبيعياً جديداً لدينا. … قصف المدارس والمستشفيات والمباني السكنية وتحويلها إلى أنقاض ليس أمراً طبيعياً".
ويضيف الكاتب: المفارقة أن كل ذلك حدث في غزة على مدى الأسابيع الستة الماضية، وأصبحت الأمور طبيعية، كما أصبحت موجة من الخطاب الإسرائيلي الذي يعلن صراحة عن الرغبة في تسوية غزة بالأرض مقبولة في الولايات المتحدة.
إن مثل هذه اللغة اللاإنسانية والتكتيكات العسكرية هي التي دفعت الخبراء في شؤون المحرقة والإبادة الجماعية إلى التحذير من الخطر الحقيقي المتمثل في احتمال انزلاق الحملة التي تشنها إسرائيل ضد "حماس" في غزة إلى إبادة جماعية.
اقرأ أيضاً
رايتس ووتش: إسرائيل لم تقدم أدلة على ادعاءاتها بشأن مستشفى الشفاء
ابتهاج الانتقامويختم الكاتب بالقول: السبيل الوحيد لمنع ذلك يتلخص في التوقف عن تبرير أي عمل عنيف تتخذه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في غزة باعتباره مشروعاً، لأن هدفها النهائي يتلخص في القضاء على "حماس".
ولا ينبغي للإسرائيليين، الذين يقولون إن مجتمعهم كان ضحية لهجمات "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن يسمحوا لأنفسهم بالابتهاج بانتقام أكثر فجاجة، ويتعين على الغرب، الذي سارع إلى دعم إسرائيل في أعقاب هجمات "حماس"، أن يتحلى بالشجاعة الأخلاقية لمنع تفاقم هذه الأحداث.
المصدر | هوارد دبليو فرينش / فورين بوليسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة مستشفى الشفاء جرائم حرب حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
مساعد وزير الداخلية الأسبق: المشاكل الأخلاقية والأمنية الأخيرة نتاج لغياب الانضباط والحوكمة
عبر اللواء سمير المصري، مساعد وزير الداخلية الأسبق، عن قلقه البالغ إزاء تفاقم القضايا الأخلاقية والاجتماعية غير المسبوقة في المجتمع، تحديدًا حوادث التحرش، مشددًا على أن هذه المشاكل لم تكن موجودة "على أيامنا"، موجهًا شكره للقضاء المصري على أحكامه الفورية والرادعة.
وربط اللواء سمير المصري، خلال لقائه مع الإعلامي أشرف محمود، ببرنامج "الكنز"، المذاع على قناة "الحدث اليوم"، بين هذه الظواهر وبين قضية التعليم، مستحضرًا رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي حول العلاقة بين الشهادة وسوق العمل.
وأشار إلى تصريحات للرئيس السيسي، قال فيها: "الأسر عايزة إيه؟، عايزة العيال في الآخر يتخرجوا وياخدوا الشهادة، إنما أنا فكري مش كده"، موضحًا أن فكر الرئيس يتركز على الاستفادة الحقيقية من الموارد البشرية، خاصة الخريجين من كليات الهندسة والتكنولوجيا والحاسبات (أكثر من 500 ألف طالب)؛ لكن عندما سأل الرئيس رئيس مجلس الوزراء عن عدد الطلاب الذين يصلحون للاستفادة منهم فوراً، كان الرقم صادماً: 111 ألفاً فقط من أصل 500 ألف.
وأكد أن هذا القصور في التعليم يؤدي إلى أن تصبح الشهادة مجرد "إيصال متعلق على باب"، بدلاً من أن تكون أداة لبناء الإنسان والدولة، موجهًا تحية خاصة لوزارة التربية والتعليم والمدارس الحكومية، مؤكدًا أنه زار عددًا منها وشهد نظامًا وترابطًا غير طبيعي، وأنها أصبحت آمنة للأبناء، لكن القلق انصب بشكل خاص على المدارس الخاصة والدولية، معقبًا: "المدارس الخاصة مع المدارس الدولية هي اللي أنا شايف أن لابد للحكومة ووزارة التربية والتعليم أن إيديها تبقى قوية عليها".
وكشف عن أن المشاكل الأخلاقية والأمنية الأخيرة هي نتاج لغياب الانضباط والحوكمة في هذه النوعية من المدارس، مؤكدًا أن هذه القضايا تمثل أمنًا قوميًا.
وفي سياق هذه المشاكل، أشاد اللواء سمير المصري بحكم الإعدام الذي صدر مؤخرًا بحق رجل مارس التحرش ضد أطفال في إحدى المدارس الدولية لمدة 15 عامًا، معقبًا: "أنا بشكر القضاء في هذا الموضوع.. العدالة الناجزة.. القاضي المحترم اللي أصدر حكمه بإلإعدام.. هذا الحكم هو هيبقى إن شاء الله نبراس وعلام نور".
وشكر الأسرة الشجاعة التي قامت بالإبلاغ، ووزارة الداخلية على دقة تحرياتها، مشيرًا إلى خطر آخر يُهدد المدارس الخاصة والدولية وهو عدم السيطرة على المناهج، مستشهدًا بقضية سابقة: "ممثلة بتقول: أنا فوجئت إن هم علموا ابني في المدرسة إن مصر ما انتصرتش في حرب أكتوبر"، مؤكدًا: "أنا نقلت ولادي من مدرسة خاصة واديتهم لمدرسة حكومية.. أنا عارف رجعته للحكومة.. مفيهاش دلع، فيها حوكمة، فيها سيطرة".