السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية للجميع وبعد، سيدتي أنا حقا اعر بالضياع. وأتمنى أن أعثر من يشد بيدي إلى لطريق الهناء، فبعد أن تزوجت وحسبت أنني تخلصت من الماضي المر والمعاناة. التي عشتها رفقة أهلي لأسباب أتحفظ عن ذكرها.

هاهي حماتي اليوم لا تفوت أي فرصة لتنغص عيشتي وتستفز أعصابي، لا تفوت يوميا دون أن تذكرني بمشاكل عائلتي.

فتشعرني وكأنها تفضلت عليّ وأنقذتني من جحيمهم، حتى زوجي ذلك الرجل الطيب الذي كانت تربطنا علاقة تنبض مودة ورحمة. استطاعت أن تؤلبه ضدي وصار لا يطيقني.

أصبح يراني زوجة غير صالحة وصارت هي من تتحكم بتسيير أمورنا المالية، راتبه ومصروفنا كله بيدها. حتى أشيائي الخاصة هي من تقتنيها لنا، كل هذا وبقيت صابرة حتى لا أشرد أولادي لأنه من المستحيل أتن يقبل بهم أهلي.

سيدتي لقد فقدت السلام الداخلي، وحاصرني اكتئاب شديد، كرهت كل شيء زوجي وبيتي وحتى نفسي. أفكار سلبية كثيرة تدور في رأسي، لكن مجرد أن ينادي أحد أولادي ماما استجمع قواي. لكنني تعبت فإلى متى أبقى أدفع ثمن ذنب ليس ذنبي، أفيدوني بارك الله فيكم؟

أختكم مريم من الوسط

الــرد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، صدقيني يا سيدتي لا أرى داع لتهويل الأمور بهذه الطريقة. فعادي جدا أن تمر علاقة أي زوجية بانتكاسة وسرعان ما يمكن تخطيها مادام الحب موجود والرحمة ترفرف على سقف عائلتك.

لذا تخلصي وعلى الفور من كل تلك الأفكار السلبية التي تحوم بك، واقبلي قدرك فليس منا من اختار أهله، ثم إياك وذكرهم بالسوء من الآن وصاعدا، بل عليك احترامهم والافتخار بهم وحبهم، واخلعي عنك ثوب المسكين بسبب ظروف عائلتك.

أنت الآن سيدة متزوجة، مسؤولياتك متعددة، وليس لديك الوقت للترهات والتفاهات التي تحصل بين الحماة والكنة. أنت أم ورسالتك الآن المحافظة على شمل أسرتك ليس هروبا من جحيم أهلك. بل لأنك مكلفة أمام الله وأمام المجتمع لأن تربي أولادك تربية يعتزون بها في كبرهم.

مسؤولة لان تسعدي زوجك الذي قلت في بداية رسالتك أنه طيب وأن بيتكما يشع حبا بالرغم من بساطة وضعكم، لهذا انظري دوما للقسم المملوء من الكأس ولا تنظري إلى القسم الفارغ، وهذا القسم الفارغ هو حماتك التي التي تمكنت من نقطة ضعفك لتكون هي الرابحة أمام زوجك.

ولو أنه ابنها وواجب عليه برها، لهذا كوني أذكى منها، وساعديه أنت على طاعتها أكثر حتى لا يتسلل الشيطان بينكما ويفسد عليك صفر الحياة، اكسبي ودها وتجاوزي عن ملاحظاتها، حتى يتجاوز هو ذلك الاعتقاد بأنك تكرهين أمه.

إياك والتفكير في الطلاق، ولا في تصعيد المشاكل في البيت، فلن تجني من ذلك إلا التعب، صفي أفكارك، وقومي بوضع خطة واضحة المعالم في حياتك، التزمي من خلالها بحماية أسرتك من الشتات.

أحبي ذاتك وأهلك، وأحبي زوجك وأولادك، واحترمي حماتك أيضا، وادفعي بالتي أحسن على الدوام، واعلمي أنه لا حال دام على حاله، فقط اصبري وتمسكي بالله، افتحي أيضا باب النقاش الهادئ والجميل مع زوجك، عبري له عن حبك، وسوف ترين أنه الأمور كلها ستكون كما تحبين أنت بإذن الله، كان الله في عونك وأنار دربك وأصلح ذريتك يا رب.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

تقرير تحليلي سياسي: أموال هائلة تُصرف بلا رقيب… فأين الشفافية والمحاسبة؟

28 مايو، 2025

بغداد/المسلة: كتب حيدر البرزنجي: في الوقت الذي كان من المفترض ان تصرف هذه الاموال على تمكين الشباب وتطوير مهاراتهم.

ومع كل استحقاق انتخابي جديد في العراق، يتكرر الحديث عن حجم الإنفاق الهائل الذي يطغى على مشهد الانتخابات، وتحديدًا ما يتعلق بالأحزاب السياسية الناشئة، والتحالفات المستجدة، وحتى المرشحين الأفراد الذين يضخّون أموالًا طائلة بلا أي وضوح في مصادر التمويل.

وتُقدّر بعض الأوساط السياسية والرقابية حجم ما الصرف في الانتخابات البرلمانية القادمة

بمبلغ يتراوح بين 2.5 إلى 3 ترليون دينار عراقي، وهو رقم صادم يعادل نحو 2 مليار دولار أمريكي، ويثير عشرات الأسئلة حول العدالة الانتخابية، ومشروعية المال المستخدم، وغياب آليات المراقبة والمحاسبة.

إنفاق بلا سقف… ولا ضوابط

في بلد يرزح تحت أزمات اقتصادية مزمنة، من انهيار البنى التحتية إلى البطالة المستفحلة، يبدو إنفاق هذه المبالغ الهائلة في موسم انتخابي أشبه بـ “مباراة مفتوحة للنفوذ المالي”.

وليس من النادر اليوم أن تُصرف ملايين الدولارات على مرشح واحد، كما حصل في إحدى الدوائر الانتخابية مؤخراً، حيث تم الكشف عن إنفاق 5 ملايين دولار من قبل مرشح محسوب على الأوساط التجارية.

وفي المقابل، تغيب أي إجراءات رقابية فعلية من قبل مفوضية الانتخابات أو الهيئات المالية المختصة، ما يجعل هذه الممارسات تمرّ بلا اعتراض أو مساءلة.

من أين تأتي هذه الأموال؟

لا أحد يعلم على وجه الدقة. بعض الأحزاب التقليدية قد يكون لها مصادر تمويل داخلية معروفة، لكن المثير للقلق هو بروز مرشحين جدد وأحزاب ناشئة يموّلون حملاتهم بملايين الدولارات، دون أي شفافية أو معرفة بمصادر هذه الأموال.

هنا يُطرح السؤال الكبير:

هل يتم تمويل هؤلاء من رجال أعمال؟ جهات خارجية؟ مصالح اقتصادية داخلية؟ أم أن المال السياسي دخل مرحلة “التبييض الانتخابي”؟

في كل الأحوال، الخطر واحد: شراء المواقع التشريعية وتحويل البرلمان إلى ساحة استثمار، لا تمثيل شعبي.

غياب المساءلة: الثغرة القاتلة

رغم وجود قوانين انتخابية تنظّم العملية الديمقراطية، إلا أن لا شيء يفرض على المرشحين أو الأحزاب الإفصاح عن مصادر تمويلهم، أو الالتزام بسقف مالي قانوني.

وكما لا توجد جهة مستقلة فعالة تقوم بمراجعة أو تدقيق حسابات الحملات الانتخابية.

ونتيجة لذلك، يختل التوازن بشكل خطير بين المرشحين القادرين على الإنفاق، والمرشحين المعتمدين على التأييد الشعبي فقط. وتتحوّل الانتخابات من تنافس برامجي إلى صراع مالي على النفوذ والهيمنة.
المقارنة مع التجارب الدولية: مغالطة شائعة.

يُبرّر البعض هذا الإنفاق الهائل بالقول إن “الانتخابات الأمريكية أيضاً تُنفق فيها المليارات”، لكن المقارنة هنا مضلِّلة:

• في الولايات المتحدة، هناك هيئة مستقلة (FEC) تفرض الإفصاح عن كل تبرع يتجاوز مبلغًا بسيطًا.

• توجد شفافية إعلامية ومجتمعية حول الإنفاق ومصادره.

• كما تخضع الحملات لرقابة دقيقة ومحاسبة حقيقية.

أما في العراق، فكل ذلك مفقود، ما يجعل المبالغ الضخمة بابًا خلفيًا للفساد، لا وسيلة لدعم الديمقراطية.

تساؤلات مفتوحة للرأي العام:

1. من يموّل الحملات التي تتجاوز عشرات المليارات؟

2. لماذا لا تكشف مفوضية الانتخابات عن بيانات الإنفاق؟

3. هل يمكن الحديث عن انتخابات “نزيهة” في ظل تفاوت مالي صارخ؟

4. ما هو مصير الديمقراطية حين تصبح المقاعد التشريعية تُشترى بدل أن تُنتخب؟

توصيات: حماية الانتخابات من المال السياسي

• تشريع قانون جديد يُلزم جميع المرشحين والأحزاب بالإفصاح الكامل عن مصادر تمويلهم.
• إنشاء هيئة رقابة مالية مستقلة لمراجعة الحملات الانتخابية.
• فرض عقوبات صارمة على الإنفاق غير المشروع أو التلاعب المالي.
• تمكين منظمات المجتمع المدني من مراقبة التمويل الانتخابي بحرية وشفافية.

خاتمة:

في بلد يبحث عن ترسيخ الديمقراطية وسط أزمات متراكمة، لا يمكن ترك الانتخابات رهينة لأصحاب المال والنفوذ. فالسؤال الحتمي الذي يجب أن يُطرح اليوم:

هل نحن أمام ممارسة ديمقراطية؟ أم أمام مزاد مفتوح لشراء السلطة؟

ما لم تتم محاسبة من يضخون هذه الأموال، وتقييد تأثير المال السياسي، فإن صندوق الاقتراع سيتحوّل إلى صندوق استثمار لا صندوق تمثيل.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • البرامج الموجهة للمرأة بالجامع الأزهر توضح الأعمال التي تعادل الحج والعمرة
  • أعمال يوم عرفة السيد السيستاني 1446
  • تقرير تحليلي سياسي: أموال هائلة تُصرف بلا رقيب… فأين الشفافية والمحاسبة؟
  • الانتخابات العراقية: من يموّل المليارات؟ أموال هائلة تُصرف بلا رقيب… فأين الشفافية والمحاسبة؟
  • ومضة الشرارة التي تغير مجرى حياتك
  • “الحرابة ولا حلو” لهاني عابدين: نداء السلام والأمل في وجه التحديات
  • لو زوجك زور حقيقة دخله.. 3 دعاوى قضائية وإجراء قانوني لازم اتخاذه أمام محكمة الأسرة
  • من هم أصحاب الدعاء المستجاب؟.. اعرف الفئات التي لا تُرد دعواتهم| فيديو
  • شروط صحة الأضحية والعيوب التي يجب أن تخلو منها.. تعرف عليها كاملة
  • عيب خلقي جعلني رهينة الاحزان.. كيف لي أن أحيا مثل تريباتي ؟