الجزيرة:
2025-05-21@02:30:07 GMT

4 سيناريوهات لمستقبل روسيا بعد تمرد مجموعة فاغنر

تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT

4 سيناريوهات لمستقبل روسيا بعد تمرد مجموعة فاغنر

لا شك أن تمرد قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين المفاجئ في 24 يونيو/حزيران الماضي ووصوله منطقة لا تبعد عن موسكو أكثر من ساعتين مثّل حدثا استثنائيا في روسيا، فما دلالاته؟ وما السيناريوهات المحتملة لتطور الأوضاع؟

في تقرير نشره موقع الدورية الأميركية المختصة في القضايا الدولية "أتلانتيك كاونسل" (Atlantic Council) حاول الكاتب جيفري سيمينو توضيح ما حصل، لافتا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تجاوز الأزمة المباشرة التي واجهها بسبب هذا التمرد، لكن هناك 4 سيناريوهات ينبغي على الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الاستعداد لها في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة وما بعدها.

أولا: هشاشة نظام بوتين

حسب الكاتب، سيبدأ بوتين في استعادة النظام والتقليل بشكل فعال من قدرة بريغوجين ومجموعة فاغنر على تحدي سلطته، أما فاغنر فسيتحول جزء منها بيلاروسيا والبعض الآخر إلى ديارهم أو إلى صفوف القوات المسلحة الروسية النظامية.

ومع ذلك -يضيف الكاتب- حتى لو ظل بوتين في السلطة في المستقبل القريب فإن نظامه الذي بناه على مدى عقدين من الزمن قد تزعزع، حيث أظهر القيصر الروسي أنه عرضة للاعبين منافسين.

وبيّن الكاتب أنه في هذا السيناريو سيكون بوتين في وضع أفضل لتركيز قواته الأمنية على منع المكاسب الرئيسية للهجوم الأوكراني المضاد.


واعتبر الكاتب أن السرعة التي تم بها حل الأزمة وعدم وجود أزمات لاحقة داخل روسيا يعنيان أن أي تأثير على معنويات الجنود الروس كان محدودا، لكن لا يزال بإمكان أوكرانيا تحقيق بعض المكاسب المهمة في هذا الهجوم المضاد.

ووفق الكاتب، ترى الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو أن بوتين ضعيف ومن المحتمل أن يضعف أكثر على الرغم من أنه لا يزال يتعين عليهم التعامل معه بصفته زعيما لروسيا، ومع ذلك -ورغم ضعفه- فإنهم على استعداد لمواصلة إمداد أوكرانيا ومواصلة الضغط على موسكو بأنظمة أسلحة جديدة.

وفي غضون ذلك، يزداد اعتماد بوتين على الصين التي لا تريد أن تفقد شريكها الإستراتيجي الأساسي، وقد يستخلص الزعيم الصيني شي جين بينغ الدروس من تمرد بريغوجين ويفكر في التهديدات التي يتعرض لها حكمه في الصين، كما قد يشعر أيضا بالاطمئنان من سرعة حل الأزمة.

ثانيا: قيام سلطة جديدة

ذكّر الكاتب بما حصل في صيف 1991 عندما حاول متشددو الكرملين الانقلاب على ميخائيل غورباتشوف الرئيس السوفياتي والأمين العام للحزب الشيوعي آنذاك، وفشل الانقلاب لكنه أضعف غورباتشوف فخرج من السلطة بحلول نهاية ذلك العام.

وأضاف الكاتب أنه في سيناريو مشابه قد يعاني بوتين من مصير مماثل، حيث تم تجنب تحدي بريغوجين في الوقت الحالي، لكن وضع بوتين السياسي لا يمكن إصلاحه بسرعة، حيث يصطف منافسوه الداخليون ويعززون قوتهم وينتظرون الفرصة المناسبة للانقلاب عليه.

وأشار الكاتب إلى أنه في مواجهة هذه التهديدات الداخلية يصرف بوتين انتباهه عن المجهود الحربي الأوكراني للتعامل مع منافسيه، وفي الوقت نفسه يكتسب الهجوم المضاد زخما، حيث تخترق القوات الأوكرانية نقاط الضعف في خطوط روسيا وتستعيد السيطرة على مناطق كبيرة، وفي هذه المرحلة قد ينتهز خصوم بوتين الفرصة وينقضون على السلطة.


وبيّن أن ذلك قد يسبب بعض الفوضى، لكنه تنبأ بأن يعزز النظام الجديد سلطته بسرعة ويمنع نشوب حرب أهلية ويعيد النظام في حقبة ما بعد بوتين، مشيرا إلى أن الحرب في أوكرانيا قد لا تتوقف على الفور، لكن متطلبات إقامة النظام تقلل احتمالية وقوع أي هجمات روسية جديدة مهمة على المدى القريب أو المتوسط.

وعلى هذا الأساس ستتكيف الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مع هذا الواقع الجديد، فقد تكون هناك فرصة لتخفيف التوترات إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأجل أو وقف إطلاق النار في أوكرانيا على الرغم من أن العودة الشاملة إلى العلاقات الطبيعية أمر غير مرجح.

ولفت الكاتب إلى أن هذا السيناريو يمثل حالة من عدم اليقين بالنسبة للصين التي سيتعين عليها التعامل مع نظام ما بعد بوتين، وقد يظل النظام الجديد متحالفا بشكل عام مع الصين بسبب الحاجة إلى الاعتماد على شريكه الإستراتيجي الأول، لكن ليس بمثل الشراكة القوية بين شي وبوتين، حسب سيمينو.

ثالثا: هبوب العاصفة

وهذا السيناريو شبيه بالسيناريو السابق وفقا لسيمينو، لكنه سيشمل هدنة مؤقتة يليها انزلاق إلى حرب أهلية، وبذلك يتشجع خصوم بوتين بسبب ضعفه الواضح الذي سيتفاقم نتيجة تدهور الوضع في ساحة المعركة بأوكرانيا، لكن مع ذلك يبقى غياب منافس قوي له على السلطة مشكلة.

وتوقع الكاتب أن تنقسم روسيا إلى كتل قوى متنافسة، مما يعني أن بوتين سيحتفظ بالسلطة والموالين له في بعض أجزاء روسيا، وقيام قادة آخرين قد يكون من بينهم بريغوجين والقادة القوميون بتطوير شبه إقطاعيات في أماكن أخرى، ومما قد يزيد تعقيد هذا السيناريو احتمال ظهور حركات انفصالية تزيد انقسام روسيا.


ورأى الكاتب أن هذا السيناريو يثير أسئلة كثيرة، فعلى سبيل المثال ماذا سيحدث للأسلحة النووية الروسية، حيث تمتلك روسيا الآلاف من الرؤوس الحربية النووية؟ وستتيح الحرب الأهلية فرصا لمختلف الجهات الفاعلة للاستفادة من الفوضى والوصول إلى تلك الأسلحة، وستسعى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لتجنب هذا الانتشار باحتواء الحرب الأهلية داخل حدود روسيا.

وبالنسبة للحرب على أوكرانيا ستؤدي الحرب الأهلية المستمرة إلى انهيار الخطوط الروسية بسرعة مع تفكك القيادة والسيطرة.

وأكد الكاتب أن هذا السيناريو سيئ، خاصة بالنسبة للصين وهي ترى شريكها الإستراتيجي الأول يدخل في حالة من الفوضى، كما يضاعف مخاوفها الإقليمية من الانتشار النووي، فيما يؤدي أيضا إلى عدم الاستقرار على حدودها وتدفق محتمل للاجئين، وستحتاج حينها إلى تخصيص موارد كبيرة لتأمين حدود طويلة لم يكن عليها في السابق أن تقلق كثيرا بشأنها.

رابعا: الإصلاحيون ينتهزون الفرصة

وتابع الكاتب قائلا إن السيناريو الأخير المحتمل هو إمكانية وصول نظام إصلاحي إلى السلطة في موسكو، حيث إن الهدوء المؤقت للتوترات التي أعقبت تمرد فاغنر سيفسح المجال لتحديات متجددة لحكم بوتين، والتي ستتسارع بسبب تدهور الوضع في ساحة المعركة.

وسيتمكن بوتين من الاحتفاظ بالسلطة حتى الانتخابات الرئاسية الروسية في مارس/آذار 2024، والتي ستكون مزورة وغير شرعية، وفي هذه الحالة ستظهر معارضة أكثر ديمقراطية، ربما بقيادة المحامي والناشط السياسي أليكسي نافالني الذي سيغتنم الفرصة ويتمكن من حشد الدعم الشعبي الكافي.


عندئذ ستعرب نخب الكرملين عن تعاطفها مع الإصلاحيين وسيقرر بوتين في النهاية التنحي، وبعد فوز زعيم إصلاحي في انتخابات رئاسية شرعية ستسعى حكومته الجديدة إلى إنهاء سريع للحرب في أوكرانيا، مع التركيز على تنفيذ إصلاحات سياسية ومكافحة الفساد في روسيا.

وشدد الكاتب على أنه بالنسبة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يزيد هذا السيناريو احتمالية أن تصبح روسيا أكثر مسؤولية في النظام الدولي ويقلل التوترات العسكرية بين الحلف وموسكو، ومع ذلك لن يحدث التغيير بين عشية وضحاها، أما الصين فسترى أن هذا السيناريو كارثي، حيث هناك دولة مسلحة نوويا على حدودها متقاربة أيديولوجيا أكثر مع الغرب.

وختم الكاتب تقريره بأن هذه السيناريوهات لا تمنع احتمالات أخرى، لكن ينبغي على صانعي السياسة الأميركيين وحلفائهم أخذها في الاعتبار في تخطيطهم الإستراتيجي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة بوتین فی مع ذلک إلى أن

إقرأ أيضاً:

الإمارات تدعو لحل مستدام لمستقبل غزة والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي

بغداد (وام) 

أخبار ذات صلة السودان يواجه «أسوأ مستويات» انعدام الأمن الغذائي «الصحة الفلسطينية»: مستشفيات شمال غزة خارج الخدمة

أكدت دولة الإمارات ضرورة الدفع بعملية تؤمن حلاً مسؤولاً ومستداماً، ليس فقط لمستقبل قطاع غزة، وإنما للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي يوفر أفقاً سياسياً على أساس حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، كما أكدت مواصلة العمل بشكل وثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لدعم السلام والتعايش عبر التوصل إلى حلول سياسية دائمة للصراعات في المنطقة، من خلال الحوار والتفاهم. 
وقالت الإمارات في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الدورة العادية (34) في بغداد: «تمر منطقتنا العربية، والشرق الأوسط عموماً، بمرحلة خطيرة من حالة عدم الاستقرار وتغيرات متسارعة ترمي بظلالها على السلام والأمن الإقليمي والدولي، الأمر الذي يتطلب مزيداً من التنسيق والتعاون بين دولنا للحفاظ على استقرار المنطقة وأمنها، وتحقيق التنمية والازدهار لدولنا وشعوبنا». 
وأضافت الإمارات: «انطلاقاً من نهجنا الثابت، فإننا نؤمن بأن تغليب الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات والنزاعات، وبناء جسور الشراكة والتعاون، وتعزيز قيم التضامن والتسامح والتعايش السلمي، هي الضامن لمعالجة الأزمات، وتغليب لغة العقل والحلول الدبلوماسية».
وفي خضم هذه الأوضاع، أكدت الإمارات أهمية تعزيز العمل العربي المشترك والتضامن لمواجهة التحديات التي تمر بها منطقتنا العربية، ولإنهاء التطرّف والتوتر والعنف المتصاعد في المنطقة، وتفعيل دور الدبلوماسية والحوار في حل الخلافات، وتدعيم قواعد وسلطة الدولة العربية الوطنية وتقوية مؤسساتها الشرعية، والتركيز على نشر الاستقرار وتحقيق التنمية والازدهار.
بناء الازدهار
ذكرت الإمارات: إن النهج الأساس للسياسة الخارجية ولعلاقاتنا الخارجية هو السعي لخلق الاستقرار وبناء الازدهار في المجال الإقليمي والمجال الدولي، ودفع الحلول والمبادرات السلمية للنزاعات والصراعات، إلى جانب إيلاء الشؤون الإنسانية أولوية خاصة، ومن هذا المنطلق نتعامل مع التوترات القائمة في المنطقة.
في هذا الصدد، فإننا نسعى جاهدين للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، من قبل إيران، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وذلك من خلال المفاوضات الثنائية أو القبول بإحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية، وفقاً لمبادئ وقواعد القانون الدولي.
وفي ضوء ما يشهده قطاع غزة والأرض الفلسطينية المحتلة من استمرار العنف والهجمات الإسرائيلية، كرّرت الإمارات إدانتها واستنكارها لتلك الأعمال، وندين ونرفض بأشد العبارات جميع التصريحات والإجراءات الاستفزازية التي تستهدف الفلسطينيين، ونطالب المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على الأرض الفلسطينية المحتلة، التي تعد انتهاكاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والقرارات الدولية ذات الصلة.
انتهاك صارخ
في سياق متصل، أكدت الدولة، رفضها بشكل قاطع جميع المحاولات الرامية إلى تهجير الفلسطينيين قسراً من أراضيهم، مما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وغير مقبولة وغير قابلة للتنفيذ ويشكل تهديداً لاستقرار وسيادة أشقائنا في مصر والأردن، واستفزازاً وتأجيجاً للرأي العام العربي والمسلم، ومدعاة لمزيد من عدم الاستقرار والتوتر في المنطقة.
وفي ضوء ما يجري، قالت الإمارات: «إنه غير مجد ولا مقبول العودة إلى الأوضاع التي كانت سائدة قبل السابع من أكتوبر 2023، وعلينا الدفع بعملية تؤمن حلاً مسؤولاً ومستداماً ليس فقط لمستقبل قطاع غزة، وإنما للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي يوفر أفقاً سياسياً على أساس حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، التي تعيش بأمن وسلام جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل». وتابعت: «لن يكون متاحاً العمل على الاستقرار وإعادة البناء في غزة بدون الربط بهذا الأفق السياسي، فلا تهجير سكان غزة مقبول، ولا بقاء قطاع غزة بدون سلطة وطنية فلسطينية شرعية كفء ومسؤولة وقادرة على حصر السلاح بيدها وتأمين الأمن والاستقرار وسيادة القانون».
وأردفت الإمارات «من جانبنا، لن ندخر جهداً في دعم الأشقاء الفلسطينيين وتسخير أي توجه أو تحرك دبلوماسي لرفع معاناتهم، حيث تتسق جهودنا في هذا الشأن مع الثوابت التاريخية في سياستنا الخارجية المتمثلة في التزامنا بتعزيز السلام والعدالة، وصون حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق».
وأكدت الإمارات مواصلة العمل بشكل وثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم السلام والتعايش، عبر التوصل إلى حلول سياسية دائمة للصراعات في المنطقة من خلال الحوار والتفاهم. في الوقت ذاته الذي يستمر فيه توفير الدعم الإنساني والإغاثي للأشقاء الفلسطينيين، وتوفير المستلزمات المنقذة للحياة في قطاع غزة، وإيصالها بكل الطرق الممكنة. وفي هذا الإطار، نوهت الإمارات بالجهود المشكورة من جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأميركية، للتوصل إلى حلول متوافق عليها لوقف الحرب في قطاع غزة والإفراج عن المختطفين والمحتجزين، وتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية، تمهيداً لحل سياسي مستدام للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.
سلطة بورتسودان
فيما يتعلق بالسودان، أبدت الإمارات قلقاً بالغاً إزاء الوضع الإنساني الكارثي والمتدهور، وانعدام الأمن الغذائي والصحي الحاد، الذي وصل إلى حد المجاعة في مناطق عدة من السودان، داعية إلى إزالة العراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية الأساسية إلى المناطق الأكثر حاجة إليها، بشكل فوري وآمن ومستدام ودون أي عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وخطوط النزاع.
وقالت: «تابعنا بكل أسف واستغراب، ما يصدر عن سلطة بورتسودان من سردية تضليلية وادعاءات باطلة وكاذبة، بحق الإمارات ودورها الإنساني والحيادي في الأزمة السودانية، مؤكدة رفضها القاطع وبأشد العبارات تلك الادعاءات التي تفتقر إلى أدنى درجات المسؤولية والموضوعية، والتي تحاول من خلالها سلطة بورتسودان التهرب من مسؤوليتها عن الانتهاكات والوضع الكارثي الذي يتكبد ولايته الشعب السوداني، وكذلك التهرب من مسؤوليتها عن التعنت والرفض المتواصل للانخراط الجاد في مسارات الحل السياسي، والاستجابة للمبادرات الإقليمية والدولية الداعية إلى وقف إطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حل سلمي للنزاع القائم في السودان».
افتعال الخصومات
أردفت الإمارات: «إن الهروب من الفشل الداخلي عبر افتعال الخصومات وتصدير الأزمات إلى الخارج، لا يغير من الواقع شيئاً، بل يفاقم معاناة المدنيين ويعرقل جهود الإغاثة الدولية، ويضع السودان في عزلة إقليمية ودولية».
وأشارت، إلى أن القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية في لاهاي، بتاريخ 5 مايو 2025، والذي يرفض الدعوى المقدمة من قبل سلطة بورتسودان، يؤكد بشكل واضح وقطعي أن الدعوى المقدمة لا أساس لها من الصحة وقائمة على باطل، ومن البديهي، فإن القرار يمثل رفضاً حاسماً لمحاولة سلطة بورتسودان استغلال المحكمة لنشر المعلومات المضللة، وتشتيت الانتباه عن مسؤوليتها في الصراع، وكذلك محاولاتها البائسة لاستغلال المنابر الإقليمية والدولية، في جهد يائس، للتضليل والافتراء على دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقالت الإمارات: «موقفنا كان ولا يزال واضحاً منذ بداية الحرب الأهلية في السودان، حيث ظلت على الدوام داعية لوقف هذه الحرب وسنداً وداعماً للشعب السوداني، عبر تقديم المساعدات الإنسانية وبذل الجهود الدبلوماسية المتواصلة لتعزيز الأمن والاستقرار، وفاعلاً أساسياً في كل الجهود والمبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى الحل السلمي للنزاع في السودان، وصولا إلى تمكين حكومة مدنية مستقلة عن العساكر، للعبور بالسودان إلى بر الأمان والاستقرار».
سلطة ليست شرعية
فيما يخص إعلان ما يسمى بمجلس الأمن والدفاع السوداني بقطع العلاقات مع دولة الإمارات وإعلانها دولة عدوان، أكدت الدولة أنها لا تعترف بقرار سلطة بورتسودان، باعتبار أن هذه السلطة ليست شرعية ولا تمثل الشعب السوداني، وأن البيان الصادر عن ما يسمى بمجلس الأمن والدفاع لن يمس العلاقات الراسخة بين الإمارات والسودان وشعبيهما الشقيقين، مشددة على أن هذا الإعلان جاء رد فعل عقب يوم واحد فقط من فشل سلطة بورتسودان نتيجة رفض محكمة العدل الدولية الدعوى المقدمة منها ضد دولة الإمارات.
وإزاء كل هذه التطورات، أكدت الإمارات أنها ستبقى داعية إلى ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف الأعمال العدائية بين الأطراف السودانية المتحاربة، إذ إنه لا يوجد حل عسكري للصراع، وستظل ملتزمة بدعم الحل السلمي للصراع في السودان، وستواصل العمل مع كافة الجهات المعنية لدعم العودة لمسار العملية السياسية في السودان.
وفي شأن الاستجابة للوضع الإنساني الكارثي في السودان وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للأشقاء السودانيين، فعلى مدار العقد الماضي، أكدت الإمارات تقديم أكثر من 3.5 مليار دولار أميركي كمساعدات للشعب السوداني، كما أكدت  التزامها بمساعدة المحتاجين في أوقات الأزمات. 
ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان في 2023، كشفت الإمارات عن تقديم أكثر من 600 مليون دولار أميركي كمساعدات إنسانية مباشرة وعبر وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية الدولية.
وشددت الإمارات أنه آن أوان العمل الحاسم والحازم، ليتوقف القتل، ويبنى مستقبل السودان على أسس صلبة من السلام والعدالة والقيادة المدنية المستقلة بعيداً عن السيطرة العسكرية. 
واتساقاً مع نهج الدولة ومبادئ وقواعد سياستها الخارجية فيما يتعلق بالعمل على إيجاد حلول سياسية للأزمات والأوضاع القائمة في اليمن وسوريا ولبنان وليبيا والصومال، أكدت الإمارات الدور المحوري للسعودية وجهودها في الوصول إلى عملية سياسية يمنية لحل الأزمة في اليمن، بما يحقق مصالح الشعب اليمني، وكذلك للجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة وبقية الشركاء الدوليين للتوصل إلى حل سياسي يلبي طموحات الشعب اليمني الشقيق في السلام والتنمية، مؤكدة أهمية مسؤولية المجتمع الدولي في الحفاظ على أمن وحرية الملاحة البحرية المشروعة، في أعالي البحار والمضائق البحرية الحيوية، ضمن إطار القوانين والقواعد الدولية، مجددة الوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق وتعزيز الاستجابة الإنسانية لاحتياجاته، ودعم تطلعاته المشروعة في الاستقرار والحياة الكريمة.
دعم جهود مكافحة الإرهاب والتطرف 
وفي الجمهورية العربية السورية، قالت الإمارات «رحبنا بتولي فخامة أحمد الشرع الرئاسة في سوريا، وأعربنا عن أملنا بأن تتكلل جهود الحكومة السورية في هذه المرحلة الدقيقة بالنجاح بما يلبي تطلعات الشعب السوري، وسعادتنا بالزيارة الناجحة لفخامة الرئيس أحمد الشرع إلى دولة الإمارات». كما أكدت الإمارات موقفها الداعم لجميع الجهود والمساعي المبذولة لتحقيق آمال الشعب السوري الشقيق في الأمن والاستقرار والتعايش السلمي والتنمية. 
وفي الجمهورية اللبنانية، جددت الإمارات الترحيب بانتخاب فخامة جوزيف عون، رئيساً للجمهورية اللبنانية، وتشكيل الحكومة، بقيادة دولة الرئيس نواف سلام، مما يعد خطوة حاسمة نحو تقوية دور الدولة الوطنية ومؤسساتها، ومما سيساهم في تحقيق تطلعات الشعب اللبناني وطموحاته في التقدم والازدهار. 
وفي الشأن الليبي، جددت الإمارات الدعوة إلى الحل السلمي للأزمة الليبية، بما يحفظ أمن واستقرار ووحدة ليبيا، ويحقق تطلعات الشعب الليبي الشقيق نحو التنمية والاستقرار والازدهار.
وفي الصومال، أكدت ضرورة استمرار دعم الحكومة الفيدرالية الصومالية في مواجهة الإرهاب وبسط وتأمين سيادتها الوطنية، داعية إلى عدم التدخل في شؤون الصومال الداخلية. 
كما أكدت الإمارات، التضامن الكامل مع العراق في مواجهة التحديات التي يمر بها، مقدرة مساعي العراق المستمرة لاستعادة دوره الإيجابي في محيطه العربي والإقليمي الأوسع. 
وفي إطار الالتزام الدائم بالسلام والعدالة، أكدت الإمارات مواصلة جهودها الحثيثة لمكافحة الإرهاب والتطرف، وذلك من خلال تأكيد موقفها الحاسم والداعم لتعزيز قيم التسامح، والتعايش السلمي بين مختلف الأديان والمذاهب والمعتقدات. 

مقالات مشابهة

  • بوتين وترامب في محادثة تاريخية.. أمريكا توقف فرض عقوبات جديدة على روسيا
  • بوتين: روسيا مستعدة لتوقيع مذكرة تفاهم لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا
  • ترامب يوضح ما تريده روسيا بعد مكالمته مع بوتين حول حرب أوكرانيا
  • بوتين: ترامب أشار أن روسيا تؤيد الحل السلمي للأزمة في أوكرانيا
  • روما يكتب السيناريو الكارثي على جدران «قلعة الروسونيري»
  • مهرجان الإسكندرية يواصل تقليده السنوي لدعم كتّاب السيناريو
  • الإمارات تدعو لحل مستدام لمستقبل غزة والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي
  • روسيا تشن أكبر هجوم بطائرات بدون طيار في الحرب قبل مكالمة بوتين وترامب
  • بوتين: النتيجة التي تنشدها روسيا من العملية العسكرية الخاصة هي القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة
  • بوتين يقول إنه يريد "إزالة أسباب النزاع" في أوكرانيا وضمان أمن روسيا