سودانايل:
2025-07-02@11:46:08 GMT

أحلاهما … مُرٌّ (2)

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

(9)
ما هي الخيارات الحقيقية – لا الرغبوية المتوهمة – التي يطرحها الواقع على قوى التغيير التي تسعى لوقف الحرب وتحقيق شعارات الثورة: حرية سلام وعدالة في دولة مدنية قوية مستقرة ومستدامة ؟.

(10)
يعول البعض على تفعيل المجتمع الدولي لخيار قرارات "العصا" والتدخل العسكري، لأنه لا يملك "جَزرة" العفو كحق خاص بأسر ضحايا الجيشين المتقاتلين.


ولكن هل فكر دعاة هذا الخيار فيما سيؤول إليه حال غرب السودان الكبير الذي يسيطر عليه الدعم السريع ؟، أو حال النيل الأزرق وجبال النوبة، أو المصير الذي ينتظر شرق السودان الذي اتخذه الفلول وعسكرهم عاصمة بديلة، أو مصير الجزيرة وعاصمة البلاد التي صارت خرائب ؟!.

(11/أ)

ترى هل فكروا في ذلك، وفي ظل الصراع الذي تخوضه أمريكا وحلفاؤها الغربيين ضد الصين وروسيا في أفريقيا وعلى ساحلها الغربي خاصة ؟.
هل فكروا في مألات هذا التدخل العسكري، وفي ظل تعدد المليشيات والحركات المسلحة، والانتشار الواسع للأسلحة، والتحشيد القبلي والاثني المتوتر ؟.
أم هل أمِنوا احتمالات عدم تكرار تجارب التدخل العسكري في العراق وفي سوريا وليبيا والصومال وفي غيرها من الدول (التي كانت !) ؟.
ستشتعل الحروب ويشتد أوارها، ولكن: مَن، سيكون ضد مَن ؟!!.

(11/ب)
وهل هناك طريق أقصر لتفكيك السودان وتمزيقه إرباً ؟؟!.

(12)
العقوبات الاقتصادية الانتقائية التي تطال قادة الحرب مثل التي صدرت بحق عبد الرحيم دقلو وعلي كرتي، وعلى (سيئ الذكر) أبو طيره، وقبلهم على البشير ونظام الانقاذ، وقبلهم على صدام حسين ونظام البعث ؟؟.
وهل تلك سوى حيلة أخرى لـ"عقاب" الشعوب وإطالة عُمر النظام، وثغرة لتفكيك الدولة ؟!!.
(13)
هل تبدو كل الطرق مغلقة ؟؟.
يجادلك البعض متفائلاً بأن الأفق مفتوح (وكله تمام)، طالما هؤلاء الذين ندبوا أنفسهم لإنجاز أخطر مهمتين في تاريخ السودان: وقف الحرب، وتأسيس دولة الحرية والسلام والعدالة، المدنية المستدامة، يتحركون في ساحات الاعلام ومنصات التواصل، وبعضهم لا يكف عن الترحال بين عواصم الدنيا، ويعقدون مؤتمراتهم الصحفية داخلياً وخارجياً.
فلا تملأ كفيك بحصاد سعيهم ... فهو هباء !.

(14)
لقد انقسموا: جذريون وإطاريون.
ثم انشغلوا بالصراع بينهما، وكل منهما يكيل للآخر أقذع ما في قاموسه من صفات ونعوت ببلاغة قطط الشوارع في شجاراتها الليلية. وقالوا أن التناقض بينهما جذري لا تكتيكي، مستعيرين لسان "حلاق الجامعة" في استخدام الكليشيهات التوصيفية. فلا تدري ماذا يمكن أن يُسمى التناقض بينهما وبين الفلول وعسكرهم وحميدتي إذن ؟!!.
بدلاً من أن يكونوا عامل تجميع وتحشيد لقوى الثورة وسائر الناس صاروا خميرة "عكننة" وعنصر إضعاف وتشتيت لهذه القوى !.

(15)
تسأل عن النخب/ الانتلجنسيا التي من المفترض أنها حاملة مشعل الوعي والتنوير ؟.
وماذا كانت نتيجة هذا الأداء اللامسؤول وآثاره على قوى الثورة ؟.

نواصل

 

izzeddin9@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

السودان.. حرب بلا معنى (2)

اشتهر أشقاؤنا السودانيون بروح الأخوّة والجماعة والتعاطف بينهم إلى الدرجة، التي يصاب فيها المرء بالحيرة، عندما يحاول فهم هذه الحرب البغيضة بينهم داخل السودان. ولهذا يجد المرء مرارة في قراءة هذا الصراع بين السودانيين، خاصة الطريقة الغامضة، التي نشأت فيها وبرزت ميليشيا الدعم السريع، التي تضم مقاتلين من خارج السودان، بعضهم في سن المراهقة، وتتلقّى الدعم من قوى أجنبية لا تهمها مصلحة السودان. لقد اقترفت هذه الميليشيا الكثير من الجرائم في هذه الحرب العبثية.
من الصحفيين القلائل الذين حاولوا نقل الصورة البشعة لهذه الحرب وعواقبها الوخيمة على الشعب السوداني، الصحفي البريطاني أنتوني لويد، الذي تمكّن من الدخول إلى الخرطوم وأم درمان، وكشف عن جانب مظلم تستخدمه ميليشيا الدعم السريع؛ كسلاح في هذه الحرب.
يسرد الكاتب البريطاني هذه القصة بعد أن أجرى مقابلة مع والدة إحدى الفتيات التي تعرّضت للاغتصاب. اختارت الفتاة المراهقة أن تنام في غرفتها بدلاً من النوم مع أمها وبقية الأطفال في الرواق؛ حيث النسيم العليل القادم من النيل في أحد أحياء الخرطوم، الذي كانت تسكن فيه هذه الأسرة، والذي يخضع لاحتلال ميليشيا الدعم السريع. لم يدر بخلدها أنه في الهزيع الأخير من الليل سيدخل ثلاثة جنود يحملون السلاح من نافذة المنزل ذي الدور الواحد، ثم إلى غرفتها دون أن تلحظ ذلك الأم التي كانت تغط في نوم عميق. لم يكن والدها موجوداً في المنزل ذلك اليوم. كان هؤلاء يبحثون عن أي شيء يسرقونه، وإذا لم يجدوا شيئاً أمعنوا في إهانة أهل هذا الحي بارتكاب جرائم الاغتصاب التي يحجم الكثير من الضحايا عن التصريح بها؛ مخافة العار والفضيحة في مجتمع ديني محافظ. لم يجد هؤلاء الجنود الثلاثة أي ذهب أو مال أوهاتف محمول؛ فأقدموا تحت تهديد السلاح على ارتكاب هذه الجريمة، التي أصبحت- بحسب تقرير بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة- “منتشرة” في هذه الحرب، رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة لهذه الاعتداءات؛ بسبب صعوبة حصرها أثناء الحرب، وبسبب الخوف الذي يعتري الضحايا من التصريح بها. عندما وجدت الأم ابنتها ترتجف خوفاً بجانبها في الظلام، أدركت أنها أمام وقت عصيب. لم تجد الصرخات التي أطلقتها في الشارع، وأيقظت الجيران الذين ملأوا ساحة بيتها، ولم تنفعها الشكوى لدى نقطة التفتيش التابعة للدعم السريع في نفس الشارع. تكرر نفس السيناريو بعد ثلاثة أشهر عندما هجم ثلاثة أفراد من الميليشيا على المنزل وأخذوا الفتاة من يدها، لكن الجيران أنقذوا الموقف بعد سماع صيحات الأم. لم تخبر الأم والد الفتاة الغائب بما حلّ بابنته، ولا تدري كيف سيكون ردة فعله لو أخبرته بالأمر. غادرت الأسرة هذه المنطقة التي تسيطر عليها الميليشيا متوجهة إلى أم درمان دون التفكير في العودة للمنزل، الذي أصبح مكاناً للذكريات المؤلمة.
لم تنته قصة الأم المكلومة فأمامها الكثير من الجهد لتساعد ابنتها على تجاوز هذه المعضلة.
هذا جانب واحد فقط من الأعراض الجانبية للحرب. فما بالكم في الحرب نفسها؟

khaledalawadh @

مقالات مشابهة

  • السودان.. حرب بلا معنى (2)
  • تحية لشهداء الثورة في سوريا… أمسية لغزوان الزركلي
  • درعا… دراسة لإزالة الألغام في بصرى بدعم سويسري
  • نشاط رئاسي مكثف وخطاب مرتقب للرئيس السيسي بمناسبة ذكرى الثورة
  • ليبرمان يقدر: هذا هو التاريخ الذي ستندلع فيه الحرب مع إيران مجددا
  • طرق الحياة تعود بين صنعاء وعدن.. تفاصيل الصفقة السرية التي ستُنهي سنوات القطيعة
  • بالأسماء… قائمة المستفيدين من قرض الإسكان العسكري
  • جلال زاده : الشعب الإيراني أحبط الحرب المرکبة للكيان الصهيوني
  • ما الذي يخفيه وقف النار بين طهران وتل أبيب؟
  • “صمود” يطرح رؤيته لإنهاء الحروب في السودان واستعادة الثورة