تواصل الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران هجماتها على قواعد "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن في سوريا، في إطار الرد "غير المباشر" على العدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على غزة، بدعم أمريكي وغربي.

ورصدت مصادر سورية 40 هجوماً منذ تاريخ 19 تشرين الأول/أكتوبر الماضي على قواعد "التحالف الدولي.

وأوضح "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن الهجمات توزعت على قاعدة التنف بواقع 7 هجمات، و9 على قاعدة حقل العمر النفطي، و7 على قاعدة حقل كونيكو للغاز، و1 على القاعدة الأميركية في روباربا بريف مدينة المالكية، و7 على قاعدة خراب الجير برميلان، و6 على قاعدة الشدادي، و2 على قاعدة تل بيدر، و1 على قاعدة قسرك.



وأمام ذلك تُثار تساؤلات عن نتائج هذه الهجمات، وما إن كانت قد حققت الأهداف التي تخطط لها طهران؟، رغم أن الأخيرة تنفي مسؤوليتها عن تلك الهجمات.

استراتيجية إيرانية ثابتة

ويؤكد الباحث المختص بالشأن الأمريكي عبد الرحمن السراج، أن منحى الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا شهد زيادة في الفترة الأخيرة، مبيناً أنه "منذ بدء العدوان على غزة زادت وتيرة الهجمات، من قبل ما يسمى بـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، نصرة لغزة".

ويقول لـ"عربي21" إن هدف الهجمات قبل العدوان على غزة كان لإخراج القوات الأمريكية من المنطقة، وفي الغالب لم ينجم عن تلك الهجمات خسائر بشرية في صفوف القوات الأمريكية"، مستدركاً بقوله: "لكن في الفترة الأخيرة أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية إصابة ما لا يقل عن 60 جندياً بإصابات خفيفة، وأن جميعهم عاد للعمل، وهذا ما يدفع إلى القول بأن هدف الهجمات لم يتغير، أي تأكيد إيران على رغبتها بعدم وجود القوات الأمريكية في المنطقة".

وتابع السراج، بأن الولايات المتحدة ترد باستمرار على هذه الضربات في سوريا، من خلال استهداف مصالح "الحرس الثوري" الإيراني، بهدف ردع إيران وإجبارها على وقف الهجمات، وقال: "بحسب التقديرات الأمريكية فإن الردع تحقق، لكن بسبب حساسية إيران تجاه مصالحها في العراق، يتم الرد فقط في سوريا".

ويقول الباحث المختص بالشأن الأمريكي، إن الهجمات على القواعد الأمريكية لم تتطور إلى أبعد من المعادلة السابقة، أي ما زالت الهجمات ضمن قواعد الاشتباك السارية قبل غزة، وبالتالي لم تستفز القوات الأمريكية، وهذا ما يدفع إلى القول إن الهجمات "المحدودة" مستمرة حتى استمرار المفاوضات بين واشنطن وطهران، دون أن تشكل ضرراً جوهرياً على مصالح الجانبين، وبالتالي لا تغيير على الاستراتيجية الإيرانية.



وعلى المنوال ذاته، يقلل مدير وحدة الدراسات في مركز "أبعاد للدراسات الاستراتيجية" الدكتور محمد سالم من نتائج الهجمات الإيرانية على القواعد الأمريكية.

ويقول لـ"عربي21": "رغم رصد 40 هجوماً في غضون شهر واحد، لا توجد نتائج فعلية، أي لم تخلق كل هذه الهجمات تأثيرات ضاغطة على الأمريكيين".

نتائج دعائية

وبذلك يعتقد سالم، أن تأثير الهجمات يبقى في الجانب الرمزي والدعائي الذي يفيد إيران لجهة القول إنها ند للولايات المتحدة في المنطقة، وإنها تناصر المقاومة الفلسطينية، والهجمات تتكامل مع تلك التي يشنها "حزب الله" في جنوب لبنان.

لكن مع ذلك، يعتبر أن الهجمات من شأنها دفع الولايات المتحدة إلى التدخل للضغط على الاحتلال بغية منعه من شن توسيع جبهات الحرب في غزة، تجاه لبنان على سبيل المثال.

ويتفق مع سالم، الباحث في مركز "الحوار السوري" الدكتور أحمد قربي، الذي يؤكد على الجانب "الدعائي" للهجمات، ويقول لـ"عربي21": "تركز الميليشيات الإيرانية اليوم على قاعدة محور "المقاومة"، وهذا ما يحتم عليها التحرك حيال العدوان على غزة".

وبحسب الباحث فإن هناك حالة من الاتفاق الضمني الأمريكي الإيراني على عدم توسيع الصراع، ويقول: "لا نتائج لهذه الهجمات على الصعيد السياسي والعسكري، وهذا يبدو واضحاً للمراقبين من خارج أنصار محور المقاومة".



وفي السياق ذاته، يقول الأستاذ في جامعة جورج واشنطن في العاصمة الأمريكية، رضوان زيادة لـ"عربي21": "الولايات المتحدة لا ترغب ولا تريد في توسيع الحرب في غزة إلى جبهات أخرى، خشية التأثير عسكرياً على قواتها في سوريا والعراق، وردها على الهجمات يكون في إطار "الرد المحدود"، وثانياً لأن توسيع نطاق الحرب لا يخدم هدفها السياسي بدعم إسرائيل".

خلط الأوراق

من جهته، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي، أن هدف إيران من الهجمات هو خلط الأوراق وإثبات وجودها في المنطقة، ويقول لـ"عربي21": "لذلك لم نر إصابات مباشرة للقواعد، وهذا بسبب رغبة إيران بالحفاظ على تصعيد منضبط مع الولايات المتحدة"، معتبراً أن ذلك "يُعطي إيران القوة للتفاوض مع الولايات المتحدة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية إيران سوريا العراق العراق إيران سوريا امريكا طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على القواعد الأمریکیة القوات الأمریکیة الولایات المتحدة الهجمات على على قاعدة فی سوریا ویقول لـ على غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا تراجع سفر الكنديين إلى الولايات المتحدة هذا العام؟

ألبرتا- في مثل هذه الأيام من كل عام، كانت الأجواء بين كندا والولايات المتحدة تعج بالرحلات الجوية للسياح، لقضاء إجازة فصل الصيف، لكن ولأول مرة منذ عقود عدة، تشهد هذه المسارات تراجعًا غير مسبوق، بعدما شكلت هذه الرحلات شريان حياة اقتصادي وسياحي بين الجارتين.

بدأت التوترات السياسية بين كندا والولايات المتحدة في فبراير/شباط من هذا العام، عندما صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضم كندا إلى الولايات الأميركية، ثم عندما فرضت إدارته رسومًا جمركية على السلع الكندية مدعيةً مخاوف أمنية على الحدود.

وردّت كندا بإجراءات مماثلة بفرض رسوم على المنتجات الأميركية، ما أثار حالة من الغضب والاستياء الشعبي، وأطلقت حملات مقاطعة واسعة ضد السلع الأميركية والسفر إلى الولايات المتحدة.

حجوزات متراجعة نحو أميركا

ووفقًا لتقرير صادر هذا الشهر عن منظمة بيانات وتحليلات الطيران، فإن شركات الطيران، مثل "طيران كندا"، و"ويست جيت"، و"يونايتد إيرلاينز" قلصت رحلاتها إلى وجهات أميركية رئيسية مثل لوس أنجلوس وشيكاغو وأورلاندو، مع إعادة توجيه تركيزها نحو وجهات محلية ودولية تعتبر أكثر ربحية.

شركات الطيران الكندية تعيد جدولة رحلاتها وفقًا للطلب الجديد وتوجهات المسافرين (الجزيرة)

وأشار التقرير إلى بيانات وإحصاءات لافتة، أبرزها:

إلغاء أكثر من 320 ألف مقعد على الرحلات بين البلدين حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2025، وذلك استنادًا إلى مقارنة البيانات بين الفترة من 3 إلى 24 مارس/آذار 2025. شهرا يوليو/تموز وأغسطس/آب 2025، وهما ذروة موسم السفر الصيفي، شهدا أكبر انخفاض في السعة بنسبة 3.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. رغم الاستقرار العام في سعة الرحلات خلال الصيف، إلا أن التحديثات الأسبوعية الأخيرة أظهرت اتجاهًا تنازليًا واضحًا في عدد المقاعد المتاحة. كما انخفضت حجوزات الركاب على الخطوط الجوية بين كندا والولايات المتحدة بنسبة 70% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، في مؤشر واضح على التراجع الكبير في الطلب على السفر عبر الحدود. إعلان

وقالت إيمي بوتشر، نائبة رئيس الشؤون العامة في جمعية صناعة السياحة الكندية، إن الكنديين اختاروا تجنب زيارة الولايات المتحدة هذا الصيف.

وأضافت أن السفر جوًا تراجع بنسبة 22.1% في يونيو/حزيران الماضي مقارنة بالعام السابق، بحسب بيانات هيئة الإحصاء الكندية، كما انخفضت رحلات العودة الكندية بالسيارة بنسبة 33.1%.

وأشارت بوتشر، في بيان نقلته شبكة "سي بي سي" الكندية، إلى أن السياحة تُعد واحدة من أقوى المحركات الاقتصادية في كندا، حيث بلغت عائداتها 130 مليار دولار كندي ( نحو 95 مليا دولار) في عام 2024، منها 75% من السفر المحلي.

كما أكدت هيئة الإحصاء، أن الإنفاق السياحي في كندا من المقيمين ارتفع بنسبة 0.8% في الربع الأول من عام 2025، مدفوعًا بشكل أساسي بالإنفاق على الإقامة.

حملات مقاطعة الكنديين السفر نحو أميركا

ويعزو الخبراء الانخفاض الحاد في الطلب إلى مزيج من العوامل السياسية والاقتصادية.

ويقول الدكتور زياد الغزالي، الخبير الاقتصادي من مقاطعة أونتاريو، إن تصريحات ضم كندا كولاية أميركية، أثارت موجة من السخط الوطني، وقد انعكست هذه الموجة في حملات مقاطعة السفر إلى الولايات المتحدة، خاصة بعد الرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب، ولغة التهديد والوعيد التي استخدمها في تصريحاته تجاه أوتاوا.

السياحة الداخلية في كندا تشهد انتعاشًا ملحوظًا على حساب الوجهات الأميركية التقليدية (الجزيرة)

ويضيف الغزالي، في حديث للجزيرة نت، أن تراجع قيمة الدولار الكندي بنسبة 6% هذا العام، إلى جانب زيادة أسعار تذاكر السفر، وارتفاع تكاليف المعيشة في البلاد، جعل السفر إلى الولايات المتحدة أكثر تكلفة على المواطن الكندي.

ويستطرد: "إلى جانب تباطؤ سوق العمل وارتفاع معدلات البطالة إلى 7% في مايو/أيار الماضي، وهي الأعلى منذ عام 2016 باستثناء فترة جائحة كورونا، فقد ساهم هذا التدهور في تقليص ثقة المستهلك الكندي وقدرته على الإنفاق على السفر".

إعادة جدولة الرحلات وتغيير الوجهات بعيدا عن أميركا

وانعكس هذا التراجع الكبير في سفر الكنديين إلى الولايات المتحدة مباشرة على شركات الطيران الكندية، ما دفعها إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بتعديل جداول رحلاتها الصيفية، وتقليص سعة الرحلات المتجهة جنوبًا، وإضافة المزيد من المقاعد والوجهات الجديدة، مع التركيز على "أسواق القوة" في أوروبا والوجهات السياحية المشمسة.

فشركة "ويست جيت" الكندية، ثاني أكبر ناقل بعد "الخطوط الكندية"، أعلنت أنها قلّصت عددًا من رحلاتها بين كندا والولايات المتحدة، كما ألغت تسعة مسارات جوية في مايو/أيار الماضي، استجابة للانخفاض الكبير في الطلب.

وعللت هذه التعديلات بالتوترات الجيوسياسية القائمة بين البلدين، وتزايد الإقبال على تجارب السياحة الداخلية.

أما شركة "الخطوط الكندية"، فقد أعلنت في وقت سابق عن انخفاض بنسبة 10% في الحجوزات المتجهة نحو الولايات المتحدة، ابتداء من منتصف مارس/آذار الماضي وحتى الأشهر الستة المقبلة.

وإثر ذلك، بدأت الشركة بخفض الطاقة الاستيعابية، وإعادة تركيز عملياتها نحو وجهات في أميركا اللاتينية وأوروبا، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية.

زياد الغزالي: تراجع ثقة المستهلك الكندي وقدرته على الإنفاق على السفر (الجزيرة)

ويقول مشغل السياحة في مقاطعة أونتاريو، فؤاد علي، إن الرحلات الجوية والبرية والبحرية نحو الولايات المتحدة انخفضت عموما بنسبة 38%، مرجعًا هذا التراجع إلى التوترات السياسية والتجارية، والرسوم الجمركية المفروضة على كندا.

إعلان

وأشار في حديثه للجزيرة نت، إلى أن المواطنين الكنديين، سواء كانوا عربًا أم أجانب، يتوجهون بشكل كبير في رحلاتهم الداخلية إلى غرب كندا، خاصة إلى مدينة فانكوفر.

وفي السياق ذاته، قررت المواطنة شيرل راتزلاف من مقاطعة ألبرتا تغيير وِجهة سفرها هذا العام إلى تركيا بدلًا من الولايات المتحدة.

وقالت لـ"الجزيرة نت": "إن تغيير وِجهة السفر يعود للتوترات السياسية والرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي على بلادنا، والتصريحات التي تدعو إلى ضم كندا كولاية أميركية، لذلك قررت قضاء إجازتي أنا وزوجي في مدينة إسطنبول التركية".

وتجولت "الجزيرة نت" منتصف الأسبوع في صالات المغادرة والوصول في مطار كالغاري الدولي، بمقاطعة ألبرتا، حيث لوحظ نشاط لافت في صالات وصول الرحلات الداخلية القادمة من المقاطعات الأخرى، في المقابل، بدت صالات المغادرة المخصصة للرحلات الدولية، لا سيما المتجهة إلى الولايات المتحدة، في حالة من الركود والانخفاض الواضح في الحركة، مما يعكس صورة ميدانية لما يعيشه قطاع السفر الكندي من تغيرات جذرية هذا الصيف.

مقالات مشابهة

  • أمواج تسونامي تبدأ بضرب سواحل الولايات المتحدة الأمريكية
  • رغم التصعيد التجاري.. ترامب: الرئيس الصيني سيزور الولايات المتحدة قريباً
  • إيران تُحذّر: سنردّ بحزم أكبر في حال تكرار الهجمات الأميركية أو الإسرائيلية
  • الأمم المتحدة تدين هجوما على كنيسة في الكونغو الديمقراطية
  • سي إن إن: الولايات المتحدة خسرت ربع صواريخها في الحرب مع إيران
  • صواريخ إيران تهز ثاد الأمريكية.. نفاد المخزون وورطة الإمدادات السريعة
  • سي إن إن:الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل مع إيران
  • ارتفاع أسعار النفط بعد الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
  • عطاف يستقبل المستشار الرفيع لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية لإفريقيا
  • لماذا تراجع سفر الكنديين إلى الولايات المتحدة هذا العام؟