مخاوف من تكرار سيناريو الشفاء.. ماذا يحدث في المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
ازدادت المخاوف خلال الساعات الأخيرة من تكرار ما حدث بمجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة، في المستشفى الإندونيسي الواقع في بيت لاهيا شمالي القطاع، في ظل أنباء عن تعرضه للقصف والحصار من الجيش الإسرائيلي.
وقالت مراسلة قناة الحرة في غزة، الإثنين، إن المستشفى الإندونيسي "محاصر من على بعد 100 متر تقريبا، فيما يواجه عدد من مرضى الكلى خطر الموت مع توقف المستشفى عن العمل".
وأضافت نقلا عن مصادر طبية، أن المستشفى "مزدحم بالمدنيين، وأي قذيفة مدفعية ستتسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا"، لافتة إلى تعرض "أشخاص حاولوا النزوح من المستشفى نتيجة القصف، للاستهداف".
كما لفتت إلى وجود إصابات بين الفريق الطبي في المستشفى، موضحة أن "الأمور في تصاعد، مع وجود مخاوف من تكرار ما حدث في مستشفى الشفاء"، حيث تم إخلاؤه بشكل كامل وبات بلا مرضى أو طواقم طبية، بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عليه.
وحاول موقع "الحرة" التواصل مع الجيش الإسرائيلي للحصول على تعليق بشأن "حصار وقصف" المستشفى الإندونيسي، إلا أنه لم يتسن الحصول على رد حتى موعد النشر.
من جانبها، نددت وزيرة الخارجية الإندونيسية، ريتنو مرسودي، الإثنين "بهجوم" إسرائيل على المستشفى الإندونيسي.
وقالت في بيان، نقلته رويترز، إن "الهجوم انتهاك واضح للقوانين الدولية الإنسانية. جميع الدول، وخصوصا الدول التي تربطها علاقات وثيقة بإسرائيل، لا بد أن تستخدم كامل نفوذها وقدراتها لحث إسرائيل على وقف فظائعها".
وكان مصدر صحفي في قطاع غزة، قد قال للحرة في وقت سابق الإثنين، إن "الدبابات الإسرائيلية حاصرت المستشفى الإندونيسي"، مشيرًا أيضًا إلى المخاوف بشأن "تكرار ما حدث في مجمع الشفاء الطبي".
وأضاف المصدر أن "الدبابات تحاصر المستشفى الإندونيسي ومحيطه، وهناك قصف على المستشفى"، مضيفًا أن "عددا من الصحفيين محاصرين بالداخل، وهناك عدد من القتلى والجرحى".
واتهمت إسرائيل حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى)، الأحد، بـ"ارتكاب انتهاكات في مستشفى الشفاء"، قائلة إنه "شهد إعدام مجندة واحتجاز رهينتين أجنبيتين".
كما نشر الجيش الإسرائيلي مقطعا مصورا، الأحد، لما وصفه بأنه "نفق طوله 55 مترا، وعمقه 10 أمتار، حفره مسلحون فلسطينيون تحت مجمع الشفاء".
وكان فريق من منظمة الصحة العالمية قد زار، السبت، مستشفى الشفاء لتقييم الوضع، واصفا أكبر مجمع طبي في القطاع المحاصر بأنه "منطقة موت".
وضم الفريق في مهمة وصفتها المنظمة بأنها "عالية الخطورة"، خبراء في الصحة العامة وموظفين لوجستيين وموظفين أمنيين من مختلف إدارات الأمم المتحدة.
فيما نقلت وكالة "أسوشيتد برس"، الإثنين، عن طبيب في المستشفى الإندونيسي، مروان عبد الله، قوله إنه "شاهد دبابات من النوافذ"، موضحا: "رأيتهم يتحركون ويطلقون النار. النساء والأطفال هنا يعيشون حالة من الرعب الشديد. هناك أصوات انفجارات وإطلاق نار متواصلة".
كما كشف عبد الله، استقبال المستشفى لعشرات القتلى والجرحى إثر الغارات الجوية والقصف الليلي الإسرائيلي، وقال: "الأطقم الطبية والنازحون يخشون أن تحاصر إسرائيل المستشفى وتجبر من فيه على الخروج".
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، الإثنين، أن المستشفى الإندونيسي يتعرض لـ"قصف وحصار إسرائيلي".
ونقلت عن مصادر طبية، أن "ما لا يقل عن 8 أشخاص قتلوا"، جراء قصف مدفعي إسرائيلي للمستشفى ومحيطه "بشكل مباشر، بقذائف وصواريخ".
وأضافت: "هناك آلاف النازحين داخل المستشفى، ونحو 150 جريحا، إضافة إلى الطواقم الطبية والعاملين الذين لا يتجاوز عددهم 100 شخص".
فيما أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة، مقتل 12 شخصا جراء غارة إسرائيلية على المستشفى الإندونيسي، بحسب "فرانس برس".
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة: "نخشى أن يكرر ما فعله (الجيش الإسرائيلي) بمجمع الشفاء"، مشيرًا إلى وجود "نحو 700 شخص بين طواقم طبية وجرحى داخل المستشفى الإندونيسي.. والطواقم الطبية في المستشفى الإندونيسي تصر على البقاء لعلاج الجرحى".
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين، مواصلة توسيع عملياته في شمالي قطاع غزة.
وقالت حركة حماس إن اسرائيل تشن "حربا ضد المستشفيات" بينما تتهم إسرائيل الحركة التي تسيطر على القطاع باستخدام المستشفيات لأهداف عسكرية، وهو ما تنفيه هذه الأخيرة.
وعرض الجيش الإسرائيلي، بوقت سابق هذا الشهر، صورا عبر الأقمار الصناعية تظهر فيها قاعدة إطلاق صواريخ يقول إنها لحماس موجودة على بعد أقل من 100 متر من المستشفى الإندونيسي.
واندلعت شرارة الحرب في 7 أكتوبر، عندما شنت حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال. كما اختطفت الحركة حوالي 240 رهينة، بينهم أجانب، ونقلتهم إلى القطاع.
في المقابل، ترد إسرائيل منذ ذلك التاريخ بقصف متواصل وتوغل بري، أسفر عن مقتل نحو 13 ألف شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في القطاع الفلسطيني الذي تسيطر عليه حماس منذ عام 2007.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی المستشفى الإندونیسی الجیش الإسرائیلی فی مستشفى الشفاء مجمع الشفاء قطاع غزة ما حدث حدث فی
إقرأ أيضاً:
هل تعيد إسرائيل سيناريو مافي مرمرة مع السفينة مادلين؟
قال ناشطون ومحللون -تحدثوا لبرنامج "ما وراء الخبر"- إن إسرائيل سترتكب جريمة حرب وتعتدي على القانون الدولي في حال قامت بالهجوم على السفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة لكسر الحصار عن أهلها، وأشاروا إلى أن التاريخ الإسرائيلي في التعامل مع سفن أسطول الحرية يؤكد أنها ستنفذ تهديداتها ضد "مادلين".
وتواصل هذه السفينة التضامنية طريقها نحو القطاع الفلسطيني في محاولة ليس فقط للاقتراب أكثر من معاناة سكانه، وإنما كذلك لإيصال صوتهم إلى عالم يتفرج على ما يقترف بحقهم من مجازر وتجويع وتهجير.
ولم يستبعد الناشط البرازيلي تياغو أفيلا، وهو من ضمن فريق السفينة مادلين، أن يتعرضوا في أي وقت لهجوم إسرائيلي، وقال إنهم يتوقعون أن "تمارس إسرائيل جريمة حرب بأن تهاجم مهمة إنسانية مدنية" واصفا الذين على متن السفينة بأنهم مجموعة من المدنيين من 7 بلدان يحاولون أن يخرقوا الحصار ويفتحوا ممرا إنسانيا.
وذكّر بأن "إسرائيل ارتكبت جرائم متعددة وفرضت حصارا لمدة 18 عاما، بالإضافة إلى خطتها لتنفيذ إبادة جماعية منذ 8 عقود، والآن تفرض حصارا مطبقا، فلا طعام ولا قطرة ماء تدخل إلى غزة، وحتى عملية توزيع المساعدات جعلتها عسكرية".
وأكد أفيلا أنهم حاليا على بعد 140 ميلا من غزة، ولكنهم لايزالون في المياه الدولية، ويودون الانتقال إلى المياه الإقليمية الفلسطينية وليس الإسرائيلية، كما أوضح أن إسرائيل لو قامت باعتراض السفينة فستكون قد خرقت أمر محكمة العدل الدولية وارتكبت جريمة جريمة حرب. وتوقع أن يصلوا إلى المياه الإقليمية الفلسطينية بعد ظهر الاثنين.
إعلانوعن إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأنه أمر الجيش بمنع وصول السفينة، قال الناشط البرازيلي إنهم يعلمون أن "إسرائيل ترتكب فظاعات ضد الشعب الفلسطيني" وباستطاعتها أن تقتل جميع من على السفينة لو أرادت، مؤكدا أن لديهم إجراءات للطوارئ لحماية أنفسهم.
ومن جانب آخر، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن القوات البحرية أجرت تدريبا قبالة سواحل أسدود على كيفية الاستيلاء على سفينة "مادلين".
وأكد أفيلا أنهم لا يملكون أي ضمانات من أي دولة، رغم أن هدفهم هو تقديم الطعام للأشخاص الذين يجوعون حتى الموت، وأن الحكومات يتعين عليها أن تتصرف قبل فوات الآوان.
وقالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة اليوم إن "مادلين" التابعة لها تواجه "تشويشًا إسرائيليًا خطيرًا" في حين أكد طبيب فرنسي على متن السفينة أن مُسيّرة تحلق فوقها منذ ساعات.
شلل عربيومن جهته، قالت النائبة في البرلمان السويدي لورينا دلغادو إن إسرائيل قامت تاريخيا بالهجوم على نشطاء مدنيين، وفعلت ذلك مع أي محاولة لكسر الحصار عن الفلسطينيين، وأضافت أن الشعب الفلسطيني يتعرض لإبادة جماعية، وعندما تمنع إسرائيل سفينة "مادلين" من الوصول لغزة فهي ترتكب جريمة.
واعتبرت أن "إسرائيل ليست دولة ديمقراطية لأنها تحتل دولة أخرى، وهي تطبق نظام الفصل العنصري الذي يتناقض مع القيم الديمقراطية" متوقعة أن يستمر النشاط الداعم لفلسطين بالدول الغربية، معربة عن أملها أن تتصرف الحكومات وفقا للقوانين الدولية.
ومن جانبه، قال الباحث بجامعة السوربون الدكتور محمد هنيد إن "مادلين" نجحت معنويا بخروجها من المرافئ الأوروبية والتوجه نحو قطاع غزة، وتوقع أن تعيد إسرائيل نفس سيناريو 2020 عندما هاجمت سفينة "مافي مرمرة" التابعة لأسطول الحرية وتسببت في قتل 9 أشخاص وجرح آخرين.
وقد انتقد هنيد الصمت العربي إزاء ما يحدث في قطاع غزة، وقال إن تحرك المجتمع المدني الغربي يقابله حالة من الشلل العربي سياسيا ومؤسساتيا ومدنيا.
إعلان